فيديو قصير شاهدته بالصدفة على أحد المواقع الروسية بالشبكة يظهر مناورات حديثة للجيش الجزائري تشارك بها أسلحة عديدة من ضمنها دبابات T-90 والتي تمتلك الجزائر منها المئات !! ما لفت نظري هو الكثير من عمليات التوظيف الخاطئة لمنظومات الأسلحة !!! على سبيل المثال يشاهد في الفيديو المرفق قيام الدبابات الجزائرية بالإندفاع السريع في العمق وإطلاق منظومة الدخان بشكل إرتجالي مما جعل الدبابة لا تستفيد من الغيمة أو السحابة التي يوفرها ذلك الدخان بغرض الحجب والتخفي !!! تجارب القتال في الشرق الأوسط وكما هو الوضع في الحالة العراقية واليمنية والسورية أظهرت جهل واضح لقيمة منظومات الدخان !!! في الحقيقة، بات باستطاعة هذه الستائر وفي ظل تراكيبها الحديثة، حجب وإعاقة الرصد بالأشعة تحت الحمراء بالإضافة إلى الطيف المرئي من الضوء ومنع الكشف بالمجسات أو المناظير تحت الحمراء.
عملية إطلاق الدخان عادة ما تكون أثناء التوقف أو عند التراجع والتقهقر للخلف (وفي حالات إستثنائية عند التقدم الحذر) !! . هذه الأنظمة تساهم فعلياً في زيادة قابلية البقاء لكل من الدبابة وطاقمها. فهي تستطيع إعماء عمليات الاستطلاع المعادية، والتراجع في حال وجود تهديد معادي مباشر وكذلك استعادة دبابات أو عربات مصابة في ظل وجود أخطار مهددة. إن ظهور وانتشار أنظمة التصوير الحراري على ساحات المعركة استوجب استعمال الأدخنة الحاجبة التي هي عملياً معتمة وغير منفذه في الجزء تحت الأحمر من الطيف الكهرومغناطيسي.
كلما كانت المناورات أكثر واقعية وملامسة للحقيقة كلما كانت النتائج وكفاءة الأطقم أفضل !!! مشهد الدبابات وهي تنطلق بمفردها بسرعة كبيرة (ربما أقصى سرعة للدبابة) لتضرب أهداف وهمية هي عبارة عن تلال رملية مرتفعة لا يساهم برفع كفاء الأطقم، بالطبع إذا كان القصد بالفعل الإطمئنان على جاهزية الأطقم وليس كسب تعاطف الجمهور والحماس الوطني !!! البعض تحدث عن أهمية الإغراق الناري العشوائي لساحة المعركة (التقليد الروسي في طور الهجوم) لكن في الحقيقة مفهوم الإغراق الناري له مواضعه ولا يصح إستخدامه على الدوام بل في شروط معينة !!! وهو بالأساس لا يضمن تأمين ساحة المعركة من الكمائن والأسلحة المعادية !! الدبابات الجزائرية في المناورة كانت تنطلق بسرعة قصوى وتطلق النار بما يشبه الإستعراض وليس لتأمين دقة التسديد على الأهداف (الأهداف كانت عبارة عن تلال رملية وهذا أمر مثير للإستغراب) !!! دبابات المعركة لا تستطيع تأمين دقة رمي أسلحتها الرئيسة وهي تنطلق بسرعة تتجاوز 30 كلم/س وهذا يشمل حتى الدبابات الغربية الحديثة !!
أي دبابة تطلق النار خلال إنطلاقها بسرعة تتجاوز 30 كلم/س، ستتحصل على إحتمالية إصابة لا تتجاوز نسبتها 30-40% (بالطبع نحن نتحدث عن هدف مماثل لقياسات دبابة معركة) !! في أحد اللقطات الدبابة تخفق في إصابة التل الرملي وتحديدا في الدقيقة 10.30 !!! يجب أن نعلم أن الجنود والمقاتلين سيطبقون ما تعلموه في المناورات وساحات التدريب على أرض الواقع وذلك عندما يخوضوا عملية قتال فعلية !!! يجب أن تنمي في جنودك واقعية التمرين وصحة الإجراءات لأن الممارسة تجعل التمرين راسخ في الدماغ !!!
مصادر الخطأ error sources لنيران الدبابات تعود في أحد أوجهها الرئيسة إلى الاهتزازات الناتجة عن حركة العربة وكما هو ظاهر في حركة إنطلاق الدبابات الجزائرية (اضطرابات العربة الناتجة عن التأثير أو المحفز الأرضي).. الباحثين درسوا في السابق أسباب هذه الاهتزازات القاسية ووجدوا أن المصدر الرئيس لها يعود لنظام مجموعة الحركة أو الأجزاء الدوارة running gear التي تتضمن في المجمل: الجنازير، العجلات المسننة، العجلات العاطلة ودحاريج الدعم التي تسند الجنزير وتمنعه من التدلي. هذه الإهتزازات تؤثر بشكل كبير على دقة إصابة الدبابة أثناء الحركة .
الأهداف المدرعة بما في ذلك التي هي بحجم دبابة معركة رئيسة MBT، مقدرة لدى منظمة حلف شمال الأطلسي NATO بالقياسات البعدية البالغة 3.4 × 2.3 م. لذا عمليات التسديد في المناورات تتم على أهداف بهذا التوصيف البعدي وليس تجاه تلال رملية مضاعفة الحجم !! في مدرسة الدروع دائما ما نوجه الطلبة للعوامل التي تؤثر على أداء المدفعي والتي يمكن أن تتضمن: الإعياء fatigue، الخوف fear، قلة الخبرة inexperience، والحماس الزائد excitement. لحسن الحظ، تأثيرات هذه المشاكل يمكن أن تقلص وتقلل للحد الأدنى من خلال برامج التدريب والممارسة الجيدة. وفي هذه الجزئية تحديداً يمكن الإشارة إلى الدور الذي تلعبه "المشبهات" simulation وبرامج المحاكاة الحاسوبية الأخرى لبناء المهارات الفردية وتعزيز التكامل بين الإنسان والآلة لتحقيق النتائج المرجوة في ساحة المعركة.
من الملاحظات الأخرى هو وقوف راجمات الصواريخ على نفس المحور وبشكل متقارب (الدقيقة الثانية) !!! نفس الأمر أنطبق على سلاح المدفعية !!! مدفع العربة BMP-2 من عيار 30 ملم كان يهتز بشدة عند الرمي، مما يفقده الكثير من دقة التسديد !!!
في الدقيقة التاسعة يمكن ملاحظة واحدة من أهم الأخطاء التي ارتكبها المشرفون على المناورة، والتي تمثلت بقيام المروحيات الجزائرية الهجومية من طراز Mi-28 بالطيران فوق التشكيل المدرع ومرافقته في تقدمه، والصحيح أن هذه المروحيات كان يجب أن تتقدم التشكيل بفارق محسوب وذلك من أجل مشاغلة الكمائن وتدمير منظومات م/د المعادية. ففي ظروف المعركة الحديثة، التي تتقدم فيها الوحدات الأرضية وفي المراحل الأخيرة، فإن أسلحة الإسناد من مدفعية وهاونات لا تجد الوقت الكافي لاتخاذ مواقعها الدفاعية الجديدة، ثم الحركة إلى مواضع أخرى بديلة وهكذا، وبالتالي لا تستطيع المدفعية المرافقة للوحدات الأرضية المحافظة على استمرارية الإسناد والزخم الناري بشكل مؤثر. وهنا يأتي دور المروحيات الهجومية المثقلة بالأسلحة لتعزيز مهمة الإسناد الناري، وملء الثغرة الحاصلة في هذا المجال.
عملية إطلاق الدخان عادة ما تكون أثناء التوقف أو عند التراجع والتقهقر للخلف (وفي حالات إستثنائية عند التقدم الحذر) !! . هذه الأنظمة تساهم فعلياً في زيادة قابلية البقاء لكل من الدبابة وطاقمها. فهي تستطيع إعماء عمليات الاستطلاع المعادية، والتراجع في حال وجود تهديد معادي مباشر وكذلك استعادة دبابات أو عربات مصابة في ظل وجود أخطار مهددة. إن ظهور وانتشار أنظمة التصوير الحراري على ساحات المعركة استوجب استعمال الأدخنة الحاجبة التي هي عملياً معتمة وغير منفذه في الجزء تحت الأحمر من الطيف الكهرومغناطيسي.
كلما كانت المناورات أكثر واقعية وملامسة للحقيقة كلما كانت النتائج وكفاءة الأطقم أفضل !!! مشهد الدبابات وهي تنطلق بمفردها بسرعة كبيرة (ربما أقصى سرعة للدبابة) لتضرب أهداف وهمية هي عبارة عن تلال رملية مرتفعة لا يساهم برفع كفاء الأطقم، بالطبع إذا كان القصد بالفعل الإطمئنان على جاهزية الأطقم وليس كسب تعاطف الجمهور والحماس الوطني !!! البعض تحدث عن أهمية الإغراق الناري العشوائي لساحة المعركة (التقليد الروسي في طور الهجوم) لكن في الحقيقة مفهوم الإغراق الناري له مواضعه ولا يصح إستخدامه على الدوام بل في شروط معينة !!! وهو بالأساس لا يضمن تأمين ساحة المعركة من الكمائن والأسلحة المعادية !! الدبابات الجزائرية في المناورة كانت تنطلق بسرعة قصوى وتطلق النار بما يشبه الإستعراض وليس لتأمين دقة التسديد على الأهداف (الأهداف كانت عبارة عن تلال رملية وهذا أمر مثير للإستغراب) !!! دبابات المعركة لا تستطيع تأمين دقة رمي أسلحتها الرئيسة وهي تنطلق بسرعة تتجاوز 30 كلم/س وهذا يشمل حتى الدبابات الغربية الحديثة !!
أي دبابة تطلق النار خلال إنطلاقها بسرعة تتجاوز 30 كلم/س، ستتحصل على إحتمالية إصابة لا تتجاوز نسبتها 30-40% (بالطبع نحن نتحدث عن هدف مماثل لقياسات دبابة معركة) !! في أحد اللقطات الدبابة تخفق في إصابة التل الرملي وتحديدا في الدقيقة 10.30 !!! يجب أن نعلم أن الجنود والمقاتلين سيطبقون ما تعلموه في المناورات وساحات التدريب على أرض الواقع وذلك عندما يخوضوا عملية قتال فعلية !!! يجب أن تنمي في جنودك واقعية التمرين وصحة الإجراءات لأن الممارسة تجعل التمرين راسخ في الدماغ !!!
مصادر الخطأ error sources لنيران الدبابات تعود في أحد أوجهها الرئيسة إلى الاهتزازات الناتجة عن حركة العربة وكما هو ظاهر في حركة إنطلاق الدبابات الجزائرية (اضطرابات العربة الناتجة عن التأثير أو المحفز الأرضي).. الباحثين درسوا في السابق أسباب هذه الاهتزازات القاسية ووجدوا أن المصدر الرئيس لها يعود لنظام مجموعة الحركة أو الأجزاء الدوارة running gear التي تتضمن في المجمل: الجنازير، العجلات المسننة، العجلات العاطلة ودحاريج الدعم التي تسند الجنزير وتمنعه من التدلي. هذه الإهتزازات تؤثر بشكل كبير على دقة إصابة الدبابة أثناء الحركة .
الأهداف المدرعة بما في ذلك التي هي بحجم دبابة معركة رئيسة MBT، مقدرة لدى منظمة حلف شمال الأطلسي NATO بالقياسات البعدية البالغة 3.4 × 2.3 م. لذا عمليات التسديد في المناورات تتم على أهداف بهذا التوصيف البعدي وليس تجاه تلال رملية مضاعفة الحجم !! في مدرسة الدروع دائما ما نوجه الطلبة للعوامل التي تؤثر على أداء المدفعي والتي يمكن أن تتضمن: الإعياء fatigue، الخوف fear، قلة الخبرة inexperience، والحماس الزائد excitement. لحسن الحظ، تأثيرات هذه المشاكل يمكن أن تقلص وتقلل للحد الأدنى من خلال برامج التدريب والممارسة الجيدة. وفي هذه الجزئية تحديداً يمكن الإشارة إلى الدور الذي تلعبه "المشبهات" simulation وبرامج المحاكاة الحاسوبية الأخرى لبناء المهارات الفردية وتعزيز التكامل بين الإنسان والآلة لتحقيق النتائج المرجوة في ساحة المعركة.
من الملاحظات الأخرى هو وقوف راجمات الصواريخ على نفس المحور وبشكل متقارب (الدقيقة الثانية) !!! نفس الأمر أنطبق على سلاح المدفعية !!! مدفع العربة BMP-2 من عيار 30 ملم كان يهتز بشدة عند الرمي، مما يفقده الكثير من دقة التسديد !!!
في الدقيقة التاسعة يمكن ملاحظة واحدة من أهم الأخطاء التي ارتكبها المشرفون على المناورة، والتي تمثلت بقيام المروحيات الجزائرية الهجومية من طراز Mi-28 بالطيران فوق التشكيل المدرع ومرافقته في تقدمه، والصحيح أن هذه المروحيات كان يجب أن تتقدم التشكيل بفارق محسوب وذلك من أجل مشاغلة الكمائن وتدمير منظومات م/د المعادية. ففي ظروف المعركة الحديثة، التي تتقدم فيها الوحدات الأرضية وفي المراحل الأخيرة، فإن أسلحة الإسناد من مدفعية وهاونات لا تجد الوقت الكافي لاتخاذ مواقعها الدفاعية الجديدة، ثم الحركة إلى مواضع أخرى بديلة وهكذا، وبالتالي لا تستطيع المدفعية المرافقة للوحدات الأرضية المحافظة على استمرارية الإسناد والزخم الناري بشكل مؤثر. وهنا يأتي دور المروحيات الهجومية المثقلة بالأسلحة لتعزيز مهمة الإسناد الناري، وملء الثغرة الحاصلة في هذا المجال.
التعديل الأخير: