كشف مصدر إثيوبي تابع لحزب "جبهة تحرير تيغراي"، المنافس الأبرز لحزب رئيس الوزراء أبي أحمد في الانتخابات المقبلة (التي تأجلت من 29 أغسطس/آب المقبل وحتى إشعار آخر بسبب وباء كورونا)، أن جيش بلاده نفذ هذا الشهر مرحلة أساسية من مراحل نشر منظومات دفاع جوي متطورة حول سد النهضة، استعداداً لأي هجوم مصري محتمل. وأضاف المصدر أن هناك مرحلة أخيرة من نشر المنظومات ستتم خلال شهر يونيو/حزيران المقبل، وبنهايتها ستكون لدى إثيوبيا قاعدتان متكاملتان للدفاع الجوي عن السد، إحداهما قريبة للغاية منه والأخرى على بعد استراتيجي. وذكر المصدر أن بلاده حصلت على المنظومات الجديدة من دول عدة، أبرزها روسيا، وأنه تمّت تجربتها كلها مطلع العام الحالي، قبل نقلها إلى ولاية بني شنقول التي يقع فيها السد. وجرى إدخال تعديلات على بعض المنظومات بواسطة الشركة العسكرية للمعادن والهندسة "ميتيك" التابعة للجيش، والتي أجرى أبي أحمد تعديلات واسعة على هيكلها الإداري منذ صعوده للسلطة (عام 2018) لتحسين جودة عملها، علماً بأنها كانت تشارك سابقاً في عمليات إنشاء أجزاء من سد النهضة. وبحسب المصدر نفسه فإن إثيوبيا نشرت منظومات أخرى حديثة الطراز على الحدود مع إريتريا، وأن عملية تحديث الدفاع الجوي الإثيوبي قد بدأت في الواقع بعد أشهر معدودة من توقيع اتفاق المبادئ مع مصر والسودان.
وكان رئيس هيئة أركان الجيش الإثيوبي الجنرال آدم محمد ورئيس أركان القوات الجوية العميد يلما مرديسا وعدد كبير من قيادات القوات المسلحة الإثيوبية قد زاروا موقع سد النهضة في 22 مارس الماضي، وجاء في بيان رسمي أنهم كانوا يتابعون عمليات بناء السد والتعرف على آخر التطورات فيما يخص سير العمل به والتحديات التي تواجهه. وأعلن رئيس الأركان في حينه أن "الجيش الإثيوبي مُستعد لمواجهة أي عدوان على سد النهضة لحماية مصالح الشعوب الإثيوبية".
وكانت إثيوبيا قد بدأت تشغيل نظام الدفاع الجوي الروسي "بانتسير ـ إس 1" في فبراير/شباط 2019 بعد حصولها عليه بأسابيع عدة، وهو يجمع بين مدفعين آليين مضادين للطائرات من طراز "إيه 38 أم 302"، وتم تطويرهما من مدفعين من عيار 30 ميليمتراً من نوع "جي أس أتش ـ 30"، مع 12 صاروخ أرض-جو "إي657". وأظهرت لقطات تلفزيونية عُرضت على القنوات المحلية آنذاك، كيفية تركيب نظام "بانتسير ـ إس 1" على عربة يمكنها إطلاق النار على هدفين في وقت واحد ومهاجمة 12 هدفاً في الدقيقة، وبمدى فعّال يصل إلى 20 كيلومتراً، كما يمكنها قصف قذائف مدفعية بعمق 4 كيلومترات.
ويتضمن التحكم في هذا النظام راداراً لاكتساب الهدف ورادار تتبعٍ مزدوج النطاق الموجي بمدى كشف يتراوح بين 32 و36 كيلومتراً ونطاق تتبع من 24 إلى 28 كيلومتراً لهدف متوسط الحجم. كما يتضمن نظام التحكم أيضاً قناة كهربائية بصرية مع جهاز تصوير حراري طويل الموجة ومكتشف اتجاه بالأشعة تحت الحمراء. ووفقاً للمعلومات المتوفرة في الإعلام الروسي، فإن موسكو باعت دفعة أخرى من هذا النظام لأديس أبابا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من دون أن تربط بينه وبين سد النهضة، لكن هذا التاريخ يتطابق مع رواية المصدر الإثيوبي لـ"العربي الجديد".
وكانت صحيفة "العربي الجديد" قد انفردت في 30 مايو/أيار من العام الماضي بنشر ما كشفته مصادر مصرية رفيعة المستوى، أن مصر رصدت تزويد إسرائيل الحكومة الإثيوبية منظومة صواريخ دفاع جوي و أجهزة رادارات في محيط السد وكشفت المصادر لـ "العربي الجديد"، أن "تقريراً سيادياً، سرياً للغاية، رفعته أجهزة معنية إلى رئاسة الجمهورية، يتضمن تطورات بشأن سد النهضة الإثيوبي، شمل معلومات حول تزويد تل أبيب لأديس أبابا بمنظومة صواريخ دفاعية حديثة لنشرها في محيط سد النهضة، وكذلك تزويدها بتكنولوجيا متطورة متعلقة بعمليات تشغيل السد وتوليد الكهرباء".
https://www.alaraby.co.uk//politics...بالملء-المنفرد-لـ-النهضة-نشر-منظومات-دفاع-جوي