يوم 1 سبتمبر 1939، باشر الجيش الألماني تدخله بالأراضي البولندية، معلناً بذلك بداية الحرب العالمية الثانية. فعقب اتفاقية عدم الاعتداء الموقعة بين السوفيت والألمان يوم 23 أغسطس من نفس السنة والتي اتفق من خلالها هتلر وستالين على اقتسام أراضي بولندا، اتهم النازيون البولنديين بشن هجوم على أحد مواقعهم الحدودية، ليطلقوا بذلك العنان لعملية غزو الأراضي البولندية متحدثين للعالم عن حرب دفاعية للرد على هذا العدوان.
وعن طريق هذا الغزو، نكث أدولف هتلر بعهده الذي قدّمه للبريطانيين والفرنسيين خلال مؤتمر ميونخ عام 1938. ونتيجة لذلك، وجّهت بريطانيا وفرنسا إنذارا أخيرا لهتلر طالبتا من خلاله النازيين بالانسحاب من بولندا واحترام الاتفاقيات السابقة. وأمام رفض هتلر لذلك، أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا يوم 3 أيلول/سبتمبر 1939.
خطة النقود المزورة
وأملا في إقصاء البريطانيين بشكل مبكر من النزاع العالمي، وضع النازيون خطة لتقويض جهود حرب بريطانيا عن طريق استهداف اقتصادها. فخلال شهر سبتمبر 1939، تحدّث المسؤول بجهاز الأمن والشرطة النازية، آرثر نيبي (Arthur Nebe)، عن إمكانية استخدام عدد من المزوّرين الموهوبين، ذوي الخبرة، لتزوير العملة البريطانية وإنتاج كميات هائلة من الجنيهات التي تلقى باستخدام الطائرات على المدن البريطانية. وبناء على أقوال نيبي، ستتسبب هذه العملية في انهيار حتمي للاقتصاد البريطاني تزامنا مع خسارة الجنيه الإسترليني لقيمته ومكانته كعملة الاحتياطي العالمي.
إلى ذلك، عرض وزير الدعاية الألماني جوزيف غوبلز (Joseph Goebbels) والمسؤول بفرق الأس أس رينهارد هايدريش (Reinhard Heydrich) الخطة على أدولف هتلر. وعلى الرغم من معارضة وزير الاقتصاد الألماني لذلك وحديثه عن خروقات خطيرة للقوانين الدولية، استحسن أدولف هتلر هذه الفكرة وأمر هايدريش بتعيين الضابط بفرق الأس أس ألفرد نوجوكس (Alfred Naujocks) للإشراف على هذه العملية التي سرعان ما لقبت بعملية أندرياس (Andreas).
3 ملايين من الجنيهات
مطلع العام 1940، استقطب نوجوكس عددا من المزورين البارزين وأنشأ موقعا خاصا بعملية التزوير بالعاصمة برلين. وبعد أشهر من العمل، تمكّن فريق المزورين من إنتاج أوراق نقدية من فئة 5 جنيهات مطابقة لتلك الموجودة لدى البريطانيين. ولإنجاح هذه العملية، أفلح الخبراء الألمان في فك شفرة الأرقام التسلسلية للأوراق فئة 5 جنيهات كما اعتمدوا على خبرة عدد من الكيميائيين لإنتاج أوراق تشابهت تركيبتها مع تلك التي اعتمدها البريطانيون لطباعة الأوراق النقدية فئة 5 جنيهات.
مطلع العام 1942، أنتج الألمان ما قيمته 3 ملايين من الجنيهات المزورة وانتظروا الضوء الأخضر لبدء عملية إلقائها على المدن البريطانية.
معلومات استخباراتية ونهاية العملية
ولحسن حظ الاقتصاد البريطاني، تراجع النازيون عن القيام بهذه العملية بسبب فقدان ألفرد نوجوكس لمكانته. في الأثناء، حصل البريطانيون عن طريق عدد من الجواسيس على معلومات حول عملية أندرياس فاتجهوا للفور لوقف إصدار الأوراق النقدية فئة 5 جنيهات ومنعوا دخول أية أوراق نقدية من الدول الأجنبية، كما حذّروا حلفاءهم الأميركيين من هذه العملية التي قد تبلغ تبعاتها الولايات المتحدة الأميركية.
منتصف عام 1942، عاد الألمان مجددا لهذه الخطة حيث أعجب بها قائد فرق الأس أس هاينريش هملر (Heinrich Himmler) الذي أوكل لمساعده برنهارد كروغر (Bernhard Krüger) مهمة إنتاج أوراق نقدية بريطانية جديدة لاستغلالها أثناء العمليات الاستخباراتية.
وقد اتجه كروغر لاستغلال المعتقلين بمعسكرات الموت لإنتاج هذه الأوراق النقدية. وعلى حسب مصادر تلك الفترة، كان بمقدور الألمان صنع نحو 60 ألف ورقة مزورة شهريا خلال منتصف العام 1943 استغل قسم كبير منها للحصول على معلومات.
إلى ذلك، عرفت هذه العملية نهايتها مع هزيمة ألمانيا خلال شهر أيار/مايو 1945 حيث تمكن الحلفاء من إتلاف ما تبقى من النقود المزورة التي أنتجها الألمان عقب تحريرهم لمعسكرات الموت.
alarabiya.net/last-page/2021/02/12/اقتصاد-بريطانيا-بهذه-الطريقة-كاد-هتلر-أن-يدمر-اقتصاد-بريطانيا-
وعن طريق هذا الغزو، نكث أدولف هتلر بعهده الذي قدّمه للبريطانيين والفرنسيين خلال مؤتمر ميونخ عام 1938. ونتيجة لذلك، وجّهت بريطانيا وفرنسا إنذارا أخيرا لهتلر طالبتا من خلاله النازيين بالانسحاب من بولندا واحترام الاتفاقيات السابقة. وأمام رفض هتلر لذلك، أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا يوم 3 أيلول/سبتمبر 1939.
وأملا في إقصاء البريطانيين بشكل مبكر من النزاع العالمي، وضع النازيون خطة لتقويض جهود حرب بريطانيا عن طريق استهداف اقتصادها. فخلال شهر سبتمبر 1939، تحدّث المسؤول بجهاز الأمن والشرطة النازية، آرثر نيبي (Arthur Nebe)، عن إمكانية استخدام عدد من المزوّرين الموهوبين، ذوي الخبرة، لتزوير العملة البريطانية وإنتاج كميات هائلة من الجنيهات التي تلقى باستخدام الطائرات على المدن البريطانية. وبناء على أقوال نيبي، ستتسبب هذه العملية في انهيار حتمي للاقتصاد البريطاني تزامنا مع خسارة الجنيه الإسترليني لقيمته ومكانته كعملة الاحتياطي العالمي.
إلى ذلك، عرض وزير الدعاية الألماني جوزيف غوبلز (Joseph Goebbels) والمسؤول بفرق الأس أس رينهارد هايدريش (Reinhard Heydrich) الخطة على أدولف هتلر. وعلى الرغم من معارضة وزير الاقتصاد الألماني لذلك وحديثه عن خروقات خطيرة للقوانين الدولية، استحسن أدولف هتلر هذه الفكرة وأمر هايدريش بتعيين الضابط بفرق الأس أس ألفرد نوجوكس (Alfred Naujocks) للإشراف على هذه العملية التي سرعان ما لقبت بعملية أندرياس (Andreas).
3 ملايين من الجنيهات
مطلع العام 1940، استقطب نوجوكس عددا من المزورين البارزين وأنشأ موقعا خاصا بعملية التزوير بالعاصمة برلين. وبعد أشهر من العمل، تمكّن فريق المزورين من إنتاج أوراق نقدية من فئة 5 جنيهات مطابقة لتلك الموجودة لدى البريطانيين. ولإنجاح هذه العملية، أفلح الخبراء الألمان في فك شفرة الأرقام التسلسلية للأوراق فئة 5 جنيهات كما اعتمدوا على خبرة عدد من الكيميائيين لإنتاج أوراق تشابهت تركيبتها مع تلك التي اعتمدها البريطانيون لطباعة الأوراق النقدية فئة 5 جنيهات.
مطلع العام 1942، أنتج الألمان ما قيمته 3 ملايين من الجنيهات المزورة وانتظروا الضوء الأخضر لبدء عملية إلقائها على المدن البريطانية.
معلومات استخباراتية ونهاية العملية
ولحسن حظ الاقتصاد البريطاني، تراجع النازيون عن القيام بهذه العملية بسبب فقدان ألفرد نوجوكس لمكانته. في الأثناء، حصل البريطانيون عن طريق عدد من الجواسيس على معلومات حول عملية أندرياس فاتجهوا للفور لوقف إصدار الأوراق النقدية فئة 5 جنيهات ومنعوا دخول أية أوراق نقدية من الدول الأجنبية، كما حذّروا حلفاءهم الأميركيين من هذه العملية التي قد تبلغ تبعاتها الولايات المتحدة الأميركية.
منتصف عام 1942، عاد الألمان مجددا لهذه الخطة حيث أعجب بها قائد فرق الأس أس هاينريش هملر (Heinrich Himmler) الذي أوكل لمساعده برنهارد كروغر (Bernhard Krüger) مهمة إنتاج أوراق نقدية بريطانية جديدة لاستغلالها أثناء العمليات الاستخباراتية.
وقد اتجه كروغر لاستغلال المعتقلين بمعسكرات الموت لإنتاج هذه الأوراق النقدية. وعلى حسب مصادر تلك الفترة، كان بمقدور الألمان صنع نحو 60 ألف ورقة مزورة شهريا خلال منتصف العام 1943 استغل قسم كبير منها للحصول على معلومات.
إلى ذلك، عرفت هذه العملية نهايتها مع هزيمة ألمانيا خلال شهر أيار/مايو 1945 حيث تمكن الحلفاء من إتلاف ما تبقى من النقود المزورة التي أنتجها الألمان عقب تحريرهم لمعسكرات الموت.
alarabiya.net/last-page/2021/02/12/اقتصاد-بريطانيا-بهذه-الطريقة-كاد-هتلر-أن-يدمر-اقتصاد-بريطانيا-