في عام 2006، طاردت غواصة صينية، من نوع "سونغ" تعمل بالديزل والكهرباء، بصمت حاملة الطائرات الأميركية "كيتي هوك" بينما كانت متجهة إلى "أوكيناوا" في بحر الصين الشرقي. لم يدرك الأميركيون شيئاً عن عملية المطاردة إلا حينما طفت الغواصة على بعد زهاء 8000 متر من الحاملة. ويقول الخبراء إن حدوث مثل هذا الأمر وقت الحرب يعني "قتل الحاملة". ومع استمرار الصين في بناء وإرسال المزيد من الغواصات، استنتجت نماذج تحليل استقصائية أجرتها "مؤسسة راند" أن "فرص الهجوم الصينية"، أي عدد المرات التي يمكن أن تصل فيها غواصات صينية إلى مواقع جيدة ومناسبة لمهاجمة حاملة أميركية خلال فترة مدتها سبعة أيام، قد تضاعف عشر مرات بين عامي 1996 و 2010.
لكن الغواصات لم تعد مضطرة اليوم إلى الاقتراب كثيراً من حاملة الطائرات لإلحاق الأذى بها؛ إذ بات بإمكانها -مثل سفن السطح والقاذفات- إطلاق صواريخ مضادة للسفن بشكل متزايد من مناطق بعيدة خارج المظلة الدفاعية المحيطة بالحاملة. فعلى سبيل المثال، يبلغ مدى القاذفة الصينية "إتش-6 كيه" ثلاثة آلاف كيلومتر ومدى صواريخ كروز طراز "واي جي-12" التي تحملها 400 كيلومتر. وفي يوليو الماضي، نشر الجنرال ديفيد بيرغر، قائد مشاة البحرية الأميركية، مبادئ توجيهية جديدة تحذر من أن الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى تعني أن "المنصات البحرية التقليدية الكبيرة"، أي السفن الكبيرة التي تظهر بوضوح على شاشات الرادار وعلى رأسها الحاملات، ما فتئت تتعرض لمخاطر متزايدة.
ومن أبرز الصور تجسيداً لهذه المخاطر منصة طولها 200 متر، أي ما يقارب طول سطح حاملة طائرات، تم بناؤها في صحراء غوبي الصينية. إذ يُعتقد على نطاق واسع أن هذه المنصة ما هي إلا هدف اختبار للصاروخ الباليستي "دي إف-21 دي" الصيني، وهو سلاح متطور للغاية يقول البنتاغون إنه مصمم خصيصا لقتل حاملات الطائرات. ويرجح الخبراء أن بإمكان بكين بناء ونشر أكثر من 1200 صاروخ "دي إف-21 دي" بتكلفة حاملة طائرات أميركية واحدة فقط. وقد دخلت نسخة محسنة بمدى أطول من الصاروخ حملت تسمية "دي إف-26" الخدمة في أبريل 2018. ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة بحثية في واشنطن، فإنه يتعين على حاملات الطائرات الأميركية خلال حروب المستقبل أن تبقى على مسافة تزيد على 1850 كيلومترا بعيدا عن سواحل عدو قادر مثل الصين للبقاء آمنة إلى حد معقول. أما إذا اقتربت أقل من ذلك، فستواجه ما يصل إلى 2000 مقذوف متنوع القدرات في يوم واحد. مع ذلك، لا تخلو حاملات الطائرات من دفاعات مضادة. إذ يمكن لمقاتلاتها الخاصة تحييد قاذفات العدو المتجهة نحوها. فيما يقيها أسطول السفن المرافق شرور الغواصات العدوة والصواريخ البعيدة المدى. فعلى متن المدمرة "كارني" التي ترافق الحاملات، أنظمة قتالية صاروخية مصممة لمواجهة أسوأ سيناريوهات الهجمات المشبعة. لكن ماذا لو واجهت "كارني" إغراقاً بمئات الصواريخ، هل يمكنها لأنظمتها مواكبة ذلك؟
وما يزيد الأمور سوءاً هو أن مديات المقاتلات تقلصت تماماً فيما تعاظم نطاق الصواريخ. إذ كان متوسط مدى المقاتلات في الماضي زهاء 1700 كيلومتر. صحيح أنه لا يزال بإمكان مقاتلات "رافال" الفرنسية المنطلقة من على متن الحاملة "شارل ديغول" بلوغ مدى مماثل، إلا أن مقاتلات "أف-35" المنطلقة من أسطح الحاملات الأميركية والبريطانية والإيطالية لا يمكنها الوصول إلى نصف هذه المسافة. حتى عندما نأخذ في الاعتبار مدى الصواريخ المتقدمة التي تتسلح بها هذه المقاتلات والبالغ 500 كيلومتر، فإن الحاملات الأميركية التي تهاجم الصين ستكون ضمن نطاق الرد المضاد قبل أن تصل طائراتها إلى الأهداف المراد تدميرها.
لكن الغواصات لم تعد مضطرة اليوم إلى الاقتراب كثيراً من حاملة الطائرات لإلحاق الأذى بها؛ إذ بات بإمكانها -مثل سفن السطح والقاذفات- إطلاق صواريخ مضادة للسفن بشكل متزايد من مناطق بعيدة خارج المظلة الدفاعية المحيطة بالحاملة. فعلى سبيل المثال، يبلغ مدى القاذفة الصينية "إتش-6 كيه" ثلاثة آلاف كيلومتر ومدى صواريخ كروز طراز "واي جي-12" التي تحملها 400 كيلومتر. وفي يوليو الماضي، نشر الجنرال ديفيد بيرغر، قائد مشاة البحرية الأميركية، مبادئ توجيهية جديدة تحذر من أن الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى تعني أن "المنصات البحرية التقليدية الكبيرة"، أي السفن الكبيرة التي تظهر بوضوح على شاشات الرادار وعلى رأسها الحاملات، ما فتئت تتعرض لمخاطر متزايدة.
ومن أبرز الصور تجسيداً لهذه المخاطر منصة طولها 200 متر، أي ما يقارب طول سطح حاملة طائرات، تم بناؤها في صحراء غوبي الصينية. إذ يُعتقد على نطاق واسع أن هذه المنصة ما هي إلا هدف اختبار للصاروخ الباليستي "دي إف-21 دي" الصيني، وهو سلاح متطور للغاية يقول البنتاغون إنه مصمم خصيصا لقتل حاملات الطائرات. ويرجح الخبراء أن بإمكان بكين بناء ونشر أكثر من 1200 صاروخ "دي إف-21 دي" بتكلفة حاملة طائرات أميركية واحدة فقط. وقد دخلت نسخة محسنة بمدى أطول من الصاروخ حملت تسمية "دي إف-26" الخدمة في أبريل 2018. ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة بحثية في واشنطن، فإنه يتعين على حاملات الطائرات الأميركية خلال حروب المستقبل أن تبقى على مسافة تزيد على 1850 كيلومترا بعيدا عن سواحل عدو قادر مثل الصين للبقاء آمنة إلى حد معقول. أما إذا اقتربت أقل من ذلك، فستواجه ما يصل إلى 2000 مقذوف متنوع القدرات في يوم واحد. مع ذلك، لا تخلو حاملات الطائرات من دفاعات مضادة. إذ يمكن لمقاتلاتها الخاصة تحييد قاذفات العدو المتجهة نحوها. فيما يقيها أسطول السفن المرافق شرور الغواصات العدوة والصواريخ البعيدة المدى. فعلى متن المدمرة "كارني" التي ترافق الحاملات، أنظمة قتالية صاروخية مصممة لمواجهة أسوأ سيناريوهات الهجمات المشبعة. لكن ماذا لو واجهت "كارني" إغراقاً بمئات الصواريخ، هل يمكنها لأنظمتها مواكبة ذلك؟
وما يزيد الأمور سوءاً هو أن مديات المقاتلات تقلصت تماماً فيما تعاظم نطاق الصواريخ. إذ كان متوسط مدى المقاتلات في الماضي زهاء 1700 كيلومتر. صحيح أنه لا يزال بإمكان مقاتلات "رافال" الفرنسية المنطلقة من على متن الحاملة "شارل ديغول" بلوغ مدى مماثل، إلا أن مقاتلات "أف-35" المنطلقة من أسطح الحاملات الأميركية والبريطانية والإيطالية لا يمكنها الوصول إلى نصف هذه المسافة. حتى عندما نأخذ في الاعتبار مدى الصواريخ المتقدمة التي تتسلح بها هذه المقاتلات والبالغ 500 كيلومتر، فإن الحاملات الأميركية التي تهاجم الصين ستكون ضمن نطاق الرد المضاد قبل أن تصل طائراتها إلى الأهداف المراد تدميرها.