الفقه العالي لسادة السلف

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,782
التفاعل
17,900 114 0
الفقه العالي لسادة السلف


عن مشرف بن أبان الواسطي ، عن عُمَر بن السكن قال :
كنت عند سفيان بن عُيَيْنَة ، فقام إليه رجل من أهل بغداد فقال :
يا أبا محمد ، أخبرني عن قول مطرف : لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر ؟
أهو أحب إليك أم قول أخيه أبي العلاء : اللهم رضيت لنفسي ما رضيت لي ؟

قال : فسكت عنه سكتة ثم قال : قول مطرف أحب إلي.

فقال الرجل : كيف وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له ؟

فقال سفيان : إني قرأت القرآن فوجدت صفة سُلَيْمان - عليه السلام - مع العافية التي كان فيها :
{ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)} [ص] .
ووجدت صفة ـ أيوب عليه السلام ـ مع البلاء الذي كان فيه :
{ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)} [ص] ،
فاستوت الصفتان وهذا معافى وهذا مبتلى ،
فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر ،
فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر.

تهذيب الكمال للمزي (193/11).
 
عودة
أعلى