بسم الله الرحمن الرحيم
.............................
معركة النورماندي (( Operation Overlord ))
اجتياح النورماندي كان أكبر عملية إنزالٍ برمائيةٍ على الإطلاق إنه أكبر هجومٍ برمائيٍ في التاريخ شاركت فيه وحداتٌ جويةٌ و بريةٌ مشتركة و قاده الجنرال الأميركي دوايد ايزنهاور كانت الخطةُ تقضي بإنزال نصف مليون رجلٍ على الشاطيء في فترةٍ قصيرة وعلى مساحةٍ صغيرةٍ نسبياً من خط الساحل كان الجنرال ايزنهاور يعلم أن الساعات القليلة الأولى للهجوم كانت الأهم إذا لم يتم الإنزال بنجاح فقد تمر أشهر أو حتى أكثر قبل التمكن من شن اجتياح آخر و لم يكن هتلر مكتوف اليدين ينتظر الأميركيين و البريطانيين ليهاجموه كانت وحدات البحرية الألمانية لا تزالُ قادرةً على مضايقة الحلفاء و تهديد أسطول الاجتياح حيث كان هناك خوفٌ من تكرار حادثةٍ مماثلة لكارثة تاراوا .
خلال عامين انتجت ألمانيا 47000 ألف دبابة و 58000 ألف طائرة حيث كانت عمليات القصف الجوية التي قام بها الحلفاء لم تستطع كبح جماح آلة الحرب الألمانية ولافعاليتها المدهشة .
جيوش الحلفاء تحتشد في بريطانيا أميركا ترسل ملايين الأطنان من المواد الاستراتيجية ومليونين من جنودها و البلاد بكاملها تستعد لهذا الإنزال الأوروبي لقد اختار الحلفاء الجزء الغيرمكتمل في النورماندي ليكون معبراً لقواتهم إلى البرالأوروبي .
على الجانب الآخر من القناة الإنجليزية يدرك الألمان بأن الحلفاء يدبرون شيئاً ما يتم في الخفاء هتلر يحتفظ بشكلٍ دائم بأربعين فرقة على الجبهة الغربية إنه لا يعرف متى ولا أين سيقع الغزوهل سيقع في النرويج أو بادي كاليه أم على ساحل النورماندي .
تابع الألمان تعزيز قواتهم على طول ساحل النورماندي أربع سنواتٍ و الألمان يحصنون الساحل من جنوب فرنسا إلى هولندا تحصيناتٌ منيعة تحمي المدافع العملاقة المهمة شاقة و هتلر يسمي هذه التحصينات بالجدار الأطلسي .
منذ تشكيل الجدار الأطلسي وهو هاجس هتلر الوحيد شارك آلاف العمال في صناعة مدافع الجدارومخازن المدافع الرشاشة والحواجز الاسمنتية ما شكل متراساً ضخماً استدعي المارشال رومل إلى فرنسا و الحائز على وسام هتلر لإدارة جولة تفتيش على مواقع الأطلسي الدفاعية وأمر بمضاعفة التحصينات استعداداً للمعركة الفاصلة بين الجيوش الألمانية و جيوش الحلفاء .
عندما حان الوقت لتعبر القوات الحليفة القناة الإنجليزية لبلوغ الشواطيء الفرنسية كانت الوحدات القتالية من الأوائل الذين واجهوا الألمان كانت مهمتهم الأولية تنظيف مناطق الإنزال لتتمكن سفن النقل الثقيلة من الإقتراب من اليابسة .
و عندما يتم تنظيف منطقة الشاطيء الأساسية وجب اختراق جدار الأطلسي المحصن جيداً استعمل الألمان بواردهم في تشغيل العبيد لبناءِ حواجز من الفولاذ و الإسمنت .
كان الغطاسون الألمان مصممين كالأميركيين و البريطانيين على هزم عدوهم حتى لحظة الاجتياح عملوا على تثبيت الألغام و الحواجز المضادة للدبابات في قعر البحر أكثر هذه الأدوات الغادرة إثارةً للخوف كانت تعرف بالبوابة البلجيكية و هي تركيبٌ متحركٌ من العوارض الفولاذية الملتحمة بواسطةِ ألغامٍ متفجرةٍ مرتبطةٍ فيما بينها كانت البوابة الواحدة كافيةً لوقف دبابةٍ أو مركب إنزال و قد سمحت للمدافع الألمانيةِ بإطلاق النار عبر فتوحاتٍ في الترتيب .
و قد سمي هذا الاجتياح بعملية السيد الأكبر و كان هدف الحلفاء منها هو الإنزال على شاطيء النورماندي ثم الإنطلاق داخل فرنسا و تحريرها و مهاجمة ألمانيا لإخراجها من الحرب .
ضرب المواقع الألمانية
و أخيراً حدد الحلفاء موعد الإنزال في النورماندي ليكون في 5/6/1944م أبلغت شبكات التجسس الإنجليزية و الفرنسية في فرنسا بموعد الهجوم دون أن تعرف موقعه و تصاعدت حملات التخريب التي يقوم بها الحلفاء خلف الخطوط الألمانية و أصبح نظام السكك الحديدية الفرنسية حطاماً و تم تدمير كل الجسور الممتدة فوق نهر السين بين باريس و البحر .
في صباح 5/6/1944م و بعد إعادة السفن إلى مراسيها بسبب سوء المناخ اتخذ الجنرال دوايد ايزنهاور القرار المؤلم بمباشرة العملية حيث قامت فرق الـ ( UDT ) بالتسلل إلى تحصينات الألمان القوية على شواطيء النورماندي و ذلك لتدمير المدافع المقامة على الشواطيء و التي كانت تشكل تهديداً كبيراً على أسطول القوات الحليفة و نجحت فرق الـ ( UDT ) بإلحاق خسائر جيدة بالألمان و دمرت مدافع مهمة تمهيداً للإجتياح الكبير .
الإنزال الجوي وراء الشواطيء
جاء الجنرال ايزنهاور ليلة الهجوم الكبير الخامس من يونيو عام 1944م لتفقد مظليي الحلفاء الذين سيهبطون في تلك الليلة فوق النورماندي في فرنسا التقط الألمان الرسائل الإذاعية الموجهة إلى المقاومة الفرنسية و التي تنبؤها إلى قرب وقوع الغزو فوضع الجيش الألماني في مدينة بادي كاليه في حالة تأهب و لم يبلغ بذلك الجيش الألماني في النورماندي كما لم يبلغ المارشال رومل الذي غادر إلى ألمانيا ليطلب تعزيزاتٍ لدفاعاته في النورماندي .
في ليل 5 و6/6/1944م بدأت العملية الأولى بإنزال المظليين و طائراتٍ شراعيةٍ وراء الشواطيء في الريف الموحل للنورماندي ففي ليلة 5/6/1944م كان المظليون من القوات الخاصة الحليفة هم أول من غادروا و سيتم إسقاطهم خلف الخطوط الألمانية في النورماندي .
كانت أولى طلائع قوات الحلفاء التي نزلت في النورماندي هي الفرقة 101 الأميركية و الفرقة البريطانية السادسة لقد كانت مهمة الفرقة البريطانية أن تؤمن الجانب الأيسر من الشواطيء و تستولي على الجسرين المقامين على نهر أورن قرب قرية بنيوفل و قناة ( كان ) أما في الجانب الأيمن للشواطيء فقد هبطت الفرقة 101 الأميركية و كان عليها أن تدمر عدة جسور لعرقلة جهود الألمان في تعزيز قواتهم و إرسال النجدات و تسكت بطارية المدفعية التي كانت قذائفها مصوبة على السواحل التي سيجري عليها الإنزال و من ثما احتلال موقعٍ معيق و صد هجوم الألمان المضاد .
لقد أقبل الليل بظلمته الحالكة في حين كان القمر يخترق بأشعته سُحب القيوم الكثيفة ليضيء صخور ساحل النورماندي و كان الحرس الألماني يخرج من مراكزه الدفاعية المنتشرة على امتداد الساحل ليقوم بنوبات الحراسة العادية و لكن و مع اشتداد ظلمة الليل هدرت السماء بضجيج قاذفات الحلفاء و تبع ذلك اهتزاز الأرض بدوي انفجارات القنابل التي أسقطتها الطائرات .
لقد عرف الجنود الألمان المدافعين عن الساحل مثل هذه الإغارات طوال الليالي و الأيام السابقة فأسرعوا إلى ملاجئهم و تحصيناتهم انتظاراً لإنتهاء الإغارة غير أن القصف تزايد كثافة ساعة بعد ساعة في النورماندي حتى وصل إلى درجة من الكثافة و الشدة لم يبلغها من قبل .
قبل ساعةٍ من الإنزال الجوي الكبير في ليلة 5/6/1944م أقلعت فرق الاستطلاع التابعة للحلفاء و قد وصلوا فوق الهدف و كان عليهم أن يهبطوا قبل القوة الرئيسية كي يقوموا سراً باستطلاع المنطقة و تحديد مواقع الإنزال و في الوقت نفسه كان على سرية مشاة أن تهبط فوق نهر أورن .
وعندما تجاوزت عقارب الساعة منتصف الليل أقبلت تشكيلات جوية ضخمة فغطت سماء فرنسا في الشمال و انطلقت بغتة آلاف الصورايخ و الشهب المضيئة من المضادات الأرضية فأنارت مساحات شاسعة في الأرض توجهت طائرات النقل إلى وراء الشواطيء حيث حملت الطائرة الواحدة 32 رجلاً أصبحت سماء النورماندي تزينه ألوف من مظليوا القوات الحليفة معلنةً بدء هجوم الحلفاء العام في الجبهة الغربية و هبط آلاف المظليين في الساعة الواحدة صباحاً و الطائرات الشراعية حملت طلائع المظليين لتنفيذ الاجتياح غير أنه كان من المحال عليها إيقاف الإنزال التي كانت تدعمه القوات الجوية التكتيكية و لقد خاضت القوات الألمانية معركة النورماندي بضراوة حاول المظليون الذين أنزلوا أن يقطعوا خطوط مواصلات العدو ووجد الألمان أنفسهم في حالة عجز تام عن القيام بهجوم مضاد فعال وهم الذين كانوا يجهلون ما يـدور حولهم .
لقد أدت الرياح العنيفة إلى بعثرت الطائرات فوق مواقع الإنزال لكن و لحسن حظ البريطانيين هبطت الطائرات الشراعية الست البريطانية بنجاح في موقع الإنزال و وقفت ثلاثٌ منها على بعد 45 متراً من جسر بنيوفل و خلال ربع ساعة تم الاستيلاء على الجسر و هو في حالةٍ سليمة و كانت الخسائر مقتل جنديين فقط .
لقد استطاع المظليون أن يعموا الفوضى في صفوف العدو و قاموا بتدمير الجسور كثيراً هي الوحدات التي هبطت بعيداً عن المواطن التي خصصت لها كما أن جنود الحلفاء قد قُتلوا بسبب اصطدامات جوية أو غرقوا في المستنقعات بعد أن أثقل الماء تجهيزاتهم التي كانوا يحملونها يضاف إلى ذلك أن مظليين آخرين علقوا بأغصان الشجر فاصطادهم الألمان و هم معلقون في الهواء عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم و جرت اشتباكات متوحشة في قرى (( Ste. Mere Eglise – Benouville و St. Marie-De-Mont )) وراء شواطيء النورماندي و حوصر بعض المظليين فيها بسبب المقاومة العنيفة التي كانت تبديها بعض الفرق الألمانية إلى أن انسحب الألمان .
لقد أدى هذا الإنزال المتفرق والمنتشر على مساحةٍ كبيرة إلى تضليل الألمان فاعتقدوا بأن هناك فرقاً أكثر مما كان فعلاً و لم يتضح لهم الموقع الفعلي لإنزال الحلفاء مع ذلك فقد استطاع هؤلاء المظليون أن يؤدوا مهمتهم بنجاح لا بأس فيه بعد أن قُتل منهم 2499 جندي مظلي .
.........................
يتبع
.............................
معركة النورماندي (( Operation Overlord ))
اجتياح النورماندي كان أكبر عملية إنزالٍ برمائيةٍ على الإطلاق إنه أكبر هجومٍ برمائيٍ في التاريخ شاركت فيه وحداتٌ جويةٌ و بريةٌ مشتركة و قاده الجنرال الأميركي دوايد ايزنهاور كانت الخطةُ تقضي بإنزال نصف مليون رجلٍ على الشاطيء في فترةٍ قصيرة وعلى مساحةٍ صغيرةٍ نسبياً من خط الساحل كان الجنرال ايزنهاور يعلم أن الساعات القليلة الأولى للهجوم كانت الأهم إذا لم يتم الإنزال بنجاح فقد تمر أشهر أو حتى أكثر قبل التمكن من شن اجتياح آخر و لم يكن هتلر مكتوف اليدين ينتظر الأميركيين و البريطانيين ليهاجموه كانت وحدات البحرية الألمانية لا تزالُ قادرةً على مضايقة الحلفاء و تهديد أسطول الاجتياح حيث كان هناك خوفٌ من تكرار حادثةٍ مماثلة لكارثة تاراوا .
خلال عامين انتجت ألمانيا 47000 ألف دبابة و 58000 ألف طائرة حيث كانت عمليات القصف الجوية التي قام بها الحلفاء لم تستطع كبح جماح آلة الحرب الألمانية ولافعاليتها المدهشة .
جيوش الحلفاء تحتشد في بريطانيا أميركا ترسل ملايين الأطنان من المواد الاستراتيجية ومليونين من جنودها و البلاد بكاملها تستعد لهذا الإنزال الأوروبي لقد اختار الحلفاء الجزء الغيرمكتمل في النورماندي ليكون معبراً لقواتهم إلى البرالأوروبي .
على الجانب الآخر من القناة الإنجليزية يدرك الألمان بأن الحلفاء يدبرون شيئاً ما يتم في الخفاء هتلر يحتفظ بشكلٍ دائم بأربعين فرقة على الجبهة الغربية إنه لا يعرف متى ولا أين سيقع الغزوهل سيقع في النرويج أو بادي كاليه أم على ساحل النورماندي .
تابع الألمان تعزيز قواتهم على طول ساحل النورماندي أربع سنواتٍ و الألمان يحصنون الساحل من جنوب فرنسا إلى هولندا تحصيناتٌ منيعة تحمي المدافع العملاقة المهمة شاقة و هتلر يسمي هذه التحصينات بالجدار الأطلسي .
منذ تشكيل الجدار الأطلسي وهو هاجس هتلر الوحيد شارك آلاف العمال في صناعة مدافع الجدارومخازن المدافع الرشاشة والحواجز الاسمنتية ما شكل متراساً ضخماً استدعي المارشال رومل إلى فرنسا و الحائز على وسام هتلر لإدارة جولة تفتيش على مواقع الأطلسي الدفاعية وأمر بمضاعفة التحصينات استعداداً للمعركة الفاصلة بين الجيوش الألمانية و جيوش الحلفاء .
عندما حان الوقت لتعبر القوات الحليفة القناة الإنجليزية لبلوغ الشواطيء الفرنسية كانت الوحدات القتالية من الأوائل الذين واجهوا الألمان كانت مهمتهم الأولية تنظيف مناطق الإنزال لتتمكن سفن النقل الثقيلة من الإقتراب من اليابسة .
و عندما يتم تنظيف منطقة الشاطيء الأساسية وجب اختراق جدار الأطلسي المحصن جيداً استعمل الألمان بواردهم في تشغيل العبيد لبناءِ حواجز من الفولاذ و الإسمنت .
كان الغطاسون الألمان مصممين كالأميركيين و البريطانيين على هزم عدوهم حتى لحظة الاجتياح عملوا على تثبيت الألغام و الحواجز المضادة للدبابات في قعر البحر أكثر هذه الأدوات الغادرة إثارةً للخوف كانت تعرف بالبوابة البلجيكية و هي تركيبٌ متحركٌ من العوارض الفولاذية الملتحمة بواسطةِ ألغامٍ متفجرةٍ مرتبطةٍ فيما بينها كانت البوابة الواحدة كافيةً لوقف دبابةٍ أو مركب إنزال و قد سمحت للمدافع الألمانيةِ بإطلاق النار عبر فتوحاتٍ في الترتيب .
و قد سمي هذا الاجتياح بعملية السيد الأكبر و كان هدف الحلفاء منها هو الإنزال على شاطيء النورماندي ثم الإنطلاق داخل فرنسا و تحريرها و مهاجمة ألمانيا لإخراجها من الحرب .
ضرب المواقع الألمانية
و أخيراً حدد الحلفاء موعد الإنزال في النورماندي ليكون في 5/6/1944م أبلغت شبكات التجسس الإنجليزية و الفرنسية في فرنسا بموعد الهجوم دون أن تعرف موقعه و تصاعدت حملات التخريب التي يقوم بها الحلفاء خلف الخطوط الألمانية و أصبح نظام السكك الحديدية الفرنسية حطاماً و تم تدمير كل الجسور الممتدة فوق نهر السين بين باريس و البحر .
في صباح 5/6/1944م و بعد إعادة السفن إلى مراسيها بسبب سوء المناخ اتخذ الجنرال دوايد ايزنهاور القرار المؤلم بمباشرة العملية حيث قامت فرق الـ ( UDT ) بالتسلل إلى تحصينات الألمان القوية على شواطيء النورماندي و ذلك لتدمير المدافع المقامة على الشواطيء و التي كانت تشكل تهديداً كبيراً على أسطول القوات الحليفة و نجحت فرق الـ ( UDT ) بإلحاق خسائر جيدة بالألمان و دمرت مدافع مهمة تمهيداً للإجتياح الكبير .
الإنزال الجوي وراء الشواطيء
جاء الجنرال ايزنهاور ليلة الهجوم الكبير الخامس من يونيو عام 1944م لتفقد مظليي الحلفاء الذين سيهبطون في تلك الليلة فوق النورماندي في فرنسا التقط الألمان الرسائل الإذاعية الموجهة إلى المقاومة الفرنسية و التي تنبؤها إلى قرب وقوع الغزو فوضع الجيش الألماني في مدينة بادي كاليه في حالة تأهب و لم يبلغ بذلك الجيش الألماني في النورماندي كما لم يبلغ المارشال رومل الذي غادر إلى ألمانيا ليطلب تعزيزاتٍ لدفاعاته في النورماندي .
في ليل 5 و6/6/1944م بدأت العملية الأولى بإنزال المظليين و طائراتٍ شراعيةٍ وراء الشواطيء في الريف الموحل للنورماندي ففي ليلة 5/6/1944م كان المظليون من القوات الخاصة الحليفة هم أول من غادروا و سيتم إسقاطهم خلف الخطوط الألمانية في النورماندي .
كانت أولى طلائع قوات الحلفاء التي نزلت في النورماندي هي الفرقة 101 الأميركية و الفرقة البريطانية السادسة لقد كانت مهمة الفرقة البريطانية أن تؤمن الجانب الأيسر من الشواطيء و تستولي على الجسرين المقامين على نهر أورن قرب قرية بنيوفل و قناة ( كان ) أما في الجانب الأيمن للشواطيء فقد هبطت الفرقة 101 الأميركية و كان عليها أن تدمر عدة جسور لعرقلة جهود الألمان في تعزيز قواتهم و إرسال النجدات و تسكت بطارية المدفعية التي كانت قذائفها مصوبة على السواحل التي سيجري عليها الإنزال و من ثما احتلال موقعٍ معيق و صد هجوم الألمان المضاد .
لقد أقبل الليل بظلمته الحالكة في حين كان القمر يخترق بأشعته سُحب القيوم الكثيفة ليضيء صخور ساحل النورماندي و كان الحرس الألماني يخرج من مراكزه الدفاعية المنتشرة على امتداد الساحل ليقوم بنوبات الحراسة العادية و لكن و مع اشتداد ظلمة الليل هدرت السماء بضجيج قاذفات الحلفاء و تبع ذلك اهتزاز الأرض بدوي انفجارات القنابل التي أسقطتها الطائرات .
لقد عرف الجنود الألمان المدافعين عن الساحل مثل هذه الإغارات طوال الليالي و الأيام السابقة فأسرعوا إلى ملاجئهم و تحصيناتهم انتظاراً لإنتهاء الإغارة غير أن القصف تزايد كثافة ساعة بعد ساعة في النورماندي حتى وصل إلى درجة من الكثافة و الشدة لم يبلغها من قبل .
قبل ساعةٍ من الإنزال الجوي الكبير في ليلة 5/6/1944م أقلعت فرق الاستطلاع التابعة للحلفاء و قد وصلوا فوق الهدف و كان عليهم أن يهبطوا قبل القوة الرئيسية كي يقوموا سراً باستطلاع المنطقة و تحديد مواقع الإنزال و في الوقت نفسه كان على سرية مشاة أن تهبط فوق نهر أورن .
وعندما تجاوزت عقارب الساعة منتصف الليل أقبلت تشكيلات جوية ضخمة فغطت سماء فرنسا في الشمال و انطلقت بغتة آلاف الصورايخ و الشهب المضيئة من المضادات الأرضية فأنارت مساحات شاسعة في الأرض توجهت طائرات النقل إلى وراء الشواطيء حيث حملت الطائرة الواحدة 32 رجلاً أصبحت سماء النورماندي تزينه ألوف من مظليوا القوات الحليفة معلنةً بدء هجوم الحلفاء العام في الجبهة الغربية و هبط آلاف المظليين في الساعة الواحدة صباحاً و الطائرات الشراعية حملت طلائع المظليين لتنفيذ الاجتياح غير أنه كان من المحال عليها إيقاف الإنزال التي كانت تدعمه القوات الجوية التكتيكية و لقد خاضت القوات الألمانية معركة النورماندي بضراوة حاول المظليون الذين أنزلوا أن يقطعوا خطوط مواصلات العدو ووجد الألمان أنفسهم في حالة عجز تام عن القيام بهجوم مضاد فعال وهم الذين كانوا يجهلون ما يـدور حولهم .
لقد أدت الرياح العنيفة إلى بعثرت الطائرات فوق مواقع الإنزال لكن و لحسن حظ البريطانيين هبطت الطائرات الشراعية الست البريطانية بنجاح في موقع الإنزال و وقفت ثلاثٌ منها على بعد 45 متراً من جسر بنيوفل و خلال ربع ساعة تم الاستيلاء على الجسر و هو في حالةٍ سليمة و كانت الخسائر مقتل جنديين فقط .
لقد استطاع المظليون أن يعموا الفوضى في صفوف العدو و قاموا بتدمير الجسور كثيراً هي الوحدات التي هبطت بعيداً عن المواطن التي خصصت لها كما أن جنود الحلفاء قد قُتلوا بسبب اصطدامات جوية أو غرقوا في المستنقعات بعد أن أثقل الماء تجهيزاتهم التي كانوا يحملونها يضاف إلى ذلك أن مظليين آخرين علقوا بأغصان الشجر فاصطادهم الألمان و هم معلقون في الهواء عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم و جرت اشتباكات متوحشة في قرى (( Ste. Mere Eglise – Benouville و St. Marie-De-Mont )) وراء شواطيء النورماندي و حوصر بعض المظليين فيها بسبب المقاومة العنيفة التي كانت تبديها بعض الفرق الألمانية إلى أن انسحب الألمان .
لقد أدى هذا الإنزال المتفرق والمنتشر على مساحةٍ كبيرة إلى تضليل الألمان فاعتقدوا بأن هناك فرقاً أكثر مما كان فعلاً و لم يتضح لهم الموقع الفعلي لإنزال الحلفاء مع ذلك فقد استطاع هؤلاء المظليون أن يؤدوا مهمتهم بنجاح لا بأس فيه بعد أن قُتل منهم 2499 جندي مظلي .
.........................
يتبع
التعديل الأخير بواسطة المشرف: