الجيوش في زمن الأوبئة

الأميرال

Kara Kuzgun
إنضم
18 ديسمبر 2008
المشاركات
16,660
التفاعل
32,981 39 0
في مواجهة أزمة وباء كورونا، استدعت كثير من دول العالم قواتها المسلحة للمشاركة في هذا الجهد، خصوصا بعد اتضاح قصور الأجهزة المدنية في مجالات الصحة والإغاثة، وعدم قدرتها على تنفيذ الإجراءات الاستثنائية التي تبنتها الحكومات.

ونزل أفراد القوات المسلحة إلى الشوارع والميادين لدعم أجهزة الشرطة والصحة في تنفيذ تلك الإجراءات، بل بلغ الأمر استخدامها خارج حدود الدولة كحالة الأطباء العسكريين الروس الذين يقومون بتطهير وتعقيم مركز انتشار الوباء في إيطاليا، وهي منطقة "لومبارديا".

الأمر المؤكد إذن أن الجيوش هي مؤسسات اجتماعية وسياسية، فهي جزء من المجتمع بحكم تكوينها البشري وجزء من الدولة كونها أداة مهمة من أدوات تحقيقها لوظائفها، وأنها خاضعة للقيادة السياسية فيها

تقوم الجيوش في مجال مكافحة وباء الكورونا بمهام متعددة تضمنت: دخول الأطقم الطبية العسكرية إلى مراكز انتشار الوباء، وقيام إدارات الحرب الكيميائية والبيولوجية بتطهير المؤسسات الحكومية والمنشآت التي يتردد عليها الجمهور، ومراقبة تنفيذ إجراءات حظر التجوال وإغلاق قرى ومدن، ومنع السفر من محافظة لأخرى والتمركز عند مداخل المدن ومخارجها، واستخدام الاحتياطات الاستراتيجية للقوات المُسلحة من مستلزمات الوقاية والعلاج وأجهزة التنفس الصناعي وتوزيعها على المستشفيات العامة، وتوجيه المصانع الحربية بإنتاج الكمامات والقفازات ومواد التطهير للأفراد، وبيعها للمواطنين بأسعار مناسبة، وذلك في مواجهة جشع بعض التجار الذي أدى إلى الارتفاع الكبير في أسعارها.

ومن هذه المهام أيضَا: إقامة مستشفيات ميدانية أو إدارتها، ومن أمثلة ذلك إدارة وتشغيل الجيش الصيني للمستشفى العملاق الذي تمت إقامته في مدينة ووهان في 10 أيام، والمساعدة في نقل المرضى إلى المستشفيات وتوصيل الأدوية والطعام إلى كبار السن، وهو ما تقوم به قوات الحرس الوطني في الولايات المتحدة. واستخدام السفن العسكرية الطبية كمستشفيات كحالة السفينتين الأمريكيتين "الراحة Comfort" و"الرحمة MERCY"، واستخدام الطائرات الحربية لإعادة المواطنين العالقين في الخارج إلى بلادهم، كما تم في فرنسا وفقا لبيان الرئيس ماكرون يوم 25 مارس/آذار الماضي كأحد بنود العملية العسكرية التي أسماها "الصعود"، ومراقبة الحدود لمنع الدخول إلى البلاد، ومثل انتشار الجيش الموريتاني على طول نهر السنغال الذي يمثل حدود موريتانيا مع السنغال.

والهدف من كل هذه المهام حماية النظام الطبي في الدولة من الانهيار، والحفاظ على الصحة العامة للمواطنين.

تمت الاستعانة بالجيوش في هذه الأزمة بحكم ما تتسم به من سمات مؤسسية وتنظيمية تجعلها أكثر قدرة على التصرف في هذه الظروف الاستثنائية، وتشمل هذه السمات: التنظيم المحكم القائم على الانضباط، وثقافة الطاعة والإنجاز والالتزام بالتعليمات والتوجيهات، والقدرة على التخطيط والحسابات الدقيقة لكل كبيرة وصغيرة عند التنفيذ، وامتلاك الموارد المتكاملة من إدارات هندسية وطبية واقتصادية وكافة أنواع المعدات والمهمات المطلوبة، وأنه بحكم طبيعة عمل الجيوش فإنها من أكثر مؤسسات الدولة تحديثا وتقدما وجاهزية للعمل والتحرك بسرعة، فهي عليها أن تكون متأهبة في كل الأوقات تحسبا لأي خطر مفاجئ. وأخيرًا، هُناك الهيبة الاجتماعية التي تتمتع بها القوات المسلحة والثقة في قدراتها وأدائها باعتبارها حارسة الوطن وحامية الشعب.

لذلك، لم تتردد الدول في استدعاء جيوشها بما في ذلك المملكة المتحدة التي كانت حذرة دوما في استدعاء الجيش لأداء مهام مدنية في زمن السلم، معتمدة في ذلك على جهاز الشرطة فقط.

أكد هذا التوجه أربعة عوامل؛ الأول: أن الجيش هو خط الدفاع الأول عن الدولة في مواجهة الأخطار والتهديدات الخارجية، وهو خط الدفاع الأخير لتأمين كيان الدولة والمجتمع، ويترتب على ذلك أنه كلما ازدادت المخاطر يزداد دور القوات المسلحة، وارتبط ذلك بتحول مفهوم الأمن القومي من التعريف التقليدي العسكري له إلى التعريف الاجتماعي- الإنساني، فلم تعد التهديدات الموجهة ضد الأمن القومي لدولة ما تقتصر على التهديدات العسكرية، واتسع مجالها لتشمل التهديدات السياسية والاقتصادية والإعلامية، وكل ما يتعلق بالتنمية والاستقرار السياسي والاجتماعي ويضعف التلاحم الوطني. وترتب على ذلك توسيع اهتمامات القوات المسلحة لتشمل كل مصادر التهديد والخطر للأمن القومي المادية منها والمعنوية.

والثاني: أن كثيرا من الجيوش لم تكن بعيدة عن القيام بأعمال تنموية في أوقات السلم في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، ففي الولايات المتحدة يستثمر الجيش في بناء الطرق والكباري والمطارات والموانئ والقواعد العسكرية، ومن الباحثين الذين نبهوا مبكرا إلى علاقة الشراكة بين الجيش والاقتصاد والسياسة عالم الاجتماع الأمريكي "س. رايت ميلز" وأطروحته عن "المركب الصناعي العسكري" Military Industrial Complex في كتابه الشهير "نخبة القوة" الذي صدر في 1956، وفي إيطاليا كان للجيش دوره في دعم مصانع الأدوية واللقاحات والمستحضرات الطبية.

وفي روسيا، تدير وزارة الدفاع سلسلة من الصناعات أبرزها صناعة الغذاء التي تشتهر بإنتاج وجبات غذائية مغلفة يقبل عليها الناس لجودتها ورخص أسعارها، وصناعة الملابس التي تشتهر بوضع علامات تحمل أسماء شخصيات عسكرية ووطنية، ورموزا لأحداث كبرى في تاريخ روسيا، مما ينمي المشاعر الوطنية والافتخار بالتاريخ.

ويزداد دور الجيوش في الدول النامية، حيث لعب الجيش في الصين دور المَثل والقدوة في امتلاك العديد من الشركات العاملة في مشروعات البنية التحتية، والزراعة، والصناعات الغذائية، والتعدين، ووسائل المواصلات.

وفي الهند، أنشأت وزارة الدفاع في 1949 سلسلة متاجر "كانتين" المعروفة بحروف "CSD"، وتبيع كل شيء من السيارات إلى المستلزمات اليومية للمنازل والأفراد، وفي باكستان يدير الجيش منظومة كبيرة من المصانع والشركات في مجالات التعدين والبحث عن النفط والأسمنت والغاز، والبنوك والتأمين، والمتاجر، وتقوم مؤسسة "FAUJI" وهي كلمة في اللغة الأردية تعني "جندي" بمساعدة قُدامى المُحاربين والعاملين في الجيش بعد خروجهم من الخدمة وتوفير الوظائف لهُم ولأُسرهم. وفي أفريقيا قام جيش بتسوانا بحماية الحياة البرية ضد عصابات الصيد التي تنتهك القانون، وضمان الأمن البيئي. وقام الجيش في السنغال بالمشاركة في مختلف المشروعات التنموية في مجالات البنية التحتية والزراعة والتعليم والصحة، وهو الأمر الذي يوجد أيضًا في أغلب الدول الأفريقية وفي العديد من البلاد العربية.

والثالث: أن الدول استدعت جيوشها من قبل في مواجهة ظروف الفيضانات والزلازل وغيرهما من الكوارث الطبيعية، وفي إقامة البنية التحتية في المناطق النائية، والمشاركة في حملات التطعيم ضد الأمراض التي تصيب الأطفال.

والرابع: أن القوات المسلحة تتحمل المسؤولية في الأوقات التي يتهدد فيها كيان الدولة والمجتمع، وفي كل الدول توجد خطط طوارئ استراتيجية غير معلنة، وتُعتبر من أسرار الدولة العُليا لمواجهة هذه الظروف، ولعلنا نتذكر السرعة التي تصرف بها الجيش الأمريكي في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، ونقله الرئيس بوش من المدرسة التي كان يزورها في ولاية فلوريدا إلى مكان سري تحت الأرض معد سلفا يستطيع منه الرئيس إدارة شؤون البلاد، ووفقا لما هو متاح عن مثل هذه الخطط فإنها تتضمن نقل الرئيس ونائبه وعدد من القيادات السياسية والتشريعية إلى أماكن آمنة، وأنه يوجد قبو على عمق 600 متر تحت الأرض في إحدى القواعد العسكرية بولاية كولورادو معد لاستقبال بعض هذه القيادات، وأن هذا المكان أنشئ في زمن الحرب الباردة وفي حالة تعرض الولايات المتحدة لهجوم نووي.

وفي عام 1950، أصدر الجيش الأمريكي قانون الإنتاج الحربي "Defense Production Act" الذي يُخول للرئيس سُلطات واسعة في استخدام الجيش لمُكافحة تخزين السلع الضرورية، وإدارة المصانع المدنية من أجل المجهود الحربي، وهو القانون الذي صدر إبان الحرب الكورية وظل غير معمول به لمُدة سبعين عامًا حتى أعاد ترامب تفعيله في مارس/آذار 2020 في غضون أزمة كورونا الراهنة، وأنه يوجد من عهد الرئيس دوايت إيزنهاور الذي حكم خلال الفترة 1953-1961 خطة لمواجهة الكوارث، وصدق عليها الرؤساء الذين تعاقبوا على المنصب تتضمن الإجراءات العسكرية الواجب اتخاذها في حالة حدوث شلل عام أو تهديد داهم لكيان الدولة، وماذا يجب على الجيش القيام به في مثل هذه الحالة لضمان استمرارية حكم وإدارة الدولة؟

الأمر المؤكد إذا أن الجيوش هي مؤسسات اجتماعية وسياسية، فهي جزء من المجتمع بحكم تكوينها البشري، وجزء من الدولة كونها أداة مهمة من أدوات تحقيقها لوظائفها، وأنها خاضعة للقيادة السياسية فيها.

واعتقادي أن الخبرة الراهنة للجيوش سوف تعيد تعريف العلاقات العسكرية المدنية ونظرة المجتمعات إلى جيوشها، ومن الأرجح أن تختلف هذه العلاقات المستقبلية من بلد لبلد حسب ظروفه وسياقه، ولكن سوف يبقى أن القوات المسلحة هي خط الحماية النهائي للمجتمعات في أوقات الحرب وفي أوقات السلم.



 
يعني الجيش المصري مكنش بيعمل حاجه غريبه وقت م نزل ف مصر
مع اني مختلف بسبب وجوده حاليا لان الدوله شبه استقرت حان الوقت لتركه للشركات
 
فيروس كورونا: 5 أمور يمكن أن يقوم بها الجيش خلال الوباء.. تعرف عليها

"هناك تغيير للحرس في قصر باكنغهام"، هكذا تبدأ القصيدة الشهيرة لإيه إيه ميل مبتكر شخصية "ويني ذا بو" التي يعشقها الأطفال.

وعلى غير المعتاد تتخذ قوات الحرس الآن مواقعها في القصر من دون الموسيقى المعتادة والمراسم.

ويحدث ذلك عادة في حالة الأمطار الغزيرة أو وجود مناسبة مهمة أخرى تتعارض مع توقيت الموسيقى والمراسم، كما يحدث ذلك الآن في إطار السياسة الحكومية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي لتجنب جذب الجمهور. في إجراء يعرف باسم "الاسترخاء الإداري للحرس".

وسيظل الحرس ملتزما بهذا الإجراء في المستقبل المنظور.

ويسلط هذا الأمر الضوء على الاستمرارية في دور الجيوش. فمهمتها الأولى هي حماية البلاد، وإذا تطلب الأمر الدخول في حرب شاملة.

ولكن الآن، وفي العديد من الدول حول العالم تم استدعاء الجيوش بأعداد متزايدة للمساعدة في نوعية مختلفة للغاية من الحروب، وهي الحرب ضد فيروس كورونا، والتي من المرجح استمرارها مع تزايد التعبئة والحشد في صفوف القوات المشاركة في هذه الحرب.

لقد توقفت الواجبات العسكرية التقليدية. ففي بريطانيا على سبيل المثال توقف تدريب المجندين، كما أن المناورات الدولية مثل مناورة حلف شمال الأطلنطي Defender-Europe 20 والتي كان من المقرر أن تشهد أكبر عملية انتشار للقوات الأمريكية في أوروبا منذ سنوات عديدة تقلصت إلى حد كبير.

وحتى العمليات الجارية علقت، وأعداد القوات المنتشرة تم تخفيضها كثيرا. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الجهود الدولية التي كانت تعمل على تدريب ودعم القوات العراقية المسلحة.

وفي العديد من المجتمعات، عندما تنزل الجيوش إلى الشوارع فإن ذلك يعد مؤشرا على عدم الاستقرار السياسي. وتتباين ردود الفعل تجاه التواجد الظاهر للجيش في الشارع في مختلف البلدان والثقافات.

ولكن حتى في أكثر الديمقراطيات استقرارا، كما هو الحال في أوروبا الغربية، لا يعد نشر القوات أمرا غير معتاد. ففي حالات الفيضانات أو الإغاثة من الكوارث تظهر أعداد قليلة من الجنود أو القوات البحرية أو الجوية أمام الجماهير.

ومع تصاعد القلق من الإرهاب، بات وجود دوريات عسكرية في محطات القطارات وغيرها من الأماكن العامة أمرا شائعا في العديد من دول الاتحاد الأوروبي.

وفي حالات نادرة، قد تكون عملية الانتشار كبيرة. فبعد أن ضرب إعصار كاترينا الشاطئ الأمريكي عام 2005 قامت وزارة الدفاع الأمريكية بنشر 70 ألف جندي في إطار خطة قومية أكبر، تعرضت للانتقاد حينها باعتبار أنها افتقرت للتنظيم.

ولكن ما الذي يمكن أن يحدث في حالة استمرار تفشي وباء فيروس كورونا؟ تحدث الجنرال السير نيكولاس كارتر قائد الجيش البريطاني عن الحاجة لأن "يكون الجميع على أهبة الاستعداد للتحرك الميداني بحلول منتصف أبريل/نيسان المقبل"، وبالفعل يوجد 20 ألف جندي في حالة تأهب.

إذن ما الذي يمكن أن يقدمه الجيش؟

فيما يلي خمسة أمور رئيسية يمكن أن يساعد فيها الجيش:

الموارد البشرية
توفر الجيوش مصدرا مهما للرجال والنساء المدربين والمنضبطين، الذين يتمتعون بمهارات متنوعة. وهؤلاء يتمتعون بالدهاء والقدرة على الحركة والعمل وفي فترة زمنية قصيرة جدا.

كما أن لديهم العديد من التسهيلات مثل القواعد والمطارات وغيرها، والتي يمكن استخدام بعضها في مهمات متنوعة.

الدعم الطبي
من المعلوم أن لدى الجيوش فرقا طبية ذات تدريب عال رغم قلة عددها. والقليل من جيوش الدول لديها موارد الجيش الأمريكي، حيث وافق البنتاغون بالفعل على تقديم خمسة ملايين كمامة وألفي جهاز تنفس من مخازنه للنظام الصحي.

كما حرك الأسطول الأمريكي مستشفييه العائمين (السفينتان USNS Mercy وUSNS Comfor)، ورغم أنهما لا يصلحان للحرب ضد مرض معد، ولكن يمكنهما المساعدة في تخفيف الضغط ولو إلى حد بسيط على المؤسسات الطبية. وسيستغرق الأمر بعض الوقت ليكونا على أهبة الاستعداد، وربما لا يتم نشرهما إلا في المدن ذات الموانئ الكبيرة.

وتتباين المساعدات الطبية التي يمكن أن يوفرها الجيش من بلد لآخر، وفي الكثير من الحالات قد يعني تقليص حجم الجيوش أن العديد من الأطقم العسكرية الطبية هي الآن من قوات الاحتياط، وربما تعمل بالفعل كأطقم طبية مدنية على " الخط الأمامي" في مواجهة الوباء.

ولكن موارد الجيوش لا تنضب، فالجنود مدربون على الاسعافات الأولية، ويمكنهم المساعدة في العديد من الأدوار الثانوية. وربما تحتاج الأطقم الطبية في النهاية إلى إقامة مستشفيات ميدانية مؤقتة وغيرها من المنشآت الطبية.

الخدمات اللوجيستية
ويعد هذا الدور من أوضح الأدوار التي يمكن أن تلعب فيها الجيوش دورا في مواجهة الوباء. فالقوات يمكنها المساعدة في نقل الإمدادات الحيوية. وفي بريطانيا تم تدريب بعضها على المساعدة في الحفاظ على إمدادات أنابيب الأوكسجين للمستشفيات.

كما يمكن للجيش أيضا المساعدة في التنظيم الأوسع لنظم الإمداد، وهنا قد يكون للاتصالات العسكرية دور.

الأمن والنظام
نأمل ألا يطلب من الجيش القيام بهذا الأمر، فهي مهمة تتطلع أغلب الحكومات الغربية لأن تبقيها في أيدي الشرطة المدنية.

ولكن لو كان هناك نقص في الشرطة المدنية، فيمكن استخدام الجيوش، ولن يكون تعاملها في هذه الحالة مباشرا مع الجمهور، وإنما سيقتصر دورها على حماية المنشآت والمخازن، لتتفرغ الشرطة المدنية للقيام بدورها التقليدي.

وفي العديد من الدول توجد قوات شبه عسكرية تمزج نوعا ما بين الدورين. وفي الولايات المتحدة يوجد بكل ولاية حرس وطني من قوات الاحتياط، ويتم نشره بحسب احتياجات حاكم الولاية.

وبالفعل قام 27 من حكام الولايات باستدعاء قوات الحرس الوطني للقيام بأدوار متنوعة.

الاطمئنان
يؤدي استدعاء الجيوش للتعامل مع الأزمات إلى الاطمئنان بأن الدولة بكل مواردها محتشدة في مواجهة الموقف.

ورغم ذلك، فإن الجيش ليس هو الرد على الوباء، فليس بوسعه القيام إلا بدور صغير في المساعدة على التعامل، والقوات نفسها عرضة للفيروس.

وقد أعلن البنتاغون الجمعة على سبيل المثال أن نحو 2600 جندي أمريكي في أوروبا وضعوا أنفسهم قيد العزلة الذاتية على خلفية مخاوف من فيروس كورونا.

لقد جاء الوباء فجأة، وتعرض التفشي الأولي لعملية تعتيم، ولم تصدر أي تحذيرات، وكان الرد بطيئا في عديد من الدول. والآن صارت كل الدول تعبئ مواردها وكأنها في حالة حرب.

ربما يبالغ بعض السياسيين في خطبهم بالحديث عن زمن الحروب. ولكن الجيش يجب أن يكون مستعدا لأي احتمال. وقد أشار الجنرال السير نيكولاس كارتر قائد الجيش البريطاني إلى أن الجيش يجب أن يكون "مستعدا لخوض الحرب التي علينا خوضها، ومن الواضح الآن أنه حانت هذه اللحظة".​

 
يعني الجيش المصري مكنش بيعمل حاجه غريبه وقت م نزل ف مصر
مع اني مختلف بسبب وجوده حاليا لان الدوله شبه استقرت حان الوقت لتركه للشركات
ياباشا الجيش المصري هو صمام الأمان وقاطرة التنمية
 
لماذا اللجوء إلى الجيوش في مواجهة الوباء؟

قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة المنتصر إلى عاصمة مقاطعة هوبي، ووهان، التي دمرها وباء كوفيد 19، ليعلن أن الفيروس قد "تم كبحه بشكل كبير"، وكانت محطته الأولى مستشفى بني بسرعة فائقة ويديره جيش التحرير الشعبي (PLA).

فالجيوش في أنحاء العالم تقوم في الوقت الراهن بوضع بنادقها جانباً، وتلعب دورًا في الخطوط الأمامية في الحرب ضد الفيروس، ما سيخفف العبء على المدنيين المنهكين، ولكن قد تكون لذلك آثار بعيدة المدى على الكفاءة العسكرية للقوات.

امتثال لتوجيهات "العسكر"
ففي إيطاليا وإسبانيا، حيث ارتفعت معدلات الوفيات في الأسابيع الأخيرة، تم نشر الآلاف من الجنود في المدن المعزولة للقيام بدوريات في الشوارع وفرض عمليات الإغلاق.

وفي بيرغامو شمال إيطاليا نقلت شاحنات الجيش جثث الموتى لتخفيف العبء عن المستشفيات.

كذلك، اعتمدت الحكومات في كل من الأردن ولبنان والمجر وماليزيا وبيرو، وغيرها على جيوشها لترغيب المواطنين بالبقاء في أمان في منازلهم، مع العلم أن العديد من الدول تشعر بعدم الارتياح إزاء عمليات الإغلاق التي يفرضها جنود يحملون السلاح.

قدرة على التخطيط
ومعلوم أن للقوات المسلحة قدرات في دعم جهود الحكومات في نشاطات أخرى لا تقل أهمية. فهي تساهم في شن عمليات لوجستية كبيرة في وقت قصير. كما أن للقوات المسلحة فائضاً من القوى العاملة المرنة والمركبات الثقيلة، وخبرة في نقل مواد بغض النظر عن حجمها من مكان إلى آخر وانضباط ليس موجودا بين المدنيين. ففي غضون أسبوع في المتوسط، تقوم قيادة النقل في البنتاغون مثلا بأكثر من 1900 مهمة جوية و10000 شحن بري.

وفي هذا السياق، قال جاك واتلينغ من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث في لندن: "إن الجيش يمتلك القدرة على التخطيط أثناء تنفيذه عمله بطريقة لا يمكن للجهات المدنية أن تؤديها". ففي 19 مارس، أعلنت بريطانيا، التي اتبعت في البداية نهجًا متساهلاً في تطبيق التباعد الاجتماعي عن إيطاليا أو فرنسا، عن "قوة دعم COVID" الجديدة، وهي تتألف من أكثر من 20 ألف فرد، مدعومين بقوة احتياط.

"قوة دعم COVID"

وتابع قائلاً إنه "سيتم نشر المخططين العسكريين في مراكز مواجهة لتحديد الاختناقات وحلها من أجل توفير الرعاية الطبية لأضعف الفئات من الناس. كما سيجري تدريب عسكريين آخرين على قيادة ناقلات الأكسجين لخدمة الصحة الوطنية"، مضيفاً أن "هناك بلدان أخرى تفعل الشيء نفسه."

ففي 22 مارس، نشرت وحدات الحرس الوطني (أي الاحتياط) في ثلاث ولايات أميركية، كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن، لأداء واجبات مماثلة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة الاميركية في وضع جيد يمكنها من مساعدة أنظمة الرعاية الصحية المكتظة لسبب واحد، إذ غالبًا ما يكون لديهم مخزون كبير من الأدوات الطبية الحيوية. وفي هذا الإطار، وعد البنتاغون بتسليم 5 ملايين قناع تنفس و 2000 جهاز تنفس صناعي للسلطات المدنية.

ولعل من الأسباب التي تدفع الحكومات غلى الاستعانة بالجيش حول العالم، هو ميل العسكر إلى الابتكار السريع أيضًا.

فمختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع البريطاني في بورتون داون، الذي لديه خبرة في التهديدات البيولوجية، على سبيل المثال يعمل على تطوير واختبار اللقاحات، ورسم خرائط لحالات الكوفيد 19.

كما يعمل الجيش الأميركي وحده على 24 مرشحًا للقاحات، بالتعاون مع وكالات وشركات أخرى.

العمل وسط الفوضى

ويمكن أن تعطي تجربة زمن الحرب أيضًا رؤى مفيدة للطب المدني.

وظهرت فائدة تجربة أجهزة التنفس الميكانيكية لتخفيف متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، والتي كانت شائعة لدى المرضى الذين يموتون بسبب التنفس خلال الحرب العالمية الثانية.

وقدم الأطباء العسكريون في العقود الأخيرة مساهمات مهمة للتقدم في تطوير التنفس الصناعي والعناية المركزة. كما يتدرب الأطباء العسكريون على العمل وسط الفوضى، وفي ظروف مثل عدم كفاية البنية التحتية والموارد.

دور الجيش في ووهان
منذ 25 يناير، أرسلت الصين أكثر من 10000 جندي إلى مقاطعة هوبي. وفي عاصمتها ووهان تم تسليم السيطرة على الإمدادات الطبية والأساسية بالكامل إلى جيش التحرير الشعبي.

وفي شرق فرنسا، حيث اكتظت المستشفيات المحلية، يقوم أطباء الجيش ببناء مستشفى ميداني مكون من 30 سريرًا للحالات الصعبة من الوباء.

كما أن الرئيس المكسيكي، الذي أعلن سابقا نيته حل الجيش، غير موقفه وسلمه قيادة عشر مستشفيات جديدة. وفي أماكن أخرى، يتعامل الأطباء العسكريون مع المستشفيات للتخلص من خدماتها الصحية العادية والاستعداد لفيضانات من حالات كورونا الأكثر خطورة.

إلى ذلك، أرسلت أميركا سفن المستشفيات البحرية إلى لوس أنجلوس ونيويورك للمساهمة في استقبال المرضى المصابين ويعمل الجيش على إعداد وحدتين من المستشفيات المتنقلة. وأرسل ما يسمى بجيش المواطنين السويسري واحدة من كتائب المستشفيات الأربعة التي يبلغ قوامها 600 جندي لدعم المستشفيات المدنية.

دبلوماسية الجيوش بمحاربة الوباء
إلى ذلك، يمكن أن تكون المساعدة الطبية العسكرية أيضًا أداة للدبلوماسية.

ففي 22 مارس، شرع الجيش الروسي في إرسال تسع طائرات نقل مليئة بالمركبات العسكرية المطهرة، وثمانية ألوية من الأطباء، وحوالي 100 من علماء الفيروسات وعلم الأوبئة، ومجموعات اختبار إلى المناطق الأكثر تضررا من إيطاليا. وحملت الشاحنات والطائرات شعار "من روسيا مع الحب" باللغتين الروسية والإيطالية.

ومن المفهوم أن الدول المنهكة تريد تعبئة جيوشها للقيام بمهام الشرطة والأعمال اللوجستية والتطبيب، لكن القوات المسلحة مصممة أولاً وقبل كل شيء للحروب والقتال لا فرض غرامات في زوايا الشوارع أو توصيل الطعام إلى المتاجر الكبرى. ويخشى المختصون ان استخدام القوات المسلحة في حملات كورونا المستجد covid-19 سيؤثر على الاستعداد العسكري بشكل مباشر وغير مباشر.


كورونا خطر على الجيوش
وعادة ما يكون الأفراد العسكريون بحكم الشباب واللياقة أكثر قدرة على التخلص من آثار الفيروس لكنهم مع هذا ليسوا محصنين. وتتراوح أعمار أكثر من نصف حالات الإصابة بالفيروس التاجي في ولاية نيويورك بين 18 و 49 عامًا. غالبًا ما تعيش القوات في أماكن قريبة مما يزيد من احتمالية ووتيرة انتقال المرض.

ويعتقد أن الحرس الثوري في إيران، القوة المسلحة الرئيسية في البلاد، تضرر بشدة من الوباء. وقد توفي جنرال كبير يوم 13 مارس. كما ثبت أن نتائج فحص قادة من الجيوش في كل من إيطاليا وبولندا إيجابية لـ covid-19. وبحلول الثالث والعشرين من مارس، أصيب 133 عسكريًا أميركيا بالفيروس. وفي 22 مارس أصبح مقاولا في البنتاغون أول حالة وفاة عسكرية أميركية بسبب الوباء.

ولا يصدق العديد من الخبراء ادعاء الصين بأنه لم يصب عضو واحد في جيش التحرير الشعبي. ولكن حتى إذا تجاهلت الجيوش الآثار الصحية المباشرة لـهذا المرض الخطير، فإن تعطيل عملهم سيكون له عواقب طويلة الأمد. وفي حالة الضباط المعزولين ذاتيًا صعوبة تحقيق الإنتاجية المطلوبة منهم.

وتقول ميا نوينز، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث في لندن، إن الأزمة عطلت سلاسل التوريد لصناعة الدفاع الصينية. كما يمنع "التباعد الاجتماعي" الجيوش من صقل مهاراتها القتالية.

وقد أوقفت بريطانيا تقريبا كل تدريبها الأساسي للمجندين الجدد. وفي 11 مارس، ألغت النرويج مناورات مشتركة مع أميركا وحلفاء أوروبيين في القطب الشمالي بعد فترة وجيزة من الحجر الصحي لـ 23 جنديًا أميركيًا إثر مخالطتهم لزميل نرويجي مصاب. وبعد ذلك بيومين قامت أميركا بتخفيض Defender 2020، وهو تدريب كان سيشمل أكبر انتشار للقوات الأميركية في أوروبا منذ الحرب الباردة.

واضطر كبير جنرالات أميركا في أوروبا إلى العزلة الذاتية بعد مخالطته جنرالا بولنديا مصابا في اجتماع تخطيطي للتمرين. كما تم إلغاء التدريبات الأوروبية الأخرى بالكامل. وأرجأت أميركا وكوريا الجنوبية مناوراتهما السنوية المشتركة.

لكن الجيوش التي تتوقف عن ممارسة الرياضة من شأنها أن تصبح صدئة.​

 
عالم ما بعد كورونا.. هل تستطيع الجيوش العالمية الصمود في مواجهة الوباء؟

"ربما يؤدي وباء الإنفلونزا القادم إلى مستويات هائلة من الوفيات والعجز ويؤثر بشدة على الاقتصاد العالمي ويضغط على الموارد الدولية"

(تقييم التهديدات العالمية السنوي الصادر عن مجتمع الاستخبارات الأميركي – يناير 2019، قبل عامٍ كامل من ظهور فيروس كورونا)




بين عشية وضحاها، وفي الأسبوع الأخير من شهر (فبراير/ شباط) المنصرم؛ عم الصخب أرجاء معسكر "كامب كارول"، أحد معسكرات الجيش الأميركي الهادئة نسبيا في كوريا الجنوبية؛ بعدما أخبر القائد العسكري الكولونيل "إدوارد بالانكو" جنوده وضباطه بلهجة عسكرية حاسمة أنه "تم اختراق المحيط الآمن" للمعسكر، وفي غضون دقائق معدودة أصبحت الأمور أكثر وضوحا بالنسبة للجميع، حيث لم يكن الاختراق المقصود سوى تسجيل المعسكر لأول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" داخله، وهي أول حالة أيضًا بين صفوف الجيش الأميركي.

كان تعليمات الكولونيل لجنوده لاحقا أشبه بتطبيق عملي لما يحدث حال تعرض القاعدة لهجوم حقيقي، فتم إغلاق جميع المباني والمكاتب التي استخدمها الجندي المصاب، وانتشرت فرق التطهير لتباشر عملها بدقة وسرعة في جميع أرجاء المعسكر، وأحصي جميع من اختلطوا بالجندي المصاب وتم عزلهم على الفور. ولاحقا تم تعيين فرق فحص على أبواب الثكنات لاكتشاف أعراض الحمى لدى الجنود وحتى الموظفين المدنيين الذين طلب من العديد منهم البقاء في منازلهم، في الوقت الذي جرى فيه إغلاق الصالات الرياضية وصالة البولينغ وملعب الغولف الملحق بالمعسكر، فضلًا عن إيقاف جميع الفعاليات الاجتماعية والترفيهية.

في ذلك التوقيت كان "كورونا" قد بدأ يخرج للتو من حدود الصين، وكانت كوريا الجنوبية تسجل عددا متزايدا من الإصابات (يقدر بالمئات)، أما بالنسبة للمدنيين في الولايات المتحدة فلم يكن الفيروس آنذاك يمثل أكثر من خطرٍ بعيد يتابعون أخباره باهتمام قليل عبر وسائل الإعلام، لكن بالنسبة للجيش الأميركي كان الأمر أكبر من ذلك بكثير، وكان الخطر حقيقيا وقريبا للغاية.


في تلك اللحظة كان لدى الولايات المتحدة أكثر من 75 ألف جندي يتمركزون في دول تشهد مستويات متباينة من تفشي المرض، بما يشمل كوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا والبحرين، وكانت العديد من القواعد العسكرية الأمريكية تقع بجوار المدن التي ينتشر فيها الفيروس، مع قدر كبير من الاشتباك مع المجتمعات المحلية عن طريق الموظفين المدنيين الذين تعينهم هذه القواعد، وسلاسل الإمداد التي تقوم بتوفير الطعام والأدوية وغيرها من الاحتياجات، بما عنى أن أي تفش واسعٍ للمرض في محيط هذه القواعد يساوي وقتًا قصيرًا قبل أن تنتشر الإصابات في صفوف وحدات الجيش العاملة في الخارج، ومنها إلى سائر الوحدات عبر الأنشطة والتدريبات واللقاءات العسكرية.


كان سيناريو تفشي وباء بين صفوف الجيش الأميركي أحد المخاطر التي طالما أرقت صناع القرار هناك، حيث حذر تقرير استخباراتي يعود تاريخه لعام 2000 من "الخطر الذي تشكله الأوبئة على صحة المواطنين الأميركيين في الداخل والخارج، وتأثيرها على القوات العسكرية الأميركية المنتشرة خارج الحدود وعلى الاستقرار السياسي للبلدان التي تمتلك فيها الولايات المتحدة مصالح كبيرة"، حسب ما ورد فيه نصًا. فيما نص تقرير لاحق على أن العلاقة بين "تفشي الأوبئة وعدم الاستقرار السياسي هي علاقة غير مباشرة ولكنها حقيقية للغاية"، محذرا من أن "القوات العسكرية الأميركية العاملة في المهام الإنسانية وعمليات حفظ السلام في البلدان النامية هي الأكثر عرضة للخطر".

بخلاف ذلك وبشكل أكثر حداثة تم تسليط الضوء على مخاطر تفشي الأوبئة على الأمن القومي الأمريكي في الصفحة الثامنة من استراتيجية الأمن القومي لإدارة ترامب الصادرة نهاية عام 2017، فيما أكد تقييم التهديدات العالمية الصادر عن مجتمع الاستخبارات الأميركي في يناير/ كانون الثاني 2019، أي قبل عام كامل من بدء تفشي فيروس كورونا؛ على أن الولايات المتحدة والعالم يظلان عرضة لوباء الأنفلونزا القادم الذي "ربما يؤدي إلى مستويات هائلة من الوفيات والعجز ويؤثر بشدة على الاقتصاد العالمي ويضغط على الموارد الدولية"، حتى أن جريج تريفرتون، المدير السابق لمجلس الاستخبارات الوطنية الأمريكي، أكد أنه خلال تمرين استخباراتي تم عقده قبل عقد من الزمان لتقييم مستوى التهديدات المختلفة للجيش الأميركي، فإن التهديد الوحيد الذي تم تصنيفه في مرتبة التهديد الوجودي هو انتشار الأوبئة، متقدما بذلك على الإرهاب ومخاطر الصراع مع أي قوة أجنبية.

ونتيجة لذلك، كان الجيش الأمريكي بعكس إدارة ترامب حساسا جدا في ردود أفعاله وتعامله منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها وباء كورونا في الانتشار، وفي 25 فبراير/ شباط الماضي قام "ماثيو دونوفان"، رئيس الأركان المؤقت للجيش الأميركي، بإبلاغ قادة الجيش أن استمرار تفشي كورونا يمثل تهديدا للقوات الأميركية حول العالم، وبالتزامن مع ذلك بدأ البنتاجون في تنفيذ خطة طورها في عام 2005 لمكافحة أي تفشٍ محتمل، وشمل ذلك تعليق وإعادة جدولة وتقليص المشاركة في معظم المناورات العسكرية للجيش، وعلى رأسها تمارين "Defender 2020" التي كان من المقرر أن تشهد أكبر انتشار عسكري للقوات الأمريكية في أوروبا منذ الحرب الباردة، فيما جرى إغلاق مكاتب التوظيف المرتبطة بوزارة الدفاع، وإغلاق المدارس العسكرية التي حولت طلابها للدراسة عبر الإنترنت، فيما تم إغلاق المسارح وصالات الرياضة وحتى الكنائس الصغيرة في معسكرات الجيش، وتم توجيه سفن البحرية لمهام طارئة ممارسة أنشطتها بالقرب من موانئ البلدان المصابة لتبقى في البحر لمدة 14 يوما بدون رسو، فيما بدأ البنتاغون في تنفيذ عملية تقليص وإعادة انتشار واسعة للقوات المتمركزة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

في الوقت نفسه بدأ الجيش الأميركي كذلك الاستعدادات للمشاركة في عمليات إجلاء المرضى وفرض الحجر الصحي والمساعدة في توفير الإمدادات الطبية في الداخل، وهو ما تسبب في إثارة الكثير من المخاوف حول التأثير المحتمل للأزمة على قدرات الجيش، حيث يخشى مراقبون أن طول أمد تفشي الوباء والفرص المتزايدة لانتشاره بين صفوف الجنود مع انهماك الكثير من الوحدات العسكرية حول العالم في أعمال الحماية المدنية، والتأثيرات الاقتصادية للوباء على الموازنات العسكرية، وآثار سياسات الحجر الصحي الموسعة على سلاسل التوريد العسكرية، كلها عوامل ستلقي بظلال طويلة الأمد على القدرات العسكرية للجيوش في معظم دول العالم، وربما تتسبب على المدى الطويل في تغييرات طويلة على خرائط الانتشار العسكري والتوازنات العسكرية القائمة بين مختلف القوى الدولية والإقليمية.

في مواجهة كورونا
تعد هذه الطريقة الثالثة للتفاعل بين الجيوش والأوبئة هي المصدر الرئيس للقلق بشأن التأثيرات المحتملة لفيروس كورونا المستجد على قدرات الجيوش وموازين القوى العسكرية حول العالم، ففي الوقت الذي تلقي فيه العديد من الجيوش العالمية أسلحتها وتستعد للعب دور رئيس على الخطوط الأمامية لمواجهة المرض، أو أنها قد بدأت بالفعل؛ في ذلك الوقت فإن الآثار طويلة الأمد لانتشار الوباء على الاستعداد العسكري للجيوش والجاهزية العسكرية للقوات ربما تكون مدمرة.

فمع ارتفاع معدلات الإصابات والوفيات بسبب كورونا في الأسابيع الأخيرة؛ قامت الدول الأوربية الموبوءة مثل إيطاليا وإسبانيا بنشر الآلاف من الجنود في المدن بهدف عزل المناطق المصابة والقيام بدوريات في الشوارع لفرض عمليات الإغلاق والحجر الصحي ونقل جثث الموتى في الشاحنات العسكرية، في حين أن دولا مثل المجر ولبنان وماليزيا وبيرو والأردن وتونس استخدمت الجيوش لفرض حالات حظر التجوال الصحي وإجبار المواطنين على المكوث داخل منازلهم.

لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، حيث تولت الجيوش في العديد من الدول مهاما غير تقليدية في دعم القطاعات الحيوية، فقامت جيوش الصين والولايات المتحدة وفرنسا ببناء مستشفيات ميدانية لاستيعاب الحالات الحرجة، في حين تولت القوات المسلحة في العديد من الدول مسؤولية تأمين سلاسل الإمداد للأغذية والمنتجات الطبية. ولكن في حين أن العديد من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في الدول الديمقراطية تشعر بقدر كبير من عدم الارتياح إزاء عمليات الإغلاق التي يفرضها جنود مدججون بالسلاح؛ فإن القوات المسلحة لأي دولة تتمتع غالبا ببراعة لا تضاهى في تنفيذ عمليات لوجستية معقدة خلال أوقات قليلة، ولديها الكثير من القوى العاملة المدربة والمنضبطة والمركبات الثقيلة والخبرة الكبيرة في نقل الأِشياء من مكان إلى آخر.


فعلى سبيل المثال نجد أن قيادة النقل في وزارة الدفاع الأمريكية لديها القدرة على القيام بـ 1900 مهمة جوية و10 آلاف مهمة نقل بري خلال أسبوع واحد، وهو ما جعل الاستعانة بالجيوش في الوقت الحالي خيارا لا غنى عنه للكثير من الدول. وفي بريطانيا تم الإعلان عن قوة قوامها 20 ألف شخص لدعم جهود احتواء المرض، وتوفير الرعاية للفئات الأكثر ضعفا، فيما يجري تدريب عسكريين آخرين على قيادة ناقلات الأكسجين، وفي الولايات المتحدة نفسها تم نشر قوات الحرس الوطني في ولايات كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن لأداء واجبات مماثلة.

وغالبا ما تكون الجيوش في وضع جيد يسمح لها بمساعدة أنظمة الرعاية الصحية المدنية المرهقة، ويرجع ذلك لسبب رئيس هو أن الجيوش تحتفظ بمخزونات كبيرة من الأدوات الطبية الحيوية التي تتجدد باستمرار لاستخدامها في أوقات الطوارئ الكبرى. فمثلًا ومع تفاقم الأزمة الصحية في الولايات المتحدة، وعد البنتاغون بتسليم خمسة ملايين قناع تنفسي وأكثر من 2000 جهاز تهوية لإدارات الولايات الفيدرالية، بخلاف وعود بتعبئة خطوط إنتاج الجيش لتلبية حاجات القطاع الصحي كما يحدث في إسرائيل، حيث تقوم الوحدات التقنية التابعة لجيش الاحتلال وجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" بإنتاج أقنعة ذكية، كما تعمل تلك الوحدات على دعم وتطوير أجهزة التنفس الصناعي، فيما يسخر مختبر العلوم الدفاعية البريطانية جهوده لتطوير واختبار لقاحات مختلفة ورسم خرائط المواجهة مع المرض، وبالمثل يعمل الجيش الأميركي على 24 مشروعا مختلفا لاختبار لقاحات للمرض مع العديد من الشركات الخاصة وفق ما تؤكده مجلة إيكونوميست.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الأطباء العسكريون مؤهلون بشكل جيد للتعامل مع كم كبير من الفوضى وسط نقص البنية التحتية والموارد، وربما يكون ذلك هو ما دفع الصين لتسليم السيطرة على الإمدادات الطبية في مقاطعة "هوبي" المنكوبة بشكل كامل لجيش التحرير الشعبي الذي نجح أيضا في بناء أربع مستشفيات ميدانية مجهزة في زمن قياسي، وهي تجربة ترغب العديد من الجيوش الغربية في محاكاتها اليوم، حيث يعمل الجيش الفرنسي في مقاطعة مولوز في الشرق على بناء مستشفى ميداني للحالات الحرجة، وبالمثل وعلى نطاق أوسع عمل الجيش الأمريكي على بناء مستشفى ميداني كبير في مركز مؤتمرات جافيتس في نيويورك يتسع لقرابة 3000 سرير، وقد أتم البنتاغون بناء أكثر من نصف السعة المطلوبة حتى اللحظة.


وفي حين أنه من المفهوم أن تسعى الدول للاستفادة من القدرات اللوجستية والتنظيمية والتقنية وحتى القدرات الطبية لقواتها المسلحة في الأوقات الصعبة، فإن الحقيقة التي يدركها الجميع أن القوات المسلحة مصممة قبل كل شيء لأداء المهمات العسكرية والقتال، ومع توغل هذه القوات في الأعمال المدنية مثل ضبط الشوارع وفرض حظر التجوال على المدنيين وشحن وتوصيل الطعام والمواد الطبية؛ فإن ذلك سيؤثر بلا شك على استعدادها العسكري بطرق مباشرة وغير مباشرة.

على المستوى الأكثر مباشرة، ورغم أن الأفراد العسكريين نظريًا يتمتعون باللياقة البدنية والصحية التي تجعلهم يمتلكون فرصا أفضل للتغلب على الآثار الصحية للفيروس مقارنة بنظرائهم من المدنيين؛ فإنه لا يمكن لأحد الجدال بأن عمل العسكريين على الخطوط الأمامية لمواجهة المرض يزيد من فرص تفشي الوباء في صفوفهم، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى تضرر قوات الحرس الثوري في إيران بشكل بالغ بفعل كورونا، وهو ما اضطر الحرس إلى إعلان وفاة وإصابة العديد من أعضائه فيما أسماه «الجهاد الصحي ضد المرض». ولا يعد تكرار مثل هذا السيناريو مع الجيش الأمريكي أو أيا من الجيوش الأوروبية مستبعدا، وهو ما يعضده اتجاه الجيش الأميركي لإخفاء رتب ومواقع الضباط المصابين بالوباء بعد ارتفاع عدد المصابين من العسكريين إلى قرابة 300 شخص بدعوى منع تقويض الكفاءة التشغيلية لمهمات الجيش.


آثار طويلة الأمد
وحتى مع تجاهل الآثار الصحية المباشرة للوباء، فمن المرجح أن استمرار تفشي كورونا سيكون له عواقب طويلة الأمد على القدرات العسكرية للجيوش النظامية. فهناك التباعد الاجتماعي الذي يفرضه الحجر الصحي، والذي يتناقض مع أبسط مبادئ التدريبات والتحركات العسكرية وهو حاجة الضباط والجنود للعمل معا في أماكن ضيقة وتحت ضغوط جسدية شاقة وبدون مسافات شخصية كبيرة، وكذلك حاجتهم للسفر لإجراء المناورات العسكرية مع أقرانهم من الجيوش الحليفة في مختلف أنحاء العالم وهو ما يعد مستحيلًا الآن نظرًا لإغلاق العالم بأكمله تقريبًا للمجالات الجوية.


نتيجة لذلك، يمكن أن نتوقع تأثيرات بعيدة المدى على كفاءة الجيوش العسكرية مع استمرار القيود المفروضة على التدريبات والمناورات القتالية في جميع أنحاء العالم، كما فعلت بريطانيا التي أوقفت جميع التدريبات الأساسية للمجندين الجدد، وكذلك النرويج التي ألغت مناورات عسكرية مشتركة مع واشنطن ودول أوروبية بعد فترة وجيزة من فرض الحجر الصحي على 23 جنديا أمريكيا بسبب اختلاطهم بزميل نرويجي، أما الولايات المتحدة فقد وجدت نفسها مضطرة خلال فترة قصيرة إلى إلغاء مناورات مشتركة مع كل من كوريا الجنوبية وإسرائيل وتونس والمغرب، مع تقليص نطاق المشاركة في العديد من التدريبات الحيوية الأخرى وعلى رأسها مناورات "Defender 2020" التي كان من المنتظر أن تستضيفها ألمانيا وبولندا ودول البلطيق.

ومع توقف التدريبات والمناورات العسكرية لفترة طويلة، من المقرر أن تفقد الجيوش لياقتها القتالية وتناغمها وكفاءة التشغيل البيني بين وحداتها بشكل تدريجي خلال فترة ليست كبيرة، فمع معدل للدوران العسكري للمجندين والقيادات الوسيطة يقدر بـ 25% سنويا في العديد معظم الجيوش الاحترافية حول العالم -بما في ذلك الجيش الأميركي- حيث يعمل أعضاء الخدمة بعقود مدتها أربع سنوات ليحل محلهم المجندون الجدد؛ فإن الأمر لن يستغرق أكثر من عام واحد قبل أن يمثل انحسار المهارات أزمة حقيقة لجيوش الدول الكبرى.


وهناك أيضا مشكلة تقليص الانتشار العسكري الذي تفرضه زيادة المخاوف من تفشي الأوبئة، وقد كان هذا النوع من التداعيات ملموسا بشكل واضح لدى البنتاغون في العديد من المسارح العالمية، وبشكل خاص في العراق، حيث تشير بيانات عسكرية إلى أن 2500 جنديا أميركيا غادروا العراق خلال الأسابيع الفائتة أو في طريقهم لمغادرتها خلال الأيام القادمة، في الوقت الذي يعيد فيه الجيش الأميركي انتشاره متمركزا في ثلاث قواعد فقط من أصل ثماني قواعد تأوي قواته على الأراضي العراقية، فضلًا عن إعلانه تعليق جميع جهود التدريب الهادفة لمواجهة "تنظيم الدولة الإسلامية" في العراق لمدة 60 يوما بسبب تفشي الوباء العالمي.


وبالمثل قامت فرنسا نهاية الأسبوع الماضي بالإعلان عن سحب جميع عسكرييها المتواجدين في العراق البالغ عددهم مائتي شخصًا عمل معظمهم في مهام تدريب القوات العراقية وفي رئاسة أركان التحالف الدولي في بغداد، في الوقت الذي قررت فيه بريطانيا تقليص عدد جنودها في البلاد (400 فرد) بمقدار النصف، فيما تتجه دول التشيك وهولندا والدانمارك لسحب قواتها المشاركة في التحالف الدولي في العراق بشكل كامل، وهي خطوات تعني -حال وضعت جنبا إلى جنب مع إلغاء المناورات العسكرية العابرة للحدود -أن الوباء سيلقي بظلاله أيضا على التحالفات العسكرية الراسخة، حيث ستفقد الجيوش المتحالفة قدرتها على العمل جنبا إلى جنب بشكل ملحوظ.

على المدى الطويل، سيظل التأثير الاقتصادي للأوبئة على صناعة الدفاع والميزانيات العسكرية حاضرا لفترة طويلة بعد تفشي "كورونا"، فمع اتجاه معظم الاقتصادات العالمية إلى الانكماش بسبب تدابير مواجهة تفشي المرض؛ من المرجح أن يتأثر الإنفاق الدفاعي للعديد من البلدان نتيجة لذلك، دافعا بعض القوى لتقليص وجودها في بعض الصراعات خارج حدودها، بما يعني أننا قد نشهد تسارعا في خطط الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وربما انحسارا نسبيا للتواجد العسكري الفرنسي في أفريقيا، خاصة مع بدء ظهور آثار الاضطراب في سلاسل التوريد العسكرية بفعل تفشي الفيروس، خاصة في قطاع الطيران العسكري الذي سيواجه مشاكل كبيرة بسبب ارتباطه مع صناعة الطيران المدني التي تشهد انهيارا غير مسبوق، وحتى قطاع البحرية الذي سيحظى بنصيبه من الركود أيضا مع توقف أنشطة أحواض السفن الكبرى في دول مثل أوروبا وكندا.


ورغم أن هذه الآثار غير التقليدية لتفشي فيروس كورونا من المرجح أن تصيب معظم الجيوش والقوى العسكرية حول العالم، إلا أن ذلك لا يعني أنها ستصيبها جميعا بنفس القدر أو في وقت متساو، أو أنها جميعا ستتعافى منها بنفس السرعة، وفي حين أن كورونا يضرب جميع أنحاء العالم بالتسلسل، فمن المرجح أن الدول التي شهدت تفشيا مبكرا للمرض ونجحت في التعافي منه بشكل سريع ستكون أول المستفيدين من هذا الوضع العسكري الجديد، وفي مقدمة هذه الدول تأتي الصين التي من المرجح أن تسعى لتعزيز حضورها في مواجهة الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي مستغلة الانشغال الأمريكي في مواجهة كورونا.


في السياق ذاته يمنح التعافي المبكر للصين من الوباء الفرصة لاستثمار دبلوماسيتها العسكرية لتعزيز نفوذها داخل صفوف القوات المسلحة في جميع أنحاء العالم من خلال تقديم المساعدات التقنية والتدريبات وربما الأسلحة في غياب الحضور الأمريكي، وهي ميزة ربما تكون متاحة أيضا لروسيا التي شهدت تفشيا محدودا للوباء حتى الآن، وهو ما سمح لها بإرسال طائرات نقل عسكرية محملة بالمواد المطهرة إضافة إلى ثمانية ألوية طبية وفريق كامل مع علماء الفيروسات والأوبئة للمساعدة في احتواء المرض في المناطق الأكثر تضررا من إيطاليا، في سعي واضح من موسكو لاستغلال تفشي الوباء لتعزيز نفوذها في أوروبا في ظل الغياب الأمريكي.

وأخيرا فمن المؤكد أن تكون الجهات الفاعلة غير الحكومية أبرز المستفيدين من التراجع المتوقع للجيوش النظامية، فبسبب طبيعتها غير المتكافئة فإن هذه المنظمات لن تواجه نفس النوع من الأعباء والمسؤوليات والتحديات اللوجستية التي تواجهها الجيوش، وبالنظر إلى الطبيعة غير المركزية لعملها والأخطار المتواصلة التي يتعرض لها منتسبوها، فستكون مخاطر الإصابة بالأمراض في ذيل قائمة التهديدات التي تحيط بهذه الجماعات التي ربما يتحول كورونا بالنسبة إلى بعضها لفرصة لا تقدر بثمن، سواء لتخفيف الضغوط العسكرية التي تتعرض لها من الجيوش المحاربة أو حتى لاكتساب مساحات جديدة على الأرض.


في المقابل، من المرجح أن يكون الجيش الأميركي -وبنسبة أقل جيوش الدول الكبرى في غرب أوروبا- أكبر المتضررين من عملية التموضع العسكري التي يفرضها تفشي كورونا، فمع كون واشنطن هي القوة الأكبر عالميا والأكثر حضورا في مسارح الصراعات الممتدة على مساحة تبلغ آلاف الأميال في البر والبحر، فمن المنطقي أن نتوقع أن يواجه الجيش الأميركي صعوبات في الحفاظ على الكفاءة التشغيلية في جميع هذه المسارح، بما قد يضطره للانسحاب من بعضها وتقليص الحضور في البعض الآخر، مانحا الفرصة ربما للقوى الإقليمية لتعزيز حضورها في الصراعات الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، بما يمهد الطريق -ربما- لإعادة رسم خارطة التوازنات والقوى العسكرية في عالم ما بعد كورونا.

 
ماعلاقة الجيش بازمة كورونا ؟ الامن ممثلا بالداخلية والصحة والاعلام هي الركائز الحقيقية لمواجهة الجائحة

قصور ومحدودية الامن في بعض الدول يضطرها للاستعانة بالجيش لتغطية العجز
 
ماعلاقة الجيش بازمة كورونا ؟ الامن ممثلا بالداخلية والصحة والاعلام هي الركائز الحقيقية لمواجهة الجائحة

قصور ومحدودية الامن في بعض الدول يضطرها للاستعانة بالجيش لتغطية العجز

لم تقرأ ولو فقرة واحدة من الموضوع.
 
الجيش هو اكبر قطاع في الدولة قادر على تسخير عدد كبير من الافراد بإنضباطية عالية لتنفيذ المهام الموكلة لذلك وقت الازمات يتدخل
 
فيديو يظهر قدرات الجيش المصري لعام 2020 وايضا يظهر في الجزء الاخير منه مناورات تطهير المناطق المهمة في البلاد كمحطات القطار واستعدادت الوحدة الوبائية المكلفة من الجيش باعمال التطهير والعزل والحجر .
 
عودة
أعلى