كريستوف :
( مشاركة قديمة اعاد التغريد لها )
قراءة | زيارة الرئيس فلاديمير بوتين - علاقة الفرص الضائعة : سعدت بالنقاشات واللقاءات المصاحبة للزيارة الرئاسية الروسية للسعودية والتي هذه المرة تختلف جذريًا عن أي زيارة حيث أعتبرها نقلة تاريخية في العلاقات بين البلدين واذابة جدية لجليد الخلاف السياسي على بعض الملفات في المنطقة،
تاريخيًا، الإتحاد السوفييتي أول دولة غير عربية اعترفت بالسعودية وأول دولة أرسلت الكيروسين ”القاز“ والعدد اليدوية والصناعات البدائية مثل المواقد والمناظير والأتاريك وغيرها، كذلك حجاج روسيا من المسلمين كانوا يأتون بأعداد كبيرة أكثر من أي دولة أوروبية، كل هذا لم يشفع لجهود
الانفتاح الوثيق بين البلدين، انقطاع العلاقات القديم سبب شرخًا سياسيًا طويل الأمد، عادت العلاقات عام 90 ومع تولي بوتين زمام الأمور عام 2000 انفتح على السعودية ولكن حالهم داخليًا يشبه حال الخليج كثيرًا حيث القوانين التجارية المبهمة والمصالح التجارية المتقاطعة والعوائل الكبيرة
مع التغيرات النهضوية برز عدد من رجال الأعمال بثروات وليدة الصدفة والحظ، لم يكونوا على قدر من الاطلاع والقدرة على التفاوض والتوسع في الخليج كما أن منتجاتهم لم تكن منافسة وليست بذات الجودة الأوروبية والأمريكية لكن كان يمكن تحقيق أفضل مما كان، التوجس السياسي كذلك كان عائقًا
وكما يقال في المثل الروسي المحلي ”نحلة واحدة لا تجني العسل” جاءت اضطرابات سوق النفط كالقدر المحتم ليجتمع الفرقاء على طاولة واحدة تجبرهم على وضع الحلول كي تستقر الأسواق. يتردد بين الروس حديثًا عن الامتنان العميق الذي يكنه بوتين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تدخله لمنع اضعاف
روسيا من خلال الضغط عليها بالأسعار ومحاربتها في الأسواق - رغم الخلاف على سوريا وإيران - لذلك يرون الروس أن السعوديين صادقين ملتزمين بكلمتهم يبحثون دائمًا عن السلام وهذا التصور أصبح يقينًا بعد وقفة الأمير - كما لمست منهم - وكما صرح بذلك بوتين وبدى واضحًا على كثير من تصرفاته
جاءت زيارة بوتين بتنسيق على أعلى المستويات لزيادة التبادل التجاري وتوثيق العلاقات أكثر في مجالات عدة كالطاقة والنقل والزراعة والبيتروكيماويات والطاقة النووية السلمية والذكاء الاصطناعي. وبسبب ذلك أعلن صندوق الثروة السيادي الروسي عن فتح أول مكتب له في الخارج ليكون مقره في السعودية
فسرت رويترز وعدد من محلليها أن زيارة بوتين جاءت تأكيدًا على أن روسيا ستكون حاضرة بكامل امكانياتها للحفاظ على أمن منشآت النفط بجانب السعودية، لو قصر العالم في تحمل مسؤولياته وهي رسالة لأمريكا أن روسيا ستغطي أي ثغرة لا يمكن للغرب أن يغطيها سواءً بقصد أو عن غير قصد.
علاقة (الفرص الضائعة) كما أسماها السفير الروسي السابق في السعودية السيد أندريه باكلانوف أصبحت من الماضي ودخلت في مرحلة الفرص الاستراتيجية والذهبية، البلدين أمام تحديات واسعة خاصةً في ملف إيران الذي ترفض موسكو بشدة أن يكون عائقًا في علاقاتها مع الخليج وترفض السعودية بشدة أن تتقوى
إيران بعلاقاتها مع موسكو، كذلك تصر موسكو أنه بلا علاقات عسكرية لا يمكن الوثوق بأي علاقة مهما كان عمقها والسعودية ترى أن السلاح الروسي لا يقارن بالأمريكي والأوروبي، بناء الثقة المتبادلة في المواقف العصيبة وتبني مشاريع تطوير عسكرية مشتركة هي مايحتاجه البلدين ليتجاوزا هذا التوجس.