أوضح الكثير منهم أنهم لا يعرفون ما الذي قاتلوا من أجله، وأنهم لا يفهمون سبب وجودهم على جبهة الحرب!
لدى الحرب تأثير كبير على الناس وأكثر بكثير على الجنود باعتبارهم متلقين مباشرين لتأثيرها.
لا يقع تأثير الحرب على صحتهم الجسدية فحسب بل أيضاً على صحتهم العقلية والعاطفية.
وعادةً بعد الحرب لا يملك أغلب الجنود أي شيء لقوله لأنهم يجدون صعوبة في تدوين تجاربهم سواء كانوا في الجانب الخاسر أم لا فإن ذكريات الحرب عادةً لا تُطاق بالنسبة لهم.
بدلاً من جمع التأثير المادي للحرب في كتب بدأت الصحفية والمصورة والمخرجة البريطانية الموهوبة (لالاج سنو) التي تتخذ من أفغانستان مقراً لها مشروعًا مدته 8 أشهر يُظهر صور 14 فرداً من الكتيبة البريطانية الأولى من جنود الفوج الملكي الأسكتلندي.
بعنوان «نحن الّذين لم يموتوا» We are The Not Dead استخدمت (سنو) هذا المشروع لإظهار التغييرات الجسدية التي يمر بها الجنود في منطقة الحرب.
بينما تُظهر الصور التغييرات في تعابير وجوه الجنود قبل الحرب وأثناءها وبعدها تربط (سنو) هذه التعابير مباشرةً بالعبء النفسي الذي عانى منه الرجال.
من أشخاص عاطفيين إلى جنود بدون مشاعر تكشف (سنو) تحول الهيئة البسيطة لهؤلاء الرجال إلى وجوه متجهمة بعد تجربة الحرب.
تأثير الحرب كما هو في الصور قبل ثم أثناء ثم بعد الحرب
تعمدت (سنو) الكشف عن الأذى الجسدي والنفسي للحرب فقط من خلال إظهار وجوه هؤلاء الجنود في أوقات مختلفة.
قبل الحرب
تعكس الصور نظرات الهدوء والبساطة والتوتر قبل إرسال الجنود إلى الحرب
أثناء الحرب
والقساوة والجدية ومحاولة البقاء على قيد الحياة أثناء الحرب،
بعد الحرب
ومزيجًا من النظرات الخالية من المشاعر ونظرات الحزن والندم بعد الحرب.
لقد تمكنت (سنو) من إيضاح أن الكلمات وحدها لا تكفي لتفسير تغير كل حالة عند الجندي ورغم أن الصور لم يتم التقاطها إلا في غضون ثمانية أشهر فإن الفارق يقول العكس عشرة أعوام أو أكثر.
تكشف صور ما بعد الحرب أن البعض قد تمكن من الخروج بشعور كبير من الارتياح بينما بدا البعض الآخر محطمًا ومشردًا.
بالإضافة إلى التصوير الفوتوغرافي الذي يكشف عن حالة الجنود كان مشروع (سنو) مصحوبًا باقتباسات من المقابلات التي أجرتها مع كل من هؤلاء الجنود.
بيّنت المقابلات أن العديد من الجنود عادوا إلى منازلهم وهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة PTSD ( هي حالة تؤثر على الأشخاص الذين تعرضوا لمواقف سيئة وعنيفة ).
لقد كانوا مثقلين بالندم بينما وجد العديد منهم صعوبة في التأقلم مع الحياة كمدنيين.
الرقيب (ألكسندر ماك بروم).
قال الرقيب (ألكسندر ماك بروم) في أول مقابلة تصوير له : ”أنا لست قلقاً بشأن الذهاب للحرب إنها وظيفتي بعد كل شيء“.
غير أنه في مقابلة التصوير الثانية (بعد ثلاثة أشهر) قال لـ(لالاج) : ”لقد كان ذلك بمثابة إدراك للحقيقة“.
وفي مقابلته الثالثة (بعد أربعة أشهر) قال : ”إنه دائماً ذلك الخوف، ذلك القلق، ماذا سيحدث إذا تعرّضت للانفجار؟“.
الجندي (كريس ماكغريغور).
في مقابلة أخرى صرح الجندي (كريس ماكغريغور) قبل إرساله في 11 مارس : ”من الواضح أنني سأفتقد عائلتي لكن بخلاف ذلك سأفتقد كلابي أكثر من أي شيء آخر.
فهي تساعدني على إزالة توتري وتبقيني عقلانياً.
أعتقد أنني سأفتقد التلفزيون أيضاً.
أحاول ألا أُفكر في أسوأ سيناريو“.
قال في مقابلته الثانية في 19 يونيو بعد حادث عبوة ناسفة : ”يعتاد معظم الناس على الابتعاد عن منازلهم لكني أجد صعوبة في ذلك.
خوفك هو الذي يُبقيك على قيد الحياة هنا.
أنا أؤمن أنه إذا كان شيء ما سيحدث فإنه سيحدث ولا يوجد شيء يمكنك فعله حيال ذلك.
واستطرد بالقول : ”مازال سماع نبأ وفاة جندي مؤلمًا.
تفكر فيما تمر به أسرته.
تسأل ما الذي مات من أجله وماذا نحقق هنا.
لست متأكدا بعد الآن.
ذلك الجندي الأفغاني فقد ساقيه قبل قليل … لا أعرف“.
في أغسطس بعد عودته إلى المنزل، أوضح في مقابلته الثالثة : ”استسلمت ساقيّ ببساطة أعتقد أنّ ذلك بسبب الوزن (61kg) أو شيء من هذا القبيل.
كان عليّ أن أقبل بذلك.
كلما كُنت أدفعه كان جسدي يأمرني أن أستسلم كنت أطلب منه المُتابعة وكان يطلب مني التوقف“.
وأضاف : ”عندما يعود الجنود فإنهم لا يزالون يحملون الكثير من الأدرينالين والغضب داخلهم.
كان عليّ مُعالجة غضبي بعد العودة من العراق إذا تكرر الأمر معي الآن ببساطة أذهب بنُزهة مع الكلاب.
إنها أفضل طريقة للتعامل معه بدلاً من أن تكون متوتّراً وجاهزاً للانقضاض على الناس.
أول شيء قُمت به عندما عدت هو الذهاب في نُزهة طويلة مع الكلاب.
مشيت لأميال وأميال ولم أكترث أين خطوت“.
كشفت مقابلات أخرى مع هؤلاء الجنود بعد الحرب عن ضيقهم وتعاطفهم مع الأشخاص الذين قاموا بقتلهم أثناء قيامهم بمهامهم.
أوضح الكثير منهم أنهم لا يعرفون ما الذي قاتلوا من أجله وأنهم لا يفهمون سبب وجودهم على جبهة الحرب.
لم تبدأ (لالاج سنو) هذا المشروع فقط لتكريم شجاعة الأشخاص الذين قرروا التضحية بحياتهم من أجل الآخرين ولكنها أرادت أيضًا لفت الانتباه إلى تغيراتهم النفسية.
وصرّحت في مقابلة أن هذا المشروع نابع من العلاقة الشخصية التي تربطها بالجيش على مدى السنوات الأربع الماضية.
فقالت : ”كان مشروعاً شخصياً للغاية وكان نابعاً من الانخراط في المؤسسة العسكرية لمدة أربع سنوات في العراق وأفغانستان وكوني شاهداً على عدد الشباب الذين يعودون كظلال من ذواتهم السابقة وفي العديد من الحالات مع ندوب نفسية عميقة“.
ومع ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في صفوف القوات البريطانية ومع تزايد العواقب السياسية المترتبة على تواجد الجيش البريطاني في أفغانستان شعر المزيد والمزيد من الجنود بأنه لم يكن لديهم صوت أو على الأقل لم يتم الاستماع إليهم.
«نحن الّذين لم يموتوا» We are The Not Dead هي محاولة لإعطاء الشباب والشابات الشجعان الفرصة لشرح كيف يتم ذلك.
إن واقع وجود جنود لا يعرفون لماذا يقاتلون ومن يقاتلون ولماذا يُضطرون إلى القتل ويتكبدون الإصابات بسبب ”تعليمات“ يكشف عن الافتقار إلى التعاطف الذي تجلبه الحروب.
ونأمل أن نرى عالما يعيش فيه الجميع في وئام دون سبب للقتال.
الموضوع مع الترجمه منقول
المصدر الأصلي
لدى الحرب تأثير كبير على الناس وأكثر بكثير على الجنود باعتبارهم متلقين مباشرين لتأثيرها.
لا يقع تأثير الحرب على صحتهم الجسدية فحسب بل أيضاً على صحتهم العقلية والعاطفية.
وعادةً بعد الحرب لا يملك أغلب الجنود أي شيء لقوله لأنهم يجدون صعوبة في تدوين تجاربهم سواء كانوا في الجانب الخاسر أم لا فإن ذكريات الحرب عادةً لا تُطاق بالنسبة لهم.
بدلاً من جمع التأثير المادي للحرب في كتب بدأت الصحفية والمصورة والمخرجة البريطانية الموهوبة (لالاج سنو) التي تتخذ من أفغانستان مقراً لها مشروعًا مدته 8 أشهر يُظهر صور 14 فرداً من الكتيبة البريطانية الأولى من جنود الفوج الملكي الأسكتلندي.
بعنوان «نحن الّذين لم يموتوا» We are The Not Dead استخدمت (سنو) هذا المشروع لإظهار التغييرات الجسدية التي يمر بها الجنود في منطقة الحرب.
بينما تُظهر الصور التغييرات في تعابير وجوه الجنود قبل الحرب وأثناءها وبعدها تربط (سنو) هذه التعابير مباشرةً بالعبء النفسي الذي عانى منه الرجال.
من أشخاص عاطفيين إلى جنود بدون مشاعر تكشف (سنو) تحول الهيئة البسيطة لهؤلاء الرجال إلى وجوه متجهمة بعد تجربة الحرب.
تأثير الحرب كما هو في الصور قبل ثم أثناء ثم بعد الحرب
تعمدت (سنو) الكشف عن الأذى الجسدي والنفسي للحرب فقط من خلال إظهار وجوه هؤلاء الجنود في أوقات مختلفة.
قبل الحرب
تعكس الصور نظرات الهدوء والبساطة والتوتر قبل إرسال الجنود إلى الحرب
أثناء الحرب
والقساوة والجدية ومحاولة البقاء على قيد الحياة أثناء الحرب،
بعد الحرب
ومزيجًا من النظرات الخالية من المشاعر ونظرات الحزن والندم بعد الحرب.
لقد تمكنت (سنو) من إيضاح أن الكلمات وحدها لا تكفي لتفسير تغير كل حالة عند الجندي ورغم أن الصور لم يتم التقاطها إلا في غضون ثمانية أشهر فإن الفارق يقول العكس عشرة أعوام أو أكثر.
تكشف صور ما بعد الحرب أن البعض قد تمكن من الخروج بشعور كبير من الارتياح بينما بدا البعض الآخر محطمًا ومشردًا.
بالإضافة إلى التصوير الفوتوغرافي الذي يكشف عن حالة الجنود كان مشروع (سنو) مصحوبًا باقتباسات من المقابلات التي أجرتها مع كل من هؤلاء الجنود.
بيّنت المقابلات أن العديد من الجنود عادوا إلى منازلهم وهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة PTSD ( هي حالة تؤثر على الأشخاص الذين تعرضوا لمواقف سيئة وعنيفة ).
لقد كانوا مثقلين بالندم بينما وجد العديد منهم صعوبة في التأقلم مع الحياة كمدنيين.
الرقيب (ألكسندر ماك بروم).
قال الرقيب (ألكسندر ماك بروم) في أول مقابلة تصوير له : ”أنا لست قلقاً بشأن الذهاب للحرب إنها وظيفتي بعد كل شيء“.
غير أنه في مقابلة التصوير الثانية (بعد ثلاثة أشهر) قال لـ(لالاج) : ”لقد كان ذلك بمثابة إدراك للحقيقة“.
وفي مقابلته الثالثة (بعد أربعة أشهر) قال : ”إنه دائماً ذلك الخوف، ذلك القلق، ماذا سيحدث إذا تعرّضت للانفجار؟“.
الجندي (كريس ماكغريغور).
في مقابلة أخرى صرح الجندي (كريس ماكغريغور) قبل إرساله في 11 مارس : ”من الواضح أنني سأفتقد عائلتي لكن بخلاف ذلك سأفتقد كلابي أكثر من أي شيء آخر.
فهي تساعدني على إزالة توتري وتبقيني عقلانياً.
أعتقد أنني سأفتقد التلفزيون أيضاً.
أحاول ألا أُفكر في أسوأ سيناريو“.
قال في مقابلته الثانية في 19 يونيو بعد حادث عبوة ناسفة : ”يعتاد معظم الناس على الابتعاد عن منازلهم لكني أجد صعوبة في ذلك.
خوفك هو الذي يُبقيك على قيد الحياة هنا.
أنا أؤمن أنه إذا كان شيء ما سيحدث فإنه سيحدث ولا يوجد شيء يمكنك فعله حيال ذلك.
واستطرد بالقول : ”مازال سماع نبأ وفاة جندي مؤلمًا.
تفكر فيما تمر به أسرته.
تسأل ما الذي مات من أجله وماذا نحقق هنا.
لست متأكدا بعد الآن.
ذلك الجندي الأفغاني فقد ساقيه قبل قليل … لا أعرف“.
في أغسطس بعد عودته إلى المنزل، أوضح في مقابلته الثالثة : ”استسلمت ساقيّ ببساطة أعتقد أنّ ذلك بسبب الوزن (61kg) أو شيء من هذا القبيل.
كان عليّ أن أقبل بذلك.
كلما كُنت أدفعه كان جسدي يأمرني أن أستسلم كنت أطلب منه المُتابعة وكان يطلب مني التوقف“.
وأضاف : ”عندما يعود الجنود فإنهم لا يزالون يحملون الكثير من الأدرينالين والغضب داخلهم.
كان عليّ مُعالجة غضبي بعد العودة من العراق إذا تكرر الأمر معي الآن ببساطة أذهب بنُزهة مع الكلاب.
إنها أفضل طريقة للتعامل معه بدلاً من أن تكون متوتّراً وجاهزاً للانقضاض على الناس.
أول شيء قُمت به عندما عدت هو الذهاب في نُزهة طويلة مع الكلاب.
مشيت لأميال وأميال ولم أكترث أين خطوت“.
كشفت مقابلات أخرى مع هؤلاء الجنود بعد الحرب عن ضيقهم وتعاطفهم مع الأشخاص الذين قاموا بقتلهم أثناء قيامهم بمهامهم.
أوضح الكثير منهم أنهم لا يعرفون ما الذي قاتلوا من أجله وأنهم لا يفهمون سبب وجودهم على جبهة الحرب.
لم تبدأ (لالاج سنو) هذا المشروع فقط لتكريم شجاعة الأشخاص الذين قرروا التضحية بحياتهم من أجل الآخرين ولكنها أرادت أيضًا لفت الانتباه إلى تغيراتهم النفسية.
وصرّحت في مقابلة أن هذا المشروع نابع من العلاقة الشخصية التي تربطها بالجيش على مدى السنوات الأربع الماضية.
فقالت : ”كان مشروعاً شخصياً للغاية وكان نابعاً من الانخراط في المؤسسة العسكرية لمدة أربع سنوات في العراق وأفغانستان وكوني شاهداً على عدد الشباب الذين يعودون كظلال من ذواتهم السابقة وفي العديد من الحالات مع ندوب نفسية عميقة“.
ومع ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في صفوف القوات البريطانية ومع تزايد العواقب السياسية المترتبة على تواجد الجيش البريطاني في أفغانستان شعر المزيد والمزيد من الجنود بأنه لم يكن لديهم صوت أو على الأقل لم يتم الاستماع إليهم.
«نحن الّذين لم يموتوا» We are The Not Dead هي محاولة لإعطاء الشباب والشابات الشجعان الفرصة لشرح كيف يتم ذلك.
إن واقع وجود جنود لا يعرفون لماذا يقاتلون ومن يقاتلون ولماذا يُضطرون إلى القتل ويتكبدون الإصابات بسبب ”تعليمات“ يكشف عن الافتقار إلى التعاطف الذي تجلبه الحروب.
ونأمل أن نرى عالما يعيش فيه الجميع في وئام دون سبب للقتال.
الموضوع مع الترجمه منقول
المصدر الأصلي
ليس لديك تصريح لمشاهدة الرابط، فضلا قم ب تسجيل الدخول او تسجيل