د. فاطمة سيد أحمد
ونحن بصدد الاحتفال بالقوة الرابعة فى جيشنا المصرى العظيم قوات الدفاع الجوى نيران لهيب السماء الذى يوافق 30 يونيو ذلك اليوم العظيم فى تاريخ الشعب المصرى، تذكرت حدثًا مهمًا من ضمن أساليب الخيانة للوطن وانتهاكه التى كانت تقوم بها الجماعة الإخوانية ومندوبها الرئيس محمد مرسى القابع فى الاتحادية وقتها على مدار الساعة، فى ديسمبر 2012 سربت مصادر عسكرية أمريكية واقعة خطيرة بأن (مرسى) وافق على وضع مجسات مراقبة فى سيناء تدار بإشراف أمريكى، وأن ذلك دخل حيز التنفيذ بعد أن وافق رئيس مصر محمد مرسى على شروط وإجراءات كان الرئيس حسنى مبارك قد رفضها قطعيًا من قبل رغم الشراكة الاستراتيجية التى كانت بين مصر وأمريكا فى وقته، وأثنت مصادر عسكرية أمريكية على (مرسى) وقالت: لقد قدم لنا خدمة ثمينة عندما وافق بأن تضع أمريكا مجسات وأجهزة استشعار إلكترونية فائقة التقدم قادرة على الرصد الدقيق لسيناء بالكامل على مدار الساعة وأنه تم إيفاد خبراء أمريكيين وبريطانيين للإشراف ولإدارة تلك المنظومة على الأراضى المصرية، وأن هناك ثلاث طائرات محملة بهذه المعدات انطلقت من قاعدة (أندروز) الجوية الأمريكية ولحقت بها طائرتان أخريان ليصير مجموعها خمسة، وأن قائد القوات متعددة الجنسيات المتمركزة فى مطار الجورة بالعريش حسب اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، كان موجودًا فى إيطاليا ولكنه توجه إلى العريش عندما وصلت حمولة الأجهزة ومعها فرق لتشغيلها، وأن ذلك يعد خطوة مهمة وأنه حدث كبير أن يوافق مرسى رئيس مصر على مثل هذه الخطوة بعد سنوات طويلة من الرفض المطلق وكان مبارك يرفضها متعللاً بالحفاظ على سيادة الأراضى المصرية، ولكن ما فعله مرسى أسعد حلفاءنا فى إسرائيل الذين شاركوا بشكل أو بآخر فى متابعته.
وأرجعوا ذلك بأنه يواكب وعد (مرسى) لهم بتنفيذ تهدئة مستدامة يقوم فيها بدور الوسيط الفعلى مع فرع جماعته فى غزة (حماس) وهو أمر لقى ارتياحًا خاصًا لدى قادة إسرائيل وقلل كثيرًا من مخاوفهم من حكم الإخوان، وأنه قد قام موفدون من الرئاسة المصرية على رأسهم (عصام الحداد) مستشار الرئيس للشئون الخارجية للبيت الأبيض تضمنت الاجتماع مع الرئيس الأمريكى (أوباما) لمدة ساعة حصلوا خلالها على تأكيدات بمساعدات أمريكية اقتصادية كبيرة لنظامهم وأن الاجتماع شمل أيضًا تناول الوضع فى غزة وسوريا والساحل الأفريقى (انتهى كلام الأمريكان).
ونأتى للجانب الآخر وهو مصر وجيشها الذى يحمى سيادة أراضيها والذى يجب أخذ موافقته قبل إبرام مثل هذه الاتفاقيات العسكرية الحساسة، وكان الفريق أول عبدالفتاح السيسى وقتها وزيرا للدفاع وقد استنفره هذا الفعل الإخوانى الفج الذى يعطى نفسه حق انتهاك سيادة مصر ضاربًا بكل الأعراف العسكرية عرض الحائط، عند ذلك تم رصد الطائرات الأمريكية العسكرية المحملة بالأجهزة سالفة الذكر وقامت قوات الدفاع الجوى بإنذارها بعدم النزول لأن الجيش المصرى لن يسمح لها بذلك، وقام السيسى القائد العام للجيش بإرسال خطاب إلى القوات المتعددة الجنسيات بأنها إذا استقبلت تلك الطائرات الأمريكية تكون قد خرجت من إطار المهام المحددة لتواجدها من قبل مجلس الأمن الذى وافق على إرسالها طبقًا لطلب مصر لمراقبة أى تجاوز لاتفاقية السلام من الطرفين مصر وإسرائيل، وبالفعل عادت الطائرات الأمريكية من حيث انطلقت.
ويبقى الرد الأهم الذى يجب أن يحاط به علمًا لا يقبل الرد أو التأويل للرئيس الإخوانى ومستشاريه الذين صاروا لا يفكرون إلا فى كيفية بيع كل شبر من الوطن مقابل حفنة دولارات لمساعدة نظامهم الفاشى والفاشل، جاء الرد بعد أيام من هذا الوضع المخزى للفكر الإخوانى، وذلك عندما دعا وزير الدفاع (السيسى) الرئيس الإخوانى (مرسى) يوم 23 أكتوبر 2012 ليحضر (أكبر بيان رماية لصواريخ وأنظمة الدفاع الجوى المصرى) كان قائد قوات الدفاع الجوى وقتذاك (اللواء عبد المنعم التراس) الذى قال فى كلمته أمام مرسى (لم يحدث اختراق لمجالنا الجوى شرقًا، وعملنا يتطلب الانتشار الواسع على مدار الساعة) ليعطى الجيش فى هذا البيان لـ(مرسى) درسًا لم ينسه، خاصة عندما أصابه الارتباك وزاغت عيناه خوفًا وفزعًا من استنفار قوات الدفاع الجوى ومدى سيطرتها بما يعنى أننا لسنا فى حاجة إلى أجهزة رصد من أحد، وذلك عندما قال (التراس) إن القوات المسلحة تحرص على مواكبة الدفاع الجوى لأحدث النظم التكنولوجية العالمية، وامتلاك منظومة متكاملة من الأسلحة والصواريخ ونظم الاستطلاع والإنذار وآليات القيادة والسيطرة المتطورة بما يدعم قدرتها على تأمين المجال الجوى المصرى والتصدى لجميع التهديدات الجوية وتنفيذ المهام المكلفة بها فى ظل التطور المستمر لنظم القتال الجوى، وأن طبيعة عمل قوات الدفاع الجوى تتطلب الانتشار الواسع فى أنحاء الوطن والعمل تحت مختلف الظروف لتحقيق السيطرة على المجال الجوى، وأن جهد رجال الدفاع الجوى لم يتوقف للحفاظ على الاستعداد والكفاءة القتالية العالية لكى يظلوا قادرين دومًا على أداء مهامهم المقدسة فى حماية سماء مصرنا الغالية، وأنه لم يحدث فعليًا أى اختراق للمجال الجوى ناحية الحدود الشرقية خلال الفترة الماضية، وأن أنظمة الدفاع الجوى الموجودة قادرة على استطلاع أى أهداف أو عدائيات جوية قبل قدومها إلى الحدود بمسافات طويلة.
كانت تلك المناورة التى ترد على لعب (الإخوان) وأى قوى دولية تحاول النيل من مصر تحت المظلة الخائنة، قد عكست المستوى العالى الذى وصلت إليه قوات الدفاع الجوى، من حيث السرعة فى رصد وتمييز الأهداف المعادية والتعامل معها وتدميرها، وأيضًا دمرت مخطط مرسى وجماعته فى إنزال قوات أمريكية للتمركز على أراضينا بحجة أنها تملك أجهزة ومجسات رصد متقدمة. شكرًا جيشنا العظيم.
المصدر