سيناء.. أعراض ما بعد الانسحاب سيطرت على مناحم بيجين فحاول دفع مصر للتخلى عن مفاوضات الحكم الذاتى للفلسطينيين
سيناء أثناء الانسحاب الإسرائيلي
يستعرض الوثائق مروان سلطان
- مبارك أبلغ السفير البريطانى بأنه رفض دعوة ريجان لعقد مؤتمر ثلاثى خوفا من تصرف إسرائيلى مفاجئ يسىء إليه فى عيون المصريين والعرب
- ماذا قالت الوثائق عن البدو؟ ظلوا فخورين ومستقلين بشكل قوى للغاية.. وما يثير الفضول أنهم لم يخضعوا لتأثير أشكال النفوذ الأجنبى
- المصريون مؤمنون بقدرة بلادهم على مقاومة محاولات التسلل الإسرائيلية حتى مع المساندة الأمريكية
كشفت وثائق بريطانية عن كيفية تفويت مصر الفرصة على حيل إسرائيل لتشويه صورتها فى العالم العربى بعد «كابوس فظيع» عاشه الإسرائيليون بعد استكمالهم الانسحاب من سيناء يوم 25 أبريل عام 1982.
ووفق الوثائق التى حصلت «الأهرام» على بعضها وفق قانون حرية المعلومات، فإن الإسرائيليين شكوا للبريطانيين من مرارة اضطرارهم لإنهاء احتلالهم الذى دام 15 عاما.
كما تكشف الوثائق عن أن نظام الرئيس الراحل حسنى مبارك كان متحسبا لألاعيب مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل بعد الانسحاب التاريخى من سيناء.
وفى تقرير استعرض فيه أهم التطورات فى إسرائيل خلال عام 1982، وصف بى إتش موبرلي، سفير المملكة المتحدة لدى إسرائيل، هذا العام بأنه كان «عام ضغط وتوتر». وكشف عما دار بينه وبين الزعماء الإسرائيليين خلال استعداداتهم للانسحاب.
وقال:
«ابلغنا بأن إعادة سيناء إلى مصر ستكون تجربة صادمة لإسرائيل. فهم يغادرون حقول البترول والمطارات والرحابة المريحة المتمثلة فى فضاءات سيناء الخالية الأخرى التى استمتعت بها إسرائيل طوال الـ 15 عاما الماضية. وكانت الصدمة، فوق كل شيء، ناتجة عن التخلى لأول مرة عن مستوطنات يهودية مثل ياميت».
«تجربة لن تتكرر»
وكانت وثائق بريطانية قد كشفت، فى وقت سابق، عن أن مبارك أبلغ رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر بأنه رفض كل ضغوط قادة الجالية اليهودية فى الولايات المتحدة بتقديم تنازلات بشأن مستوطنة ياميت. التى أصرالإسرائيليون على تسويتها بالأرض قبل انسحابهم منها، ويشير تقرير السفير البريطانى إلى أن الإسرائيليين «شعروا بأن العالم خذلهم» عندما قبل إجبارهم على التخلى عن سيناء المحتلة.
وقال التقرير:
«زعم الإسرائيليون بأن بقية العالم لم يعبر بالقدر الكافى عن تقديره لفضل الإسرائيليين المتمثل فى التضحية التى قدموها بمغادرة سيناء».
وأبلغ السفير البريطانى حكومته بأنه بسبب قسوة الشعور العام فى إسرائيل من التخلى عن المستوطنات التى كلفهم بناؤها الكثير من الأموال والجهد وكأنهم لن يخرجوا منها أبدا، فإنهم لن يكونوا مستعدين لتكرار التجربة نفسها مع المستوطنات فى الأراضى المحتلة الأخري.
وقال السفير فى تقريره إن الإسرائيليين يرون أنه:
«لا يجب بأى حال تكرار (تجربة) التخلى عن المستوطنات الأقرب إلى الوطن فى الضفة الغربية وفى غزة وفى الجولان».
ضبط النفس أمام الاستفزازات
كيف رأى البريطانيون تعامل الطرف الآخر، مصر، مع الموقف قبل وبعد الانسحاب الإسرائيلي؟
وفق تقرير مماثل، عن الأوضاع فى مصر عام 1982، أثنى السفير على نجاح نظام مبارك فى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاستفزازات الإسرائيلية.
وقال:
«وُوجه مبارك، الذى تولى السلطة قبل انسحاب إسرائيل من سيناء بستة شهور بتصعيد الشكاوى والتهديدات الإسرائيلية خلال فترة العد التنازلي، مما أوحى بوجود نية على الأقل لتأجيل الأمور لما بعد تاريخ 25 أبريل المقدس».
وأثنى تقرير السفير أيضا على رد الفعل المصرى الذى أدرك الحيلة الإسرائيلية وفوتوا الفرصة على مراوغات الحكومة الإسرائيلية بقيادة مناحيم بيجن. وقال:
المصلحة الذاتية أملت ألا يرد المصريون (على التهديدات الإسرائيلية)، غير أنه كان يتعين على المرء أن يعُجب بقدرتهم على التعامل ببرود مع هذا الوابل (من الشكاوى والتهديدات) باعتبارها توليفة من سياسة الوصول إلى حافة الهاوية والتسييس لأسباب داخلية يتبعها بيجن».
وفى هذا الوقت كانت هناك استعدادات لبدء مباحثات الحكم الذاتى الفلسطيني. وحينها أصر بيجن على فروض شروط، خاصة فيما يتعلق بالقدس، قبل الدخول فى المفاوضات. ورغبة فى الانتقام من مصر وتخفيف آلام الانسحاب من سيناء، حرص بيجن على دفع مصر للتخلى عن محادثات الحكم الذاتي، تنفيذا لمعاهدة السلام، وما يفسح له المجال لإعلان ضم الضفة الغربية المحتلة مثلما فعل مع الجولان السورية المحتلة قبل شهور.
ووفق معلومات البريطانيين فإنه «عندما فشلت عدة مهام وزارية (زيارات وزراء أجانب إلى إسرائيل) فى زحزحة بيجين عن موقفه، خلص المصريون إلى أنه يهدف إما إلى شراء الوقت لحين الدعوة إلى انتخابات (عامة فى إسرائيل) أو استفزاز مصر للتخلى عن مباحثات الحكم الذاتي».
موقف محرج
ويقول تقرير السفير البريطانى إن المصريين انزعجوا كثيرا بما وصفه «أعراض ما بعد الانسحاب لدى بيجن». وبسبب من هذا الانزعاج، إضافة إلى عدم الثقة فى موقف الأمريكيين، توخى مبارك الحذر من أى مبادرات إسرائيلية ربما تضع مصر فى موقف محرج أمام الدول العربية، خاصة السعودية، التى كانت، حينها، معارضة بشدة لعملية كامب ديفيد.
ولهذا فإن مبارك نظر، وفق التقرير البريطاني، بعين الريبة لاقتراح إدارة الرئيس الأمريكى رونالد ريجان عقد قمة أمريكية إسرئيلية مصرية ثلاثية لبحث الخطوة التالية.
قال السفير البريطاني:
«لم يكن لديهم (المصريين) ثقة فى الوصفة الأمريكية بعقد قمة ثلاثية. فقد أبلغنى مبارك يوم 2 يونيو بأنه رفض دعوة الرئيس ريجان لزيارة نيويورك. فقد خشى من أن يفجر بيجن مفاجأة ما غير متفق عليها من شأنها أن تسىء إلى مبارك فى عيون كل من المصريين والعرب، كما فعل بالسادات بالفعل بالغارة على بغداد بعد اجتماعه به فى شرم الشيخ».
وتلمح الوثيقة البريطانية إلى اعتداء إسرائيل على المفاعل النووى العراقي، التى سبقت حكومة مارجريت تاتشر بإدانتها. فكان مقررا أن يُفتتح المفاعل فى الثامن من شهر يونيو 1981، وقبل ذلك بيوم واحد شنت ثمانى طائرات إسرائيلية، انطلاقا من إيلات على البحر الأحمر، هجوما دمر المفاعل العراقي.
واعتبر البريطانيون أن تذكر مبارك هذه الحادثة ورفضه الدعوة الأمريكية اتسما بقدرة ملحوظة على استشراف المستقبل. وقال السفير: «لقد كان (مبارك) صاحب بصيرة نافذة أكثر مما علم هو نفسه».
فى السادس من يونيو عام 1982، أى بعد حوالى 5 أسابيع تقريبا من الانسحاب من سيناء، غزت إسرائيل لبنان فى محاولة للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية. واعتبر البريطانيون أن هذا التطور كان أحد أعراض الانسحاب الإسرائيلى من سيناء التى سعت إلى الإساءة لصورة ودور مصر فى العالم العربي.
ووفق التقرير البريطاني، فإن:
غزو لبنان جاء كآخر قشة. ووجه اللطمة النهائية لتبرير مصر العنيد لـ (عملية) كامب ديفيد بأنها خفضت مخاطر الحرب، وأن مصر لم تتخل عن مسئولياتها العربية، بل على العكس هى (مصر) فى وضع أفضل لضمان حقوق الفلسطينيين. وضاعفت إسرائيل الإساءة (لمصر) بإعلانها بفخر أن السلام مع مصر متماسك».
كيف رأى البريطانيون رد الفعل المصرى على السلوك العسكرى والسياسى الإسرائيلي؟.
كان الغضب الشعبى المصرى عارما على ما تفعله إسرائيل بالمدنيين فى لبنان. وحينها اكتفى نظام مبارك بالاستنكار دون اتخاذ أى خطوة تهدئ الشارع الغاضب. واندهش البريطانيون من أن الموقف المصرى المتردد استمر لكنه تغير بسبب جرائم إسرائيل ضد المدنيين العزل فى لبنان.
وقالت السفارة فى تقريرها:
«لقد كان مدهشا أنهم (نظام مبارك) كانوا قادرين على أن يقتصروا على ردود الفعل الكلامية حتى فرضت مذابح بيروت سحب سفيرهم من تل أبيب».
وحسب التقييم البريطاني، فإن نظام مبارك أدرك أن قطاعا كبيرا من الساسة وغير الساسة فى إسرائيل لا يعبأون بتحقيق السلام وفق الرؤية المصرية والمُوقع عليها فى كامب ديفيد. ويؤكد هذا التقييم أن المصريين:
«يعتقدون بأن الإسرائيليين، أو على الأقل مدرسة بيجن/شارون، ليسوا مهتمين بسلام بين متساويين بل يعتبرون أنه كى يكون السلام دائما، فإنه يجب أن يُفرض، وأنه يجب أن تحتفظ إسرائيل بمزايا معينة (روابط تجارية وثقافية وطابا- فى حالة مصر، والمستوطنات فى الضفة الغربية تتمتع بحكم ذاتى وجيوب أمنية فى لبنان) تعطيها يدا عليا فى حالة إن سولت للطرف الآخر نفسه التراجع».
كان المصريون واعين، حسب التقدير البريطاني، بما يفكر فيه الإسرائيليون رغم اتفاق السلام بين البلدين، ومؤمنين بقدرتهم على الصمود فى وجه التخطيط الإسرائيلي.
وفى نهاية تقييمه للعلاقات بين مصر وإسرائيل فى الفترة التى أعقبت الانسحاب من سيناء وغزو إسرائيل للبنان ومجازرها فيه، تحدث تقرير السفارة البريطانية عن إيمان المصريين بقدرة بلادهم على مقاومة محاولات التسلل الإسرائيلية؛ حتى رغم المساندة الأمريكية لإسرائيل.
وقال:
المصريون واثقون بأن الغالبية الساحقة فى بلادهم ونظامهم البيروقراطى (كيان الدولة المصرية الإداري) المنيع يمكنه منع أى اختراق إسرائيلي. غير أنهم يخشون من أن شروط إسرائيل الحالية يمكن أن تحول بسرعة لبنان إلى كيان تابع لا حول له ولا قوة، فنصحوا الرئيس (اللبناني) الجميل بالانتباه لذلك، فلقوا تعنيفا أمريكيا بسبب تعبيرهم عن (مخاوفهم وآلامهم مما تفعل إسرائيل).
وتكشف الوثائق عن أن البريطانيين أدركوا، عقب توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر فى 26 مارس 1979، إن عملية الانسحاب الإسرائيلية من سيناء، تنفيذا للمعاهدة، لن تكون سهلة. ويكشف بحث «الأهرام» فى الوثائق أن بريطانيا كثفت اهتمامها بسيناء منذ ذلك الوقت.
فى 25 مايو 1979، أجلت إسرائيل عن العريش، كبرى مدن سيناء، فى أولى مراحل تحرير سيناء الثلاث.
وقبل الموعد بأسبوعين، طلبت الخارجية البريطانية من سفارتها فى تل أبيب إعداد تقرير مفصل عن سيناء.
وبعد استعراض مراحل التحرير، استهلت السفارة تقريرها بأن «أهمية سيناء لإسرائيل كانت، وتبقي، استراتيجية»، وليس لها بديل. وأضاف:
«بالنسبة للإسرائيليين، مثَلت سيناء الكثير من الأشياء خلال الـ 12 عاما الماضية. فهى ساحة معارك قاسية لكنها كانت فى أوقات أخرى ملعبا هائلا لجيش الدفاع الإسرائيلي، وهى حلم سياسي، ورصيد احتياطى طبيعي، ومشروع للزراعات التجريبية، ولقاء رومانسى مع البدو والجمال. وهي، غير هذه الأشياء، امتداد لحدود إسرائيل الضيقة وفر تحررا روحيا تقريبا من ضغوط الحياة. ولن تكون (صحراء) النقب بديلا».
وتكشف الوثائق عن خلافات، بقت مستمرة رغم إقرار إسرائيل بالانسحاب، بين عموم العسكريين والقيادة فى الجيش الإسرائيلى بشأنى التخلى عن شبه الجزيرة المحتلة. فبينما رأى الفريق الأول أن ثمن «هذه التضحية» لا يضاهى الخسائر، قال الفريق الثانى إن الثمن، وهو السلام مع مصر، جدير بتقديم التضحية.
وقال التقرير البريطاني:
«بعد أن أصبح الانسحاب الآن مجرد مسألة فنية، يبدو أنه لا مزيد من النقاش داخل جيش الدفاع الإسرائيلى بشأن أهميتها الاستراتيجية (لإسرائيل). لا يزال كثيرون يتحدثون عن «الثمن الهائل»، الذى دفعته إسرائيل من أجل السلام، بالتضحية بأعماقها الاستراتيجية التى أتاحتها سيناء، غير أن قيادة الجيش تبدو مقتنعة بأن الثمن يستحق (الانسحاب من سيناء).
الكل راحل ويبقى البدو
استعرض التقرير البريطانى بالتفصيل التغييرات الاقتصادية والاجتماعية التى لحقت بسيناء خلال فترة الاحتلال، الأمر الذى يجعل الانسحاب منها أمرا بالغ الصعوبة على الإسرائيليين.
وطرح التقرير البريطانى تساؤلا عما سيكون عليه حال البدو بعد استعادة مصر سيادتها على سيناء.
وخلصت اتصالات البريطانيين، حينها، مع البدو إلى أن زعماءهم «غير متأكدين» مما هو قادم.
وقالت السفارة فى تقريرها:
«إنهم يخشون من أن الخدمات الاجتماعية التى وفرها الإسرائيليون، خاصة فى التعليم والخدمات الطبية، سوف تتدهور فى ظل المصريين بسبب نقص الأموال والموظفين المهرة والتنظيم. كما يخشون أيضا من أن إمكاناتهم الاقتصادية سوف تعانى لو اختفى السياح الإسرائيليون، ولم يحل محلهم سياح مصريون»، ورغم هذه المخاوف التى ساورت البدو، فإنهم فضلوا انتهاء الاحتلال والعودة إلى السيادة المصرية أيا تكن التوابع.
ويقول التقرير:
«لقد ظلوا (البدو) فخورين، ومستقلين بشكل قوى للغاية، وما يثير الفضول والأسئلة أنهم لم يخضعوا لتأثير أشكال النفوذ الأجنبى التى حدث أن كانوا على اتصال بها. وقد أثرت التغييرات الاقتصادية (التى أحدثها الاحتلال الإسرائيلي) على بعض جوانب حياتهم، لكنه رغم الرخاء الهائل، فإنه يبقى ضئيلا فى التأثير وقصيرا فى الأمد».
خسائر بالغة
عندما أكمل الإسرائيليون، فى فبراير 1980، المرحلة الثانية من سيناء، وانسحبوا إلى الخط الذى يربط العريش برأس محمد، فى نهاية الطرف الجنوبى من شبه الجزيرة (أى كل الجزء الغربى الذى يشكل تقريبا ثلثى مساحتها). تكبدت إسرائيل بهذه الخطوة خسائر اقتصادية هائلة لأن تلك المنطقة تشمل ممرى الجدى ومتلا الاستراتيجيين وحقول بترول خليج السويس. ووفق الحسابات الإسرائيلية، توفر الحقول ما بين 20 فى المائة و30 فى المائة من احتياجات إسرائيل من البترول فى ذلك الوقت. وربما سعى تقرير السفارة البريطانية إلى لفت انتباه لندن إلى أن الخسائر المالية الإسرائيلية، فى القطاع العسكرى ستكون أيضا بالغة.
وأشار إلى أنه:
«مع الانسحاب من ممرى الجدى ومتلا، سوف تتم إعادة نشر الجزء الهائل من المنشآت العسكرية لتنقل إلى أراضى إسرائيل الداخلية. وسوف يتم إنفاق نحو مليار دولار أمريكى فى عام 1979 وحده لتغطية تكاليف هذا الانسحاب. وسوف يوجه معظم الاستثمار إلى الإنشاء الفورى لنظام إنذار مبكر ليحل محل النظام الذى سيتم التخلى عنه فى سيناء». فضلا عن ذلك، كشف التقرير عن تكاليف باهظة أخرى سوف تتكبدها إسرائيل ترتبط بالانسحاب المادى من المناطق المحتلة.
وقال:
الانسحاب نفسه سيكون مشروعا هائلا، يشمل نقل حوالى 75 ألف طن من المعدات، و4 آلاف ناقلة تقريبا، الأمر الذى يتطلب قرابة 62 ألف يوم نقل. كما يجب على جيش الدفاع الإسرائيلى تفكيك 79 مخيما ومنشأة عسكرية تشمل 2700 مبنى ومحطتى إنذار مبكر».
لم تتوقف خسائر إسرائيل عند هذا الحد. فقد تكبدت أيضا أموالا هائلة لتهجيز الأرضية لإعادة تمركز القدرات العسكرية المنسحبة من سيناء فى صحراء النقب.
وتحدث التقرير البريطانى عن هذا الخسائر قائلا:
سيكون الأثقل من ذلك هو عبء إعداد النقب لاستيعاب المنشآت المنسحبة من سيناء. فسوف تنشئ إسرائيل حوالى 50 مخيما عسكريا جديدا فى النقب، وتعبد 695 كيلومترا من الطرق الجديدة هناك، وتعيد تعبيد 225 كيلومترا من الطرق الحالية، وتنشئ 700 كيلومتر من أنابيب المياه وحوالى 1000 كيلومتر من الكابلات عالية التحمل وتنقل حوالى 90 مليون متر مكعب من التراب لبناء بنية أساسية جديدة فى المنطقة».
وتضمن تقرير السفارة البريطانية أرقاما تفصيلية عن: توزيع السكان فى أنحاء سيناء (الذى بلغ حوالى 90 ألف شخص فى ذلك الوقت)، عدد المدارس فى مختلف المراحل التعليمية وعدد التلاميذ فى كل واحدة منها (وعددهم 9880).