يقول لطيف يحيى : ”خلال أواخر الثمانينيات، كنت أعمل كضابط في الجيش العراقي، عندما تلقى قائد فصيلي رسالة تطالبني بالحضور في قصر بغداد خلال 72 ساعة.
عندما وصلت إلى القصر، أخذوني لمقابلة عدي حسين، ابن صدام الأكبر. هنالك قال : ’أريدك أن تكون فدائييّ‘!“ بمعنى شبيهه أو بديله في المواقف الخطرة.
لم يفهم لطيف يحيى طلبه بالضبط فسألته : ”هل تريدني أن أكون حارسك الشخصي؟“ قال عدي: ”لا. يرى جهاز المخابرات أننا متشابهان، لذا أريدك أن تكون بديلي“.
يقول لطيف : ”شعرت أن أحدهم ضربني على رأسي بمطرقة، ثم سألته ثانية : ”هل لدي خيار؟“، معتقدًا أن ما قاله كان مزحة إلى حد ما.
قال عدي: ’إذا رفضت، يمكنك العودة إلى الجيش.
ليس لدينا مشكلة معك‘. لكن تلك كانت كذبة، فبمجرد أن غادرت القصر، ألقى بي حراسه في صندوق سيارة وأخذوني إلى السجن، داخل الزنزانة كان كل شيء مطلي باللون الأحمر لإجهادك وتذكيرك بالدم. غرفة حمراء بالكامل مربكة جدا.
أبقوني في هذا السجن لمدة أسبوع، قبل أن يطلب عدي رؤيتي مرة أخرى، كان يحاول تعذيبي نفسيًا.
هذه المرة هدد باغتصاب شقيقاتي، اللاتي كن صغيرات في ذلك الوقت. قلت له: ”سأفعل ما تريد، لكن اترك عائلتي وشأنها“.
وهنا بدأ كل شيء.
بعد ذلك، كثيرًا ما رأيت عمليات الاغتصاب والتعذيب والقتل، كان التعذيب الذي يقوم به عدي بشعًا جدًا.
ذات مرة كنت أجلس في مكتب اللجنة الأولمبية العراقية، عندما تم إحضار والد فتاة اغتصبها عدي.
كانت ملكة جمال، ملكة جمال بغداد، حاول الأب تقديم شكوى لصدام لذلك أراد عدي الانتقام منه.
طلب مني أن أطلق النار على الرجل في الرأس، لكنني رفضت.
قال”أنا آمرك، أطلق النار عليه!“.. جُن جنوني فأمسكت بسكين وقطعت معصميّ أمامه.
أصيب بالصدمة.. حينها تم نقلي إلى المستشفى، ولم يطلب مني عدي إطلاق النار على أي شخص مرة أخرى بعد ذلك.
هربت من العراق في أوائل التسعينات.
لكنني أمضيت خمس سنوات بعد ذلك أطلب الاستشارة والعلاج النفسي، وأحاول التخلص مع الأشياء التي رأيتها : تعذيب وخطف الفتيات، اغتصاب، وكل الأشياء البشعة.
حاولت الانتحار مرة بتناول جرعات من الدواء، حاولت في مرة أخرى أن أشنق نفسي.
كنت مكتئبا جدًا. لقد أخذت الكثير من الفاليوم (ديازيبام) لأهدأ، وللآن لا أنام حتى الخامسة أو السادسة صباحًا. أرى الكوابيس دائمًا. فعندما تعيش في الغرب، لا ترى مثل هذه الأشياء.
في عام 2003 كنت أشاهد الأخبار في مكتبي في مانشستر بإنجلترا، عندما سمعت أن عُدي قتل على أيدي الجنود الأمريكيين.
كنت أحمل كوب من القهوة في يدي، فحطمته مباشرة في التلفزيون.
كنت غاضبًا جدًا. لم أرد أن يُقتل عدي، أردت أن يُحاكم على جرائمه، أردت أن أكون في المحكمة لأقول : ”انظروا إلى ما فعله هذا الرجل بي.“ أردت العدالة. لكن ذلك لم يحدث.“
منقول ( ترجمه )
المصدر https://www.newsweek.com/my-life-uday-husseins-body-double-68475