بسم الله الرحمن الرحيم
مع تصاعد حدة الصراع خلال الحرب الباردة، تصاعد معها تطرف الاسلحة المستخدمة للمواجهة
حيث كان مصدر الخطر الحقيقي الذي تواجهه الجيوش الاوروبية هو الحشود العسكرية السوفييتية الضخمة والمسلحة باعداد مهولة من المدرعات العسكرية بمختلف انواعها
فعلى عكس الولايات المتحدة المتحدة الأمريكية، دول أوروبا على اتصال بري مع الاتحاد السوفييتي
وبالتالي فانه يتوجب اختراع اسلحة تضمن وجود عازل بين اوروبا وبين جيوش السوفييت
وكانت الرؤية البريطانية في بداية الخمسينيات لمواجهة هذا الخطر هو نشر عدد من الالغام النووية
يتم زراعة هذه الالغام في الاراضي الالمانية القريبة من اراضي السوفييت
ويتم تفجيرهم في حالة الهجوم البري من قبل السوفييت
المشروع تم تطويره من قبل المؤسسة الملكية للبحث والتطوير RARDE في عام 1954 تحت مسمى Blue Peacock او الطاووس الأزرق
يزن اللغم النووي المسمى Blue Peacock قرابة ال 7.3 طن
ينفجر لغم الطاووس الأزرق بقوة 10 كيلوطن (قنبلة هيروشيما كانت بقوة 15 كيلوطن تقريبا)
كانت هناك 3 طرق لتفجير اللغم:
عن طريق سلك كهربائي يمتد ل 3 أميال
مؤقت يفجر اللغم بعد مرور 8 أيام
اجهزة تفجر اللغم عند العبث به
بمجرد تفعيل "تنشيط" اللغم، فانه سينفجر بعد 10 ثواني فقط من اي تحريك يتعرض له جسم اللغم او بحالة هبوط مستوى الضغط داخل حجرة اللغم وايضا في حالة ملأه بالمياه
لكن واجهتهم مشكلة فنية .. وهو البرد القارس وانخفاض درجة الحرارة الشديد بفصل الشتاء خصوصا للاجهزة المدفونة تحت الارض
حيث تنخفض درجة حرارة الاجهزة الالكترونية لدرجة انها لا يمكنها العمل بعد مرور عدة ايام من دفنها
تم اخذ هذه المشكلة الفنية بشكل جدي من قبل كبار المهندسين البريطانيين
وبعد اجراء العديد من البحوث وثم نقاش الخيارات المطروحة على الطاولة لحل هذه المشكلة..
تم اعتماد حل غير تقليدي وغريب نوعا ما ..
حيث بالعادة يتم التغلب على برودة الطقس باجهزة التدفئة والسخانات واشعال الحرائق ..
لكن المهندسين البريطانيين اختاروا الدجاج كي يقوم بالتدفئة المطلوبة للغم النووي! نعم بالله دجاج !!
حيث توصلوا الى ان اجسام الدجاج داخل غلاف اللغم ستكون كافية لتوفير درجة الحرارة المطلوبة لضمان عمل جميع الاجهزة الالكترونية اللازمة لتفعيل اللغم
مع توفير طعام وغذاء يكفي لما يقرب من اسبوع او اكثر لاتمام المهمة
في شهر يوليو لعام 1957 قام الجيش بطلب 10 الغام Blue Peacocks لينشرها في المانيا ..
وكانت هناك خطة لتغطية عملية النشر وهي أنها كانت وحدات طاقة نووية لامداد القوات الميدانية بالطاقة الكهربائية
ثم في فبراير عام 1958 قامت وزارة الدفاع البريطانية بالغاء المشروع حيث رأوا ان آثار الغبار النووي فوق المانيا والتسبب بتدميرها وتعرضها للاشعاع النووي وما سينتج على استخدام السلاح سياسيا فوق اراضي دولة حليفة اكبر من قدرة المملكة المتحدة على تبريره ..
في 1 ابريل عام 2004 تم رفع تصنيف السرية عن ملف المشروع .. ومن شدة غرابة خيار التدفئة بالدجاج .. اعتقد الجميع انها مجرد كذبة أيلول!
حينها صرح توم اوليري Tom O'Leary، رئيس قسم التعليم والترجمة بالأرشيف الوطني للمملكة المتحدة في رده على وسائل الإعلام: "هي فعلا تبدو بأنها كذبة إبريل لكنها بكل تأكيد ليست كذلك، قسم الخدمة المدنية لا يقوم بالمزاح"
النهاية
مع تصاعد حدة الصراع خلال الحرب الباردة، تصاعد معها تطرف الاسلحة المستخدمة للمواجهة
حيث كان مصدر الخطر الحقيقي الذي تواجهه الجيوش الاوروبية هو الحشود العسكرية السوفييتية الضخمة والمسلحة باعداد مهولة من المدرعات العسكرية بمختلف انواعها
فعلى عكس الولايات المتحدة المتحدة الأمريكية، دول أوروبا على اتصال بري مع الاتحاد السوفييتي
وبالتالي فانه يتوجب اختراع اسلحة تضمن وجود عازل بين اوروبا وبين جيوش السوفييت
وكانت الرؤية البريطانية في بداية الخمسينيات لمواجهة هذا الخطر هو نشر عدد من الالغام النووية
يتم زراعة هذه الالغام في الاراضي الالمانية القريبة من اراضي السوفييت
ويتم تفجيرهم في حالة الهجوم البري من قبل السوفييت
المشروع تم تطويره من قبل المؤسسة الملكية للبحث والتطوير RARDE في عام 1954 تحت مسمى Blue Peacock او الطاووس الأزرق
يزن اللغم النووي المسمى Blue Peacock قرابة ال 7.3 طن
ينفجر لغم الطاووس الأزرق بقوة 10 كيلوطن (قنبلة هيروشيما كانت بقوة 15 كيلوطن تقريبا)
كانت هناك 3 طرق لتفجير اللغم:
عن طريق سلك كهربائي يمتد ل 3 أميال
مؤقت يفجر اللغم بعد مرور 8 أيام
اجهزة تفجر اللغم عند العبث به
بمجرد تفعيل "تنشيط" اللغم، فانه سينفجر بعد 10 ثواني فقط من اي تحريك يتعرض له جسم اللغم او بحالة هبوط مستوى الضغط داخل حجرة اللغم وايضا في حالة ملأه بالمياه
لكن واجهتهم مشكلة فنية .. وهو البرد القارس وانخفاض درجة الحرارة الشديد بفصل الشتاء خصوصا للاجهزة المدفونة تحت الارض
حيث تنخفض درجة حرارة الاجهزة الالكترونية لدرجة انها لا يمكنها العمل بعد مرور عدة ايام من دفنها
تم اخذ هذه المشكلة الفنية بشكل جدي من قبل كبار المهندسين البريطانيين
وبعد اجراء العديد من البحوث وثم نقاش الخيارات المطروحة على الطاولة لحل هذه المشكلة..
تم اعتماد حل غير تقليدي وغريب نوعا ما ..
حيث بالعادة يتم التغلب على برودة الطقس باجهزة التدفئة والسخانات واشعال الحرائق ..
لكن المهندسين البريطانيين اختاروا الدجاج كي يقوم بالتدفئة المطلوبة للغم النووي! نعم بالله دجاج !!
حيث توصلوا الى ان اجسام الدجاج داخل غلاف اللغم ستكون كافية لتوفير درجة الحرارة المطلوبة لضمان عمل جميع الاجهزة الالكترونية اللازمة لتفعيل اللغم
مع توفير طعام وغذاء يكفي لما يقرب من اسبوع او اكثر لاتمام المهمة
في شهر يوليو لعام 1957 قام الجيش بطلب 10 الغام Blue Peacocks لينشرها في المانيا ..
وكانت هناك خطة لتغطية عملية النشر وهي أنها كانت وحدات طاقة نووية لامداد القوات الميدانية بالطاقة الكهربائية
ثم في فبراير عام 1958 قامت وزارة الدفاع البريطانية بالغاء المشروع حيث رأوا ان آثار الغبار النووي فوق المانيا والتسبب بتدميرها وتعرضها للاشعاع النووي وما سينتج على استخدام السلاح سياسيا فوق اراضي دولة حليفة اكبر من قدرة المملكة المتحدة على تبريره ..
في 1 ابريل عام 2004 تم رفع تصنيف السرية عن ملف المشروع .. ومن شدة غرابة خيار التدفئة بالدجاج .. اعتقد الجميع انها مجرد كذبة أيلول!
حينها صرح توم اوليري Tom O'Leary، رئيس قسم التعليم والترجمة بالأرشيف الوطني للمملكة المتحدة في رده على وسائل الإعلام: "هي فعلا تبدو بأنها كذبة إبريل لكنها بكل تأكيد ليست كذلك، قسم الخدمة المدنية لا يقوم بالمزاح"
النهاية
التعديل الأخير: