ليست مصادفة، أن يكون اختراع «الإسلام السياسي» الحديث ، قد جرى على أيدي مستشرقين من إنجليز لخدمة السلطة البريطانية في بداية الأربعينيات من القرن الماضي، وتم تمريره إلى «أبو الأعلى المودودي» الباكستاني ، وقد تبناه وبشر به.
وخلاصة منهج «المودودي»، أن المسلم لا يصح أن يعيش في دولة غير إسلامية، وبذلك مهد لتقسيم الهند بانفصال باكستان عنها، وهو ما يصب في صالح بريطانيا العظمى التي كانت على وشك الرحيل عن الهند بعد استقلالها عام 1947 وتريد الاحتفاظ بجزء من شبه القارة الهندية ممثلا في باكستان!!
لعبة «توظيف الإسلامجية»
وبعد أن انتقل الميراث في المنطقة من بريطانيا إلى القوة الجديدة الصاعدة «أمريكا» ، لم تتأخر كثيرا في كشف أبعاد لعبة «توظيف الإسلاميين»، وأنفقت عقودا في رعاية «الإسلامجية» ودعمهم، والتلاعب بهم، لتحقيق أهداف النفوذ السياسي في المنطقة!! والنفوذ السياسي، وفي جانب كبير منه، يعتمد على تيسير تنفيذ الأجندة الأمريكية، وبالضرورة كانت الحاجة إلى جهد الإسلاميين للقيام بالمهمة!!
مشهد مبكر للعبة في العام 1914
والطريف أن قصة التوظيف الغربي لطوائف المسلمين، قد بدأت فصولها مبكرا ضد دولة الإسلام «دولة الخلافة»..وأمامنا محاضر جلسات مجلس الوزراء البريطاني في يوم 25 / 11 / 1914 وعلى مدار ثلاث جلسات، وكانوا يتحدثون عن تركيا والخلافة الإسلامية والمسلمين، وأعرب «كتشنر» وزير الدفاع في الحرب العالمية الأولى، عن خشيته من استخدام الجيش البريطاني للجنود الهنود المسلمين في الحرب ضد تركيا، إلا إذا صدرت فتوى إسلامية يتولى أمرها أمراء وزعماء القبائل العربية، تبيح القتال ضد من يقف مع الألمان ومحور الشر، وكان لدى بريطانيا وحدة في الجيش من الهنود والبنغال المسلمين..وقد حدث وصدرت الفتوى من «شيوخ الصحراء»!!
طرق توظيف تيار الإسلام السياسي «الإسلامجية»
وتكشف الوثائق، تواطؤ الحكومات البريطانية المختلفة مع القوى الإسلامية الراديكالية، ويقدم «مارك كرتيس» في كتابه «الشئون السرية» الصادرعام 2010 ، عشرات الأمثلة المدعومة بعشرات من الوثائق السرية التي تكشف عن العلاقة بين حركات الإسلام السياسي والمخابرات الأمريكية والبريطانية على امتداد أكثر من 60 عاما..ويقول «كرتيس»، إن ساسة بريطانيا كانوا يعتبرون الإسلاميين مفيدين من 5 أوجه، أولها: تقويض التيارات القومية في العالم العربي وجنوب آسيا..وثانيها: استخدامهم كـ «قوات صاعقة» لزعزعة استقرار الحكومات المناوئة..وثالثها: العمل عند الضرورة كقوات عسكرية لخوض حروب نيابة عنها كما حدث في إندونيسيا في الخمسينيات، وفي أفغانستان في الثمانينيات..ورابعها : استخدامهم كـ «أدوات سياسية» لإحداث التغييرات من جانب الحكومات المستهدفة، مثل إيران، ضد محمد مصدق، رئيس الحكومة الإيرانية عام 1953..وخامسها: تقويض النظم القومية والعلمانية ودعم الأنظمة الموالية للغرب.
لماذا رحبت بريطانيا بانفصال باكستان عن الهند؟
ويركز «كرتيس» على باكستان التي يعتبر انفصالها عن الهند أحد أهم نقاط التحول في تاريخ الإسلام السياسي، وترحيب ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الشهير، بدعوات بعض الإسلاميين بالاستقلال عن الهند ــ الذي كان أمرا غريبا وقتها ــ لأن باكستان في حقيقتها دولة ليس بها مقومات تحفظ وحدتها، غير هويتها الإسلامية، والبريطانيون كانوا يدركون ذلك جيدا، لكن تشرشل رحب بانفصالها للاحتفاظ بجزء صغير من الهند، التي اضطرت بريطانيا للرحيل عنها بعد استقلالها عام 1947 ولتحقيق هذا الهدف شجعت بريطانيا تيارات الإسلام المتشدد ورموزه، ومنهم أبو الأعلى المودودي صاحب نظرية «الحاكمية لله» التي تبناها لاحقا سيد قطب.
لعبة الشيطان
وفي كتابه «لعبة الشيطان .. كيف أطلقت أمريكا الأصولية الإسلامية ؟» الصادر عام 2006 يقول مؤلفه روبرت دريفوس: هناك فصل غير مكتوب في تاريخ الحرب الباردة، يتناول خطة أمريكا المجهولة لدعم وتمويل ــ سرا وأحيانا علنيا ــ الإسلاميين المتشددين، هذه الخطة المجهولة، التي نفذت على مدار 6 عقود، مسئولة جزئيا عن ظهور الإرهاب الإسلامي كظاهرة في جميع أنحاء العالم، بل إن إمبراطورية أمريكا في الشرق مصممة وتقوم على عدة ركائز إحداهما الإسلام السياسي..ويضيف «دريفوس» في مقدمة كتابه الشهير: أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية عقودا في رعاية الإسلاميين ودعمهم والتلاعب بهم وخداعهم، باستخدامهم كحلفاء لها في الحرب الباردة، لكن السحر انقلب على الساحر بعد أن تحول هؤلاء الأئمة والملالي والدعاة لوحوش، ليس فقط ضد الولايات المتحدة، بل ضد حرية الفكر والعلوم الإنسانية، وضد القومية واليسار وحقوق المرأة، بعضهم إرهابيون، لكن أكثرهم متعصبون لأفكار تعود للقرون الوسطى ويتمنون العودة للقرن السابع الميلادي.
«شيطنة» وتجريح الأفكار القومية
ووفقا للوثائق التي اعتمد عليها «روبرت دريفوس»، فإن الولايات المتحدة سعت لـ «شيطنة» وتجريح كل الأفكار والأيديولوجيات التي يمكن أن تهدد الأجندة الأمريكية والنفوذ الغربي، مثل التيارات القومية والعلمانية والاشتراكية، وكانت هذه الأفكار هي أيضا أكثر ما يخشاه الإسلاميون، ويضرب الكتاب مثلا واضحا بتحالف الغرب مع الإسلاميين لضرب الحركات القومية في العالم العربي وإيران وتركيا والهند، فالحركات القومية الناشئة في دول العالم الثالث كانت تهديدا كبيرا لمصالحها، واتخذ هذا التهديد أشكالا مختلفة، أشهرها جمال عبد الناصر الذي تواطأت بريطانيا والمخابرات الأمريكية مع الإخوان لاغتياله عام 1954 ..
الإطاحة بحكومة مصدق في إيران
ولا تزال قصة رئيس الحكومة الإيرانية، الدكتور محمد مصدق ـ 1953 ـ نموذجا، حين حاول تأميم شركة النفط البريطانية ـ الإيرانية ، فقررت بريطانيا والولايات المتحدة الإطاحة به عن طريق دعم ما وصفوه وقتها بـ «ديكتاتور» مستعد لتسوية مسألة النفط بشروط معقولة، وكان الديكتاتور هو «آية الله سيد كاشاني»، الذي نظم أتباعه المتشددون احتجاجات واسعة مهدت الطريق لانقلاب 1953، الذي جاء بالشاه الموالي للغرب.. وتتلمذ على يدي «كاشاني»، آية الله الخميني، الذي أطاح بالشاه عام 1979، ومن الطريف، أيضا، أن الولايات المتحدة دعمت «الخميني»، اعتقادا منها أنه زعيم إسلامي معتدل يمكن التفاهم معه !!
مذبحة الشيوعيين في إندونيسيا
وفي إندونيسيا ، دعم الغرب الجماعات الإسلامية المدربة والمسلحة من قبل الجيش الإندونيسي لارتكاب مذبحة إندونيسيا الشهيرة التي راح ضحيتها نحو مئة ألف شيوعي، وهناك من تجاوز الرقم في تقديراته إلى نحو مليون شيوعي عام 1966، إلا أن أشهر صور التعاون بين الغرب والإسلاميين كانت في أفغانستان بعد غزو الروس لها عام 1979، وسعت وكالة المخابرات الأمريكية الـ « CIA » والمخابرات الباكستانية، في هذه الفترة، للعمل بشكل وثيق مع تيارات إسلامية مختلفة، ومنها إخوان باكستان المعروفون باسم «جماعة الإسلام» بهدف استنزاف «الجيش الأحمر» هناك، ويرى خبراء الأمن وعسكريون أمريكان، أن هذا التعاون من الولايات المتحدة، أطلق فيما بعد شيطان الجهاد الإسلامي المسلح، مع ميلاد تنظيم القاعدة!!
صفقة «استراحة جانكليس» في مصر
وكانت البداية في مصر بعد حرب أكتوب/ تشرين الأول 1973.. حين بدأ الأمريكان يتحدثون مع الرئيس محمد أنورالسادات عن ضرورة وجود التيار الديني، كأحد روافد «عودة الديمقراطية لمصر بعد رحيل جمال عبد الناصر»، وبالفعل بدأت المفاوضات في استراحة «جاناكليس» بالإسكندرية في عام 1974 برعاية أمريكية، وحضور كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية، والسادات، والرجل الخفي في جماعة الإخوان المسلمين، عبد المجيد حلمي، وكان وقتئذ نائب رئيس شركة المقاولون العرب.. وهي الصفقة التي عقدت لمواجهة الشيوعيين والناصريين كما تمت تسميتها، وإن كانت المخابرات الأمريكية أكثر صراحة في تحديد الأجندة وهي : مقاومة «فيروس» القومية العربية، فالإسلاميون يحملون عداء فكريا ومذهبيا للقومية العربية التي تتنافى تماما مع فكرة الأمة الإسلامية!!
تحالف «الإسلامجية» والأمريكان
ونظرية «توظيف الإسلاميين»، بدت وكأنها ميراث من الإمبراطورية البريطانية التي انسحبت من المنطقة وسلمتها للولايات المتحدة الأمريكية التي تعلمت الدرس، ووظفت الإسلاميين الجهاديين في أفغانستان لضرب السوفييت، وإذا كان تحالف «الإسلامجية» والأمريكان في أفغانستان قصة معروفة، فما لا يعرفه كثيرون أن الولايات المتحدة سهلت ودعمت إيفاد كثير من هؤلاء المجاهدين للمشاركة في حروب البلقان وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في آسيا الوسطى والمناطق الإسلامية في الصين .
مسجد ميونيخ ..أمريكا تدشن قواعد التنظيم الدولي للإخوان
وفي كتابه الشهير «مسجد في ميونخ : النازيون ووكالة المخابرات المركزية وصعود الإخوان المسلمين في الغرب»، يكشف مؤلفه الصحفي الكندي إيان جونسون، عن أبعاد أخرى لتحالف الإسلاميين والغرب الذي لم يقتصر حسب وثائق المؤلف، على الولايات المتحدة وبريطانيا، فالولايات المتحدة استثمرت وبنت على مخطط ألماني نازي بدأه «هتلر» أثناء الحرب العالمية الثانية، لتوظيف الإسلاميين لضرب الاتحاد السوفيتي.
والقصة بإيجاز أن النازيين وجدوا أن عددا كبيرا من الجنود السوفيت، الذين وقعوا في أسرهم، مسلمون ساخطون على الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، وكارهون لنظامه ــ شارك بين 150 و300 ألف سوفيتي مسلم في الحرب العالمية الثانية ــ ففكروا في استخدام المسلمين كطابور خامس داخل الجمهوريات الروسية المسلمة، وتولى هذه المهمة رجل يدعى «جيرهارد فون»، الذي بدأ في رسم مخطط واسع لاستغلال الإسلاميين لصالح النازيين، وبعد هزيمة ألمانيا واصل «فون» نشاطه المعادي للشيوعية..ولم تنجح الشبكة التي كونها عسكريا في تهديد السوفيت، لكنهم أثبتوا أنهم أكثر كفاءة في تنفيذ الأجندتين السياسية والدينية بعد أن تحولوا من جنود، لـعناصر من التيار الإسلامي «إسلامجية».
أصول اللعبة
وتحولت مدينة ميونخ، بسبب وجود عدد كبير من المسلمين السوفيت فيها، لمركز لهؤلاء الإسلاميين الذين انضم إليهم عدد من النازيين السابقين والمنظمات التابعة للمخابرات الأمريكية!! ويوضح «جونسون» في كتابه، كيف استطاع الأمريكيون سرقة مشروع «شبكة فون مندى»، وتسليمها للقيادي الإخواني سعيد رمضان لمساعدته في تكوين شبكة من التنظيمات الإسلامية بدعم من أمريكا وبريطانيا، وتمويل سعودي، لمواجهة نفوذ الاتحاد السوفيتي في مصر، وخطر عبد الناصر، وكان مسجد جنيف ، قد تحول لاحقا للمركز الإسلامي في جنيف 1961، وأصبح نواة هذا المشروع .
كيف ولماذا أطلقت أمريكا الأصولية الإسلامية
كان التوجه الأمريكي لتوظيف الإسلاميين، قد استفاد من تجربة الإمبراطورية السابقة ـ الراحلة ـ «بريطانيا العظمى »..واتجهت الأنظار ـ مثلا ـ في العام 1953 للذراع اليمني لمؤسس جماعة الإخوان الشيخ حسن البنا، وزوج إبنته، ووزير خارجية الجماعة ــ حسب وصف قيادات إخوانية ــ وهو القيادي الإخواني سعيد رمضان، حين دعاه البيت الأبيض مع 5 أشخاص من دعاة وعلماء المسلمين من دول مختلفة للقاء مع الرئيس الأمريكي «دوايت أيزنهاور»، وجاء اللقاء كجزء من مؤتمر إسلامي في الولايات المتحدة ، إلا أن وثيقة سرية أمريكية، وقعت في يد «روبرت دريفوس»، مؤلف كتاب «لعبة الشيطان.. كيف أطلقت أمريكا الأصولية الإسلامية»، كشفت أن إدارة المعلومات الدولية، التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية ــ وهي فرع له اتصال مباشر بوكالة المخابرات المركزية ــ هي الجهة التي نظمت المؤتمر وتكفلت بتكاليف نقل هؤلاء الدعاة والعلماء من مصر والبحرين ولبنان والهند وبلدان أخرى، التي بلغت 25 ألف دولار ــ بأسعار ذلك الوقت قبل أكثر من نصف قرن.
تعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة
وطبقا للوثيقة نفسها، وتصنيفها «سري..معلومات أمنية » فإن هدف المؤتمر، في الظاهر مجرد تجمع علمي بحت، إلا أن الهدف الحقيقي هو : “«تجميع عدد من الأشخاص، من ذوي النفوذ في تشكيل الرأي العام في البلاد الإسلامية في قطاعات مختلفة مثل التعليم والعلم والقانون والفلسفة، ما يعزز بشكل غير مباشر النفوذ السياسي للولايات المتحدة في المنطقة».. وهناك شيء واحد مؤكد ، حسب مؤلف «لعبة الشيطان» روبرت دريفوس ، أن واشنطن وجدت في الإسلام السياسي شريكا مريحا خلال كل مرحلة من مراحل بناء الإمبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط !!
توظيف المد الإسلامي بعد تراجع المد القومي
وكان درس أفغانستان موحيا ، فقد جرى تعاون بين الولايات المتحدة وبين التيار الإسلامي بجبهته العريضة ، وكل منهما له أسبابه في الجهاد ضد الألحاد الشيوعي في أفغانستان !! وخلق التعاون العملي بينهما نوعا من معاودة التفكير السياسي لتوظيف الإسلاميين في مهام أخرى ، وحتى إنقلب السحر على الساحر ، بانفلات مجموعة المجاهدين العرب، بعيدا عن الرعاية والوصاية الأمريكية، وتم تأسيس تنظيم القاعدة .
ووفقا للاستراتيجية الأمريكية ــ 1986 ــ التي أدارها الرئيس «ريغان»، ووضعها قبله الرئيس الأمريكي الأسبق «جيمي كارتر»، بالاستفادة من الإنفجارات الدينية مهما كان نوعها، فقد كان المدّ الإسلامي هو الوجه الآخر لعملية الإنحسار العربي القومي، وأن يتقدم العنصر الديني لكي يحل محل التراجع القومي !! والحاصل أن الولايات المتحدة تحركت وقبل أن يفلت «المدّ الإسلامي» من يدها، أو أن يخرج من تحت أعينها، أومن دائرة الرصد والمتابعة .. وهكذا كان الاختراق بوسائل الاتصال المباشر وغير المباشر، أمرا طبيعيا ومتوقعا، بل ومشروعا ضمن استراتيجية التنسيق مع الحركات الدينية، كما جاء وصفها في الاستراتيجية الأمريكية !!
استعادة المآسي الإسلامية مرة أخرى
وكان واضحا.. أن الرهان الأمريكي على «الإسلامجية» من عناصر التيار الإسلامي، لم يكن خاسرا في يوم من الأيام، وعلى مدى أكثر من ستة عقود، ولم يكن إستخدامهم أو توظيفهم خائبا !! وقد تحققت ـ مثلا ـ رؤية المخطط الذي رسمه المستشرق الأشهر «برنارد لويس» بأن يعاد بعث مآسي الإسلام السابقة في خدمة مصالح غير إسلامية، بالفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، وأن البعث للفتنة يحول الأنظار عن أي تهديد لإسرائيل أو المصالح الأمريكية في المنطقة، وأن إشعال حرب أهلية إسلامية سوف تمزق العرب والمسلمين مرة ومرات ، أي استعادة المآسي الإسلامية مرة أخرى !!
والقصة مفتوحة..وفصولها تتداعى حتى هذه اللحظة.. وبالطبع تطورت وتعددت سبل وأدوات توظيف تيار «الإسلامجية» !!
وخلاصة منهج «المودودي»، أن المسلم لا يصح أن يعيش في دولة غير إسلامية، وبذلك مهد لتقسيم الهند بانفصال باكستان عنها، وهو ما يصب في صالح بريطانيا العظمى التي كانت على وشك الرحيل عن الهند بعد استقلالها عام 1947 وتريد الاحتفاظ بجزء من شبه القارة الهندية ممثلا في باكستان!!
لعبة «توظيف الإسلامجية»
وبعد أن انتقل الميراث في المنطقة من بريطانيا إلى القوة الجديدة الصاعدة «أمريكا» ، لم تتأخر كثيرا في كشف أبعاد لعبة «توظيف الإسلاميين»، وأنفقت عقودا في رعاية «الإسلامجية» ودعمهم، والتلاعب بهم، لتحقيق أهداف النفوذ السياسي في المنطقة!! والنفوذ السياسي، وفي جانب كبير منه، يعتمد على تيسير تنفيذ الأجندة الأمريكية، وبالضرورة كانت الحاجة إلى جهد الإسلاميين للقيام بالمهمة!!
مشهد مبكر للعبة في العام 1914
والطريف أن قصة التوظيف الغربي لطوائف المسلمين، قد بدأت فصولها مبكرا ضد دولة الإسلام «دولة الخلافة»..وأمامنا محاضر جلسات مجلس الوزراء البريطاني في يوم 25 / 11 / 1914 وعلى مدار ثلاث جلسات، وكانوا يتحدثون عن تركيا والخلافة الإسلامية والمسلمين، وأعرب «كتشنر» وزير الدفاع في الحرب العالمية الأولى، عن خشيته من استخدام الجيش البريطاني للجنود الهنود المسلمين في الحرب ضد تركيا، إلا إذا صدرت فتوى إسلامية يتولى أمرها أمراء وزعماء القبائل العربية، تبيح القتال ضد من يقف مع الألمان ومحور الشر، وكان لدى بريطانيا وحدة في الجيش من الهنود والبنغال المسلمين..وقد حدث وصدرت الفتوى من «شيوخ الصحراء»!!
- ومنذ منتصف الأربعينيات تواطأت الحكومات البريطانية المختلفة مع القوى الإسلامية الراديكالية..ولتحقيق هذا الهدف شجعت بريطانيا تيارات الإسلام المتشدد ورموزه، ومنهم «أبو الأعلى المودودي» صاحب نظرية «الحاكمية لله» !!
طرق توظيف تيار الإسلام السياسي «الإسلامجية»
وتكشف الوثائق، تواطؤ الحكومات البريطانية المختلفة مع القوى الإسلامية الراديكالية، ويقدم «مارك كرتيس» في كتابه «الشئون السرية» الصادرعام 2010 ، عشرات الأمثلة المدعومة بعشرات من الوثائق السرية التي تكشف عن العلاقة بين حركات الإسلام السياسي والمخابرات الأمريكية والبريطانية على امتداد أكثر من 60 عاما..ويقول «كرتيس»، إن ساسة بريطانيا كانوا يعتبرون الإسلاميين مفيدين من 5 أوجه، أولها: تقويض التيارات القومية في العالم العربي وجنوب آسيا..وثانيها: استخدامهم كـ «قوات صاعقة» لزعزعة استقرار الحكومات المناوئة..وثالثها: العمل عند الضرورة كقوات عسكرية لخوض حروب نيابة عنها كما حدث في إندونيسيا في الخمسينيات، وفي أفغانستان في الثمانينيات..ورابعها : استخدامهم كـ «أدوات سياسية» لإحداث التغييرات من جانب الحكومات المستهدفة، مثل إيران، ضد محمد مصدق، رئيس الحكومة الإيرانية عام 1953..وخامسها: تقويض النظم القومية والعلمانية ودعم الأنظمة الموالية للغرب.
لماذا رحبت بريطانيا بانفصال باكستان عن الهند؟
ويركز «كرتيس» على باكستان التي يعتبر انفصالها عن الهند أحد أهم نقاط التحول في تاريخ الإسلام السياسي، وترحيب ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الشهير، بدعوات بعض الإسلاميين بالاستقلال عن الهند ــ الذي كان أمرا غريبا وقتها ــ لأن باكستان في حقيقتها دولة ليس بها مقومات تحفظ وحدتها، غير هويتها الإسلامية، والبريطانيون كانوا يدركون ذلك جيدا، لكن تشرشل رحب بانفصالها للاحتفاظ بجزء صغير من الهند، التي اضطرت بريطانيا للرحيل عنها بعد استقلالها عام 1947 ولتحقيق هذا الهدف شجعت بريطانيا تيارات الإسلام المتشدد ورموزه، ومنهم أبو الأعلى المودودي صاحب نظرية «الحاكمية لله» التي تبناها لاحقا سيد قطب.
لعبة الشيطان
وفي كتابه «لعبة الشيطان .. كيف أطلقت أمريكا الأصولية الإسلامية ؟» الصادر عام 2006 يقول مؤلفه روبرت دريفوس: هناك فصل غير مكتوب في تاريخ الحرب الباردة، يتناول خطة أمريكا المجهولة لدعم وتمويل ــ سرا وأحيانا علنيا ــ الإسلاميين المتشددين، هذه الخطة المجهولة، التي نفذت على مدار 6 عقود، مسئولة جزئيا عن ظهور الإرهاب الإسلامي كظاهرة في جميع أنحاء العالم، بل إن إمبراطورية أمريكا في الشرق مصممة وتقوم على عدة ركائز إحداهما الإسلام السياسي..ويضيف «دريفوس» في مقدمة كتابه الشهير: أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية عقودا في رعاية الإسلاميين ودعمهم والتلاعب بهم وخداعهم، باستخدامهم كحلفاء لها في الحرب الباردة، لكن السحر انقلب على الساحر بعد أن تحول هؤلاء الأئمة والملالي والدعاة لوحوش، ليس فقط ضد الولايات المتحدة، بل ضد حرية الفكر والعلوم الإنسانية، وضد القومية واليسار وحقوق المرأة، بعضهم إرهابيون، لكن أكثرهم متعصبون لأفكار تعود للقرون الوسطى ويتمنون العودة للقرن السابع الميلادي.
«شيطنة» وتجريح الأفكار القومية
ووفقا للوثائق التي اعتمد عليها «روبرت دريفوس»، فإن الولايات المتحدة سعت لـ «شيطنة» وتجريح كل الأفكار والأيديولوجيات التي يمكن أن تهدد الأجندة الأمريكية والنفوذ الغربي، مثل التيارات القومية والعلمانية والاشتراكية، وكانت هذه الأفكار هي أيضا أكثر ما يخشاه الإسلاميون، ويضرب الكتاب مثلا واضحا بتحالف الغرب مع الإسلاميين لضرب الحركات القومية في العالم العربي وإيران وتركيا والهند، فالحركات القومية الناشئة في دول العالم الثالث كانت تهديدا كبيرا لمصالحها، واتخذ هذا التهديد أشكالا مختلفة، أشهرها جمال عبد الناصر الذي تواطأت بريطانيا والمخابرات الأمريكية مع الإخوان لاغتياله عام 1954 ..
الإطاحة بحكومة مصدق في إيران
ولا تزال قصة رئيس الحكومة الإيرانية، الدكتور محمد مصدق ـ 1953 ـ نموذجا، حين حاول تأميم شركة النفط البريطانية ـ الإيرانية ، فقررت بريطانيا والولايات المتحدة الإطاحة به عن طريق دعم ما وصفوه وقتها بـ «ديكتاتور» مستعد لتسوية مسألة النفط بشروط معقولة، وكان الديكتاتور هو «آية الله سيد كاشاني»، الذي نظم أتباعه المتشددون احتجاجات واسعة مهدت الطريق لانقلاب 1953، الذي جاء بالشاه الموالي للغرب.. وتتلمذ على يدي «كاشاني»، آية الله الخميني، الذي أطاح بالشاه عام 1979، ومن الطريف، أيضا، أن الولايات المتحدة دعمت «الخميني»، اعتقادا منها أنه زعيم إسلامي معتدل يمكن التفاهم معه !!
- وبنفس الرؤية ــ تقريبا ــ ساهمت الولايات المتحدة في تأسيس كتلة إسلامية من شمال أفريقيا إلى باكستان وأفغانستان، ودعمت إنشاء رابطة مسلمي العالم، وغيرها من المنظمات التي شكّلت جوهر الإسلام السياسي في العالم ، ويرى سياسيون أمريكيون ، أن إمبراطورية أمريكا في الشرق تقوم على عدة دعائم إحداها الإسلام السياسي !!
مذبحة الشيوعيين في إندونيسيا
وفي إندونيسيا ، دعم الغرب الجماعات الإسلامية المدربة والمسلحة من قبل الجيش الإندونيسي لارتكاب مذبحة إندونيسيا الشهيرة التي راح ضحيتها نحو مئة ألف شيوعي، وهناك من تجاوز الرقم في تقديراته إلى نحو مليون شيوعي عام 1966، إلا أن أشهر صور التعاون بين الغرب والإسلاميين كانت في أفغانستان بعد غزو الروس لها عام 1979، وسعت وكالة المخابرات الأمريكية الـ « CIA » والمخابرات الباكستانية، في هذه الفترة، للعمل بشكل وثيق مع تيارات إسلامية مختلفة، ومنها إخوان باكستان المعروفون باسم «جماعة الإسلام» بهدف استنزاف «الجيش الأحمر» هناك، ويرى خبراء الأمن وعسكريون أمريكان، أن هذا التعاون من الولايات المتحدة، أطلق فيما بعد شيطان الجهاد الإسلامي المسلح، مع ميلاد تنظيم القاعدة!!
صفقة «استراحة جانكليس» في مصر
وكانت البداية في مصر بعد حرب أكتوب/ تشرين الأول 1973.. حين بدأ الأمريكان يتحدثون مع الرئيس محمد أنورالسادات عن ضرورة وجود التيار الديني، كأحد روافد «عودة الديمقراطية لمصر بعد رحيل جمال عبد الناصر»، وبالفعل بدأت المفاوضات في استراحة «جاناكليس» بالإسكندرية في عام 1974 برعاية أمريكية، وحضور كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية، والسادات، والرجل الخفي في جماعة الإخوان المسلمين، عبد المجيد حلمي، وكان وقتئذ نائب رئيس شركة المقاولون العرب.. وهي الصفقة التي عقدت لمواجهة الشيوعيين والناصريين كما تمت تسميتها، وإن كانت المخابرات الأمريكية أكثر صراحة في تحديد الأجندة وهي : مقاومة «فيروس» القومية العربية، فالإسلاميون يحملون عداء فكريا ومذهبيا للقومية العربية التي تتنافى تماما مع فكرة الأمة الإسلامية!!
تحالف «الإسلامجية» والأمريكان
ونظرية «توظيف الإسلاميين»، بدت وكأنها ميراث من الإمبراطورية البريطانية التي انسحبت من المنطقة وسلمتها للولايات المتحدة الأمريكية التي تعلمت الدرس، ووظفت الإسلاميين الجهاديين في أفغانستان لضرب السوفييت، وإذا كان تحالف «الإسلامجية» والأمريكان في أفغانستان قصة معروفة، فما لا يعرفه كثيرون أن الولايات المتحدة سهلت ودعمت إيفاد كثير من هؤلاء المجاهدين للمشاركة في حروب البلقان وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في آسيا الوسطى والمناطق الإسلامية في الصين .
مسجد ميونيخ ..أمريكا تدشن قواعد التنظيم الدولي للإخوان
وفي كتابه الشهير «مسجد في ميونخ : النازيون ووكالة المخابرات المركزية وصعود الإخوان المسلمين في الغرب»، يكشف مؤلفه الصحفي الكندي إيان جونسون، عن أبعاد أخرى لتحالف الإسلاميين والغرب الذي لم يقتصر حسب وثائق المؤلف، على الولايات المتحدة وبريطانيا، فالولايات المتحدة استثمرت وبنت على مخطط ألماني نازي بدأه «هتلر» أثناء الحرب العالمية الثانية، لتوظيف الإسلاميين لضرب الاتحاد السوفيتي.
والقصة بإيجاز أن النازيين وجدوا أن عددا كبيرا من الجنود السوفيت، الذين وقعوا في أسرهم، مسلمون ساخطون على الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، وكارهون لنظامه ــ شارك بين 150 و300 ألف سوفيتي مسلم في الحرب العالمية الثانية ــ ففكروا في استخدام المسلمين كطابور خامس داخل الجمهوريات الروسية المسلمة، وتولى هذه المهمة رجل يدعى «جيرهارد فون»، الذي بدأ في رسم مخطط واسع لاستغلال الإسلاميين لصالح النازيين، وبعد هزيمة ألمانيا واصل «فون» نشاطه المعادي للشيوعية..ولم تنجح الشبكة التي كونها عسكريا في تهديد السوفيت، لكنهم أثبتوا أنهم أكثر كفاءة في تنفيذ الأجندتين السياسية والدينية بعد أن تحولوا من جنود، لـعناصر من التيار الإسلامي «إسلامجية».
أصول اللعبة
وتحولت مدينة ميونخ، بسبب وجود عدد كبير من المسلمين السوفيت فيها، لمركز لهؤلاء الإسلاميين الذين انضم إليهم عدد من النازيين السابقين والمنظمات التابعة للمخابرات الأمريكية!! ويوضح «جونسون» في كتابه، كيف استطاع الأمريكيون سرقة مشروع «شبكة فون مندى»، وتسليمها للقيادي الإخواني سعيد رمضان لمساعدته في تكوين شبكة من التنظيمات الإسلامية بدعم من أمريكا وبريطانيا، وتمويل سعودي، لمواجهة نفوذ الاتحاد السوفيتي في مصر، وخطر عبد الناصر، وكان مسجد جنيف ، قد تحول لاحقا للمركز الإسلامي في جنيف 1961، وأصبح نواة هذا المشروع .
كيف ولماذا أطلقت أمريكا الأصولية الإسلامية
كان التوجه الأمريكي لتوظيف الإسلاميين، قد استفاد من تجربة الإمبراطورية السابقة ـ الراحلة ـ «بريطانيا العظمى »..واتجهت الأنظار ـ مثلا ـ في العام 1953 للذراع اليمني لمؤسس جماعة الإخوان الشيخ حسن البنا، وزوج إبنته، ووزير خارجية الجماعة ــ حسب وصف قيادات إخوانية ــ وهو القيادي الإخواني سعيد رمضان، حين دعاه البيت الأبيض مع 5 أشخاص من دعاة وعلماء المسلمين من دول مختلفة للقاء مع الرئيس الأمريكي «دوايت أيزنهاور»، وجاء اللقاء كجزء من مؤتمر إسلامي في الولايات المتحدة ، إلا أن وثيقة سرية أمريكية، وقعت في يد «روبرت دريفوس»، مؤلف كتاب «لعبة الشيطان.. كيف أطلقت أمريكا الأصولية الإسلامية»، كشفت أن إدارة المعلومات الدولية، التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية ــ وهي فرع له اتصال مباشر بوكالة المخابرات المركزية ــ هي الجهة التي نظمت المؤتمر وتكفلت بتكاليف نقل هؤلاء الدعاة والعلماء من مصر والبحرين ولبنان والهند وبلدان أخرى، التي بلغت 25 ألف دولار ــ بأسعار ذلك الوقت قبل أكثر من نصف قرن.
تعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة
وطبقا للوثيقة نفسها، وتصنيفها «سري..معلومات أمنية » فإن هدف المؤتمر، في الظاهر مجرد تجمع علمي بحت، إلا أن الهدف الحقيقي هو : “«تجميع عدد من الأشخاص، من ذوي النفوذ في تشكيل الرأي العام في البلاد الإسلامية في قطاعات مختلفة مثل التعليم والعلم والقانون والفلسفة، ما يعزز بشكل غير مباشر النفوذ السياسي للولايات المتحدة في المنطقة».. وهناك شيء واحد مؤكد ، حسب مؤلف «لعبة الشيطان» روبرت دريفوس ، أن واشنطن وجدت في الإسلام السياسي شريكا مريحا خلال كل مرحلة من مراحل بناء الإمبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط !!
توظيف المد الإسلامي بعد تراجع المد القومي
وكان درس أفغانستان موحيا ، فقد جرى تعاون بين الولايات المتحدة وبين التيار الإسلامي بجبهته العريضة ، وكل منهما له أسبابه في الجهاد ضد الألحاد الشيوعي في أفغانستان !! وخلق التعاون العملي بينهما نوعا من معاودة التفكير السياسي لتوظيف الإسلاميين في مهام أخرى ، وحتى إنقلب السحر على الساحر ، بانفلات مجموعة المجاهدين العرب، بعيدا عن الرعاية والوصاية الأمريكية، وتم تأسيس تنظيم القاعدة .
ووفقا للاستراتيجية الأمريكية ــ 1986 ــ التي أدارها الرئيس «ريغان»، ووضعها قبله الرئيس الأمريكي الأسبق «جيمي كارتر»، بالاستفادة من الإنفجارات الدينية مهما كان نوعها، فقد كان المدّ الإسلامي هو الوجه الآخر لعملية الإنحسار العربي القومي، وأن يتقدم العنصر الديني لكي يحل محل التراجع القومي !! والحاصل أن الولايات المتحدة تحركت وقبل أن يفلت «المدّ الإسلامي» من يدها، أو أن يخرج من تحت أعينها، أومن دائرة الرصد والمتابعة .. وهكذا كان الاختراق بوسائل الاتصال المباشر وغير المباشر، أمرا طبيعيا ومتوقعا، بل ومشروعا ضمن استراتيجية التنسيق مع الحركات الدينية، كما جاء وصفها في الاستراتيجية الأمريكية !!
استعادة المآسي الإسلامية مرة أخرى
وكان واضحا.. أن الرهان الأمريكي على «الإسلامجية» من عناصر التيار الإسلامي، لم يكن خاسرا في يوم من الأيام، وعلى مدى أكثر من ستة عقود، ولم يكن إستخدامهم أو توظيفهم خائبا !! وقد تحققت ـ مثلا ـ رؤية المخطط الذي رسمه المستشرق الأشهر «برنارد لويس» بأن يعاد بعث مآسي الإسلام السابقة في خدمة مصالح غير إسلامية، بالفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، وأن البعث للفتنة يحول الأنظار عن أي تهديد لإسرائيل أو المصالح الأمريكية في المنطقة، وأن إشعال حرب أهلية إسلامية سوف تمزق العرب والمسلمين مرة ومرات ، أي استعادة المآسي الإسلامية مرة أخرى !!
والقصة مفتوحة..وفصولها تتداعى حتى هذه اللحظة.. وبالطبع تطورت وتعددت سبل وأدوات توظيف تيار «الإسلامجية» !!
لعبة التوظيف «الأنجلو ـ أمريكي» للتيار الإسلامي.. وثائق تكشف صفقات الظل
ليست مصادفة، أن يكون اختراع «الإسلام السياسي» الحديث ، قد جرى على أيدي مستشرقين من إنجليز لخدمة السلطة البريطانية في بداية الأربعينيات من القرن الماضي، وتم تمريره إلى «أبو الأعلى المودودي» الباكستاني ، وقد تبناه وبشر به.
www.alghad.tv