السودان ثاني أقوى وأخطر جيش أفريقي..!
مواقع أخرى*
2007-07-09
بقلم: مكي المغربي-صحفي سوداني
تقرير في موقع تابع للاتحاد الأفريقي يتحدث ((على استحياء)) عن أقوى الجيوش الافريقية بهذا الترتيب ويقول هي: مصر والسودان والجزائر ونيجريا وليبيا والمغرب ويوغندا وجنوب أفريقيا.
محلل سياسي أوروبي يعترض على ذكر ليبيا لأنه من الأشياء المهمة في الجيش هي ((الاحتياطي الشعبي)).. وهذا يحتاج إلى دولة ذات كثافة سكانية متوسطة على أسوأ الفروض.
لم يعترض أحد على أن السودان ثاني أخطر وأقوى جيش افريقي!
المواقع العربية تمنح ((اثيوبيا)) مكانة قوية في القارة ، ولكنها تعتمد على معلومات تاريخية وعلى هواجس تاريخية.
هنالك اختلاف معايير قياس قوة الجيش وبعضهم لا يرى ضرورة لوجود ((عقيدة قتالية)) واضحة وقوية بذات الصورة القديمة وذلك لأن ((عساكر اليوم، اكثر وعياً، وهم يسألون عن ((عدالة المعركة)).. والعدالة مسألة إعلامية تقبل ((الفبركة)) أحياناً.
ولكن هل قبلت حرب العراق الفبركة.. وما هو مستوى معنويات الجيش الأمريكي الآن؟.
في تقديري الخاص وبالاعتماد على المعايير السياسية والاقتصادية والاجتماعية في خط واحد مع المعايير العسكرية فان أقوى جيوش افريقيا هي مصر والسودان ونيجيريا واثيوبيا وجنوب افريقيا ويوغندا بهذا الترتيب الذي ذكرته..!
أما مصر فلديها تاريخ وحاضر عسكري وسياسي لا يحتاج إلى شرح.
والسودان ظل جيشه متماسكاً وفي وضعيه قتالية منذ ((الحرب العالمية الثانية)) وإلى يوم أمس، وبالرغم من أن الحرب أمر كريه إلا استدامتها تنشئ خبرة تراكمية عالية جداً.. وهذا ما لم يتوفر لجيوش أخرى هي أعلى تسليحاً من السودان.
نيجيريا تأخرت عن ((السودان)) بالرغم ارتفاع كثافتها السكانية وذلك لأن السودان يتقدم عليها في حسن الإدارة الحكومية للدولة وفي قوة الاقتصاد.. وهنا قد تجد هذه النقطة انتقاداً ولكن دونكم نموذج النفط الذي بدأه السودان متأخراً، وانجز فيه بنيات مؤسسية أفضل بكثير من نيجيريا.
اثيوبيا تأخرت لأن انهيار نظام منقستو كان انهياراً للجيش الذي كان يعتمد على تشكيلة قومية معينة تم نقضها وتحطيمها ثم تأسيس الجيش من جديد، ولكن لدى أثيوبيا مرجعية دينية مسيحية مستقرة جداً، والقبائل المسيحية الكبرى ذات كثافة سكانية جيدة، ولديها انفتاح على العالم الخارجي، ولذلك اثيوبيا قادرة على الاتصال بالعالم الخارجي ولديها قابلية للتطور حتى ولو عزلت عنها بعض المكونات الإثنية الأخرى مع فاتورة باهظة الثمن ولكن مع مقابل ((دولي)).
يوغندا بلد متطور ومستقر ولكنه صغير الحجم ونخبته محدودة العدد ومستلبة خارجياً إلى حد كبير ولذلك معادلة ((الحداثة والوطنية)) نشأت عندها مختلفة.
جنوب أفريقيا دولة اقرب الى العالم الأول من الثالث حتى وإن كانت ضمنه في الشعور العام، ولكن جنوب أفريقيا لم تخض حرباً إقليمية بعد استقلالها وتظل قوتها وحداثة جيشها تنتظر الاختبار والتطبيق لا سيما في المساهمة في قوات الاتحاد الأفريقي ..لأن احتمالات الحرب غير واردة!
الجزائر الآن بلد ((منكوبة)) أمنياً ومأزومة سياسياً لأنه لا يوجد فيها وسط ((سياسي)) فالنخبة العلمانية مازالت قريبة إلى فرنسا التي حضنتها وفرختها، وفي الطرف الآخر التيار السني السلفي الذي تجلى في الجبهة الإسلامية للانقاذ، وهم دعاة سنيون جهاديون في ثياب مدنية بيضاء.. اصطبغت لاحقاً بالون الأحمر لأنهم فشلوا في سد الثغرات أمام الإنجراف نحو مستنقع الحرب الأهلية.
المغرب بلد هادئ ولا يحب المغامرات حتى في طورها الدبلوماسي، وقد انكمش دوره السياسي كثيراً.. وتعرض الآن لابتزاز دولي بقضية الصحراء الغربية.
يمكننا القول مبدئياً أن الجيوش الأفريقية الأربعة هي مصر، السودان، نيجريا، أثيوبيا.
في الخانة التالية لهؤلاء الاربعة يمكن أن يكون للجيوش الأخري ((دور محسوب)) ولكن الدور الأكبر سيبقى لهذه الأضلع الأربعة في المعارك الحقيقية والحسابات التي يستعصي تعديلها بالصرف الإعلامي والسياسي والتكنولوجي المفاجئ.
يتعرض السودان باستمرار لمحاولات الحد من سيادته، فبعد أن وقع على اتفاق السلام الذي يوجب عليه إعادة الانتشار في الجنوب صدرت قرارات من مجلس الأمن تفرض قيوداً على حركته في دارفور.
والعمل جار كما نشاهد ((على سطح الساحة السياسية، وليس في ((أعماقها)) لقصقصة الأطراف وتفكيك السيادة السودانية..
تمهيداً لجعل ((الجيش السوداني)) أكثر محدودية في دوره داخل السودان، وبالتالي يخرج من مكانته المتقدمة افريقياً.
المسألة بالتأكيد حساباتها خارج الحدود مختلفة، فالمعارضة الجديدة القديمة تتوهم أن هناك مشكلة ((انقاذية – دولية)) ستزول بزوال النقاذ ويعود الوضع الدولي مع السودان ((سمناً على عسل)).
هذا المنطق المحدود جداً عبارة عن مصيبة ((سياسية)).. أرجو أن تنال قدراً من التفكيك على المائدة المستديرة في منزل المشير سوار الذهب.
لحسن الحظ أن الحل السوداني سيخرج من منزل عسكري سوداني..!.
(نقلاً عن صحيفة الوطن السودانية)
http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=6&artid=7835
مواقع أخرى*
2007-07-09
بقلم: مكي المغربي-صحفي سوداني
تقرير في موقع تابع للاتحاد الأفريقي يتحدث ((على استحياء)) عن أقوى الجيوش الافريقية بهذا الترتيب ويقول هي: مصر والسودان والجزائر ونيجريا وليبيا والمغرب ويوغندا وجنوب أفريقيا.
محلل سياسي أوروبي يعترض على ذكر ليبيا لأنه من الأشياء المهمة في الجيش هي ((الاحتياطي الشعبي)).. وهذا يحتاج إلى دولة ذات كثافة سكانية متوسطة على أسوأ الفروض.
لم يعترض أحد على أن السودان ثاني أخطر وأقوى جيش افريقي!
المواقع العربية تمنح ((اثيوبيا)) مكانة قوية في القارة ، ولكنها تعتمد على معلومات تاريخية وعلى هواجس تاريخية.
هنالك اختلاف معايير قياس قوة الجيش وبعضهم لا يرى ضرورة لوجود ((عقيدة قتالية)) واضحة وقوية بذات الصورة القديمة وذلك لأن ((عساكر اليوم، اكثر وعياً، وهم يسألون عن ((عدالة المعركة)).. والعدالة مسألة إعلامية تقبل ((الفبركة)) أحياناً.
ولكن هل قبلت حرب العراق الفبركة.. وما هو مستوى معنويات الجيش الأمريكي الآن؟.
في تقديري الخاص وبالاعتماد على المعايير السياسية والاقتصادية والاجتماعية في خط واحد مع المعايير العسكرية فان أقوى جيوش افريقيا هي مصر والسودان ونيجيريا واثيوبيا وجنوب افريقيا ويوغندا بهذا الترتيب الذي ذكرته..!
أما مصر فلديها تاريخ وحاضر عسكري وسياسي لا يحتاج إلى شرح.
والسودان ظل جيشه متماسكاً وفي وضعيه قتالية منذ ((الحرب العالمية الثانية)) وإلى يوم أمس، وبالرغم من أن الحرب أمر كريه إلا استدامتها تنشئ خبرة تراكمية عالية جداً.. وهذا ما لم يتوفر لجيوش أخرى هي أعلى تسليحاً من السودان.
نيجيريا تأخرت عن ((السودان)) بالرغم ارتفاع كثافتها السكانية وذلك لأن السودان يتقدم عليها في حسن الإدارة الحكومية للدولة وفي قوة الاقتصاد.. وهنا قد تجد هذه النقطة انتقاداً ولكن دونكم نموذج النفط الذي بدأه السودان متأخراً، وانجز فيه بنيات مؤسسية أفضل بكثير من نيجيريا.
اثيوبيا تأخرت لأن انهيار نظام منقستو كان انهياراً للجيش الذي كان يعتمد على تشكيلة قومية معينة تم نقضها وتحطيمها ثم تأسيس الجيش من جديد، ولكن لدى أثيوبيا مرجعية دينية مسيحية مستقرة جداً، والقبائل المسيحية الكبرى ذات كثافة سكانية جيدة، ولديها انفتاح على العالم الخارجي، ولذلك اثيوبيا قادرة على الاتصال بالعالم الخارجي ولديها قابلية للتطور حتى ولو عزلت عنها بعض المكونات الإثنية الأخرى مع فاتورة باهظة الثمن ولكن مع مقابل ((دولي)).
يوغندا بلد متطور ومستقر ولكنه صغير الحجم ونخبته محدودة العدد ومستلبة خارجياً إلى حد كبير ولذلك معادلة ((الحداثة والوطنية)) نشأت عندها مختلفة.
جنوب أفريقيا دولة اقرب الى العالم الأول من الثالث حتى وإن كانت ضمنه في الشعور العام، ولكن جنوب أفريقيا لم تخض حرباً إقليمية بعد استقلالها وتظل قوتها وحداثة جيشها تنتظر الاختبار والتطبيق لا سيما في المساهمة في قوات الاتحاد الأفريقي ..لأن احتمالات الحرب غير واردة!
الجزائر الآن بلد ((منكوبة)) أمنياً ومأزومة سياسياً لأنه لا يوجد فيها وسط ((سياسي)) فالنخبة العلمانية مازالت قريبة إلى فرنسا التي حضنتها وفرختها، وفي الطرف الآخر التيار السني السلفي الذي تجلى في الجبهة الإسلامية للانقاذ، وهم دعاة سنيون جهاديون في ثياب مدنية بيضاء.. اصطبغت لاحقاً بالون الأحمر لأنهم فشلوا في سد الثغرات أمام الإنجراف نحو مستنقع الحرب الأهلية.
المغرب بلد هادئ ولا يحب المغامرات حتى في طورها الدبلوماسي، وقد انكمش دوره السياسي كثيراً.. وتعرض الآن لابتزاز دولي بقضية الصحراء الغربية.
يمكننا القول مبدئياً أن الجيوش الأفريقية الأربعة هي مصر، السودان، نيجريا، أثيوبيا.
في الخانة التالية لهؤلاء الاربعة يمكن أن يكون للجيوش الأخري ((دور محسوب)) ولكن الدور الأكبر سيبقى لهذه الأضلع الأربعة في المعارك الحقيقية والحسابات التي يستعصي تعديلها بالصرف الإعلامي والسياسي والتكنولوجي المفاجئ.
يتعرض السودان باستمرار لمحاولات الحد من سيادته، فبعد أن وقع على اتفاق السلام الذي يوجب عليه إعادة الانتشار في الجنوب صدرت قرارات من مجلس الأمن تفرض قيوداً على حركته في دارفور.
والعمل جار كما نشاهد ((على سطح الساحة السياسية، وليس في ((أعماقها)) لقصقصة الأطراف وتفكيك السيادة السودانية..
تمهيداً لجعل ((الجيش السوداني)) أكثر محدودية في دوره داخل السودان، وبالتالي يخرج من مكانته المتقدمة افريقياً.
المسألة بالتأكيد حساباتها خارج الحدود مختلفة، فالمعارضة الجديدة القديمة تتوهم أن هناك مشكلة ((انقاذية – دولية)) ستزول بزوال النقاذ ويعود الوضع الدولي مع السودان ((سمناً على عسل)).
هذا المنطق المحدود جداً عبارة عن مصيبة ((سياسية)).. أرجو أن تنال قدراً من التفكيك على المائدة المستديرة في منزل المشير سوار الذهب.
لحسن الحظ أن الحل السوداني سيخرج من منزل عسكري سوداني..!.
(نقلاً عن صحيفة الوطن السودانية)
http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=6&artid=7835