نبدة عن تاريخ تطوير الطائرات المقاتلة

F-16 Falcon

عضو
إنضم
31 ديسمبر 2007
المشاركات
975
التفاعل
28 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم

الطائرات المقاتلة

مع ان الطائرات كانت ، قبل الحرب العالمية الاولى ، تطير حاملة رشاشات مصوبة يدويا وحتى مدافع آلية ثقيلة ، فسرعان ما اسندت مهمة ابادة طائرات العدو الى طائرات مزودة بمدافع ثابتة موجهة الى الامام يتم تصويبها بتوجيه الطائرة المقاتلة بكاملها نحو العدو .
منذ عام 1916 حتى اواخر الحرب العالمية الثانية ، كان التطور نوعيا بمعظمه . فقد ازداد عيار المدافع وقوة فتكها ، وتحسنت اجهزة التصويب لدرجة مذهلة ، وتطورت بسرعة فائقة صناعة هيكل الطائرة ومحركاتها ، مما تجلى في الانجازات المدهشة التي تمكنت الطائرات من القيام بها . لكن الحدث الجديد الوحيد الذي ظهر هو الرادار المحمول جوا الذي سمح بالقيام بعمليات الاعتراض ليلا وفي جميع الاحوال الجوية ، والذي عرّف العالم الى نوع جديد من المقاتلات تميزت بضخامتها وازدياد افراد طاقمها . كذلك تمكن الدفع النفاث من تحطيم العوائق التي كانت تحد من انجازات الطائرات ، وقد ادى الى تغيير اشكال الطائرات المقاتلة تغييرا كليا .
في تلك الاثناء ، وخصوصا بين 1948 و 1952، كانت القوات الجوية الامريكية تفاجىء العالم بصنع اجهزة اعتراض حديثة ، من شأنها تخفيض اهمية الطيار وتحويله الى مجرد مراقب يركب الطائرة للمرافقة . وقد زايد البعض في هذا المجال مدعيا انه من الأصح ، لتأمين انجاز افضل ، ابقاء الطيار على الارض .
غير ان الطيارين الحانقين ، وقد ملأتهم ذعرا ، في حرب كوريا ، المقاتلة البسيطة الصنع ( ميج - 15 ) ، راحوا ينادون مطالبين بصنع مقاتلات صغيرة وبسيطة ، سهلة الصيانة ، تتسلق فوق العدو، وتسرع اكثر منه ، وتلتف حوله بإحكام ، وتضعهم بالتالي في وضع افضل . وكانوا يسخرون مما كان يدعي بــ " العجائب التقنية " ويطالبون هازئين باستبدال رادار الهدف ( أ - 1 سي م ) برادار من العلكة . وذهبت بريطانيا ابعد من امريكا ، فأعلنت عام 1957 بصورة رسمية ان جميع المقاتلات قد تخطاها الزمن . مع ذلك . تابع تطوير المقاتلات ميسرته بقفزات واسعة لم تكن لتخلو احيانا من بعض الارتباك او الانحراف ، وكانت حصيلة تجربة كوريا ظهور طائرة لوكهيد ( ف - 104 ) التي اطلقت عليها الشركة الصانعة اسم " الصاروخ الحامل رجلا بداخله " .
ثم ذهب الاوروبيون ابعد من ذلك ايضا ، فأنتجوا اعدادا من المقاتلات الخفيفة ، التي ما لبث ان تحطم بعضها وتحول بعضها الآخر الى ما سمي بــ " طائرات الهجوم الخفيفة " . كذلك تحولت المقاتلة ( ف - 104 ) الى طائرة هجوم واستطلاع ، مع ان النموذج الاخير منها ( ف – 104 س ) كان من المقاتلات ، ومن نوع مختلف عن النوع الذي كان يرجى صنعه عندما صممت ( ف - 104 ) .
مع عام 1960 برزت طائرة فانتوم 2 ( ف - 4) بمقدرتها المذهلة ،فساعدت على انعكاس عجلة التفكير انعكاسا تاما ، فعاد الناس الى المطالبة بطائرات اضخم وأكثر تعقيدا بدلا من الطائرات البسيطة الخفيفة .
لكن الفانتوم لم تغر القوات الجوية فى البلدان الناشئة التي ظلت تتزاحم على شركة " داسو" الفرنسية لشراء طائرة الميراج . ولا غرو في ذلك . فالميراج جميلة وتقارب الفانتوم في سرعتها وهي اقل منها ثمنا . اما الذين توجهوا نحو الولايات المتحدة ، فقد ابتاعوا عددا وافرا من " مقاتلات الحرية " ( ف - 5 ) للأسباب نفسها الوارد ذكرها اعلاه . غير ان الولايات المتحدة نفسها لم تكن مهتمة بهذا النوع من الطائرات . فبعد ان اثبتت الطائرة ( ف - 111 ) هذه العملاقة ذات 50 طنا ، انها لم تكن مقاتلة اطلاقا ، برزت طائرة الفانتوم كمقاتلة مثالية وأخذت تتدفق وحداتها بأعداد متزايدة من مصانعها في سانت لويس .
ثم جاءت حرب فيتنام ، وحظّر عل الطيارين الامريكيين القيام بالقصف او الرمي إلا بعد التأكد بالعين المجردة من هوية الخصم . مما كان يعني انه كان على الفانتوم ان تتخلى عن تفوقها المتمثل في الصواريخ المتوسطة او القريبة المدى ، وان تتقدم حتى بلوغ مرمى نيران العدو وما يتبع ذلك من التعرض للقتال القريب ، مع انها لم تكن مصنوعة لهذا النوع من القتال ، بل كانت معرضة فيه ان يقف محركها فجأة وتنهار ، كما انها لم تكن مجهزة بمدفع داخلي . لكن عندما ادخلت عليها التعديلات الضرورية . فتغيرت اجنحتها وزودت بمدافع داخلية ، ظهر جيل جديد من الساخطين متحسرا على ألميزات القديمة , ومطالبا من جديد بمزيد من التسلق ، ومزيد من الارتفاع . ومزيد من السرعة ، ومزيد من الالتفاف المحكم . ولا غرو ، فالعدو الجديد كان الطائرة المتفوقة ميح ( 25 ) التى يستحيل اعتراضها .
لم يبلغ الساخطون هذه المرة حد المطالبة بالاستغناء عن التقنية الحديثة التي اثبتت جدارتها وقدراتها . لكن عدوا جديدا كان قد برز في هذه الأثناء , نعني به التضخم في الأسعار , هذا التضخم الذي جعل التطوير التقني ضربا من المستعصيات .
كان للتضخم تأثير بالغ في وسائل دفاع الدول الغربية , وكان من أبرز نتائجه عودة أمريكا الى انتاج الطائرات الرخيصة الخفيفة , كطائرة ( ف – 16 ) .
يبدو ان هذه الطائرة استوفت مختلف الصفات اللازمة للمقاتلات الحديثة : فهي تفيض بالقوة مما يسمح لها بالتسلق والمناورة , ونسبة دفعها الى وزنها تزيد بكثير عن الوحدة الكاملة ، ومعامل حمولة اجنحتها اصبح منخفضا بعد زيادة مساحة هذه الاجنحة وتخفيض وزن الطائرة ، كما ان جهاز السيطرة والقيادة لديها اصبح ممتازا بفضل التفاعل الكامل بين شكلها وتقنيتها ومعداتها الالكترونية والتناسق بين اجهزتها والطيار ، وهي تحمل مدفعا وصواريخ متوسطة وقريبة المدى .
صممت الطائرة الكبيرة ( ف – 15 ) والطائرة ( ف - 16 ) الأصغر منها كمقاتلتين للقيام بمهمة واحدة فقط ، هي اعتراض الطائرات المعادية وتدميرها ، غير انه بوشر بتزويدهما بمعدات منوعة للقيام بمهام هجومية ايضا ، مع ان بلوغ هذا الهدف اخذ يلاقي بعض الصعوبات .
انتجت أوروبا طائرتين هما ( الفيجن ) و( التورنادو ) ، وقد صممتا اساسا للقيام بالمهام الهجومية ، لكنهما اصبحتا الان في طور العودة الى صف المقاتلات . من حسنات ( التورنادو) اجنحتها المتحركة الشبيهة بأجنحة الطائرة المتعددة الواجبات تومكات ( ف – 14 ) . لطائرة الميج ( 23 ) اجنحة متحركة أيضا , لكن وضع هذه الطائرة يختلف , اذ ظهر منها حتى الآن أنواع متنوعة للهجوم وللقتال , وهي تختلف كليا بعضها عن البعض الآخر .
لا شك ان تصميم الطائرات المقاتلة امر بالغ الصعوبة , لكنه أصبح أكثر صعوبة بسبب الضغط المستمر من الاتحاد ألسوفييتي ذلك الحين في هذا المجال .
 
ممتاز اخي شكرا لك معلومات جد مفيدة شكرا لك والف تحية
 
شكرا لك اخي الله يعطيك العافيه
موضوع مميز فعلا
ومفيد
شكرا لك
 
ويستخدمون المسدسات في الرمي على الطائرات الاخرى

شي جميل

مشكور على الموضوع
 
عودة
أعلى