التكوين العسكري أثناء الثورة الجزائرية

إنضم
15 أكتوبر 2015
المشاركات
1,362
التفاعل
4,814 10 0
الدولة
Algeria
:بداية: التكوين العسكري أثناء ثورة التحرير الوطني

Screenshot_2020-07-14-12-58-19-1.png


شكل قطاع التكوين في جيش التحرير الوطني النواة الأولى للجيش الوطني الشعبي، حيث عملت المدارس المتخصصة في مجالات الإشارة، الطيران، الصحة، المحافظة السياسية، الاستعلامات، المشاة وغيرها على دعم الثورة التحريرية والكفاح المسلح بالمئات من الشباب المؤمن بعدالة القضية التي يدافع عنها .


في خضم المعارك الطاحنة التي كانت تدور
رحاها بين جيش التحرير الوطني والقوات
الاستعمارية، فتحت قيادة الثورة مجالات
واسعة للتكوين العسكري، حيث أولت
اهتماما كبيرا لهذا الجانب، من خلال تبني
إستراتيجية شاملة تهدف إلى تشكيل جيش
متكامل يأخذ على عاتقه مهمة تجنید
الشعب الجزائري وتزويد الثورة بعنصر
الشباب الذي سيكون الدافع الأساسي
الاستمرار الكفاح من أجل قهر القوة
الاستعمارية.

images - 2020-07-14T142422.880.jpeg




ظهرت بوادر العمل المسلح مع إنشاء
المنظمة الخاصة سنة 1947، حيث استفاد
أعضاؤها من تكوين عسكري شمل استعمال
السلاح وحصص الرمي وتقنيات حرب
العصابات، ومن بين أعضاء هذه المنظمة
الخاصة تشكلت النواة الأولي للمناضلين
الذين أخذوا على عاتقهم تفجير الثورة
المسلحة ليلة أول نوفمبر 1954.



مع اشتداد المعارك على جميع الجبهات
وانتقال الثورة التحريرية إلى مرحلة أخرى،
انعقد مؤتمر الصومام بتاريخ 20 آوت
1956 الذي أنتج حركية جديدة فكان بمثابة
أرضية لإعادة تنظيم الثورة سواء على
المستوى الهيكلي أو التنظيمي، فكان
التكوين إحدى المحاور الأساسية لهذا
التطور الذي شمل كل التخصصات على غرار
المشاة والإشارة والصحة والمدفعية
والطيران والمغاوير وغيرها.

Screenshot_2020-07-14-13-09-11-1-2.png

مدرسة الكاف لتكوين الاطارات بتونس
انشأت عام 1957




تشير بعض الدراسات التاريخية إلى أنه بعد مؤتمر الصومام وبمرور السنوات، تم إنشاء 15 مدرسة ومرگز تكوين بالقاعدة الشرقية و12 أخرى بالقاعدة الغربية، حيث ساهمت هذه الأخيرة بشكل كبير في تشكيل 37 فيلقا 14 كتيبة، 10 بطاريات مدفعية، 12 قاعدة للإمداد والتموين و70 محطة اتصالات.


وقد ساهم هذا التطور السريع في إعلان
جبهة التحرير الوطني الإضراب العام يوم
19 ماي 1956، حيث هجر الطلاب
الجزائريين مقاعد الجامعات والثانويات
والتحقوا بالثورة بشكل مكثف، وهو
ما ساهم في تعزيز مجال التكوين وتخريج
مجندين جدد في جميع المجالات العسكرية.


Screenshot_2020-07-14-13-09-11-1-1.png




سلاح الإشارة في صلب المعارك


منذ السنوات الأولى للكفاح المسلح، أولت
قيادة الثورة أهمية كبيرة لسلاح الإشارة
الذي يعد عصب المعركة بامتياز، حيث تم
إنشاء أول مدرسة للإشارة والاتصالات
بالحدود الجزائرية المغربية وتم تكوين
الدفعة الأولى من هذا السلاح في 8 أوت
1956، وذلك بالاعتماد بشكل كبير على
المجندين الذين يتمتعون بمعارف وخبرات
في مجال التجهيزات الكهربائية
والإلكترونية أو الذين عملوا بمصالح
الإشارة للقوات الاستعمارية، باعتبار أن
الهدف المرجو تمثل آنذاك في تعزيز هذا
السلاح خاصة في مجال الربط والاتصال
ما بين المناطق وقيادات ووحدات جيش
التحرير الوطني، وضمان التنسيق وتأمين
الاتصالات. فمع نهاية سنة 1957 وبفضل
هذا التكوين تم تدعيم مجمل المناطق
الداخلية بعاملين على أجهزة الراديو
وتقنيين في الصيانة ومختصين في
الشيفرة.



في هذا الخصوص، أكد المجاهد عمار
معمري في شهادته أن عبد الحفيظ بوصوف قام في تلك الفترة بتجنيد المجاهد علي ثليجي الذي كان مختصا في الاتصالات اللاسلكية وكلفه بمهمة وضع حجر الأساس.لسلاح الإشارة وتكوين الإطارات في.تقنيات المورس والشيفرة والصيانة، مضيفا أن سلاح الإشارة كان له الفضل في إطلاق إذاعة الجزائر الحرة المكافحة في ديسمبر 1956 بفضل الإطارات التي.تخرجت من مراكز التكوين عبر 13 دفعة إلى غاية الاستقلال


images - 2020-07-14T142405.987.jpeg



ومع بداية تخرج أولی الدفعات منذ منتصف شهر مارس من عام 1957 بدأت دفعات. المتخرجين الذين وصل عددهم إلى 900 عون في الإشارة تخصص الشيفرة تصلتباعا من الولاية الخامسة لتحط رحالها. في عمق التراب الجزائري، فأصبحت .الولايات الستة مرتبطة بالقيادة مباشرة، مما أثر إيجابا على المستوى العملياتي، خاصة فيما يتعلق بإضعاف وتعطيل أجهزة إرسال العدو واختراق شبكة الاتصالات الخاصة به


Screenshot_2020-07-14-13-09-18-1-1.png


الاهتمام بالصحة:

كان القطاع الصحي في بداية الثورة يعاني
من نقص فادح في الإطارات والمستلزمات
الطبية، مع وجود مجموعة من العوائق منها
كيفية تنظيم نقل الجرحى وجمع الأدوية
خصوصا وسائل التضميد وأدوات الجراحة
الخفيفة، فكان لزاما على مسيري هذا
القطاع العمل على تكوين الممرضين على
مستوى الولايات منذ سنة 1955 ، حيث
اتخذت في البداية شكلا بسيطا وسريعا نظرا
الظروف الحرب العصيبة والحاجة الملحة
إلى أفراد السلك الطبي

download.jpeg


وقد شهد هذا المجال تطورا ملحوظا في
المرحلة الثانية انطلاقا من سنة 1956،
حيث نشطت عمليات التكوين في مجال
التمريض في مختلف الولايات التاريخية
كما التحق بعض الجزائريين الشباب رغم
قلتهم بمدارس التمريض الفرنسية فحصلوا على تكوين في المجال الصحي ليلتحقوا بعدها بصفوف جيش التحرير الوطني.

images - 2020-07-14T142824.767.jpeg




يرتكز التكوين التطبيقي الذي يمتد إلى 6
أشهر على كيفيات إسعاف الجرحي ومتابعة
المرضى والسهر على راحتهم، ودروس حول
الأمراض وطرق علاجها والوقاية منها،
حيث يؤدي الممرض الجديد يمين القسم
ويتعهد بتطبيق النظام الداخلي للجهاز
الطبي المنتمي إليه، كما يخضع للنظام
العسكري كباقي أفراد جيش التحرير
الوطني.



و عليه، فقد استحدثت مستشفيات نموذجية
والتي ظهرت بشكل خاص في الولاية
التاريخية الثانية، وسرعان ما تحولت إلى
مستشفيات متنقلة خوفا من اقتحامها من طرف القوات الفرنسية والاستيلاء على المعدات والأدوية.


وقد ساهمت المرأة الجزائرية في هذا المجال بشكل كبير، حيث بادرت قيادة الثورة بالاتصال بالممرضات اللواتي زاولن
التكوين في المدارس الفرنسية بغية
الالتحاق بصفوف المجاهدين، وهذا قبل
فتح مدارس التكوين الخاصة بجيش
التحرير الوطني.

تعد مدرسة تكوين المرضين وأعوان
الصحة بوجدة المغربية التي أنشئت سنة
1958، واحدة من المدارس التي تخرج منها
العديد من الإطارات ذوى الكفاءة العالية
عملوا بكل تفان من أجل تقديم الدعم
والرعاية الطبية والإسعافات لمختلف
شرانح المجتمع الجزانري وبصفة خاصة
المجاهدين الثائرين في الجبال، إلى جانب
مدرسة تكوين المرضين التي تأسست
بالعاصمة التونسية سنة 1956 والتي كان
يشرف عليها المجاهد الدكتور محمد الصغير
النقاش الذي يحمل اليوم المستشفی
المركزي الجيش اسمه.


مدارس ومراكز التكوين بالقواعد
الخلفية


قامت قيادة الثورة بإنشاء العديد من
المدارس ومراكز التكوين داخل وخارج
الوطن، ومن بين المدارس التي كانت الرافد
والداعم للثورة بالعنصر البشري الكفء،
مدرسة الإطارات بالكاف التونسية التي
فتحت أبوابها شهر جوان 1957 وتحولت
فيما بعد إلى القصرين بالحدود الجزائرية
التونسية، حيث ساهم خريجو هذه المدرسة
في تأطير المجاهدين في مراكز التكوين
أنشئت فيما بعد .

images - 2020-07-14T144937.113.jpeg



ونظرا للنتائج المحققة في مجال التكوين
رأت قيادة الثورة أنه من الضروري إنشاء
مدرسة مماثلة بمنطقة "كبداني على الحدود
الغربية. بخصوص البرامج التدريبية
المعتمدة، يشير المجاهد الخالدي حسناوي
الذي كان يشرف على تكوين الإطارات في
شهادته أنه يتضمن فضلا عن التكوين
السياسي والأنشطة البدنية دروسا في
الرماية والقتال من خلال التكوين القاعدي
إلى جانب دروس الطبوغرافيا التي تتضمن
التنقل باستخدام الخريطة والبوصلة
والألغام والمتفجرات والصواعق وغيرها.

images - 2020-07-14T142327.736.jpeg



كما عملت هذه المدارس المتخصصة في
مجالات الإشارة، الطيران، الصحة
المحافظة السياسية، الاستعلامات، المشاة
وغيرها على دعم الثورة والكفاح المسلح
بالمئات من الشباب الراغب في الولوج لهذه
التخصصات والمؤمنين بعدالة القضية التي
يدافع عنها.

ومن بين المدارس والمراكز التی تم
استحداثها بالحدود الشرقية نذكر على سبيل
المثال مركز التدريب بضواحي باجة
التونسية، مركز التدريب بعلاقي غرب
الكاف الذي انشئ سنة 1959 وهو من اكبر
المراكز بالقاعدة الشرقية وسمي بمصنع
المقاتلين، مركز التدريب وادي مليز شمال
غرب جندوية، مركز الزيتون شمال غرب
غار دیماو ، مدرسة التكوين المتخصص
في الألغام والمتفجرات، مركز التدريب
الشعانبي شمال غرب القصرين، مدرسة
الإشارة بالمرسی بالقرب من العاصمة
تونس، مركز التدريب المتخصص في
التشفير، مدرسة الاستعلامات المتخصصة
أنشئ سنة 1959 وهو متخصص
في تكوین اعوان وضباط الاستخبارات
وغيرها۔





أما بالحدود الغربية فقد قم إنشاء 12 مدرسة
ومركز تكوين أكبرها مدرسة الإطارات
بالناظور بالمغرب التي تحولت بعدها إلى
مدينة "وجدة، وكذا مركز التدريب
ب بركان بمرتفعات تافوغالت التي تبعد حوالي
15 كلم عن الغزوات، مدرسة الإشارة
بتيطوان، مركز التدريب بالخميسات غرب
مگناس حيث تدرب فدائيو اتحادية جبهة
التحرير بفرنسا الذين قاموا بعمليات نوعية
داخل التراب الفرنسى سنة 1958، من خلال
ضرب المنشآت الاقتصادية والأمنية
وإرغامها على تأجيل إرسال التعزيزات
الجزائر


التكوين بالخارج . . دعم آخر


إدراكا منها بضرورة تكوين إطارات
عسكرية مؤهلة لتشكيل النواة الأولی
لمختلف الأسلحة والمصالح، شرع جيش
التحرير الوطني منذ عام 1957 في إرسال
المتربصين الذين كان معظمهم من الطلبة
المضربين أو المجاهدين، الذين تم
اختيارهم على اساس قدراتهم التعليمية إلى
الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة
وهذا في عدة مجالات منها الطيران
والمدفعية والبحرية والمغاوير
وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن عدد
المتربصين والمدربين الذين تلقوا تكوينهم
بالمدارس العسكرية في كل من مصر
وسوريا والعراق والأردن وصل إلى 1500
متربص ومكون ، وحسب شهادة المجاهد
محمود عيسی باي الذي كان من أول
دفعة تخرجت في ديسمبر 1955 من العراق،
والذي أصبح فيما بعد مؤطرا بمدرسة
الإطارات بالكاف التونسية، فإن المتربصين
تلقوا تكوينا خاصا في دورة دامت أشهر،
درسوا خلالها مختلف أنواع الأسلحة
الفردية والجماعية وتقنيات حرب
العصابات وتخرجوا منها برتبة ملازم
في مجال الطيران .



تم إنشاء هذا السلاح لضمان نقل الأسلحة من الخارج، خاصة مع.تشديد الاستعمار الفرنسي الخناق على.الثورة من خلال إنشاء خطي شال وموریس على طول الحدود الشرقية والغربية، وحسب العقيد المجاهد محمد الطاهر بوزغوب
فقد تم سنة 1957 تكوين دفعتين بمصر
وسوريا، ضمت الأولي 06 طيارين والثانية
05 طيارين، إضافة إلى بعض التقنيين، وقد
تابعت الدفعة القادمة من سوريا والتي كان
على رأسها المجاهد السعید آیت مسعودان
تگوینا بين سنتى 1959 و1960 في
جمهورية الصين الشعبية، حيث تم تدريب
ثلاث فرق لمطاردات مقنبلة وكذا مهندسين،
في حين انتقلت الدفعة المتخرجة من مصر
إلى العراق عام 1959 لمواصلة تكوينها في
تخصصات الطائرات المطاردة والنقل.



بعد الاعتراف بالحكومة المؤقتة للجمهورية
الجزائرية من طرف الإتحاد السوفياتي
(سابقا)، استقبلت هذه الأخيرة سنة 1960،مجموعة من الطيارين والتقنيين المتابعة تكوين مختصين في قيادة الطائرات ميغ 19
والطائرات العمودية واستعمال الرادار، حيث ساهمت هذه الدفعات وبقوة في رفع مستوى تكوين.الإطارات في هذا الميدان۔


Screenshot_2020-07-14-13-10-36-1-1.png

الدفعة الاولى للبحرية الجزائرية سنة 1961 رفقة اطارات بالاتحاد السوفياتي



من جهة أخری، تخرجت دفعة للضفادع
البشرية من ميناء الإسكندرية في جوان
1956، والتي ضمت 10 طلبة تدربوا على
الغطس في عمق البحر وتدمير البواخر
و وضع الألغام، وتخرجت دفعة من
الكومندوس في نهاية شهر أكتوبر 1956 بمصر كما بدأت سوريا انطلاقا من سنة 1957 بتكوين مجموعة من الطلاب وجهوا إلى اختصاصات السلاح المضاد للطائرات والمشاة


لقد ساهم قطاع التكوين بجيش التحرير
الوطني في إرساء النواة الأولي للجيش
الوطني الشعبي، فغداة الاستقلال تم الشروع
في إنشاء العديد من هياكل التكوين
والتدريب وإرسال بعثات تدريبية إلى دول
شقيقة وصديقة لتتخرج من كبريات
المدارس والمعاهد العسكرية، مشكلة بذلك
أولى الطلائع التي أطرت أفراد الجيش في السنوات الأولی.للاستقلال، وسرعان ما بدأت المدارس.والمعاهد تظهر إلى الوجود على غرار الكلية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال سنة 1963 بالإضافة إلى مدارس أشبال الثورة
ما سمح لشباب من ربوع الوطن بالالتحاق بهذه
المدارس والانخراط. وبقوة في صفوف
الجيش الوطني الشعبي"


انتهى
مع تحيات صقر الجزائر ?? ??
 
الثورة الجزائرية كانت مدرسة كبيرة
مشكور على الموضوع
 
عودة
أعلى