جندي أميركي يركض تحت وابل من النار في أوكيناوا عام 1945
استُخدمت البنادق على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت كل دولة تستخدم نوعاً أو أكثر من بنادق المشاة في ساحات المعارك.
استخدمت بعض البنادق ضمن نطاق دولة معينة، أما بعضها الآخر فكان يستخدم بشكل عشوائي وواسع بدون احتكارها من قبل دول معينة.
في هذا المقال، قمنا بتصنيف سبعة من أفضل البنادق المشاة التي استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية، ستلاحظ أننا اكتفينا بذكر البنادق التي دخلت في الحرب العالمية الثانية، أي إننا لم نقم بإدراج المسدسات والرشاشات أو البنادق الهجومية.
1. بندقية (أريكسا) نوع 99 :
هذه البندقية هي من البنادق القصيرة، والتي تعرف أيضاً باسم ”الصامدة حتى النهاية“، استخدمت هذه البندقية على نطاق واسع من قبل اليابانيين، كما تعتبر واحدة من أقوى البنادق العسكرية على الإطلاق.
ظهرت بعض البنادق ذات الجودة المنخفضة خلال الحرب الأخيرة، حيث تم اختصار الكثير من مكوناتها الأساسية وذلك لتسهيل العملية الإنتاجية خلال فترة الحرب.
تتميز هذه البندقية التي ظهرت في أواخر الحرب باحتوائها على صفيحة وقاية الأخمص ومخزونها المحدود، بالإضافة لوجود بعض علامات معدات التصنيع على سطحها المعدني، كما أن مقبض الرتاج غير مكتمل.
أما بالنسبة لآلية التصويب فهي بدائية للغاية، أي باختصار قد تكون بندقية (أريكسا نوع 99) غير آمنة لإطلاق النار، كما أنها لا تحتوي على حامل قوائم أحادي خلفي لتثبيت البندقية والتصويب على الطائرات القريبة.
رغم كل هذه النقاط السلبية إلا أن بندقية (أريكسا) قد استخدمت من قبل الجيش الياباني الإمبراطوري خلال الحرب العالمية الثانية.
كما كان لهذا النوع من البنادق عيب آخر لم يكن موجوداً في النماذج الأولية منها، وهو أن الارتداد بعد الإطلاق كان كبيراً وذلك لأن العيار الناري المندفع من هذه البارودة الخفيفة الوزن ثقيل للغاية.
2. بندقية (ماوزر K98k) :
بندقية Karabiner 98 Kurz مصنوعة من عام 1940، وموجودة ضمن مجموعة للمتحف العسكري السويدي
استمد تصميم بندقية (كيربانير 98ك) أو (كاربانير 98 كورتز) من الإصدارات السابقة من بندقيات شركة (ماوزر)، تم إصدار هذه البندقية بعد أن أصدرت وكالة الأسلحة الألمانية (هيرريسفافينمات) أمراً في فبراير عام 1934 باعتماد بندقية عسكرية جديدة.
تشمل النماذج الأولية على كل من بندقية (كيرباينر b98) و(ماوزر ستاندردموديل) عام 1924، كما تم تطوير كل من هاتين البندقيتين من خلال إجراء بعض التعديلات والتحويرات على بندقية (Gewehr98).
أُطلق على بندقية (ماوزر كيرباينر 98 كيه) اسم (كيرباينر 98 القصيرة) وذلك لكونها أقصر من الإصدار السابق منها (كيرباينر 98 بي)، ومع ذلك تشاركت هاتان البندقيتان بالكثير من الميزات، ومنها الدقة في التصويب والصلابة والمدى الفعال، حيث يصل مدى هذه البندقية إلى الـ 1090 ياردة، كما أنها تحتوي على تلسكوب بتكبير ×8 للرؤية عن بعد 550 ياردة، يتسع المخزون الداخلي لهذه البندقية لخمسة خراطيش (ماوزر) بقياس 57 مم.
الشيء الذي تختلف فيه بندقية (Gewehr 98) عن بندقية (كيرباينر 98 كيه) هو أن مقبض الترباس في بندقية (Gewehr 98) مستقيم، في حين أن مقبض الترباس في بندقية (كيرباينر 98 كيه) مدور من الأسفل، الأمر الذي يجعل ترباس بندقية (كيرباينر 98 كيه) أسهل عند الإطلاق، تم تجهيز بنادق (كيرباينر 98 كيه) بقضيب تنظيف قصير لتنظيف البندقية.
تم استخدام هذه البندقية من قبل الألمان، حيث اعتمدتها جميع أفرع القوات المسلحة الألمانية كبندقية رسمية لها خلال الحرب العالمية الثانية، ففي حال وجد أي ألماني في ساحات الحرب من أوروبا إلى شمال إفريقيا، ومن الاتحاد السوفييتي إلى فنلندا والنرويج، فكان لا بد من تواجد بندقية (ماوزر كيرباينر 98 كيه).
اشتهرت هذه البندقية بقوتها، ففي البداية كان من الصعب الوقوف في وجهها وهزم من يحملها،
كما يعود الفضل لها في معظم الانتصارات التي حققتها القوات الألمانية، ولكن سرعان ما تناقصت قوتها عندما بدأت القوات الأمريكية والسوفييتية بتطوير أسلحتها التي أصبحت شبه آلية، الأمر الذي قلب سير أحداث الحرب وأصبحت القوات الأمريكية والسوفييتية هي المسيطرة.
ولكن على الرغم من هذا، بقيت بندقية (كيرباينر 98 كيه) السلاح الرئيسي في يد القوات المسلحة الموحدة لألمانيا الـ (فيرماخت) حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
3. بندقية (ماس 36) :
هذا السلاح الفرنسي هو عبارة عن بندقية قصيرة من طراز (كاربين)، تتميز هذه البندقية بهيكلها المسطح بالإضافة لمخزني ذخيرة، حيث تبلغ مساحة المخزن 7.5 ويتم حشوها بالطلقات الفرنسية 54 مم، هذه البندقية هي النسخة المصغرة والمختصرة من بندقية (ماس) العادية 7.5×57 مم، تم طرح طلقات 1924 النارية عام 1924 ثم تم تعديلها عام 1929 باستخدام مدفع رشاش (FM 24/29).
ظهرت بندقية (ماس 36) نتيجة تجربة فرنسية خلال الحرب العالمية الأولى، فهي عبارة عن خليط من ميزات تعود لبنادق أخرى كبندقية (SMLE) البريطانية، وبندقية (Enfield M1917) الأمريكية وكذلك بندقية (Mauser) الألمانية.
قد تبدو بندقية (ماس 36) قبيحة وخشنة بعض الشيء ولكنها قوية وذات أداء ممتاز. كما أن مقبض الترباس منحني للأمام، ولكن موقعه لا يقلل من جودة هذه البندقية، فهو يوفر مكان مريح وملائم ليد المطلق بشكل جيد.
ومنذ ذلك الحين بدأت الإصدارات الحديثة من البنادق بتثبيت مقابض الترباس المدورة للخلف في وضعية مواجهة للأسفل تماماً كالمقابض الموجودة في العديد من بنادق الصيد.
تم تزويد بندقية (ماس 36) بفوهة أمامية كبيرة وأخرى خلفية، كما كانت أنبوبة هذه البندقية قصيرة ومصممة للإطلاق ضمن نطاقات القتال النموذجية، كما أنها لا تحتوي على خاصية الأمان اليدوي،
وعادةً ما تكون حجرة البندقية فارغة في حين أن المخزن ممتلئ بحيث تكون جاهزة في أي وقت يخوض فيه الجندي قتال، كما أنها مزودة بحربة طولها 17 بوصة والتي تقع أسفل أنبوبة البندقية، كما تضم على خطاف تثبيت والذي عادةً ما يتم استخدامه لتثبيت البندقية، يوجد في هذه البندقية 3 من خطافات التثبيت.
4. بندقية (موزين ناغات إم 91\30):
تتميز هذه البندقية بسهولة الاستخدام والقوة، كما أنها تعتبر في كثير من الحالات أفضل بنادق النجاة خلال الحروب.
تم تزويد هذه البندقية بمخزون داخلي يتسع لخمس طلقات بالإضافة لمشط من الذخيرة، كما تدعم هذه البندقية خاصية الحشو السريع، وتحتوي على مزلاج يمتد بزاوية 90 درجة إلى اليمين، ويعود ليستقيم عندما يقوم الجندي بسحبه، لكنها لم تصنع لتدعم خيار تثبيت النطاق المعتاد.
استُخدمت هذه البندقية خلال الحرب العالمية الثانية، وتم تطويرها من قبل الجيش الروسي بين عامي 1882-1891، حيث استخدمت القوات الروسية المسلحة وقوات الاتحاد السوفييتي بندقية (موسين ناغات) لمحاربة الأعداء من تسعينيات القرن التاسع عشر حتى ستينات القرن العشرين، كما استخدم الروس بندقية (موسين ناغات) ضد اليابانيين والألمان وضد إخوانهم الروس والفنلنديين المجاورين.
عندما بدأت الحرب العالمية الثانية، أصبحت هذه البندقية السلاح المفضل للقناصين السوفييت والفنلنديين، حيث استخدموها لإبادة قطعات عسكرية كاملة بمفردهم.
تم تصنيف بندقية (موسين ناغات) بكونها أكثر البنادق التي أُسيء استخدامها من قبل المجندين السوفييت والجنود الفلاحين الأميين والجهلة.
5. بندقية كاركانو:
بندقية كاركانو إيطالية نموذج 1891/38 B/A، صُنعت هذه البندقية عام 1940.
تم تطوير هذه البندقية عام 1890 وسميت على اسم مطورها (سالفاتور كاركانو)، وعادةً ما كان يطلق عليها اسم M91 أو (Modello 91).
استبدل الإيطاليون بنادق (فيتيرلي–فيتالي) القديمة ببنادق (كاركانو) وجعلوها السلاح الرئيسي لهم، حيث تم تزوديها بمخزن تم طرحه في عام 1891، أما بالنسبة للطلقات فقد كان يتم حشوه بطلقات (كاركانو) بدون حافة قياس 6.5×52 مم.
6. بندقية (لي إنفيلد):
في أوائل القرن العشرين، اتخذت كل من قبل القوات الإمبراطورية الإيطالية وقوات الكومنولث العسكرية من بندقية (لي انفيلد) كسلاح رئيسي لها.
تعمل بندقية (لي إنفيلد) بالمزلاج، ويتم حشو الرصاص في مخزنها، كما خدمت في الجيش البريطاني كبندقية قياسية من عام 1895 (التاريخ الرسمي لاعتمادها) حتى عام 1957، حيث تكفل البريطانيون بإعادة تصميم بندقية (لي ميتفورد) عام 1888 وأنتجوا بندقية (لي إنفيلد) الخارقة والتي حلت مكان بندقية (مارتيني إنفيلد) و (مارتيني هنري) وبنادق (لي ميتفورد).
لا تزال هذه البندقية تُستخدم من قبل القوات المسلحة لبعض دول الكومنولث، ولا سيما شرطة بنغلاديش، أي أنها البندقية التي بقيت لأطول وقت ضمن أطار الخدمة العسكرية، كما أنها لا تزال تستخدم ضمن الخدمات العسكرية الإلزامية حتى يومنا هذا.
7. بندقية (إم 1 جاراند):
مهدت هذه البندقية الطريق أمام ظهور جيل الأسلحة الآلية وشبه الآلية التي نراها اليوم، حيث يتسع مخزن البندقية الأمريكية شبه الآلية لطلقات بندقية سبرينغفيلد 30-06.
كانت تُستخدم على نطاق واسع من قبل الجيش الأمريكي منذ عام 1936 حتى عام 1957، كما كانت أول بندقية عسكرية شبه أوتوماتيكية، وسُميت بهذا الاسم نسبةً لمصممها (جون جاراند).
منحت هذه البندقية ميزات كثيرة للقوات الأمريكية في مختلف المعارك التي خاضتها هذه القوات خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصةً أن اعداءهم في ذلك الوقت قد استخدموا البنادق البطيئة التي تعمل بالمزلاج.
كانت هذا البندقية الشبه أوتوماتيكية تعمل بالنظام الغازي وتحتوي على تبريد هوائي ويمكن وضعها على الكتف والإطلاق، كل هذه الميزات جعلت منها بندقية عسكرية بحت .