مفاجأة من "وثائق النصر": مصر كانت مستعدة لخوض "حرب جديدة" لو لم تستجب إسرائيل لتوقيع معاهدة "كامب ديفيد"
حرب أكتوبر المجيدة أعادت سيناء إلى مصر
10:00 ص | السبت 02 مايو 2020
كتب:
محمد مجدى
48 عاماً مضت على «حرب التحرير»، تلك المعركة التى اندفع فيها مئات الآلاف من الجنود المصريين على جبهة القتال ليحرروا أرضهم، وهم صائمون، فى أرض صحراوية، ودرجة حرارة عالية، ولمَ لا والحرب قد انطلقت فى الساعة الثانية عصراً، إلا أن إرادة استعادة «الكرامة والشرف» من المحتل المغتصب لأراضينا مكّنت المصريين من النصر.
ولم يكن حدثٌ جلل ترتبت عليه تحركات كبرى على كافة الأصعدة السياسية، والأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية، مثل حرب أكتوبر المجيدة، ليمر مرور الكرام، دون أن يثير جدلاً، وتساؤلات متعددة فى مجالات عدة، فلماذا لم يتم استكمالها حتى «تحرير فلسطين»؟، ولماذا لم نتغول فى أعماق سيناء لمسافة أكبر؟، وماذا لو لم تلتزم إسرائيل بالشرعية الدولية، ونتائج مفاوضات تحرير الأراضى المصرية؟.. كلها تساؤلات طُرحت، ولا تزال تلقى نقاشاً حتى يومنا هذا، إلا أن الرؤية الرسمية المصرية عن تلك التساؤلات، دونتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة فى وثائقها عن الحرب على لسان الدكتور أسامة الباز، أحد رجال مصر المقربين من بطلى حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أثناء الحرب، بحكم كونه أحد رجال مصر فى المفاوضات لاسترداد باقى أراضينا فى سيناء، كما كتب جزءاً من كلمة «بطل الحرب والسلام» فى «الكنيست»، كما كان مستشاراً مقرباً من الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، الذى كان قائد القوات الجوية خلال الحرب، وهى أحد الأفرع الرئيسية التى مثَّلت ذراع مصر الطولى فى المعركة.
«كنا مستعدين لحرب أخرى بعد نصر أكتوبر»، مفاجأة قد لا يعلمها الكثير من المصريين فجرها «الباز»، أمام جمع كبير من القادة العسكريين، والوزراء والمسئولين فى ندوة استراتيجية كبرى عن «النصر» فى يوم 4 أكتوبر قبل 22 عاماً، حسبما دونت وزارة الدفاع عن «الندوة» فى سجلاتها.
د. أسامة الباز: رفضنا حلول تل أبيب الوسط.. والحرب كسرت إرادة العدو وأكدت قدرة جيشنا.. فأسقطنا نظرية "التفوق الإسرائيلي"
المستشار السياسى السابق لرئيس الجمهورية، قال: «كان المفاوض المصرى يشعر فى كل مراحل التفاوض بأن بلاده قادرة على خوض حرب أخرى، إذا لم تقبل إسرائيل الالتزام بأحكام الشرعية والعدالة».
وعقّب «الباز» على طرح من أحد حضور «الندوة»، بشأن إمكانية وصول القوات المسلحة لمسافة أكبر فى سيناء وقت الحرب من المكان الذى توقفت فيه، لتتيح ترتيبات أفضل لمصر والقضية الفلسطينية، قائلاً إن الافتراض لو كانت القوات المسلحة المصرية قد وصلت إلى «خط المضايق»- وهى مسافة أكبر مما وصلت إليه عقب «النصر»- لكان هذا كفيلاً بحصولنا على صيغة أفضل بالنسبة للمشكلة الفلسطينية، هو «افتراض خاطئ»، لأن موقف إسرائيل من الموضوع الفلسطينى أثناء «مفاوضات كامب ديفيد» تحدد على أساس عاملين، أولهما أن الجانب الفلسطينى لم يكن مشاركاً فى هذه المفاوضات، وليس من الواقعى أن يتصور أحد أن طرفاً ما، يمكن أن يسلم بحقوق طرف غائب، لأن غيابه يحول دون التزامه بواجبات معينة فى مقابل الحقوق التى حصل عليها.
وأضاف: «كان من الصعب فى تلك المرحلة أن تسلم إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى فى استرداد أرضه وتقرير مصيره، وهو ما يعنى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتزداد صعوبة تصور تسليم إسرائيل بهذا المطلب الفلسطينى المزدوج - الانسحاب من الأرض وقبول قيام دولة فلسطينية - إذا قدرنا أن الوزارة التى كانت قائمة عندئذ تكون حكومة ليكودية يكبلها التعصب العقائدى، والتطرف المذهبى الشديد، التى تختلط فيه السياسة بالدين، والتاريخ، والأساطير».
وشدد المستشار السياسى لرئيس الجمهورية وقتها، على أن مصر حققت جميع الأهداف التى حددتها لنفسها فى حرب أكتوبر، لتغير المعطيات العامة للوضع فى المنطقة تغيراً تاماً بعد الحرب، مقارنة بما كان سائداً قبلها، بحيث أصبح التساؤل عما إذا كان من الممكن تحقيق نتائج عسكرية أفضل فى ظل قيادة سياسية أو قيادات عسكرية مختلفة، قضية أكاديمية وتاريخية لم تحسم بعد، وربما لن تحسم أبداً».
وأوضح «الباز» أن الوقفة التعبوية التى قامت بها القوات المسلحة بعد تحريرها المنطقة المستهدفة على الضفة الشرقية للقناة، هى مسألة عسكرية بحتة، لا يستطيع غير الخبراء العسكريين أن يحسموها، ويجب أن نأخذ فى حسابنا عندما نتعرض لتلك النقطة بالتحليل، والتقييم عناصر عديدة، منها أننا لم نسمع عن هذه الخلافات أثناء الحرب أو بعدها مباشرة، وإنما سمعنا عنها لأول مرة بعد انتهاء الحرب بسنوات.
وتابع: «الروايات التى سمعناها عندئذ لم تكن تخلو من شبهة التأثر بالاعتبارات الشخصية الذاتية البعيدة عن الموضوعية، وإضافة إلى كل هذا فإن هناك حقائق دامغة تثبت خطأ هذا التوجه، فنحن لم نكن نملك من وسائل الدفاع الجوى ما يمكننا من التوغل حتى خط المضايق، ولو كنا قد غامرنا بتطوير الهجوم دون توفير هذا الغطاء الجوى لكان حتمياً أن نتعرض لخسائر فادحة فى العتاد والأرواح، لا يبررها الفرق بين ما انتهى إليه الحال على الأرض فعلاً، وبين ما كان يمكن أن يتحقق من مكاسب إذا استطعنا أن نصل إلى المضايق».
وأوضح أن مصر أثبتت فى حرب أكتوبر المجيدة قدرتها على إلحاق الهزيمة العسكرية بإسرائيل، وتلك المسألة لا تتوقف على عمق المنطقة التى حررتها الحرب، وإنما تتوقف بالقدرة على كسر إرادة القوات المعادية وشل حركة القيادة، وهو ما تحقق بالكامل عندما عبرت طائراتنا القناة، ودكت استحكامات العدو، وحطمت مركز القيادة والتحكم فى قاعدة المليز الجوية، وعندما عادت طائراتنا سالمة، وعاودت الإغارة على مواقع العدو فى مختلف أنحاء سيناء، وعندما عبرت القوات البرية قناة السويس، وحولت عبقرية الهندسة العسكرية خط بارليف إلى هشيم تذروه الرياح أو إلى مصيدة يقبع بها جنود العدو كالجرذان انتظاراً لمصيرهم المحتوم.
وتابع: «كما تحقق أيضاً عندما خرج ضباط إسرائيليون كبار وهم رافعو اليدين، لكى يسلموا أنفسهم للقوات المصرية المظفرة، فالإرادة والقدرة لا تتحددان على أساس عمق المنطقة التى حُررت، بل تتحققان من منطلق ثبوت قدرة القوات المسلحة على الإنجاز، وتوجيه ضربة قاصمة موجعة للعدو، وهو ما تحقق بالفعل فى الأيام الأولى للحرب».
وشدد «الباز» على سقوط نظرية التفوق الإسرائيلى على مصر والعرب، وهو ما تحقق خلال ساعات معدودة، لأن سقوط وهم الشعور بالتفوق يتحقق فى مدة وجيزة جداً، لأنه مسألة سيكولوجية لا تستند إلى الحقائق العلمية، بقدر ما تستند إلى تصورات ثارت فى أذهان الجماهير الإسرائيلية دون أن يقوم عليها دليل علمى أو عملى.
وأشار إلى أن الشعب المصرى كان واضحاً، وهو مصر على تحرير أرضه، وتخليص إرادته مهما كلفه هذا من تضحيات، وقد بدا هذا الإصرار ليس فقط من الشعارات التى رُفعت مثل «لا صوت يعلو على صوت المعركة»، و«ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة»، بل من تصميم الشعب المصرى على توفير كافة الإمكانات لقواته المسلحة، لكى تخوض معركة الثأر والتحرير، واستعداد كل مصرى للإسهام فى الإعداد للمعركة، فالعمال يبنون الاستحكامات المنيعة على امتداد القناة، وأفراد الشعب جميعاً يقبلون اقتطاع جزء يعتد به من دخلهم للإعداد للمعركة، وأعطوا هذا الهدف أولوية متقدمة على ما عداه من الأهداف.
وأوضح أن مصر تتمسك بعدم تقديم أى تنازلات أو حلول وسط فيما يتعلق بوجوب انسحاب إسرائيل انسحاباً كاملاً إلى ما وراء خط الحدود بين البلدين، وإخلاء المستوطنات والمستوطنين دون أى استثناء.
ولفت إلى استناد موقف مصر التفاوضى إلى مرجعية قانونية قوية وصحيحة تتلخص فى مبادئ القانون الدولى، ونصوص ميثاق الأمم المتحدة، والقرار رقم 242، الذى صدر من مجلس الأمن
حرب أكتوبر المجيدة أعادت سيناء إلى مصر
10:00 ص | السبت 02 مايو 2020
كتب:
محمد مجدى
48 عاماً مضت على «حرب التحرير»، تلك المعركة التى اندفع فيها مئات الآلاف من الجنود المصريين على جبهة القتال ليحرروا أرضهم، وهم صائمون، فى أرض صحراوية، ودرجة حرارة عالية، ولمَ لا والحرب قد انطلقت فى الساعة الثانية عصراً، إلا أن إرادة استعادة «الكرامة والشرف» من المحتل المغتصب لأراضينا مكّنت المصريين من النصر.
ولم يكن حدثٌ جلل ترتبت عليه تحركات كبرى على كافة الأصعدة السياسية، والأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية، مثل حرب أكتوبر المجيدة، ليمر مرور الكرام، دون أن يثير جدلاً، وتساؤلات متعددة فى مجالات عدة، فلماذا لم يتم استكمالها حتى «تحرير فلسطين»؟، ولماذا لم نتغول فى أعماق سيناء لمسافة أكبر؟، وماذا لو لم تلتزم إسرائيل بالشرعية الدولية، ونتائج مفاوضات تحرير الأراضى المصرية؟.. كلها تساؤلات طُرحت، ولا تزال تلقى نقاشاً حتى يومنا هذا، إلا أن الرؤية الرسمية المصرية عن تلك التساؤلات، دونتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة فى وثائقها عن الحرب على لسان الدكتور أسامة الباز، أحد رجال مصر المقربين من بطلى حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أثناء الحرب، بحكم كونه أحد رجال مصر فى المفاوضات لاسترداد باقى أراضينا فى سيناء، كما كتب جزءاً من كلمة «بطل الحرب والسلام» فى «الكنيست»، كما كان مستشاراً مقرباً من الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، الذى كان قائد القوات الجوية خلال الحرب، وهى أحد الأفرع الرئيسية التى مثَّلت ذراع مصر الطولى فى المعركة.
«كنا مستعدين لحرب أخرى بعد نصر أكتوبر»، مفاجأة قد لا يعلمها الكثير من المصريين فجرها «الباز»، أمام جمع كبير من القادة العسكريين، والوزراء والمسئولين فى ندوة استراتيجية كبرى عن «النصر» فى يوم 4 أكتوبر قبل 22 عاماً، حسبما دونت وزارة الدفاع عن «الندوة» فى سجلاتها.
د. أسامة الباز: رفضنا حلول تل أبيب الوسط.. والحرب كسرت إرادة العدو وأكدت قدرة جيشنا.. فأسقطنا نظرية "التفوق الإسرائيلي"
المستشار السياسى السابق لرئيس الجمهورية، قال: «كان المفاوض المصرى يشعر فى كل مراحل التفاوض بأن بلاده قادرة على خوض حرب أخرى، إذا لم تقبل إسرائيل الالتزام بأحكام الشرعية والعدالة».
وعقّب «الباز» على طرح من أحد حضور «الندوة»، بشأن إمكانية وصول القوات المسلحة لمسافة أكبر فى سيناء وقت الحرب من المكان الذى توقفت فيه، لتتيح ترتيبات أفضل لمصر والقضية الفلسطينية، قائلاً إن الافتراض لو كانت القوات المسلحة المصرية قد وصلت إلى «خط المضايق»- وهى مسافة أكبر مما وصلت إليه عقب «النصر»- لكان هذا كفيلاً بحصولنا على صيغة أفضل بالنسبة للمشكلة الفلسطينية، هو «افتراض خاطئ»، لأن موقف إسرائيل من الموضوع الفلسطينى أثناء «مفاوضات كامب ديفيد» تحدد على أساس عاملين، أولهما أن الجانب الفلسطينى لم يكن مشاركاً فى هذه المفاوضات، وليس من الواقعى أن يتصور أحد أن طرفاً ما، يمكن أن يسلم بحقوق طرف غائب، لأن غيابه يحول دون التزامه بواجبات معينة فى مقابل الحقوق التى حصل عليها.
وأضاف: «كان من الصعب فى تلك المرحلة أن تسلم إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى فى استرداد أرضه وتقرير مصيره، وهو ما يعنى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتزداد صعوبة تصور تسليم إسرائيل بهذا المطلب الفلسطينى المزدوج - الانسحاب من الأرض وقبول قيام دولة فلسطينية - إذا قدرنا أن الوزارة التى كانت قائمة عندئذ تكون حكومة ليكودية يكبلها التعصب العقائدى، والتطرف المذهبى الشديد، التى تختلط فيه السياسة بالدين، والتاريخ، والأساطير».
وشدد المستشار السياسى لرئيس الجمهورية وقتها، على أن مصر حققت جميع الأهداف التى حددتها لنفسها فى حرب أكتوبر، لتغير المعطيات العامة للوضع فى المنطقة تغيراً تاماً بعد الحرب، مقارنة بما كان سائداً قبلها، بحيث أصبح التساؤل عما إذا كان من الممكن تحقيق نتائج عسكرية أفضل فى ظل قيادة سياسية أو قيادات عسكرية مختلفة، قضية أكاديمية وتاريخية لم تحسم بعد، وربما لن تحسم أبداً».
وأوضح «الباز» أن الوقفة التعبوية التى قامت بها القوات المسلحة بعد تحريرها المنطقة المستهدفة على الضفة الشرقية للقناة، هى مسألة عسكرية بحتة، لا يستطيع غير الخبراء العسكريين أن يحسموها، ويجب أن نأخذ فى حسابنا عندما نتعرض لتلك النقطة بالتحليل، والتقييم عناصر عديدة، منها أننا لم نسمع عن هذه الخلافات أثناء الحرب أو بعدها مباشرة، وإنما سمعنا عنها لأول مرة بعد انتهاء الحرب بسنوات.
وتابع: «الروايات التى سمعناها عندئذ لم تكن تخلو من شبهة التأثر بالاعتبارات الشخصية الذاتية البعيدة عن الموضوعية، وإضافة إلى كل هذا فإن هناك حقائق دامغة تثبت خطأ هذا التوجه، فنحن لم نكن نملك من وسائل الدفاع الجوى ما يمكننا من التوغل حتى خط المضايق، ولو كنا قد غامرنا بتطوير الهجوم دون توفير هذا الغطاء الجوى لكان حتمياً أن نتعرض لخسائر فادحة فى العتاد والأرواح، لا يبررها الفرق بين ما انتهى إليه الحال على الأرض فعلاً، وبين ما كان يمكن أن يتحقق من مكاسب إذا استطعنا أن نصل إلى المضايق».
وأوضح أن مصر أثبتت فى حرب أكتوبر المجيدة قدرتها على إلحاق الهزيمة العسكرية بإسرائيل، وتلك المسألة لا تتوقف على عمق المنطقة التى حررتها الحرب، وإنما تتوقف بالقدرة على كسر إرادة القوات المعادية وشل حركة القيادة، وهو ما تحقق بالكامل عندما عبرت طائراتنا القناة، ودكت استحكامات العدو، وحطمت مركز القيادة والتحكم فى قاعدة المليز الجوية، وعندما عادت طائراتنا سالمة، وعاودت الإغارة على مواقع العدو فى مختلف أنحاء سيناء، وعندما عبرت القوات البرية قناة السويس، وحولت عبقرية الهندسة العسكرية خط بارليف إلى هشيم تذروه الرياح أو إلى مصيدة يقبع بها جنود العدو كالجرذان انتظاراً لمصيرهم المحتوم.
وتابع: «كما تحقق أيضاً عندما خرج ضباط إسرائيليون كبار وهم رافعو اليدين، لكى يسلموا أنفسهم للقوات المصرية المظفرة، فالإرادة والقدرة لا تتحددان على أساس عمق المنطقة التى حُررت، بل تتحققان من منطلق ثبوت قدرة القوات المسلحة على الإنجاز، وتوجيه ضربة قاصمة موجعة للعدو، وهو ما تحقق بالفعل فى الأيام الأولى للحرب».
وشدد «الباز» على سقوط نظرية التفوق الإسرائيلى على مصر والعرب، وهو ما تحقق خلال ساعات معدودة، لأن سقوط وهم الشعور بالتفوق يتحقق فى مدة وجيزة جداً، لأنه مسألة سيكولوجية لا تستند إلى الحقائق العلمية، بقدر ما تستند إلى تصورات ثارت فى أذهان الجماهير الإسرائيلية دون أن يقوم عليها دليل علمى أو عملى.
وأشار إلى أن الشعب المصرى كان واضحاً، وهو مصر على تحرير أرضه، وتخليص إرادته مهما كلفه هذا من تضحيات، وقد بدا هذا الإصرار ليس فقط من الشعارات التى رُفعت مثل «لا صوت يعلو على صوت المعركة»، و«ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة»، بل من تصميم الشعب المصرى على توفير كافة الإمكانات لقواته المسلحة، لكى تخوض معركة الثأر والتحرير، واستعداد كل مصرى للإسهام فى الإعداد للمعركة، فالعمال يبنون الاستحكامات المنيعة على امتداد القناة، وأفراد الشعب جميعاً يقبلون اقتطاع جزء يعتد به من دخلهم للإعداد للمعركة، وأعطوا هذا الهدف أولوية متقدمة على ما عداه من الأهداف.
وأوضح أن مصر تتمسك بعدم تقديم أى تنازلات أو حلول وسط فيما يتعلق بوجوب انسحاب إسرائيل انسحاباً كاملاً إلى ما وراء خط الحدود بين البلدين، وإخلاء المستوطنات والمستوطنين دون أى استثناء.
ولفت إلى استناد موقف مصر التفاوضى إلى مرجعية قانونية قوية وصحيحة تتلخص فى مبادئ القانون الدولى، ونصوص ميثاق الأمم المتحدة، والقرار رقم 242، الذى صدر من مجلس الأمن
مفاجأة من "وثائق النصر": مصر كانت مستعدة لخوض "حرب جديدة" لو لم تستجب إسرائيل لتوقيع معاهدة "كامب ديفيد"
48 عاماً مضت على «حرب التحرير»، تلك المعركة التى اندفع فيها مئات الآلاف من الجنود المصريين على جبهة القتال ليحرروا أرضهم، وهم صائمون، فى
m.elwatannews.com