الأطر العامة للحوار الإستراتيجي العراقي الأمريكي
جاءت الإستراتيجية الأمريكية حيال العراق عام 2003، لتعيد تشكيل الواقع السياسي العراقي، عبر بوابة إسقاط النظام السياسي، وعلى الرغم من الطموحات التي كانت تحملها الإدارة الأمريكية في تحويل العراق إلى نموذج استرشادي لها في الشرق الأوسط، فإن ديناميات الساحة العراقية جاءت في مستوى لم يتوقعه صانع القرار في الولايات المتحدة.
فحالة التشظي السياسي والأمني والمجتمعي التي جاءت مترافقة مع دور إيراني متصاعد، جعلت الإدارة الأمريكية تعيد حساباتها السياسية من جديد، إذ شرعت في عملية نقل السيادة للعراقيين، ومن ثم حاولت إعادة تعريف وجودها في العراق، عبر اتفاقات أمنية (الاتفاقية الأمنية واتفاقية الإطار الإستراتيجي) عقدتها مع العراق عام 2008، التي مهدت لانسحاب أمريكي من العراق عام 2011.
أدت عملية الانسحاب هذه إلى دفع إيران لملء الفراغ الأمني والإستراتيجي الذي خلفته الولايات المتحدة، ما أدخل العراق في دوامة جديدة من الصراعات السياسية والأمنية، التي هيأت بدورها الظروف الداخلية في العراق لبروز تنظيم داعش في يونيو 2014، الذي هيأ بدوره البيئة لبروز الفصائل المسلحة، تحت عنوان أمني عريض هو الحشد الشعبي.
وبعد نهاية الحرب على تنظيم داعش في ديسمبر 2017، خرجت من رحم الحشد الشعبي، العديد من الفصائل الولائية التي عرفت باعتقادها وارتباطها بولاية المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وبدأت تطرح نفسها كجزء من محور المقاومة الذي تقوده إيران في الشرق الأوسط.
جاءت هذه الأحداث بدورها مترافقة مع تحديات أخرى بدأت تعيشها الساحة العراقية منذ أكتوبر الماضي، والمتمثلة باندلاع التظاهرات الاحتجاجية في العديد من المدن العراقية، المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد، وإخراج العراق من دائرة الصراع الأمريكي الإيراني، هذا فضلًا عن حالة فراغ دستوري عاشته البلاد منذ مطلع ديسمبر الماضي، إثر استقالة حكومة السيد عادل عبد المهدي، ورافقته عمليات فشل سياسي مستمرة لتشكيل حكومة جديدة، حتى تمكنت الكتل السياسية من تمرير حكومة السيد مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقي في بداية شهر مايو من العام الحاليّ.
وفي هذا الإطار، مثلت الدعوة التي وجهها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للحكومة العراقية في أبريل 2020، من ضرورة أن يكون هناك حوار عراقي - أمريكي، للبحث في طبيعة الوجود المستقبلي للولايات المتحدة في العراق، تحولًا مهمًا في طبيعة الرؤية الأمريكية للحالة العراقية بعد عملية اغتيال قائد قوة القدس قاسم سليماني، خصوصًا في ظل حالة التصعيد المستمر الذي تعتمده الفصائل الولائية المرتبطة بإيران، عند التعاطي مع مسألة الوجود العسكري الأمريكي في العراق، كما أنها ضغطت على مجلس النواب العراقي في يناير 2020، لإصدار قرار نيابي يلزم الحكومة العراقية بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية والأمريكية من العراق.
وعلى هذا الأساس ترى الولايات المتحدة أنه من شأن حوار إستراتيجي جديد، أن يضع الحكومة العراقية أمام التزامات جديدة حيال المصالح الأمريكية في العراق، إذ إن الولايات المتحدة تنظر لوجودها في العراق على أنه غاية قومية كبرى لا يمكن التفريط بها، خصوصًا أن العراق ركيزة مهمة من ركائز مواجهة إيران في الشرق الأوسط.
وبالإضافة إلى ذلك سيشهد الحوار الإستراتيجي المرتقب، بحث العديد من الملفات ذات التأثير والعلاقة بالحالتين العراقية والأمريكية، وهو ما يجعل للمخرجات التي من الممكن أن يتمخض عنها، تداعيات كبيرة على الساحة العراقية والبيئة الإقليمية، ومن ثم فإن الجدية التي أظهرتها الإدارة الأمريكية في الدعوة والتحضير لهذا الحوار، توحي بمدى أهمية الوصول إلى مقاربات إستراتيجية واضحة وعامة مع العراق.
جاءت الإستراتيجية الأمريكية حيال العراق عام 2003، لتعيد تشكيل الواقع السياسي العراقي، عبر بوابة إسقاط النظام السياسي، وعلى الرغم من الطموحات التي كانت تحملها الإدارة الأمريكية في تحويل العراق إلى نموذج استرشادي لها في الشرق الأوسط، فإن ديناميات الساحة العراقية جاءت في مستوى لم يتوقعه صانع القرار في الولايات المتحدة.
فحالة التشظي السياسي والأمني والمجتمعي التي جاءت مترافقة مع دور إيراني متصاعد، جعلت الإدارة الأمريكية تعيد حساباتها السياسية من جديد، إذ شرعت في عملية نقل السيادة للعراقيين، ومن ثم حاولت إعادة تعريف وجودها في العراق، عبر اتفاقات أمنية (الاتفاقية الأمنية واتفاقية الإطار الإستراتيجي) عقدتها مع العراق عام 2008، التي مهدت لانسحاب أمريكي من العراق عام 2011.
أدت عملية الانسحاب هذه إلى دفع إيران لملء الفراغ الأمني والإستراتيجي الذي خلفته الولايات المتحدة، ما أدخل العراق في دوامة جديدة من الصراعات السياسية والأمنية، التي هيأت بدورها الظروف الداخلية في العراق لبروز تنظيم داعش في يونيو 2014، الذي هيأ بدوره البيئة لبروز الفصائل المسلحة، تحت عنوان أمني عريض هو الحشد الشعبي.
وبعد نهاية الحرب على تنظيم داعش في ديسمبر 2017، خرجت من رحم الحشد الشعبي، العديد من الفصائل الولائية التي عرفت باعتقادها وارتباطها بولاية المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وبدأت تطرح نفسها كجزء من محور المقاومة الذي تقوده إيران في الشرق الأوسط.
جاءت هذه الأحداث بدورها مترافقة مع تحديات أخرى بدأت تعيشها الساحة العراقية منذ أكتوبر الماضي، والمتمثلة باندلاع التظاهرات الاحتجاجية في العديد من المدن العراقية، المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد، وإخراج العراق من دائرة الصراع الأمريكي الإيراني، هذا فضلًا عن حالة فراغ دستوري عاشته البلاد منذ مطلع ديسمبر الماضي، إثر استقالة حكومة السيد عادل عبد المهدي، ورافقته عمليات فشل سياسي مستمرة لتشكيل حكومة جديدة، حتى تمكنت الكتل السياسية من تمرير حكومة السيد مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقي في بداية شهر مايو من العام الحاليّ.
وفي هذا الإطار، مثلت الدعوة التي وجهها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للحكومة العراقية في أبريل 2020، من ضرورة أن يكون هناك حوار عراقي - أمريكي، للبحث في طبيعة الوجود المستقبلي للولايات المتحدة في العراق، تحولًا مهمًا في طبيعة الرؤية الأمريكية للحالة العراقية بعد عملية اغتيال قائد قوة القدس قاسم سليماني، خصوصًا في ظل حالة التصعيد المستمر الذي تعتمده الفصائل الولائية المرتبطة بإيران، عند التعاطي مع مسألة الوجود العسكري الأمريكي في العراق، كما أنها ضغطت على مجلس النواب العراقي في يناير 2020، لإصدار قرار نيابي يلزم الحكومة العراقية بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية والأمريكية من العراق.
وعلى هذا الأساس ترى الولايات المتحدة أنه من شأن حوار إستراتيجي جديد، أن يضع الحكومة العراقية أمام التزامات جديدة حيال المصالح الأمريكية في العراق، إذ إن الولايات المتحدة تنظر لوجودها في العراق على أنه غاية قومية كبرى لا يمكن التفريط بها، خصوصًا أن العراق ركيزة مهمة من ركائز مواجهة إيران في الشرق الأوسط.
وبالإضافة إلى ذلك سيشهد الحوار الإستراتيجي المرتقب، بحث العديد من الملفات ذات التأثير والعلاقة بالحالتين العراقية والأمريكية، وهو ما يجعل للمخرجات التي من الممكن أن يتمخض عنها، تداعيات كبيرة على الساحة العراقية والبيئة الإقليمية، ومن ثم فإن الجدية التي أظهرتها الإدارة الأمريكية في الدعوة والتحضير لهذا الحوار، توحي بمدى أهمية الوصول إلى مقاربات إستراتيجية واضحة وعامة مع العراق.