سلسلة من لطائف القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي


سلسلة من لطائف القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }


ما الفرق بين الاستعاذة في { بِرَبِّ الْفَلَقِ } و { بِرَبِّ النَّاسِ

بصورة عامة: الاستعاذة في سورة الفلق هي الحماية من الشرور الخارجية الظاهرة، فكما أن الفلق والصبح يزيل ظلمات الليل
فالاستعاذة تدفع كل ما يخشاه الإنسان مما يؤذيه ويؤلمه.
وبصورة عامة الاستعاذة في { بِرَبِّ النَّاسِ } من الشرور الداخلية وأعظمها الوسواس الخناس الذي يوسوس في الصدور وهو الشيطان عياذا بالله تعالى، فهو العدو الأكبر للإنسان، وطرده يكون بذكر الله تعالى، ومن أعداء الإنسان شياطين الإنس أيضا.

والسؤال هنا: أيهما أعظم الاستعاذة في سورة الفلق أو سورة الناس!
الشرور الخارجية يسهل التخلص منها والابتعاد عنها وهذه تتمثل في سورة الفلق، بخلاف الشرور الداخلية فمن الصعب الخلاص منها والانفكاك عنها وهذه تتمثل في سورة الناس.
لذا كانت الاستعاذة في ‎سورة الفلق بأمر واحد وهو { بِرَبِّ الْفَلَقِ }
والاستعاذة في ‎سورة الناس بثلاثة أمور لخطورتها وهي:
{ بِرَبِّ النَّاسِ } ، { مَلِكِ النَّاسِ } ، { إِلَٰهِ النَّاسِ }

ولا ريب أن الاستعاذة في سورة الناس أعظم
 

1633087111337.png
 
سلسلة من لطائف القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد

أغرب كلمة في القرآن الكريم

قال تعالى: { تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ }

جاء عند أهل التفسير { ضِيزَىٰ } أي : ظالمة، جائر غير عادلة.
و{ ضِيزَىٰ } هي أغرب كلمة في القرآن وليس في كلام العرب صفة على وزن فعلى مثل ضيزى
وجاءت غريبة؛ للقسمة الغريبة التي قسمها الكفار بينهم وبين الله تعالى في شأن الملائكة كما قال تعالى { أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ }
ولا يمكن لكلمة في العربية أن تقوم مقام هذه الكلمة إطلاقًا.

يقول الرافعي رحمه الله في كتابه إعجاز القرآن
إن كلمة { ضِيزَىٰ } جمعت أربع غرائب في أربعة حروف:
غريبة في لفظها
غريبة في معناها
غريبة في نطقها
غريبة في صوتها.
 
عودة
أعلى