بالنسبة للفقرة الأولى، يمكن القول أن التقدم التكنولوجي الحديث الذي اقترن بتقدم علم "الميتالورجي" Metallurgy وهو العلم المختص بدراسة السلوك الطبيعي والكيميائي للعناصر المعدنية ونواتج دمج مواد معدنية مع بعضها لتكوين سبائك تختلف في خواصها عن المادتين المكونتين لها، أتاح إمكانية إنتاج سبطانات شديدة القوة والصلادة. هذا الأمر أقترن بتقنيات تصنيع حديثة لسبطانات المدافع، أهمها تقنية تدعى "أوتوفريتاغ" autofrettaging أو الإحاطة الذاتية. حيث يتم هنا تعريض تجويف أو ثقب السبطانة لتشويه لدائني باتجاه القطر الخارجي لها. في هذه الحالة، المناطق على الجدار الداخلي ستتجاوز نقطة الخضوع وتبدأ في التشوه وتغيير هيئتها بشكل دائم، لكن المناطق الخارجية لن تبلغ هذه المرحلة. وعندما جهد الحمل مزال ومستبعد، فإن الطبقات الخارجية للمادة ستحاول العودة إلى حالتها غير المجهدة لكنها لن تستطيع ذلك بسبب التشوه اللدن plastically deformed الواقع لبعض من جدار السبطانة. هكذا، يمكن الحصول على حالة من التوازن والمعادلة، حيث الجدار الخارجي يبقى تحت قوى الشد tension، ومناطق الجدار الداخلي تحت قوى الضغط compression.
بالنسبة للفقرة الثانية، فيمكن القول أن المعروف أن غازات الدافع propellant gases تمارس قوى ضاغطة هائلة على قاعدة المقذوف، لتبدأ هذه بدفع كتلة المقذوف جهة الأمام خلال أجزاء من الألف جزء من الثانية بعد عملية الإيقاد مباشرة، عندها يصل المقذوف لفوهة السبطانة، حيث تقذفه الغازات بسرعة مرتفعة جداً نحو هدفه. فأولى الأسباب المرتبطة بالفشل والإخفاق، تتعلق بالضغط المرتفع جداً في غرفة الاحتراق وتجويف السبطانة والناتجة عن تمدد غازات الدفع.
فإذا تجاوزت تطورات هذه الضغوط حدود أو قابلية المرونة elastic strength التي تمتلكها سبطانة السلاح في أي موضع على محورها الطولي (بمعنى الإخفاق في العودة للشكل الطبيعي بعد توقف القوى المسببة للتشوه التمددي)، فإن ذلك قد يؤدي لتوسع دائم في تجويف السبطانة. أيضاً في الحالات القصوى والمفرطة، يمكن لجدران سبطانة السلاح أن تتعرض للانفجار نتيجة هذه الضغوط المرتفعة، خصوصاً مع احتمالية كون سبيكة السبطانة مصنعة من مواد هشة نسبياً وقابلة للانكسار، فإن ذلك قد يعرض سبطانة المدفع لحادث مروع وانفجار مدوي. والعكس صحيح إذا كانت سبائك التصنيع ذات مرونة عالية، فإن ذلك قد يتسبب في تسرب وهروب غازات الدافع وهي أيضاً نتيجة غير مرغوب فيها.
الدراسات والاختبارات أثبتت أنه حتى مع الضغوط الأوطأ، فإن تشققات دقيقة micro-cracks قد يبلغ عمقها ابتداء من 0.2 ملم قبل التزايد، يمكن أن تنتج على سطوح غرفة الاحتراق، هذه الضغوط قد تتسبب في إحداث شقوق مخروطية الشكل أو حتى ثقوب على السطح الداخلي لغرفة الاحتراق. ومع تزايد عمليات إطلاق النار من ذات المدفع، فإن هذه الشقوق ستنمو وتكبر وتتغلغل في جدران السبطانة أكثر فأكثر، مولدة حالة يطلق عليها "الإعياء أو الإجهاد" fatigue، ويتحدث هذا المصطلح في علم المواد عن تشوه هيكلي أو إنشائي متدرج ومركز، يحدث عندما تتعرض المادة إلى حمل دوري متكرر.. وأعتذر عن الإطالة.