رثاء الأندلس ::: لأبو البقاء الرندي الاندلسي

كتيبة الموت

ملازم أول
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
648
التفاعل
8 0 0
أبو البقاء الرندي الأندلسي يرثى الاندلس بعد سقوطها

والتاريخ يعيد نفسه


كأنه يصف حالنا الآن وسقوط الاقصى وبقيه البدان الاسلاميه


يقول الرندي :





لكل شيء إذا ما تم نقصـــــــــــــان @@ فلا يغر بطيب العيش إنســــــــــــانُ


هي الأمور كما شاهدتهـــــــــا دولٌ @@ من سرَّهُ زمـــــــــــنٌ ساءته أزمانُ




وهذه الدار لا تُبقي على أحـــــــــــد @@ ولا يدوم علـــــــــــــى حال لها شانُ




يمزق الدهر حتمًا كل سابغـــــــــــةٍ @@ إذا نبت مشرفيات وخرصــــــــــــانُ




وينتضي كل سيف للفناء ولــــــــــو @@ كان ابن ذي يزن والغمد غـــــمدانُ




أين الملوك ذوو التيجان من يمـــنٍ @@ وأين منهم أكـــــــــــــــاليلٌ وتيجـانُ




وأين ما شــــــــــاده شدَّادُ فـــي إرمٍ @@ وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ




وأين ما حازه قارون من ذهــــــــب @@ وأين عادٌ وشدادٌ وقحـــــــــــــــطانُ




أتى على الكل أمر لا مرد لـــــــــــه @@ حتى قضوا فكأن القوم ما كــــــانوا




وصار ما كان من مُلك ومن مَـــلك @@ كما حكى عن خيال الطيفِ وسـنانُ




دار الزمان على دارا وقاتلــــــــــه @@ وأمَّ كســــــــــــــرى فما آواه إيوانُ




كأنما الصعب لم يسهل له سبـــــبُ @@ يومًا ولا مَلك الدنيــــــــــــا سليمانُ




فجائع الدهر أنواع منوعـــــــــــــة @@ وللزمـــــــــــــــان مسرات وأحزانُ




وللحوادث سلوان يسهّلــــــــــــــها @@ وما لما حل بالإســـــــــــلام سلوانُ




دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء لــــــــه @@ هــــــــــــــــوى له أحدٌ وانهد نهلانُ




أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ @@ حتـــــــــــى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ




فاسأل بلنسيةَ ما شأنُ مرسيـــــــةٍ @@ وأين شــــــــــــــــاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ




وأين قرطبةٌ دارُ العـــــــــــلوم فكم @@ من عـــــــــالمٍ قد سما فيها له شانُ




وأين حمصُ وما تحويه مــــن نزهٍ @@ ونهرهـــــــــــا العذب فياض وملآنُ




قواعدٌ كنَّ أركــــــــــــانَ البلاد فما @@ عســـــــى البقاء إذا لـــــم تبقَ أركانُ




تبكي الحنيفيةَ البيضـــاءَ من أسفٍ @@ كما بــــــــــكى لفراق الإلف هيمانُ




حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ ما @@ فيهنَّ إلا نـــــــــــــــواقيسٌ وصلبانُ




حتى المحاريبُ تبكي وهي جـــامدةٌ @@ حتى المنــــــــابرُ ترثي وهي عيدانُ




يــــــا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ @@ إن كنـــــــت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ




وماشيــــــــــــًا مرحًا يلهيه موطنهُ @@ أبعد حمصٍ تَغرُّ المـــــــــرءَ أوطانُ




تلك المصيبةُ أنْسَتْ ما تقدَّمهــــــــا @@ وما لها مع طولَ الدهرِ نسيـــــــانُ



يا راكبين عتـــــــاقَ الخيلِ ضامـرةً @@ كأنهــــــــا في مجال السبقِ عقبانُ



وحــــــــاملين سيوفَ الهندِ مرهقةُ @@ كـــــــــــــأنها في ظلام النقع نيرانُ



وراتعين وراء البحر في دعـــــــــةٍ @@ لهم بأوطــــــــــــانهم عزٌّ وسلطانُ



أعندكم نبأ من أهــــــــــــــل أندلسٍ @@ فقد سرى بحديثِ القومِ ركبــــــــانُ



كم يستغيث بنا المستضعفون وهـم @@ قتلــــــــى وأسرى فما يهتز إنسانُ



لماذا التقاطع في الإســــــلام بينكمُ @@ وأنتمْ يا عبـــــــــــــــــاد الله إخوانُ



ألا نفوسٌ أبيَّـــــــــــــــــاتٌ لها هممٌ @@ أما على الخيرِ أنصــــــارٌ وأعوانُ



يا من لذلةِ قـــــــــــــــومٍ بعدَ عزِّهُمُ @@ أحال حـــــــــــــــالهمْ جورُ وطغيانُ



بالأمس كانوا ملوكًا في منازلــــهم @@ واليومَ هم في بلاد الضـــــدِّ عبدانُ



فلو تراهم حيارى لا دليـــــــــل لهمْ @@ عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألــــــــــــوانُ



ولو رأيتَ بكـــــــــــــاهُم عندَ بيعهمُ @@ لهــــــالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ



يا ربَّ أمِّ وطفـــــــــــــلٍ حيلَ بينهما @@ كمــــــــــــــــا تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ



وطفلةٍ مثــــــــــــــل حسنِ الشمسِ @@ إذ طلعت كأنمــــــا ياقوتٌ ومرجانُ



يقودُها العـــــــلجُ للمكروه مكرهةً @@ والعينُ بـــــــــــاكيةٌ والقلبُ حيرانُ



لمثل هذا يــــــــذوبُ القلبُ من كمدٍ @@ إن كان في القلــــب إسلامٌ وإيمان


----------------------

لو كان موجود معنا الآن ماذا سيقول إذن ؟


لا حول ولا قوة الا بالله
 
قصيدة رثاء رائعة للشاعر ابو البقاء الرندي

وصدقت اخي كتيبة الموت فهي كأنها تصف حالنا في هذه الايام

اختيار رائع لقصيدة جميلة بارك الله فيك
 
قصيده جميله جدا شكرا اخي بارك الله فيك
 
حالنا اليوم لا يختلف عن حالهم في ذلك الزمان حيث أن ملوك الدول في الاندلس تحالفو مع النصاري في الشمال وقاتلو بعضهم حتى أتوهم النصاري وأبادوهم عن بكرة أبيهم لان هدفهم الاسلام وليس نصرت دولة علي أخرى

سقطت فلسطين والعراق وأفغانستان كما سقطت الاندلس من قبل وإن لم يتحرك المسلمون الآن فسوف نسقط جميعا

شكراً لك أخي الكريم على هذه القصيدة المؤثرة .
 
التعديل الأخير:
قصيدة رثاء رائعة للشاعر ابو البقاء الرندي

وصدقت اخي كتيبة الموت فهي كأنها تصف حالنا في هذه الايام

اختيار رائع لقصيدة جميلة بارك الله فيك

و يبارك فيك ..

و الله يا اخي هذه الابيات تبكي القلب دمًا .

و كأنها مرآه لما يحدث في زماننا .

أسأل الله تعالى ان يرفع عنا هذا البلاء وهذا الذل

وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

ان الامه الآن لا تستحق النصر ..

قال تعالى : إن تنصروا الله ينصركم .

و لن يرفع هذا الذل الا بالعوده الى الله ...

وكما قال صلى الله عليه وسلم في حديث اذا تبايعتم بالعينه وتبعتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا ً ، لا يرفعه حتى ترجعوا لدينكم.

إذن السبيل للعزه و التمكين هي العوده للكتاب والسنه

و الضرب بعرض الحائط كل قول أو فعل يخالفهما .
 
حالنا اليوم لا يختلف عن حالهم في ذلك الزمان حيث أن ملوك الدول في الاندلس تحالفو مع النصاري في الشمال وقاتلو بعضهم حتى أتوهم النصاري وأبادوهم عن بكرة أبيهم لان هدفهم الاسلام وليس نصرت دولة علي أخرى

سقطت فلسطين والعراق وأفغانستان كما سقطت الاندلس من قبل وإن لم يتحرك المسلمون الآن فسوف نسقط جميعا

شكراً لك أخي الكريم على هذه القصيدة المؤثرة .


صحيح أخي ..

فكم في التاريخ من عبر ...

و كم به من عظه ...

ولكن اين من يعتبر ويتعظ ؟
 
عودة
أعلى