الحرب علي غزة:
لماذا تغشي عين الصحف الأمريكية تجاه أحداث حاسمة؟
بقلم جيم لوب وعلي غاريب
واشنطن, يناير (آي بي إس) - تجاهلت كبري الصحف الأمريكية، المنهمكة في متابعة انتخابات الرئاسة في 4 نوفمبر، حدثا هاما وقع ذلك اليوم، ألا وهو الهجوم العسكري الإسرائيلي علي أهداف "حماس" في غزة، الذي سجل نهاية الهدنة بين الطرفين وفقا للعديد من الفلسطينيين.
فقد بثت كبري وكالات الأنباء الأمريكية "أ ب" تقريرا حول هذا الهجوم الذي قتل ستة من أعضاء الجناح العسكري لحركة "حماس" علي أيدي القوات المسلحة البرية الإسرائيلية،وتلاه هجوم جوي قتل فلسطيني آخر علي الأقل ما عرض الهدنة للخطر. لكن فقط بعض الصحف الصغيرة نشرت هذا الخبر.
كما تجاهلت كبري شبكات التليفزيون الأمريكية هذا الحدث وما تلاها من تصعيد، وفقا لقاعدة "نيكسيس" للمعلومات التي بحثت في التغطية الصحفية باللغة الانجليزية في الأيام من 4 إلي 7 نوفمبر.
فعلي الرغم من ذلك،، تبين أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية قد سددت ضربة قاضية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة مصرية في 19 يونيو ودام نحو أربعة أشهر ونصف شهر.
وردا علي الهجوم الإسرائيلي، أطلقت "حماس" في 5 نوفمبر نحو 35 صاروخا من طراز قسام علي الأراضي الإسرائيلية، ما انتقمت منه إسرائيل بتشديد حصارها الاقتصادي الذي ضربته منذ 17 شهرا علي قطاع غزة.
فعلق ستيفن زونس، الخبير في شئون النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني بجامعة سان فرانسيسكو الأمريكية "لم يحترم أي من الطرفين شروط وقف إطلاق النار بالكامل، لكن الهجوم الإسرائيلي مثل أكبر خرق له علي الإطلاق".
وأكد الخبير الأمريكي أن "الهجوم الإسرائيلي كان استفزازا هائلا وضخما، أعتقد أن استهدف دفع "حماس" علي خرق الهدنة".
لكنه عندما شنت إسرائيل حملتها العسكرية الجارية علي غزة في 27 ديسمبر، سارعت معظم الوسائل الإعلامية الأمريكية وخاصة شبكات التليفزيون، بتحميل "حماس" مسئولية خرق الهدنة بإطلاقها الصواريخ والمدفعية علي أراضي إسرائيل، ورفضها مواصلة الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار بعد انتهاء مهلتها في 19 ديسمبر.
فكتبت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها في 28 ديسمبر أن "الهجوم الجوي الإسرائيلي علي قطاع غزة بالأمس، لا يجب أن يكون مفاجئا لأي شخص يتابع العداء المتصاعد في المنطقة... خاصة حركة "حماس" التي دعت للنزاع بإنهائها وقف إطلاق النار الذي دام ستة أشهر، وإطلاقها الصواريخ ونيران المدفعية علي إسرائيل طيلة العشرة أيام الأخيرة".
ويفسر المحللون موقف الإعلام الأمريكي بتأثره بحملة العلاقات العامة الإسرائيلية المكثفة، والتركيز علي روايات المسئولين الإسرائيليين وخاصة وزيرة الخارجية تزيبي ليفني، التي قالت "منذ نحو نصف عام، وفقا للمبادرة المصرية، قررنا الدخول في نوع من الهدنة وعدم مهاجمة قطاع غزة..(لكن) "حماس" خرقت يوميا هذه الهدنة. لقد استهدفت إسرائيل ولم نرد".
وتبين أن هذه الراويات قد أسقطت أي إشارة إلي ذلك الحدث الحاسم الواقع في 4 نوفمبر. لكن مصطفي البرغوثي، الخبير القانوني والناشط الحقوقي الفلسطيني المستقل من رام الله، طعن في صحة رواية ليفني، في حديث لشبكة "سي إن إن" في 31 ديسمبر.
واتهم إسرائيل بخرق الهدنة في 4 نوفمبر، وشرح "قبل ذلك (19 ديسمبر) بشهرين، بدأت إسرائيل بالهجوم علي رفح، بالهجوم علي حماس"، وأضاف أن عدم رفع إسرائيل لحصارها لغزة، يعتبر انتهاكا لفهم الفلسطينيين للشروط الأصلية للهدنة.
وبالفعل، فقد تسليط تركيز البرغوثي الضوء علي الهجوم الإسرائيلي في 4 نوفمبر، دعما ضمنيا في تقرير مطول أصدره في اليوم التالي مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب، الإسرائيلي الخاص.
فقسم التقرير اتفاق وقف إطلاق النار إلي "فترة هدوء نسبي بين 19 يونيو و4 نوفمبر"، "راعت حماس خلالها الحفاظ علي وقف إطلاق النار"، ثم "التصعيد" الذي نسبه ل "4 نوفمبر (عندما) شنت قوات الدفاع الإسرائيلية عملا عسكريا قرب حدود الجدار الدفاعي في الجانب الغزاوي".
وذكر التقرير أن "حماس" بدأت بإطلاق الصواريخ كعمل "انتقامي" ردت عليه إسرائيل بإغلاق المعابر وتشديد حصارها علي غزة بصورة قوية.
هذا وفيما لم تعير وسائل الإعلام الأمريكية الانتباه الواجب للهجوم الإسرائيلي في 4 نوفمبر، نشرت بضعة صحف بريطانية عدة مقالات حول هذا الحدث، معلقة بأن الهجوم الإسرائيلي قد يكون قد قضي علي اتفاق وقف إطلاق النار.
فكتبت صحيفة "غارديان" في 6 نوفمبر أن الهدنة "في خطر" جراء الهجوم، فيما ذكرت "انديبندت" في نفس اليوم أن وقف إطلاق النار "انهار بالأمس بعد أن دخلت القوات الإسرائيلية الخاصة غزة المحاصرة وقاتلت حماس".
كما ذكرت خدمات "كانويست" الإخبارية الكندية في 6 نوفمبر أيضا أن "السلام الهش (الهدنة) قد تمزق في العشية جراء هجوم إسرائيلي علي غزة"، فيما عنونت جريدة "ذي ايج" الاسترالية، خبر الهجوم الإسرائيلي "وقف إطلاق النار مهدد بالانهيار".
وأخيرا، يذكر أن وكالة "ا ب" الأمريكية قد بثت في 5 و 6 نوفمبر تقارير مشابهة، لكنها لم تنشر في أغلبيتها في الولايات المتحدة، حيث كادت وسائل الإعلام تركز علي نتائج الانتخابات الرئاسية وحدها.
كذلك لم تعثر دراسة "نيكسيس" علي أي إشارة للهجوم الإسرائيلي في نشرات شبكات التليفزيون الأمريكية في تلك الفترة، علما بأنها تمثل نحو 70 في المائة من مصادر الأخبار للموطنين الأمريكيين. (آي بي إس / 2009)
لماذا تغشي عين الصحف الأمريكية تجاه أحداث حاسمة؟
بقلم جيم لوب وعلي غاريب
واشنطن, يناير (آي بي إس) - تجاهلت كبري الصحف الأمريكية، المنهمكة في متابعة انتخابات الرئاسة في 4 نوفمبر، حدثا هاما وقع ذلك اليوم، ألا وهو الهجوم العسكري الإسرائيلي علي أهداف "حماس" في غزة، الذي سجل نهاية الهدنة بين الطرفين وفقا للعديد من الفلسطينيين.
فقد بثت كبري وكالات الأنباء الأمريكية "أ ب" تقريرا حول هذا الهجوم الذي قتل ستة من أعضاء الجناح العسكري لحركة "حماس" علي أيدي القوات المسلحة البرية الإسرائيلية،وتلاه هجوم جوي قتل فلسطيني آخر علي الأقل ما عرض الهدنة للخطر. لكن فقط بعض الصحف الصغيرة نشرت هذا الخبر.
كما تجاهلت كبري شبكات التليفزيون الأمريكية هذا الحدث وما تلاها من تصعيد، وفقا لقاعدة "نيكسيس" للمعلومات التي بحثت في التغطية الصحفية باللغة الانجليزية في الأيام من 4 إلي 7 نوفمبر.
فعلي الرغم من ذلك،، تبين أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية قد سددت ضربة قاضية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة مصرية في 19 يونيو ودام نحو أربعة أشهر ونصف شهر.
وردا علي الهجوم الإسرائيلي، أطلقت "حماس" في 5 نوفمبر نحو 35 صاروخا من طراز قسام علي الأراضي الإسرائيلية، ما انتقمت منه إسرائيل بتشديد حصارها الاقتصادي الذي ضربته منذ 17 شهرا علي قطاع غزة.
فعلق ستيفن زونس، الخبير في شئون النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني بجامعة سان فرانسيسكو الأمريكية "لم يحترم أي من الطرفين شروط وقف إطلاق النار بالكامل، لكن الهجوم الإسرائيلي مثل أكبر خرق له علي الإطلاق".
وأكد الخبير الأمريكي أن "الهجوم الإسرائيلي كان استفزازا هائلا وضخما، أعتقد أن استهدف دفع "حماس" علي خرق الهدنة".
لكنه عندما شنت إسرائيل حملتها العسكرية الجارية علي غزة في 27 ديسمبر، سارعت معظم الوسائل الإعلامية الأمريكية وخاصة شبكات التليفزيون، بتحميل "حماس" مسئولية خرق الهدنة بإطلاقها الصواريخ والمدفعية علي أراضي إسرائيل، ورفضها مواصلة الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار بعد انتهاء مهلتها في 19 ديسمبر.
فكتبت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها في 28 ديسمبر أن "الهجوم الجوي الإسرائيلي علي قطاع غزة بالأمس، لا يجب أن يكون مفاجئا لأي شخص يتابع العداء المتصاعد في المنطقة... خاصة حركة "حماس" التي دعت للنزاع بإنهائها وقف إطلاق النار الذي دام ستة أشهر، وإطلاقها الصواريخ ونيران المدفعية علي إسرائيل طيلة العشرة أيام الأخيرة".
ويفسر المحللون موقف الإعلام الأمريكي بتأثره بحملة العلاقات العامة الإسرائيلية المكثفة، والتركيز علي روايات المسئولين الإسرائيليين وخاصة وزيرة الخارجية تزيبي ليفني، التي قالت "منذ نحو نصف عام، وفقا للمبادرة المصرية، قررنا الدخول في نوع من الهدنة وعدم مهاجمة قطاع غزة..(لكن) "حماس" خرقت يوميا هذه الهدنة. لقد استهدفت إسرائيل ولم نرد".
وتبين أن هذه الراويات قد أسقطت أي إشارة إلي ذلك الحدث الحاسم الواقع في 4 نوفمبر. لكن مصطفي البرغوثي، الخبير القانوني والناشط الحقوقي الفلسطيني المستقل من رام الله، طعن في صحة رواية ليفني، في حديث لشبكة "سي إن إن" في 31 ديسمبر.
واتهم إسرائيل بخرق الهدنة في 4 نوفمبر، وشرح "قبل ذلك (19 ديسمبر) بشهرين، بدأت إسرائيل بالهجوم علي رفح، بالهجوم علي حماس"، وأضاف أن عدم رفع إسرائيل لحصارها لغزة، يعتبر انتهاكا لفهم الفلسطينيين للشروط الأصلية للهدنة.
وبالفعل، فقد تسليط تركيز البرغوثي الضوء علي الهجوم الإسرائيلي في 4 نوفمبر، دعما ضمنيا في تقرير مطول أصدره في اليوم التالي مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب، الإسرائيلي الخاص.
فقسم التقرير اتفاق وقف إطلاق النار إلي "فترة هدوء نسبي بين 19 يونيو و4 نوفمبر"، "راعت حماس خلالها الحفاظ علي وقف إطلاق النار"، ثم "التصعيد" الذي نسبه ل "4 نوفمبر (عندما) شنت قوات الدفاع الإسرائيلية عملا عسكريا قرب حدود الجدار الدفاعي في الجانب الغزاوي".
وذكر التقرير أن "حماس" بدأت بإطلاق الصواريخ كعمل "انتقامي" ردت عليه إسرائيل بإغلاق المعابر وتشديد حصارها علي غزة بصورة قوية.
هذا وفيما لم تعير وسائل الإعلام الأمريكية الانتباه الواجب للهجوم الإسرائيلي في 4 نوفمبر، نشرت بضعة صحف بريطانية عدة مقالات حول هذا الحدث، معلقة بأن الهجوم الإسرائيلي قد يكون قد قضي علي اتفاق وقف إطلاق النار.
فكتبت صحيفة "غارديان" في 6 نوفمبر أن الهدنة "في خطر" جراء الهجوم، فيما ذكرت "انديبندت" في نفس اليوم أن وقف إطلاق النار "انهار بالأمس بعد أن دخلت القوات الإسرائيلية الخاصة غزة المحاصرة وقاتلت حماس".
كما ذكرت خدمات "كانويست" الإخبارية الكندية في 6 نوفمبر أيضا أن "السلام الهش (الهدنة) قد تمزق في العشية جراء هجوم إسرائيلي علي غزة"، فيما عنونت جريدة "ذي ايج" الاسترالية، خبر الهجوم الإسرائيلي "وقف إطلاق النار مهدد بالانهيار".
وأخيرا، يذكر أن وكالة "ا ب" الأمريكية قد بثت في 5 و 6 نوفمبر تقارير مشابهة، لكنها لم تنشر في أغلبيتها في الولايات المتحدة، حيث كادت وسائل الإعلام تركز علي نتائج الانتخابات الرئاسية وحدها.
كذلك لم تعثر دراسة "نيكسيس" علي أي إشارة للهجوم الإسرائيلي في نشرات شبكات التليفزيون الأمريكية في تلك الفترة، علما بأنها تمثل نحو 70 في المائة من مصادر الأخبار للموطنين الأمريكيين. (آي بي إس / 2009)