دور ماتيلدا كريم في أحداث 1967 هيكل.. في الجزيرة تاريخ الحلقة 29/1/2009

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
دور ماتيلدا كريم في أحداث 1967

محمد حسنين هيكل.. في الجزيرة

تاريخ الحلقة 29/1/2009



عندما يدلي محمد حسنين هيكل ، ببعض السرار عن 1967 ... فهو يدلي بعدد من ألسرار ويكشف الستار عن أحداث .. لا نعرفهم ... ولكنه يعلم بهم بسبب مركزه وصلاته والتقارير التي كان يقرأهم .. أو أتيح له فيما بعد أن يقرأهم





د. يحي الشاعر











هيكل.. دور ماتيلدا كريم في أحداث 1967ضيف الحلقة: محمد حسنين هيكل/ مفكر عربيتاريخ الحلقة: 29/1/2009

- شخصية ماتيلدا وظروف جونسون



- رئيس معقد وامرأة متعددة الوجوه

- جيوش السيدة ماتيلدا



شخصية ماتيلدا وظروف جونسونمحمد حسنيين هيكل

محمد حسنين هيكل:مساء الخير. في خبايا وخفايا وقائع سنة 1967 قصة أعتقد كأنها من قصص جيمس بوند فيها كل عناصر الإثارة التي لا يمكن تصور أنها موجودة في مثل هذه القصة الدامية في حقيقة الأمر لأنها قصة فيها الغرام وفيها الجاسوسية وفيها السر وفيها ما لا يمكن تصوره في مساق أو مسار أزمة من هذا النوع وعلى هذه الدرجة من الخطورة ولكن هذه القصة هي قصة السيدة ماتيلدا كريم وهي سيدة لعبت دورا شديد الأهمية في حرب سنة 67 وأظن أنه ليس هناك مؤرخ أو أحدا كتب عن 67 إلا وأشار إلى الدور الخطير جدا الذي قامت به هذه السيدة، يعني على سبيل المثال وليام كونت اللي هو مستشار مجلس الأمن القومي للخاص بالشرق الأوسط بيتكلم على أن الرئيس جونسون كان بيسمع لها أكثر ما بيسمع لأي أحد، أنا بأقول شفت عشرات الكتب وقصة ماتيلدا كريم فيها قصة أساسية ودورها في كل العمليات دور لا يمكن لأحد أن يتجاهله، أنا قلت المرة اللي فاتت إنه في أكثر من ثمانين كتابا في مكتبتي عن 67 على أقل تقدير فيها أكثر من سبعين كتابا كلهم متكلمين على ماتيلدا كريم ومتعرضين لدورها بالتفصيل ولكن بعضهم أفاض وبعضهم أشار، من الناس اللي أفاضوا على سبيل المثال دونالد نيف، أنا ما أقدرش أجيب معي 82 كتابا أو 70 كتابا ولكن جبت اثنين، كتابين مهمين، واحد كاتبه رئيس محرري التايم ماغازين وهو كان مراسلا لمجلته في القدس في وقت الحرب وجايب واحد عميد المؤرخين الإسرائيليين أو على الأقل واحد من أهم المؤرخين الموجودين، الصحفيين الموجودين وهو أورن لأن كتابه أيضا عن 67 معتبر مرجعا وهو الآخر أفاض في دور السيدة ماتيلدا كريم، فجايب الاثنين فقط كنموذج إلى جانب كتاب وليام كونت لأن دورها مما لم يعد.. الغريبة أنه أنا شخصيا لغاية بعد الحرب بحوالي سبع، ثماني سنين لم أكن متنبها لدورها ولما حاولت أكتب كتابا لأنه حصل لي مرة أنه في فترة ما بعد الحرب كنت متضايقا جدا من الحملات الموجودة الموجهة ضدنا من غير معنى سنة 67 وفيها شماتة فكتبت كتابا فعلا وبعثته، بدأ ينتشر في التليغراف عن حرب 67 لكن تصادف في وقت نشره، الوقت المقرر له أن مقدمات 73 كانت بدأت تبان ولقيت أن موعد النشر حيبقى متطابقا مع موعد حرب 73 يعني وبعد ما طلعت الحلقة الأولى والحلقة الثانية من الكتاب أنا أوقفته وحصل أن الرئيس السادات اتصل بي في ذلك الوقت وقال لي ده سفارتنا، سفارتنا في ذلك الوقت كان فيها السيد كمال رفعت سفير وقال لي ده كتابك عن 67 يظهر بينتشر دلوقت وممكن قوي أنه يعمل بلبلة، قلت له يا افندم أنا أوقفته، هذا الكتاب أنا أوقفته وفعلا، بعثت للورد هارد ورئيس مجلس إدارة التلغراف ورجوته أن الكتاب يتأجل وتأجل ولحد النهارده ما طلعش، لكن هذا الكتاب أنا حسيت أنه دفاعي أكثر من اللازم فيما بعد يعني وأنه في واحد مستفز أمام حملة موجهة إلى بلده من غير معنى وعنده الفرصة يكتب بره في العالم فكتبت لكن بعدها سحبت الكتاب ولم يصدر لكن في هذا الكتاب أنا لم أكن تنبهت إلى الست ماتيلدا كريم لكن فيما بعد وأنا بأقرأ الوثائق وبأقرأ الشهادات وبأقرأ الكتب اللي طالعة أدركت إلى أي مدى هذه السيدة كان لها دور كبير جدا، لأنها ببساطة كده كانت آخر قصة غرام في حياة رجل بلغ، هي كان عمرها 38 سنة لما عرفته، عرفت الرئيس جونسون، الرئيس ليندون جونسون وأنا حكيت المرة اللي فاتت أنه كان عنده أقوال مأثورة منها غرامه بالسيدات، بالستات يعني، وده بيقوله في معرض الكلام عن السياسة، بيسألوه عن السياسة بيقول لهم الستات. طيب هذه السيدة ماتيلدا كريم عرفته وهو عمره 58 سنة وهي عمرها 38 سنة فرق السن 20 سنة ويبدو لي أنها ست كانت فادحة الجمال أو على الأقل كانت جميلة، أنا شفتها لها صور ولكن الصورة اللي شفتها كانت متاخدة لها أظن وهي ما بين في مرحلة 52، 55، باين فيها آثار جمال ولكن ليس الجمال اللي بيوصفوه، يعني واحدة مثلا زي هالسيل وهي واحدة من سكرتيرات جونسون بتقول إنها لاحظت يوما ست شقراء وجميلة جدا بتقول stirringly beautiful يعني جمالها ملفت وأنها داخلة فايتة عليهم في مكتب الرئيس وطالعة على الدور الثالث مطرح ما فيه أوضته، مطرح ما فيه جناحه، جناح نومه وجناح عيلته، طبعا بعض الناس ممكن يقولوا إزاي حاجات زي دي بتحصل في البيت الأبيض؟ ولكن للأسف الشديد الضعف الإنساني بيعمل حاجات، شفنا بعد كده كلينتون عمل إيه في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض على أي حال يعني لكن على الأقل جونسون الست فاتت عليه وطلع معها فوق، ولكن يبدو أن هذه السيدة لعبت دورا خطير جدا في حياة جونسون في هذه المرحلة ويبدو أنه بالتحديد دورها في وقائع سنة 1967 كان له أثر، يعني تقريبا تكاد تكون هي رأس الحربة في كل المناخ اللي كان محيطا بجونسون واللي كانوا كل المراقبين يصفوه أنه جو يهودي صهيوني متشدد جدا وأن ماتيلدا كريم كانت هي رأس الحربة في هذا الجو. لما آجي أشوف من هي ماتيلدا كريم لأنه أكثر واحد تقصى من هي ماتيلدا كريم أظن كان دونالد نيف، ودونالد نيف كان عنده الحظ أن يقابلها أو هو على الأقل سعى بعد سنين طويلة أن يقابها وأنا شفت دونالد نيف وحتى كتابه أهداه لي سنة 1992، 1993 في نيويورك كنا سوا وأنا حاولت أسأله لأني كنت اكتشفت الدور الكبير قوي اللي عملته ماتيلدا كريم وبدأ يحكي لي عنها وكلمني عنها ولكن على أي حال ماتيلدا كريم بدت هي مولودة أظن سنة 1927 وهي أبوها كان طلياني وأمها سويسرية، أبوها وأمها أحبوا بعض في إيطاليا وخلفوها البنت دي وبعدين قعدت مع أبوها في إيطاليا بعض الوقت أو قعدت مع أمها في إيطاليا بعض الوقت وبعدين راحت لأبيها في سويسرا، في سويسرا راحت تتعلم دخلت مدرسة وحاولت تدرس الطب وبعدين وهي تدرس الطب قابلت زوجها الأولاني أو قابلت شابا من أصل بلغاري، مهاجر بلغاري بيدرس الطب في جنيف ده بقى يهودي وصهيوني متحمس جدا ومعه في قصة الحب راحت معه إسرائيل وقعدت في إسرائيل وهناك تهودت وهناك انضمت معه هو إلى جمعية الآرغون سفاي وهي الجمعية الإرهابية التي كانت تابعة لحزب حيروت اللي كان فيه مناحيم بيغن اللي كان بيرأسه مناحيم بيغن وزوجها هذا ثابت وفي المحاضر كلها وفي الوثائق كلها أنه كان اشترك في عمليتين إرهابيتين كبيرتين، عملية اغتيال اللورد موين وزير الدولة البريطاني المقيم في ذلك الوقت وقد اغتيل سنة 1945، واشترك في عملية نسف فندق الملك داود اللي راح فيه عدد كبير من الضباط الإنجليز خمسة أو ستة وعدد كبير قوي من النزلاء في فندق النبي داود وهي فيما بعد اعترفت وحتى قالت هو ممكن قوي أحد يصنف عمل دانون زوجها على أنه عمل إرهابي ولكن هو عمل بطولي بالدرجة الأولى حتى وإن وصفه بعض الناس بالإرهابي، لكن هي في هذه الفترة ست متطوعة في الآرغون بتعمل عمليات بنفسها مع زوجها مع دانون وهي نشيطة جدا في دوائر الآرغون، بعدين في ذلك الوقت السلطات البريطانية بتحاول تقبض عليها، الحركة الصهيونية هربته برضه مرة ثانية إلى أوروبا ومعه ماتيلدا وبعدين، هم كان خلفوا بنت وهم في إسرائيل، لما راحوا جنيف، رجعوا جنيف ثاني بشكل ما دب خلاف بينهم ولكن حاجة غريبة قوي أنه هي سابته لكي تتزوج رجلا شديد الغنى وهو آرثر كريم، آرثر كريم كان أصله منتج إعلانات عنده وكالة إعلانات في أميركا في هوليود بالتحديد وبعدين أصبح منتج أفلام برضه في هوليود وكان هو يهوديا ونشيطا جدا في الحركة، في حركة جمع التبرعات لأنه combination بتاع إعلانات وعلاقات عامة مع بعض قريب جدا من عملية جمع التبرعات واعتبر أنه آرثر كريم مع واحد ثاني اسمه فايم بيرغ صاحبه يهودي برضه مهتم بالتبرعات وبيشتغل بنفس الشغلة تقريبا أن الاثنين مع بعض والمجموعة المحيطة بهم كانوا بيجيبوا نسخة تبرعات القادمة للحزب الديمقراطي وده تقليديا اليهود المشايعين لإسرائيل في أميركا هم تقريبا بيلعبوا دورا رئيسيا جدا في جمع التبرعات وفي الحملات إلى آخره، في هذا الإطار الست دي قابلت الرئيس جونسون، زي ما قلت هي، طبق الأوصاف اللي شافوها زي مثلا هيلسيل اللي كانت سكرتيرته بتقول إنها شقراء و stirringly beautiful فادحة الجمال وملفتة يعني ويبدو حتى من شهادة من كلامي حتى مع الرجل الوحيد تقريبا اللي قابلها وهو دونالد نيف واللي قعد معها طويلا، يبدو أنه كان عندها ميزة أنها جانب الجمال في ذكاء يبدو أن مزيج الجمال والذكاء في ست بيخلي تأثيرها نافذا تقريبا وإذا كان لها أهداف تبقى تستطيع أن تحقق أهدافها بسهولة. في هذه الظروف والرئيس جونسون لازم نفتكر هي عرفته سنة 1965 لكن لازم نفتكر الظروف اللي كان هو جاي فيها، أنا حكيت بعض الحاجات على شخصيته لكن 1965 لو نفتكر كانت هي 1965، 1966، 1967 كانت هي الذروة في معارضة حرب فييتنام وكانت الذروة في ضيق الرئيس جونسون بكل ما يراه حوله سواء مظاهرات الشوارع ومظاهرات الشباب والعمليات التي جرت في الشارع الأميركي واللي وصفها نورمان ميلر الكاتب الأميركي العظيم في كتابه the armies of the night "جيوش الليل" كان مضايقاه جدا وكان كل اللي شافوه في هذه الفترة كانوا يشعرون أن الرئيس تقريبا في البيت الأبيض تحت الحصار بسبب ظروف حرب فييتنام، جانب الرجل نفسه كان موسوسا وكان جاي بعد كينيدي واللي في البيت الأبيض ما عنده ثقة بحد، بشكل ما عنده، وهو جاي من الجنوب إلى الشمال عنده من تكساس هو جاي من تكساس ورايح واشنطن، نحن مرات ما بنقدرش نتصور إلى أي مدى الولايات، حد جاي من الغرب على سبيل المثال أو أي حد جاي من الجنوب إلى أي مدى واشنطن تبقى صعبة جدا عليه، لدرجة أن جزء كبير جدا من الحملات الانتخابية يتباهي بعض المرشحين أنهم ليسوا من واشنطن ما هو ماشي من المؤسسة لكن هنا بشكل أو بآخر جونسون كان حاسس بنوع من الإنكسار قدام المؤسسة لأن عائلة كينيدي وروبرت كينيدي بالتحديد هو يعتقد أنهم أساؤوا معاملته وهو نائب للرئيس لأنهم أهملوه وتركوه وقت، يعني نائب الرئيس عادة في البيت الأبيض ممكن قوي زي ما قلت المرة اللي فاتت أن يبقى مهمته أن يتنفس لغاية ما نفس الرئيس ينقطع أو يتوقف لكن في جونسون بسبب حساسيته الشديد وبسبب أنه هو كان منافسا أيضا لكينيدي كان حاسس بالإهمال، جرعة الإهمال الموجهة ضده كانت جارحة يبدو بالنسبة له فكان بشكل أو بآخر كان يعني لما دخل البيت الأبيض واضطر يستعين بكل الطاقم اللي كان بيشتغل مع كينيدي كان عنده إحساس تجاههم لدرجة معينة من الإنكسار والعدوانية في نفس الوقت لأنه دائما أي أحد منكسر في داخله في تعامله مع الآخرين يبان عدواني كنوع من الدفاع عن النفس تقريبا، الدفاع المبكر عن النفس. لكن أنا بألاقي أن غرام هذا الرجل بهذه السيدة حأتكلم قبلها على الدرجة التي هذا الرجل تصرف بها مع هذه الست بطريقة مش طبيعية وحآخذ قدامي شهادة غريبة قوي قوي قوي وهي من أغرب الوثائق لأنه في أميركا بيعملوا حاجة اسمها الـ oral history التاريخ الشفوي لما جرى، في الوثائق بتقول حاجة وفي التقارير الرسمية بتقول حاجة وفي التقارير الدولية والسجلات بتقول حاجة لكن بيعملوا التاريخ الشفوي أنه كل الناس اللي شافوا حوادث مهمة بيقعدوا أمام مايكروفونات وقدام عدسات وأنه في واحد بيسألهم في التاريخ، جاؤوا يعملوا التاريخ الشفوي بتاع الرئيس جونسون، طلبوا أنه ماتيلدا تتكلم فاعتذرت لكن زوجها آرثر -وهي غريبة جدا- من الحاجات الإنسانية اللطيفة جدا أن الزوج هو الذي تكلم في هذه الحالة، بدأ يحكي، بيسألوه أسئلة كثير قوي أولا على العلاقة، على الصداقة وعلى العلاقة، فالرجل بيقول أول يوم لأنه فوجئ الرجل أن الرئيس مهتم بهم قوي جدا بهم يعني، بهم ده مجازا، لكن هو بها واقع الأمر مش بهم، فهو بيقول الرجل بيحكي على أول يوم راحوا البيت الأبيض، بيحكي على أول يوم راحوا لكامب ديفد معه سهرة، بيحكي على أول يوم راحوا فيه في مزرعته في تكساس، روايته أنا بأعتقد أنها مش بس شهادة على الدور اللي عملته ماتيلدا كريم ولكن أيضا على التأثير الذي مهد لها كي تقوم بهذا الدور.



[فاصل إعلاني]

"

ماتيلدا كريم لعبت دورا في تعديل النقاط الخمس الشهيرة للرئيس جونسون عن تسوية ما بعد 67

"رئيس معقد وامرأة متعددة الوجوهمحمد حسنين هيكل: يعني أنا لما ألاقي أول يوم في كامب ديفد على سبيل المثال وألاقي كيف تصرف الرئيس بقى هنا بأتكلم على رئيس الولايات المتحدة الأميركية مش هزار يعني لكن الرئيس يتصرف طبقا لآرثر كريم اللي هو زوج الست المعنية بيقول إنه هو أولا طبعا الرجل متاخذ بالجو لكن قاعد بيحكي أولا الرئيس بدأ يكلمهم وهم مستغربين جدا، بدأ يكلمهم عن قصة حياته وعن فقره وكيف اجتاز العوائق كلها وكيف انطلق من غير حدود إلى المستقبل، طيب وبعدين بيحكي على الإحباطات التي يشعر بها لأن الشعب الأميركي مش فاهم هو بيعمل إيه في فييتنام -يظهر أن كل رئيس لما بيلاقي نفسه لا يحقق ما يتصوره فشعبه هو المتهم- وبالتالي فهو بيحكي لهم إحباطاته بسبب حرب فييتنام وأن ما حدش راضي يدي له الفرصة الكافية علشان ينهي مهامه، وبعدين بيتكلم بيلفت نظره حاجة غريبة قوي أن الرئيس بيشرب كثيرا وهو هنا في الكلام بيقول إيه؟ أنا لاحظت أن الرئيس بيتكلم وشرب -ده في أول يوم في كامب ديفد- شرب 10 أو 12 ويسكي ده معناه تقريبا قزازة، قزاة ويسكي بحالها كده شربها الرئيس وهو بيتكلم، وبعدين بيحكي أنه على الساعة عشرة بالليل الليدي بيرد امرأة الرئيس بدا أنها مش مبسوطة كده وطلعت تنام، الساعة عشرة، وهم قعدوا كملوا، والرئيس جونسون بيحكي لغاية الساعة السادسة صباحا نزلت زوجة الرئيس فوجدت الرئيس ما زال ساهرا يتكلم ، نصف سكران، بيتكلم مع ماتيلدا ومع آرثر -والواقع ماتيلدا يعني- ولسه عمال يتكلم وبان عليها أنها مستغربة إزاي قعدوا لغاية الساعة ستة صباحا، سابتهم الساعة عشرة بالليل نزلت ستة صباحا لقيتهم لسه موجودين وواضح أنها بدأت تتضايق، وبعدين بيحكي إزاي أخذهم معه بالهيلوكوبتر، راحوا معه أولا إلى تكساس بالطائرة الرئاسية وبعدين بدأ يأخذ ماتيلدا بالهيلوكوبتر يوريها، يزورها جيرانه، يأخذ ماتيلدا يروح معها رحلة بحرية وهكذا في.. وبعدين بقى وهو ده كله لغاية دلوقت قصص غرام ما عنديش فيها حاجة، لكن واضح، مش واضح، هم بيقولوا كلهم بيقولوا، كل الشهادات بتقول إن هذه السيدة، هو بيحكي هنا مثلا على سبيل المثال، هو سألها هو وجد أنها تعرف إسرائيل واكتشف وكان لازم يكتشف من بدري أنها مش بتعرف إسرائيل بس، بتعرف إسرائيل وحافظة إسرائيل وبتتكلم عن إسرائيل وهي ولاؤها لإسرائيل، مع الأسف الشديد، ولاؤها الكامل لإسرائيل وهي تقريبا موجودة توجه ما تقول إليه وفي ذهنها طول الوقت إسرائيل إلى درجة أنه يحكي كل الناس الموجودين كلهم يحكون كيف كانت بتكلمه عن إسرائيل، سألها مرة مثلا عن إشكول قالت له عن رئيس الوزراء ليفي إشكول، قالت له تعرف أنه ده شكلك، شبهك في حاجات كثيرة قوي، ومزاجه تقريبا زيك ولما تشوفه أنت حتعجب به إلى أبعد درجة ووجهت دعوة لإشكول يشوفه، تقابل الرئيس جونسون، بدأت تدي له معلومات عما يجري في إسرائيل، بدأت تدي له مذكرات رسمية، بدأت تتدخل في مقترحات، يعني يحكي، كثير قوي يحكوا ومنهم دونالد نيف ومنهم أورن أنه كانت تيجي مذكرات متعلقة بموقف بأشياء تجري في السياسة وتجري في إسرائيل، تدخل ماتيلدا، كانت تقرأ المذكرات وتؤشر على مذكرات وتبدي آراء وتقبل منها إلى درجة أن مشروع جونسون، الخمس نقاط الشهيرة لجونسون عن تسوية ما بعد 67 السيدة ماتيلدا كريم داخلة بالتعديل فيها في أربع مواقع على أقل تقدير، وهو وكل الناس بدأت تحس أن ماتيلدا كريم بتلعب هنا دورا. لما أمشي مع كلام الزوج ألاقي أنه وصلوا في الآخر، وصلنا في الآخر إلى حد أنه أقنعها، أنه أقنع زوجها أنها تشتري، أنهم يشتروا أرضا قريبة منهم في تكساس وأنها تبني بيتا سموه matilda's lodge سموه كوخ ماتيلدا، التأثيرات بدأت تبدأ موجودة إلى درجة أنه على طول أول ما جاء، أول ما تعقدت أزمة 67 وأول ما بدا أنه في تلاقي حلفاء أو تلاقي أضداء أو تلاقي قوى، بدا واضحا أن ماتيلدا كريم بتلعب دورا مهما جدا لأنها هي رأس الحربة في تحالف بدأ ينشأ في هذا الوقت، يعني لما جاء على سبيل المثال، في علاقة قوية جدا بينها وبين إفرون الممثل الدائم للموساد في واشنطن، في لها إسرائيل كان لها اثنان ممثلان رئيسيان، هارمان واهو السفير الرسمي المعتمد لإسرائيل في واشنطن وإفرون، إيب إفرون وهو مندوب الموساد الذي كان له نفاذ على كل الجهات، وأنا واضح قدامي أنه هو أولا كان عنده نفاذ من الأول لكن أيضا تحالفه مع ماتيلدا في هذه الظروف، بدا يبقى فيه نطاق حديدي تقريبا لدرجة أنه على سبيل المثال واحد زي آرثر غولدبيرغ وهو يهودي هو نفسه بيقول إن كل المجموعة المحيطة حوالين جونسون في هذا الوقت كانت من اليهود وهو فعلا لما أشوف أن الأخوين روستو، جين روستو وولت روستو وهم أخوات وهم يهود، واحد مستشار أمن قومي وواحد مساعد وزير الخارجية وهو شبه مقيم في البيت الأبيض، ولآرثر غولدبيرغ وهو ممثله في مجلس الأمن، في الأمم المتحدة أيضا يهودي وكلهم مشايعين لإسرائيل وألاقي فاين بيرغ الممول الرئيسي الموجود معه وألاقي السيدة ماتيلدا كريم، وألاقي زوج السيدة ماتيلدا كريم وألاقي هم دول الإطار المحيط بالرئيس في ذلك الوقت، الواحد على وجه اليقين يبتدي.. بعدين ماتيلدا كريم إحنا عرفنا قبل كده ستات عملوا أدوارا كثير في التاريخ ممكن قوي تكون جاسوسة، عندنا قصة ماتاهاري لكن جاسوسة بس، ممكن تكون مؤثرة على زوجها وشفنا كثير قوي في التاريخ،نماذج من ده جوزفين مع نابليون، شفنا كثير قوي، لكن حاجة واحدة بس، لكن هذه سيدة مش جاسوسة، بتعمل دور أكبر كثير جدا من جاسوسة وأكبر كثير جدا من عشيقة وأكبر كثير جدا من، علشان أبقى منصفا هي قالت لدونالد نيف لما أنا شفته في نيويورك وكنت بأتكلم معه في واشنطن وكنت بأتكلم معه عليها وكنت بأسأله عليها لأنه أنا ما عرفتش أقابلها ما قدرتش كان بدي جدا أقابلها لكن بشكل ما لم أتمكن، وهو على أي حال كان عندي شواغل أخرى في وقتها في واشنطن لكن على أي حال ما شفتهاش، لكن لأن دونالد نيف وأنا بأعرفه وهو صديق أو زميل قريب يعني، بدأت أسأله عليها فهو بيقول لي هو سألها (بوندبليغ) زي هم ما بيقولوا، كده مباشرة، هل كان بينك وبين جونسون علاقة غرام؟ فهي قالت له كان في بيننا -وده أنا بأقوله إنصافا يعني علشان أبقى مكمل للرواية من كل جوانبها- قالت له ما كانش بيننا علاقة جنس لكن كان بيننا ما يمكن أن تسميه -واستعملت الوصف الفرنساوي [كلمة أجنبية]- علاقة صداقة عاطفية. مع جونسون، مع واحد زي جونسون واحد يحط نفسه مثلا في السرير بتاع سكرتيرته ويقول لها don't be scare babe ما تقلقيش ده رئيسك اللي جانبك بالليل، ده مش بتاع علاقة عاطفية! ولكن هي قالت كده على أي حال، لكن هنا أنا قدام ست ما هياش جانب واحد، ما هياش فقط جاسوسة، مش جاسوسة، ما هياش فقط عشيقة، ما هياش فقط صديقة ولكن واضح أنها بتمثل حاجة وأنها في الآخر بقيت هي عن طريق إفرون اللي هو مندوب الموساد استطاعت هي أن تكون في وسط دائرة في منتهى الأهمية، لأن هي تقريبا، تقريبا تكاد تكون هي اللي حلت المأزق اللي كان فيه الرئيس جونسون في ذلك الوقت لأنها جمعت كل أطراف الشبكة المؤثرة، الرئيس جونسون في ذلك الوقت -وأنا تكلمت فيها- كان واضحا أنه حائر جدا أمام مأزق سياسي كبير جدا يواجهه وهو مأزق أنه هو مقتنع بأنه ضرب جمال عبد الناصر. حكى لي مثلا على سبيل المثال جورج بندي وكان مستشار الأمن القومي حكى لي مرة بعدها بسنين طويلة وإحنا قاعدين مرة بنتعشى في سطح سميراميس القديم، في فندق سميراميس في القاهرة، بيقول لي إنه هو جمال عبد الناصر استفز جونسون لأنه قال عليه مرة في خطاب شهير في بور سعيد، لما جاؤوا استعملوا الضغوط علينا بقطع القمح والسيدة ماتيلدا كريم لم تكن بعيدة عن هذه الضغوط عن الإيحاء بهذه الضغوط، لكن على أي حال بيحكي لي هناك جورج بندي بيقول لي إنه حصل أنه في خطاب قاله جمال عبد الناصر في بور سعيد وهاجم فيه الرئيس جونسون وقال فيه إن سياسة الـ cowboys رعاة البقر لن تجدي مع مصر، بيقول لي هو بيقول لي -ما اعرفش إذا كان سمعها هو مباشرة بنفسه أو نقلت إليه- إن ماتيلدا كريم سمعت الرئيس جونسون بيشوف ملخص الخطاب، بيوروا له ملخص الخطاب، بيوريه له والت روستو مستشار الأمن القومي لخطاب جمال عبد الناصر في بور سعيد وبيقول فيه حكاية الـ cowboys فالرئيس جونسون يظهر تضايق من حكاية الـ cowboys فهي قالت له، ماتيلدا كريم بقى تدخلت في الحديث وقالت له إيه، إذا كان هو بيقول عليك cowboys إنت بقى لازم تخليه الهندي الأحمر the red indian. لكن هنا أنا قدام واحدة ست داخلة في كل حاجة لكن هي جاءت حلت له الإشكال الموجود عنده، لأنه هو زي ما كنت بحكي هو عنده إشكال كبير جدا متمثل في أنه هو عنده قرار أو عندهم القرار بعدم التعاون مع جمال عبد الناصر وبأن هذا نظام لا أمل فيه لأنه لا يستطيع أن يحقق المطالب الأميركية وهي علاقة قريبة من أميركا بعيدة عن السوفيات تماما معادية لهم إذا أمكن، صلح مع إسرائيل، قيادة عملية صلح في المنطقة وهذه نقطة لا بد أن تلفت الأنظار، لا ترضى الولايات المتحدة عن أحد إلا بهذه المواصفات الثلاث، صديق قريب، صلح مع إسرائيل يدعو آخرين يمهد مع آخرين بصلح مع إسرائيل وهذا موضوع لا يزال يرن في أذهاننا ولا نزال نرى شواهده حوالينا يعني، ما حدش، الدول الكبرى لا تغير سياساتها بهذه البساطة ولا تبدل إستراتيجياتها ولكن مستمرة فيها فجونسون عنده ده، لكن في67 عنده محاذير، عنده محاذير كبيرة وأنا أشرت إلى بعضها، لكن عنده عُقد لا بد لأحد أن يحلها له، العقدة الأولى أنه يخشى جدا أن هجوما إسرائيليا في هذه الفترة قد يدعو إلى تدخل الاتحاد السوفياتي لأنه إذا تدخلت فيه، إذا إسرائيل هاجمت دولا عربية أو دول عربية شاركت في الحرب فقد يتسع نطاق الحرب ويطول أمدها وبالتالي تصبح الفرصة متاحة قدام الاتحاد السوفياتي لكي يتدخل وده هو ما كانش عايزه في كل الاحوال، نمرة اثنين أنه هو ما كانش عايز كمان أيضا لكي لا تضطر الولايات المتحدة لتقوم بدور أكبر من مجرد المساندة من بعيد أو المساندة من قرب ولكن من بعد، ونمرة ثلاثة مش عايز أي حاجة تحرج أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة وهو بالتحديد ما خباش في ذلك الوقت هو كان بيتكلم عن السعودية بيتكلم عن الأردن وبشكل غريب قوي أنه كان بيتكلم أيضا على أنه ضرورة ما يحصلش حاجة على سوريا، يمكن ده كان تأثير دول عربية ولكن على أي حال فهو كان راغبا في ده لكن كيف السبيل إليه؟ كيف السبيل إلى أن تسيب إسرائيل تعمل اللي عايزاه تعطيها الوسائل لكي.. لأنه هنا لا يكفي إطلاقا أنك تقول لأحد i'm going to unleash you أنا سوف أطلق لك العنان لتفعل ما تشاء لأنه وأنت تطلق له العنان وأنت تعطيه رخصة ما يفعل لا بد أن توفر له الوسائل وهنا دي كانت أهم حاجة أنك توفر له الوسائل ولما أشوف الوسائل اللي توفرت لإسرائيل وهي الآن واضحة قدامي وهي أيض ليست مبررا لأحد، بس علشان ما حدش يتصور أن أي حاجة ثانية، قدام الرئيس جونسون في قدامه معادلة تكاد تكون مستعصية، عايز أسيب إسرائيل تعمل اللي عايزاه عايز أحافظ على العالم العربي مش عايز أحرج أصدقائي في العالم العربي عايز أن لا أعطي فرصة للسوفيات أن يتدخلوا عايز كمان قدام الرأي العام، أنا مشغول كمان هو مشغول في فييتنام ولا يتصور أحد أنه مطلوب منه في هذا الوقت وشعوره في فييتنام ما هو عليه وشعبيته متدنية إلى ما كانت عليه، ما حدش يتصور أن ده بالنسبة له يقدر يخش في حرب على جبهتين واحدة في الشرق الأقصى وواحدة في الشرق الأوسط أو يتصور ويهتم ويجيد الاثنين في نفس الوقت وهو يعتبر الولايات المتحدة لها مصالح حيوية شديدة جدا في المنطقة.



[فاصل إعلاني]

جيوش السيدة ماتيلدامحمد حسنين هيكل: عدد الناس المحرضون له، الناس المحرضون له كثير قوي، في لوبي بتاع إسرائيل طبيعي، لوبي إسرائيل نشيطة إلى أبعد مدى، لوبي البترول وهذه مهمة جدا، في ذلك الوقت شركات البترول الكبرى وهو ده الرئيس جاي من تكساس، تكساس فيها شركات بترول هي تكساس هي مقر head quarters هي المقر الرئيسي لمعظم شركات البترول الأميركية الكبرى ودول قريبن منه قوي ومصالح البترول عنده في الشرق الأوسط كبيرة، مهولة يعني وهو ضغطهم عليه مش بس محسوس، واصل إليه، لأنه في ولايته وفي موطنه فواصل ضغط البترول، الإنجليز كمان عندهم وأنا ده حأتكلم عليه بعدين لكن بقى في الإنجليز كمان، والإنجليز عندهم أسباب كثير جدا في ذلك الوقت وفي واقع الأمر من أول السويس لغاية، زادت دواعيها، الغريبة جدا أن الدواعي الإنجليزية لعمل شيء لتصفية الأوضاع في مصر إلى وضع ملائم لهم بدأت تزيد جدا ووصلت ذروتها سنة 1967 لأنه في ذلك الوقت كان في قرار الحكومة البريطانية، حزب العمال، بأنه لا يستطيع مواجهة تكاليف الإمبراطورية الكبيرة بهذا الشكل وبالتالي اعتمدت سنة 1966 وكانت سارية سنة 1967 سياسة الانسحاب من شرق السويس وإنجلترا وهي تنسحب من شرق السويس، كل المنطقة لشرق السويس معناه بتسيب كل الخليج والهند لغاية هونغ كونغ بتصير قواعدها كلها هناك لأن تكاليف الإمبراطورية كانت بقيت تبقى فادحة عليهم فالإنجليز بقى عندهم كمان دافع أنه، هم خارجين من بعد السويس وفي ذهنهم أنه لا بد من تصفية نهائية لهذا الذي جرى لهم سنة 1956 وماكميلان كان واضحا في هذا جدا وخلفاء ماكميلان وأنا شخصيا تكلمت مع ماكميلان وهو طبعا معي ما قاليش إنه والله كنا ناويين نعمل كذا وكنا مصممين على كذا، ولكن على أي حال حأرجع أتكلم أنا على ماكميلان فيما بعد وعلى سياسة إنجلترا، لكن إنجلترا في ذلك الوقت كانت عنصرا ضاغطا كبيرا جدا، الـ(سي. آي. إيه) اللي لأسبابها وأنا برضه حأتكلم عليها بالتفصيل كانت بدأت تبقى يائسة بالموقف في مصر، طبيعي، وموضوع الـ(سي. آي. إيه) ده كان موضوعا معقدا مملوء بالعقد الطويلة لكن اللي حصل أن الـ(سي. آي. إيه) في ذلك بقيت تقريبا سياستها في الشرق الأوسط تحت تأثير واحد اسمه جيمس أنغلتون وهذا هو الرجل اللي كان من أنصار الاعتماد على إسرائيل في الشرق الأوسط وليس على أي طرف آخر، لأنها الطرف الذي يعتد به في المنطقة، وبعدين بقى فيه اللوبي اليهودي وماتيلدا كريم واللوبي الإسرائيلي ووجود الموساد في واشنطن بقى في هنا بدأ يتبدى حلف من نوع لا بد من الالتفات إليه لأنه حلف أراد أن يحقق أهدافا ولكن أن يحقق أهدافه كلها بطريقة بالعمل السري وبالعمل غير المرئي، وإن كان شواهده قدامنا كثيرة قوي ما عادش ممكن أحد يخبي حاجة فيه لكن على أي حال واشنطن في ذلك الوقت بقى فيها تقريبا تحالف جديد لأجهزة سرية بدأت تعمل وهي متمثلة بالدرجة الأولى في الثلاثة أجهزة، الـ(سي. آي. إيه) وفيها في ذلك الوقت ريتشارد هيلمز وتحته جيمس أنغلتون، وبعدين (إم. آي.سيكس) البريطانية وبقى لها مندوب وعمره ما أحد قال لنا من هو مدير الـ (إم. آي.سيكس)، المخابرات الخارجية البريطانية، اللي هي بيسموها كنا دائما نسميها قلم المخابرات السرية البريطانية، باستمرار كان يرمز إلى رئيسها بأنه مستر إكس وعمرهم ما قالوا اسمه، مش زي الأميركان، الـ (سي. آي. إيه) رئيسها تقريبا، مش تقريبا، رسميا بيعلن اسمه ضمن الأفراد المهمين جدا في الإدارة الأميركية، وبعدين عندنا إفرون الممثل الدائم للموساد الإسرائيلي وفي ذلك الوقت انضم إليه أيضا لو نفتكر في الأيام الأخيرة من مايو سنة 1967 انضم إلى واشنطن ذهب إلى واشنطن مائير آميت مدير المخابرات الإسرائيلية، مدير الموساد بنفسه. وهنا أنا أمام تحالف مخيف من ثلاث قوى، أمام تحالف فيه الموساد، فيه (إم. آي.سيكس)، فيه الـ (سي. آي. إيه). وهنا كمان ده كل هذا التحالف الأمني الكبير وحواليه شركات البترول وحواليه مجموعات اللوبي المختلفة وحواليه القوى الراغبة وحواليه كمان تحيزات الرئيس جونسون تحيزات الرجل اللي عاوز والله إذا كان بيقول علي جمال عبد الناصر أنا cowboy راعي بقر، طيب أنا حأخليه هندي أحمر، هنا أنا في جو مشحون بعد، في أجهزة سرية تملك وسائل مذهلة للعمل وهم بيرتبوا في الترتيبات الجارية وماتيلدا كريم في هذا كله في هذا التحالف الضخم كله في العمل ده كله ماتيلدا كريم تكاد تكون حاجة غريبة قوي مبعوثة هذا كله تمثله لدى الرئيس الأميركي لأنه في هذه اللحظة وفي هذا الشكل ماتيلدا كريم مش بتنقل بس مش بتنقل عن الرئيس وعليه ومش بتؤثر على الرئيس وبتنقل عنه انطباعاته، مش يعني لما أتصور لما بيحكوا لي مثلا على سبيل المثال وهي ظاهرة قدامي في كل حاجة أنه بيكلمها في التلفون حتى لو ما كانتش معه، أما أشوف أين كانت ماتيلدا كريم في الأيام الحاسمة من مايو ألاقي تقريبا أنها من أول 26 مايو لم تفارق الرئيس، لم تفارقه بمعنى أنها كانت موجودين معه في تكساس هي وزوجها وبعدين رجعوا معه إلى نيويورك وكانوا موجودين في عشاء رسمي موجود وهي كانت موجودة جانبه في عشاء كبير في نيويورك والبرقيات اللي جاية متوالية والرئيس يعني الرئيس بيبص بالبرقية ويديها لماتيلدا تبص فيها وبتتكلم معه في اللي فيها ومساعدوه كلهم يشوفوا ده وبعضهم قبل ده ومتحمس له بالعكس يعني يكاد يكونوا بيحرضوها على ده وبعدين لما حصل ليلة خمسة يونيو كل التقارير تقول لي إن ماتيلدا كانت يمكن بايتة في البيت الأبيض، من أول ثلاثة يونيو ماتيلدا كريم موجودة في الأوضة 303 في البيت الأبيض في الدور العلوي وكل الناس بيقولوا إن الليدي بيرد زوجته was pruding طوال الوقت، بتبرطم طول الوقت، لكن البرطمة لا نفعت، الليدي بيرد كانت يبدو أن علاقته بها كانت سيئة يعني علاقة الحد الأدنى في علاقة زوجية مع اثنين في سن معين وهو في سن 58 وهي 57 كمان، ما عندهاش فرصة تقاتل واحدة عمرها 38 سنة في عنفوان شبابها يعني وهي الليدي بيرد يعني امرأته يعني بكل الشهادات يعني واضح أنها كانت ست بشكل أو بآخر يعني منطوية على نفسها وهم مسمينها الليدي بيرد على اسم.. في حشرة تعتبر دليل حظ أو جالبة للحظ، حشرة صغيرة في أميركا يتعبروها هي حشرة صغيرة قوي لونها برتقالي وفيها خطوط سوداء وهي بيدلعوها على أي حال بيقولوا لها الاسم ده، أو اسمها الحقيقي مش متأكد أنا لكن واضح أنها ست منطوية لأنه في حاجات بتحصل قدامها لو أنها يعني في حاجات غير مقبولة في حاجات أن هذه الضيافة الدائمة أنا بأتكلم غير مقبولة بالنسبة لزوجها، هذه الضيافة الدائمة هذا الوجود المستمر مع الرئيس هذا التأثير الواضح اللي بيتكلموا عنه كل الناس على الأقل في الدائرة المحيطة في البيت الأبيض، لما واحدة سكرتيرة في مكتب الرئيس بتقول إنها بتشوفها أنها جاية وبتطلع معه جهارا نهارا كده على الدور الثالث هنا في كلام قد السكرتيرة ما تهتمش، الست هيلسيل قد لا تهتم، لكن الليدي بيرد امرأته لا بد تكون عندها، لكن في كل الأحوال هذه السيدة في الأيام الحاسمة الأخيرة لم تكن بعيدة إطلاقا لدرجة كانت هي، على سبيل المثال جاء له فايبيرغ وهو واحد من أهم أعضاء اللوبي الإسرائيلي وجاء له وهم في العشاء بتاع نيويورك وهو بيروي وهي بتروي وكلهم بيرووا أنه جاء بينه وبين ماتيلدا وقال له سيادة الرئيس الأخبار الجاية لي أنهم مش حيقدروا يستنوا في إسرائيل أكثر من كده حيضربوا خلص، وهي قالت له، سمعت الكلام ودخلت في الكلام وقالت له الوقت حيفوت بالنسبة لهم they should strike خلاص يعني وأنه ما قالش حاجة والحاجة الأخطر أنه ليلة البدء العمليات والت روستو مستشار الأمن القومي كلمه الفجر، صحاه من النوم الفجر بتوقيت واشنطن وقال له إن العمليات بدأت في الشرق الأوسط وأنه بدأت عملية the turkey shoot وده كان اسم رمزي لعملية، إيه اللي عمله الرئيس، قام بملابس النوم راح على الأوضة 303 خبط على الأوضة اللي فيها الست ماتيلدا علشان يخش يقول لها ماتيلد، وهو على الباب لسه يعني، بدؤوا، ابتدأت العملية، god knows ربنا يعرف عمل إيه بعدها يعني تصرفوا إزاي؟ ما أعرفش. لكن هنا أنا قدامي حاجة، ست مؤثرة جدا، الست المؤثرة دي تقريبا تكاد تكون هي موجودة جانبه في البيت الأبيض أو قريبة منه في أي حتة بيروحها في تكساس في كامب ديفد في أي حتة لكن هي مع التحالف الكبير اللي بره، التحالف الأمني حلت له المشكلة، هو كان خائفا، كل العوامل اللي كنت بتكلم عليها، خائف من السوفيات يتدخلوا، خائف أصدقاء أميركا في المنطقة يحرجوا، خائف من الحرب تمتد تؤثر على كل الناس، خائف من تضارب الحرب دي وبين فييتنام فهي كان ببساطة كده مستعد أقول وما فيش قدامي دليل يقول الكلام ده ولكن كل شيء يوحي أمامنا أنها هي هذه الإشكالية التي تواجه الرئيس هي التي تمكنت من حلها، حل هو العمل السري، وأن الغلطة التي حصلت سنة 1956 وهي أنه دخلت ثلاثة دول تقاتل في الشرق الأوسط أو تقاتل مصر بعد تأميم قناة السويس انتهى عهدها ما فيش كلام من ده وإنما هنا في عندي بدل ما تخش جيوش وبدل ما تقعد رؤساء ويمضوا معاهدات وكلام من ده كله ويبقى في ورق، لا، في مشكلة، في قضية مواجهة من نوع آخر، unleash israel أطلق العنان لإسرائيل واديها الوسائل ولكن من يعمل ليس دولا وليس جيوشا وليس في ورق ولكن أجهزة مخابرات لديها كل وسائل الفعل، لما أشوف أنا الـ(سي. آي. إيه) وفرت إيه لإسرائيل في هذا الوقت؟ أجهزة إنذار مبكر، أجهزة دفاع داخلي كامل على الجبهة الداخلية، وفرت أجهزة شيفرة حل شيفرة كاملة بحيث أن إسرائيل بقيت ممكن، هي من الأول الحقيقة كانت بتحل حاجات كثيرة عندنا لكن لم تعد هناك شيفرات مستعصية عليها إطلاقا، وفرت، حاجة غريبة قوي يحكوا لي في مشهد غريب جدا، أول ما حصل قفل خليج العقبة كان في صفقة سلاح موجودة لإسرائيل بسبعين مليون دولار لكنها متعطلة، لأن وزارة الدفاع الأميركية في العادة ووزارة الخارجية لما يحصل في صفقة سلاح مع أي بلد ثم يدخل هذا البلد في أزمة قد تؤدي إلى استعمال السلاح أول حاجة يعملوها أنهم يوقفوا شحن السلاح لغاية ما يصدر قرار سياسي بأنه إما أن توقف الشحنة وإما أن ترسل، اللي حصل في صفقة السلاح بتاعة السبعين مليون دولار في ذلك الوقت أن وزارة الدفاع بالإجراءات الطبيعية الروتينية أوقفت الصفقة في نفس يوم الإيقاف، نفس يوم الإيقاف، التعليمات، ماتيلدا بتكلم جونسون وبتقول له إنه في صفقة لإسرائيل، هي هنا بيقول آرثر أنه هو كلمه كمان، زوجها يعني، ولكن واقع الأمر هي كلمته وقالت له إنه في صفقة لإسرائيل، صدرت الأوامر أن الصفقة مش بس تمشي في طريقها لكن أنه ما فيش وقت للشحن من أميركا ولأن الصفقة لا بد أن تصل بسرعة فتقرر تعويضها من مصدرين، الولايات المتحدة الأميركية لها مخازن أسلحة في عدد من القواعد في العالم بينها إسرائيل وبينها إيطاليا على سبيل المثال مطرح ما في القيادة البحرية للأسطول السادس تقوم تصدر الأوامر على طول المخازن الموجودة في إسرائيل عندها license عندها التفويض والتصريح، تفتح في حدود ما هو متفق عليه مما عندها. يحكي لي ريتشارد هيلمز اللي هو رئيس الـ(سي. آي. إيه) يقول حاجة غريبة جدا يلفت نظره أن إسرائيل في داعي العجلة لم تطلب الأسلحة باسم الأسلحة مدافع كذا مثلا أو مدافع كذا، لا، طلبتها برقم الكود السري، الرقم السري المعطى لكل بند من هذه الأسلحة في مخازن الجيش الأميركي، يعني كانت عارفة، عارفة قطع السلاح أو أنواع الأسلحة المخزنة في المخازن سواء في إيطاليا أو في إسرائيل أو في غيرهم تحت أسماء سرية وإسرائيل تعرف هذه الأسماء أو الأرقام وقد طلبت الأسلحة علشان يستعجلوا الأمور بسرعة ما حدش فاضي عندي يراجع الجداول ويراجع الكشوفات القديمة وبتاع، لا، بالأرقام، بالأرقام الشيفرية وقد كان. لكن هنا هذه أنا قدام حاجة حقيقي يعني أنا والله حقيقي ما كنتش متصور إطلاقا، كلنا بنعرف نفاذ اللوبي الإسرائيلي لكن بنتكلم عن نفاذ اللوبي الإسرائيلي في حدود جمع التبرعات للحملات الانتخابية، في حدود حشد الأصوات بشكل أو بآخر، في حدود التأثير المباشر على الإعلام الأميركي وعلى الجرائد والتلفزيون والسينما حتى كمان إلى آخره، لكن عمره ما حصل إلى هذه الدرجة أن النفاذ كان واصل وإلى القلب مباشرة في لحظة شديدة الحرج. وهنا علامة الاستفهام الكبرى على دور السيدة ماتيلدا كريم، وهنا لغز من ألغاز 67 وهنا في قضية أشبه ما تكون، زي ما على دونالد نيف بيقول إنها مزيج من قصة غرام، بوليس قصة جاسوسية ولكنها في بعض المواقف كانت فعلا داعية إلى انحباس الأنفاس تقريبا، تصبحوا على خير.

المصدر:الجزيرة
 
عودة
أعلى