تاريخ الباشا الأحمر.. قصة أول سفير سوفيتي لدى السعودية

إنضم
10 فبراير 2020
المشاركات
8,079
التفاعل
19,171 83 24
الدولة
Russian Federation
صدر في العاصمة الروسية مؤخرا كتاب "قصة حياة كريم حكيموف" عن أول ممثل مفوض للاتحاد السوفيتي لدى مملكة الحجاز ونجد لكاتبه الدبلوماسي الروسي، أوليغ أوزيروف.

ويشغل أوزيروف منصب الممثل الدائم لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي، ونائب رئيس إدارة الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الروسية، ورئيس الأمانة العامة لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا، وشغل منصب سفير روسيا لدى المملكة العربية السعودية في الفترة من 2010-2017.

تاريخ الباشا الأحمر.. قصة أول سفير سوفيتي لدى السعودية

RT
الدبلوماسي الروسي/ بوريس أوزيروف مؤلف كتاب "قصة حياة كريم حكيموف"


ويتناول الكتاب قصة حياة كريم حكيموف (1892-1938) أول ممثل مفوض لروسيا السوفيتية في الدول العربية، والذي كان له إسهام كبير في تطوير العلاقات ما بين الجمهورية السوفيتية الناشئة حديثا آنذاك والعالم العربي والفارسي.

أصبح حكيموف صديقا شخصيا للملك عبد العزيز آل سعود، ونال ثقة المواطنين العاديين في شبه الجزيرة العربية، ونسق صفقات لتوريد السلع والمنتجات الحيوية من الاتحاد السوفيتي، فضلا عن تقديم المساعدة الطبية للسكان المحليين، ولعل أداءه شعائر العمرة عام 1925، وهو من أصول إسلامية، كان له بالغ الأثر في استحسان النخب العربية لوجوده وسطهم.

تاريخ الباشا الأحمر.. قصة أول سفير سوفيتي لدى السعودية


كريم حكيموف بالملابس التقليدية
كان الاتحاد السوفيتي أول من اعترف بالدولة السعودية الجديدة، حيث أصبح حكيموف الممثل المفوض لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية في مملكة الحجاز ونجد والمناطق الملحقة (والتي أصبحت فيما بعد المملكة العربية السعودية عام 1932).

نظم عملية تسليم أول ثلاث شحنات من البضائع الأساسية من أوديسا إلى جدة عن طريق البحر، وكانت تتضمن سكرا ودقيقا عالي الجودة وكيروسينا. ثم أصبح فيما بعد الممثل المفوض للاتحاد السوفيتي في المملكة اليمنية. في عام 1932، وبمساعدة خلفه في منصب الممثل المفوض للاتحاد السوفيتي في المملكة العربية السعودية، نظير تيورياكولوف، نسق زيارة الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود إلى موسكو، ورافقه خلالها.


أعيد حكيموف إلى موسكو عام 1937، ثم اعتقل بتهمة التجسس والمشاركة في منظمة مناهضة للثورة، وأدرج في قائمة الإعدام الستالينية بتاريخ 3 يناير 1938، وأعدم في 10 يناير ضمن قائمة مجموعة "مركز موسكو" التي ضمت 163 شخصا.

ترك تنفيذ حكم الإعدام على حكيموف أثرا عميقا لدى الملك عبد العزيز آل سعود، الذي عرض على حكيموف اللجوء السياسي لدى المملكة قبل مغادرته خريف 1937، لكن حكيموف رفض. وكان يحظى بود واحترام الملك والمواطنين على حد سواء، وكان يسمى بينهم بـ "الباشا الأحمر". كذلك ترك إعدام حكيموف انطباعا سلبيا لدى النخبة الحاكمة في السعودية، وانقطعت بعده العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والاتحاد السوفيتي، ولم تعد إلى مجاريها حتى عام 1990 بعد سقوط الأخير.

 
كان من أسباب ضعف العلاقات مع الاتحاد السوفيتي
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى