٢٨ يناير الاسود !!!!(١)
يبقى هذا اليوم عام ٢٠١١م علامه فارقه في تاريخ الوطن!!! وفي هذه السطور القليله التاليه اوجز في نقاط شهادتي على احداث ٢٥ يناير من واقع مسؤليتي في عمليات تأمين الجبهه الداخليه ،،
١- مع تتابع الاحداث السياسيه والاجتماعيه عام ٢٠١٠ وفي غضون الاسبوع الاخير من اكتوبرمن هذا العام (قبل الاحداث بثلاثه اشهر تقريباً) تم تنبيه القياده السياسيه بخطوره الوضع الامني للدوله وشرح كافه تفاصيل الاجهاز علي الوطن وبيان بأسماء الاشخاص والجهات والمتورطين في دعمها من الخارج وتنفيذها "اخوان - ٦ابريل - حماس - حزب الله"
وعلى ذلك تم اخطارنا بإتخاذ كافه الاستعدادات لمجابهه الازمه وفق تعليمات امنيه كلاً فيما يخصه .
٢- تم اخطار القياده السياسيه بكيفيه الخروج بالبلاد من الازمه عن طريق اتخاذ قرارات استباقيه "قبل ٢٥يناير " وهي كافه القرارات التي اتخذها الرئيس الاسبق مبارك ولكن بعد ان كانت غير مناسبه لتوقيتها وفشلت في نزع فتيل الازمه وجاءت كرد فعل مفتعل اشعل الموقف اكثر !! تلك القرارات منها " الغاء انتخابات مجلس الشعب المزوره - عدم الترشح لفتره اخري - نفي موضوع التوريث ،،،،، الخ .
٣- اخطار القياده السياسيه كان بواسطه جهاز المخابرات العامه ووزاره الدفاع متمثله في المخابرات الحربيه !! وكان مدعوم بأدله ماديه قاطعه !!! الا ان الرئيس مبارك(المسؤل الاول عن البلاد وصاحب القرار) لم يستمع لصوت الحقيقه واستجاب لاصحاب المصالح الشخصيه و النفاق السياسي وتماهى وزير الداخليه في تزييف وعي القياده السياسيه والتقليل من خطوره المؤامره و افاد بالإستعداد للتصدي للأزمه دون ان يكون لديه تشخيص صادق لها علي غرار ما تم عرضه بواسطه اجهزه الامن .
٤- بعد تتابع الاحداث وصولاً ليوم ٢٨ ينايرلم يكن لدينا اي اوامر بالاستعداد للنزول الي الشارع فضلا ً عن اننا ليس لنا مهام في تأمين المنشأت او فض الشغب والمظاهرات .
٥- فجر يوم السبت ٢٩ يناير تحركت على رأس قوه مكونه من ١٦ مقاتل دون ان يكون هناك مهمه واضحه وعن طريق جهاز اللاسلكي تم تكليفنا بتأمين احد مراكز القياده والسيطره الامنيه (تم تغيير مكانه منذ سنوات ) بالمساكن المقابله لمول سيتي ستارز بمدينه نصر .
٦-اتخذت قرار تمركز القوه المرافقه بالمول بنفسي ولا صحه نهائياً ومطلقاً عن قيام المستثمر السعودي مالك مول سيتي ستارز بدفع اموال لوزاراه الدفاع مقابل ذلك .
٧- قمنا بتمشيط المنطقه المجاوره ووجدنا جثث مجهوله الهويه لمصريين تم قتلهم بحرفيه فقمنا بنقلهم الي ثلاجه مستشفي قريب .
٢٨ يناير الاسود !!! (٢)
١- عقب صلاه الجمعه في هذا اليوم تابعت عبر قناة الجزيره تطورات الوضع واشتباكات المتظاهرين فقمت بالاتصال بقائد الوحده عبر الخط الارضي في منزله وتناقشت معه في ان الاحداث تجري علي شكل لن يحمد عقباه واستأذنته في استدعاء كافه ضباط الوحده على مسؤليتي حيث انه لم تكن هناك اوامر برفع درجه الاستعداد بعد .
٢- اتصلت بالضابط المناوب وابلغته برفع درجه استعداد العنصر المناوب و بمحاوله تحقيق اي اتصال بباقي العناصر المقاتله واستدعائها فأبلغني ان كثير منهم اتصلوا بدافع ذاتي وفي انتظار الاوامر .
٣- وصلت الي الوحده حول الساعه (2:30) من بعد الظهر وكان اول من وصل لها بعدي مباشراً البطل النقيب / مصطفى محمد نجيب( استشهد برتبه مقدم منذ عامين في سيناء) ،، وكان رحمه الله عليه من اكفأ ضباط الوحده .
٤- تتابع وصول باقي العناصر المقاتله واكتملت قوه الوحده بالكامل في مشهد غير مسبوق حول الساعه ٦ مساءً وجميعهم حضروا دون استدعاء
تقريباً .
٥- اصدرت الاوامر لكافه عناصر الوحده بإرتداء زي التدريب الاخضر الزيتوني حتي يكون مخالف لزي الاقتحام الاسود المشابه لزي قوات الشرطه التي اعلن انسحابها من المشهد في وسائل الاعلام وتم استلام الاسلحه والمعدات والاستعداد لتنفيذ اي مهام طبقاً للأوامر .
٦- تناقش معي النقيب الشهيد مصطفى نجيب حول توزيع القوات لتنفيذ المهام الا انني ابلغته حسب رؤيتي للمشهد بأننا لن ننفذ الا مهام غير مخططه مثل تأمين الاهداف الحيويه .
٧- حول الساعه الحاديه عشر مساءً صدرت الاوامر بتنفيذ اكبر عمليه تأمين غير مخططه سابقاً لأكثر من ٣٠ هدف حيوي تقريباً تنفذها الوحده في تاريخها.
٨- قمت بتوزيع الاهداف علي قاده المجموعات وكان معظهم رتبهم صغيره وكنت اثق في قدراتهم القتاليه والقياديه علي الرغم من حداثه رتبهم .
٩- كنت علي رأس اول قوه متحركه قوامها ١٦ مقاتل كما ذكرت دون هدف واضح وكان الغرض من ذلك سرعه التحرك والاستجابه لاي بلاغ قتالي الي ان تم اخطاري لاسلكياً بالهدف .
١٠- قبل التحرك قمت بتلقين عناصر الوحده بالكامل بطبيعه المهمه واصدرت الاوامر بعدم الاشتباك بالذخيره الحيه مع اي هدف الا اذا تم التعامل بالنيران واقسمت القوه انها لن تتطلق نيرانها علي اي من المدنيين مهما كانت درجات الاستفزاز .
٢٨ يناير الاسود !!!(٣)
١- عقب وصول القوه الي مكان اقرب لموقع الهدف"مركز قياده تم نقله من هذا المكان فيما بعد " بعمارات ضباط ميلسا في الجهه المقابله لمول سيتي ستارز لم يكن هناك تخطيط مسبق عن مكان تمركز القوه دون لفت الانتباه عن موقع الهدف المطلوب تأمينه فقررت (منفرداً) الدخول الي المول وضمه ضمن خطه التأمين .
٢- تم استقبالنا بواسطه سياده اللواء / طلعت سلطان المستشار الامني للمول الذي قابلنا بترحاب شديد وطلبت منه توفير مكان امن لعناصر القوه وعددهم١٦ مقاتل .
٣- تم تجميع القوه بأوامر من النقيب البطل الشهيد / مصطفى نجيب وبدأ رحمه الله عليه في وضع خطه التأمين للأبراج بعد ان امدنا اللواء طلعت سلطان بكافه الرسومات الهندسيه للموقع .
٤- اعتمدت خطه التأمين علي نشر عناصر القناصه في اعلى الابراج للسيطره على مداخل مدينه نصر وكذا اخفاء زوج قناصه في احد الابنيه المطله بحيث يطل على مركز القياده المطلوب تأميه ويوفر لنا غطاء نيراني حال اشتباكنا مع اي قوه مهاجمه .
٥- تم توزيع باقي افراد القوه علي الارض لتأمين كافه المداخل والشوارع المؤديه للمول وللهدف المؤمن مع الالتزام بقواعد الخدمه والحراسه حيث يبقى عدد من المقاتلين في الراحه والاخر في الخدمه وقمت بوضوع نفسي (كفرد خدمه مقاتل) بالاضافه لقياده القوه .
٦- عقب انتشارنا في الشوارع المحيطه بدأت رحله اثبات الهويه المصريه حيث لم يصدق احد اننا قوات مصريه وقام احد المواطنين "مصري امريكي الجنسيه " بالتحدث معي باللغه الانجليزيه اعرب فيها عن سعادته بأن الماريز الامريكي على ارض مصر لحمايه الثوره !!!
٧- انصت الي المواطن الامريكي وبعد ان انتهى من كلامه قلت له "خلصت كلامك" فرد علي وكله دهشه بجمله غريبه قائلاً " وكمان بتتكلموا زي المصريين " ادركت اننا امام حاله انكار ودونيه لم اراها في حياتي و ابلغته بأن القوه بالكامل مصريه الجنسيه وتتبع القوات الخاصه ضمن وحدات الصاعقه المصريه ولم يقتنع حتي استدعيت احد المقاتلين وادرت حوار معه حتي يتأكد من صدق كلامي .
٨- بعد تلقي كافه تمامات الاستعداد من القوه وعناصر القناصه في هذه الليله العصيبه بدأت مأموريه التأمين التي استمرت قرابه الشهر تقريباً.
٢٨ يناير الاسود !!! (٤)
١- بعد تمام استعداد كافه العناصر لتنفيذ مأموريه التأمين وكان عددهم كما ذكرت (١٦)مقاتل تلقيت اوامر من قائد القوات بضروره تأمين مدخل مطار الماظه العسكري القريب من تمركز القوه فقمت بدفع عدد (٨) مقاتل لبوابه المطار وتبقى (٨) مقاتلين فقط لتنفيذ عمليه التأمين .
٢- كان المقالتين ينامون وقت الراحه علي الارض بالقرب من احد مداخل المول ويلتحفون بالمنامه القتاليه( Sleeping bag )فقط في هذا الجو البارد واستمر هذا الوضع لعده ايام وكنت دائما ما اقوم بتغيير مكان تمركزهم داخل المول لاخفاء مكان التمركز.
٣- بعد ايام قام اللواء طلعت سلطان مستشار الامن بالمول بإبلاغي عن رغبه فندق (انتركونتينيتال) في استضافه قوه التأمين في احد الاجنحه الفاخره على نفقه الفندق فأجبت ان هذا الامر يتعارض مع طبيعه المقاتلين فإذا استراح المقاتل وشعر بالرفاهيه فلن يكون هناك استعداد قتالي فأبلغني بترحيب الفندق بإستفاضتي بمفردي كقائد للقوه في جناح خاص ،، فأبلغت سيادته بعدم مقدرتي قبول هذه الدعوه الكريمه وأوضحت لسيادته ان طبيعه عمل الوحده تحتم علينا كضباط وصف ضباط الا يكون هناك اي تمييز بيننا كمقاتلين فجميعنا الان ننفذ مهمه واحده وطلبت منه بما ان المول مغلق تماماً ان يكون تمركز القوه في (المسجد) الموجد بالطابق الاول (بجوار كافيه كاسبر اند جمبينير ) فوافق علي الفور .
٤- تعددت محاولات اختراق حظر التجوال في نطاق تمركز المأموريه وكان الرد صارم وفي منهي القوه بعدم السماح بمرور اي شخص اياً كان بعد توقيت بدأ حظر التجوال .
٥- قبل تنحي الرئيس الاسبق مبارك بيومين او ثلاثه ايام تقريباً ،، وحول الساعه الواحده من بعد منتصف اليلل تلقيت اتصال من قائد القوات ابلغني فيه ان احدي نقاط قوات الصاعقه المتمركزه علي مداخل القاهره القت القبض على ميكروباص يستقله ١٥ راكب بحوزتهم عدد(١) بندقيه اليه وعدد من الاسلحه البيضاء (سكاكين - مطاوي) وكميات كبيره من الادويه والاسعافات وكانوا في اتجاهههم لميدان التحرير .
٦- تلقيت اوامر من قائد القوات بتنفيذ عمليه تأمين دقيقه لنقل الميكروباص المقبوض عليه بمن فيه من اشخاص وسلاح وتسليمهم للنيابه العسكريه بالحي العاشر واعاده تمركز كافه القوه قبل (بزوغ الفجر ) وكان هذا الامر في غايه الصعوبه في تنفيذه في هذه الاوقات الا اننا نجحنا بفضل الله في ذلك بخطه تحرك وتأمين محكمه سأسردها لاحقاً ،،،
٢٨ يناير الاسود !!! (٥) .
١- كانت عمليه تأمين المقبوض عليهم وتسليمهم للنيابه العسكريه بالحي العاشر واعاده تمركز كافه القوه قبل (بزوغ الفجر ) بمنطقة مدينة نصر امراً في غايه الصعوبه في تنفيذه في هذا الوقت تحديداً ،، لأن انتقال قوة الوحده الى منطقه الاحتجاز لم يكن لديها الا طريقين للوصول الي مداخل القاهره .
٢- الطريق الاول التحرك من مدينة نصر حتي الطريق الدائري (الغير مؤمن تماماً ) وهو ما يعني إحتماليه اشتباك القوه بالذخيره الحيه مع قطّاع الطرق وقتلهم والدخول في معركه من المحتمل الاكيد ان تأخر تنفيذ المهمه .
٣- الطريق الثاني وهو التحرك عبر كوبري اكتوبر للوصول الي كورنيش النيل والتحرك الي مناطق شبرا الخيمه الي خارج القاهره للوصل الي نقطه الصاعقه المحتجز بها المقبوض عليهم وهو ما سيتحتم معه الاقتراب من ميدان التحرير والاحتكاك بالمواطنين المعتصمين به وهو امر لا يمكن الاستهانه به نظراً لإشتعال الموقف السياسي وحالة الغليان بالمناطق المحيطه بالميدان وخاصة منطقه ماسبيرو واحتمالية الاشتباك مع المعتصمين لوجود مندسين داخلهم مهمتهم ايجاد اي طريقه للإشتباك مع القوات ليسقط ضحايا والمتاجره بدمائهم .
٤- تشاورت مع النقيب الشهيد / مصطفي نجيب حول حساب نقاط القوه والضعف في اي من احتمالات الخطر في الطريقين المشار اليهم وكان القرار هو استخدام كوبري اكتوبر ولكن بالسير عكس الاتجاه واستغلال حظر التجوال في ذلك .
٥- قمنا بإنتخاب عدد (٤) مقاتلين من منطقه التمركز بمول سيتي ستارز لتنفيذ المهمه وتركنا (اربعه مقاتلين فقط ) لتأمين المول ومركز القياده بمفردهم لحين عودتنا .
٦- انتقلنا الي نقطة التمركز الثانيه لنا (امام قاعدة ألماظه الجويه )وانتخبنا (٤) مقالتين لتنفيذ المهمه ليصبح اجمالي القوه المنفذه (٨) مقاتلين تحت قيادتي واستعنت بالله لتنفيذ المهمه .
٧- ردد المقالتين خلفي دعاء تعديل النيه لتكون في سبيل الله وهو (اللهم اني احتسب هذا العمل في سبيلك فأكتبه في ميزان حسناتي وارفع به من أجري - كلمة عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله - لا اله الا الله محمد رسول الله ) . ،،،
٢٨ يناير الاسود !!! (٦)
١- بعد ان تم الاستعداد لتنفيذ المهمه قمت بتوزيع عدد(٤) فرد مقاتل داخل الميكروباص الخاص بنا بحيث يكون الاول خلف السائق مباشراً والثاني علي الباب والثالث في اخر كرسي علي اليمين والرابع في الجهه المقابله علي اليسار ووجوهم جميعاً الي الخارج لمراقبة الطريق ،، ونبهت بتعمير اول طلقه في ماسوره الرشاش MP5-A3 (استعداداً للقتال) مع تأمين السلاح علي الوضع الامان(S) مع التأكيد بالاشتباك الفوري في مناطق القتل حال تعرضنا لهجوم بالاسلحه (الناريه) فقط .
٢- كنا نستغل فترات تبديل الخدمات ونقوم بتدريبات تكتيكيه داخل مول سيتي ستارز بإستغلال المتاح من الامكانيات حتي نحتفظ باللياقه البدنيه والتكتيكيه و درجة الاستعداد تحسباً لأي موقف يتطلب منا القتال .
٣- تحركت القوه علي محور كوبري اكتوبر مع السير في الاتجاه المعاكس في اتجاه ميدان التحرير حتي الوصول الي ماسبيرو للوصول الي مخارج القاهره حيث نقطه تمركز قوه الصاعقه المتحفظه علي المقبوض عليهم .
٤- بعد مرور الميكروباص من امام محطه مصر اعلي ميدان رمسيس واثناء الانعطاف لليمين مع الكوبري قامت مجموعه من البلطجيه المسلحين بأسلحه بيضاء بمحاوله ايقاف الميكروباص (يبدو من الخارج كونه غير تابع للجيش)ظناً منهم انه يحمل مدنيين مخترقين حظر التجوال .
٥- اصيب البلطجيه بصدمه شديده عند رؤيتهم لعناصر الوحده الملثمين المسلحين فأطلقوا سيقانهم للريح هرباً في الاتجاه المعاكس من الكوبري في مشهد كوميدي ومن ثم اصدرت الاوامر بحسم بعدم قتلهم او إطلاق النيران عليهم .
٦- بعد مرور الميكروباص من هذه المنطقه بسرعه بطيئه وجدنا احد البلطجيه (زعيمهم) يقف علي جانب الطريق ولم يفهم ماذا حدث لعصابته ؟؟ ولماذا هربوا من امام الميكروباص المدني علي حسب اعتقاده الا انه شاهدني اقف علي الباب فما كان منه الا انه اشار الي بسلاحه (سنجه) وسبني بألفاظ قذره كونه كان تحت تأثير المخدرات .
٧- استأذني النقيب الشهيد البطل مصطفى نجيب بأنه سيوقف الميكروباص وابلغني بسرعه بأننا لابد من اعتقاله وتسليمه للنيابه العسكريه كونه سيعيد تجميع البلطجيه بعد مغادرتنا للمكان ويعيد الهجوم علي المواطنين .
٨- اوقفت الميكروباص وانطلقنا سوياً في اتجاه البلطجي وتقدمنا نحوه مصوبين شعاع التنشين الليزري الاحمر علي رأسه .
٢٨ يناير الاسود !!!!(٧)
١-توجهت والنقيب الشهيد/ مصطفي نجيب في اتجاه كبير البلطجيه بعد ان قمنا بتفعيل خاصيه التنشين بالمضيئ الليزري الاحمر على وجهه واقتربنا منه بسرعه بعد ان قام عدد (٢) مقاتل بتأمين تحركنا من الخلف .
٢- بصوت يشبه الرعد !!! امره النقيب الشهيد مصطفي نجيب بإلقاء (السنجه) علي الأرض وقبل ان ينفذ الاوامر تقدمت نحوه ...... وبعد لحظات لم يتبقى في جسده اي عظام سليمه .
٣- استوقفني النقيب الشهيد / مصطفي قائلاً(كفايه يا فندم كان ارحمله نلسعه طلقه في دماغه وخلصنا)،، فتركناه علي الكوبري ليكون عبره للبلطجيه جميعاً واستأنفنا المأموريه .
٤- مر الميكروباص من اطراف ميدان التحرير المشتعل بالمتظاهرين واتجهنا الي منطقه ماسبيرو حيث تم التقابل مع نقاط تأمين قوات الحرس الجمهوري فتأكدوا من هويتنا عبر كلمات المرور والاجابه المتداوله سرياً بين القوات للتعارف فتم فتح الطريق في اتجاه مخارج القاهره .
٥- في الطريق شاهدنا مول اركيديا المطل علي كورنيش النيل وهو محترق وكان هذا المشهد كافي ليكون دافع لنا بالمحافظه علي الاهداف المؤمنه بمعرفتنا حتي لا تلقى نفس المصير من السلب والنهب والحرق بدعوى الثوره .
٦- عند وصولنا لنقطه الصاعقه في اطراف القاهره وجدنا القوه في استقبالنا وكذلك الميكروباص المتحفظ عليه وبداخله الاسلحه والادويه التي كانت بحوزة مستقليه .
٧- تناقشت مع النقيب الشهيد / مصطفى نجيب وكذا باقي القوه في الاسلوب الامثل لنقل المقبوض عليهم دون ان نثير الشبهات حيث اننا سنمر في العوده بميدان التحرير وانه من الغير مضمون قيام احد المقبوض عليهم بالصراخ او الصياح او الاستغاثه كونهم من الثوار مما سيدفعنا الي الاشتباك مع المتظاهرين ويحدث ما لا يحمد عقباه.
٨- اقترح المساعد / صلاح (الدفاس) وهو من الرجال الاشداء اصحاب (الوجه المرعب والقلب الابيض) ان يتم ربطهم بحبال الاقتحام وشحنهم علي ارضيه الميكروباص فوق بعضهم بحيث يبدو عند التحرك خالي من اي شخص خلاف القوه .
٩- تم تنفيذ المقترح وشحن المقبوض عليهم علي ارضيه ميكروباص القوه بينما قاد النقيب الشهيد / مصطفي الميكروباص المقبوض عليه بنفسه ليكون خلفنا مباشراً اثناء التحرك .
١٠- تحركنا في العوده من نفس طريق الذهاب ومررنا بسلام من ميدان التحرير حتي مطلع كوبري اكتوبر وتوجهنا الي مقر النيابه العسكريه بحي العاشر وسلمنا الميكروباص والمقبوض عليهم وكافه الاحراز .
١١- بتوفيق من الله !!! حول الساعه الرابعه والنصف من صباح اليوم التالي عدنا الي مناطق التمركز ،، يذكر انه تم تأمين مول سيتي ستارز والهدف المقابل له في هذه الليليه بعدد (٤) مقاتلين فقط
مصري وافتخر تحية لك على هذا النقل الدقيق لاحد العمليات الحقيقة كلنا نحتاج الى المزيد من العمليات حتى نتعلم ونناقش بعض النقاط العسكرية
للاسف عندنا في مصر كثير من العمليات في ارشيف المخابرات العامة والحربية لم يتم الكشف عنها حتى يومنا هذا لدواعي امنية
اتمنى ان ياتي اليوم الذي يقر قانون يسمح بالافصاح عن هذه العمليات بعد مرور عدد معين من السنوات حتى يعلم شباب ويتعلم التضحية من اجل هذا البلد العظيم تحياتي لك واكمل في نقل مثل هذه الاحداث
١- عقب عودة المأموريه لأماكن التمركز سارت الامور طبيعيه حتي يوم الجمعه ١١ فبراير ٢٠١١ صباحاً ،، فلقد تم ابلاغي عبر الالسكي بإقلاع الطائره الرئاسيه الهليكوبتر من قاعده الماظه وعلي متنها الرئيس الاسبق مبارك ،،، توقعت ان الامور لن تستمر علي نفس النهج لا سيما مع اشتعال حاله الغضب التي كانت مسيطره على المتواجدين في ميدان التحرير .
٢- قمنا بتشديد الاجراءات الامنيه بحيث تتواجد ربع القوه في وقت الراحه وكان يدير اعمال توزيع المهام التأمينيه علي القوه الشهيد مصطفي نجيب الذي ابلغني مازحاً ( لازم سيادتك تفضل معانا فرد خدمه لان الدنيا معجزه والامور مش واضحه ).
٣- في عصر ذلك اليوم واثناء تواجدنا امام مول سيتي ستارز حضر الينا احد الاشخاص وعلي ما يبدو كان في حاله غير طبيعيه (تحت تأثير جميع انواع المخدرات) وطلب الحديث معنا في امر هام علي حد وصفه ،،، وذكر قائلا (باشا عايز ابلغ عن واحد بيسرق "تاب لوبات"(جمع laptop) ةاردف قائلاً ،، شوفته بيسرق من محل جنبنا في مدينه نصر (تاب لوب ) غالى قوووى ماركه ( التفاحه المتاكله )!!!
٤- هذا الشخص وغيره كان يعكس الحاله النفسيه والامنيه التي اصيب بها المواطن المصري في ظل غياب الامن وهو ما دفع البعض منهم لتنفيذ العديد من عمليات السلب والنهب الممنهجه المدروسه مثل ما حدث في اركيديا مول وكارفور المعادي وغيرها من المتاجر ،،عن طريق استخدام البلطجيه للدرجات الناريه (الموتسيكلات) بعدد كبير لدراسه الاماكن المخطط السطو عليها .
٥-عصر ذلك اليوم حام حول مول سيتي سنارز عدد(٥) دراجه ناريه تم التقاطهم عن طريق كاميرات المراقبه للمول فتم ابلاغ عناصر التأمين بتوخي الحيطه والحذر وعدم السماح لهم بالتوقف نهائياً امام اي مدخل من مداخل المول المغلق ،، لان ذلك هو التكتيك المتبع لدراسه المكان قبل السطو عليه بأعداد كبيره منهم .
٦- تحركت الدراجات الناريه ودارت حول المول لمره واحده وفي المره الثانيه استوقفهم النقيب الشهيد مصطفي نجيب علي مسافه مناسبه وامرناهم بالترجل من علي الدراجات الناريه وخلع ملابسهم بالكامل عدا الملابس الداخليه .
٧- قامت عناصر التأمين بإبلاغهم انه في حاله تكرار مرورهم امام المول سيتم التعامل معهم كونهم مجرمين وسيتم اعتقالهم وتسليمهم للنيابه العسكريه لفحص موقفهم .
٨- كان هذا الاجراء بمثابه تحذير شديد اللهجه لكل من كان يفكر في الاقتراب من مناطق تواجدنا بغرض السطو او ترويع المواطنين وهو ما ترك اثر ايجابي عند سكان المنطقه حتي اصبحت منطقه مول سيتي ستارز بمدينه نصر من اكثر المناطق امناً في القاهره .
٩- كافه الشواهد في هذا اليوم كانت تشير الي اننا علي اعتاب حدث كبير قد يؤثر علي مستقبل الدوله وهو ما حدث بالفعل بعد ساعات قليله واذاعه خبر تنحي الرئيس مبارك عن الحكم .
١- بعد اذاعة بيان تنحي الرئيس الاسبق حسني مبارك "رحمه الله " قمت بإصدار التعليمات بتشديد الاجراءات الامنيه علي الاهداف والغاء الراحه والاستعداد بكامل القوه لما سيترتب عليه هذا البيان من حالة الفوضى .
٣- علي الفور تحركت كافه العناصر في اتجاهات التأمين تحت قياده النقيب الشهيد مصطفي نجيب وبدأت اعداد المواطنين في تزايد كبير احتفالاً بتنحي مبارك وللأسف الشديد كنا ندرك ان توابع هذا الامر ستكون كارثيه في ظل عدم وجود لجهاز الشرطه نهائياً .
٤- مرت الاحتفالات الزائفه بسرعه الي ان مر الوقت حتي ساعة حظر التجوال فقامت القوه بغلق الطرق المؤديه الي مول سيتي ستارز والهدف المؤمن بمساكن ميلسا مما اثار استياء المواطنين المتواجدين في الشارع لتوقعهم استمرار الاحتفال للفجر واختراق الامن الا اننا كنا في غايه الصرامه معهم واجبرناهم علي احترام ساعات حظر التجوال .
٥- بعد يومان من هذه الاحداث تقريباً واثناء تواجدنا بأماكن التأمين حضر الينا احد الاشخاص ويبدو عليه الفزع وابلغنا ان المواطنين بمنطقه شارع مكرم عبيد قد القوا القبض علي احد الاشخاص يحمل سلاح ناري وانهم علي وشك الفتك به ،،، وكانت هناك معلومات مؤكده من اجهزه الامن بتسلل عناصر مسلحه من خارج الحدود لإختراق العمق المدني .
٦- انتقلت وبرفقتي النقيب الشهيد مصطفي نجيب بميكروباص الوحده ومعنا المساعد صلاح "الدفاس"والمواطن المبلغ الي مكان المقبوض عليه فوجدناه رجل في الاربعينيات من العمر يجلس علي الرصيف وبرفقته شخص اخر وحوله عدد لا يقل عن مائه شخص تقريباً بعد ان اوسعوهم ضرباً .
٧- تقدمت في اتجاههم وما انا شاهدونا حتي قام الرجل مسرعاً الي واقترب مني وكانت المفاجأه انه (ضابط شرطه برتبه عقيد ويعمل مأمور لأحد اقسام الشرطه والاخر امين شرطه يعمل تحت قيادته وان السلاح المضبوط هو سلاحه الميري ) تمالكت نفسي من الغضب من هذا المنظر المؤسف وذهب النقيب الشهيد مصطفي الي زعيم المتظاهرين (القائم بضبط ضابط الشرطه ) وسأله عن تحقيق شخصيته فتبين انه (طبيب بشري ) ويبدو عليه عدم الاتزان النفسي .
٨- استرد النقيب مصطفي رحمه الله السلاح الميري من الطبيب المختل نفسياً وتبين انه هو من اشعل الاجواء حول مأمور القسم المتحفظ عليه علي الرغم من علمه بحقيقه شخصيته وتحفظه علي سلاحه الميري ومتعلقاته الشخصيه .
٩- قام المساعد صلاح الدفاس والنقيب الشهيد مصطفي نجيب بتوجيه المواطنين المتجمهرين بضروره اخلاء الشارع استعداداً لتنفيذ حظر التجوال واقنعوهم بأننا سنسلم المضبوط لجهات الامن لأمتصاص الغضب الذي صنعه الطبيب المختل ثم قمت بتعنيفه علي تصرفه تجاه مأمور القسم .
١٠- قام النقيب الشهيد مصطفي نجيب بتسليم السلاح والمتعلقات الشخصيه لمأمور القسم وامين الشرطه واصطحبناهم معنا لأقرب مكان من محل عملهم وعدنا الي مكان التمركز .
١١- مساء الخميس ١٧ فبراير حول الساعه الثانيه عشر ليلاً تلقيت اتصال من قائد الصاعقه يأمرني فيه بالتوجه الي مقر القياده (بأنشاص) فوراً وتسليم الموقع للنقيب الشهيد مصطفي نجيب وذلك لامر هام.
٢٨ يناير الاسود !!!!(١٠)
١- مساء الخميس ١٧ فبراير وحول الساعه ١٢ مساء تلقيت اتصال من السيد قائد وحدات الصاعقه الذي استفسر مني عن عدد افراد القوه المتواجده بموقع سيتي ستارز ثم صمت وابلغني بترك الموقع تحت قياده النقيب الشهيد /مصطفى نجيب واتوجه بمفردي الي قياده الوحدات بأنشاص فورا.ً
٢- استقليت ميكروباص الوحده بمفردي وتولي السائق القياده (المسافه من مدينه نصر الي انشاص تستغرق ٥٠ دقيقه) وتحت ظلام الليل الدامس تحركنا في هذا التوقيت العصيب متوقعاً اي هجوم علينا لا سيما انتي اتحرك بمفردي ،،، فقمت بتجهيز سلاحي علي وضع الضرب الالي وتأمينه وطوال الطريق افكر في سبب الاستدعاء المفاجئ في هذا التوقيت من الليل .
٣- كانت الافكار كلها تدور في رأسي طوال الطريق عن احتماليه مواجهه موجه غضب وتعنيف من قائد الوحدات نظراً لكوني كنت لا انفذ الكثير من الاوامر التي كنت اتلقها من قائد الوحده لعدم مطابقتها للواقع فضلاً عن كوني اعطيت صلاحيات اكثر للضباط الاصاغر في كافه المواقع بخطه التأمين حيث تتميز قوات الصاعقه بمركزيه التخطيط ومرونه التنفيذ ،، فكنت دائماً انفذ الاوامر التي تتفق مع الواقع التكتيكي ولا انفذ التي لا تتفق مع اوضاعنا الحاليه كوننا في ظرف استثنائي.
٤- وصلت الي مبني قياده الوحدات حول الساعه الواحده من صباح الجمعه الموافق ١٨ فبراير المخطط له مظاهرات جمعه النصر ،، وبمجرد دخولي الي قاعة المؤتمرات الملحقه بمكتب قائد الصاعقه وجدت كافه قاده الوحدات متواجدين وكذا رؤساء عمليات وحدات الصاعقه ،، وكذا قائد قوة تأمين المتحف المصري من الوحده ٩٩٩ قتال وهو دفعتي وصديقي الذي اشار بيده ان اجلس بجواره.
٥- همس في اذني قائلاً احتمال يكون في شغل كبير ،، "جاهز " وقطع الحديث دخول السيد قائد الصاعقه ممسكاً بيده خريطه كبيره ويرافقه رئيس عمليات الصاعقه الذي بدوره قام بتعليق الخريطه المشار اليها علي لوحه العرض .
٦- كنت خريطه لميدان التحرير والعمارات المطله عليه وبدأ قائد الوحدات الحديث موجهاً حديثه لي " ايه مدي جاهزيه عناصر القناصه عندك " فقمت بالرد علي سيادته ان العناصر جاهزه في اي توقيت حسب المهمه المكلفين بها ولكن يستلزم انهاء مهامنا في نقاط التأمين والعوده الي منطقه تمركز الوحده لرفع الكفاءه القتاليه للقوات .
٧- استعرض القائد اوضاع ميدان التحرير طبقاً للخريطه التي كان مثبت اعلي (٦) عمارت مطله عليه صور لاشخاص اجانب (مختلف الجنسيات) وقال بالحرف الواحد طبقاً للمعلومات الوارده من اجهزه المخابرات من المحتمل تسلل هذه العناصر في الصباح لاتخاذ اوضاعها واستخدام ذخيره حيه لقنص المواطنيين مع بدايه مظاهرات جمعه النصر لتأجيج الوضع .
٨- كان المطلوب ان اقوم بتجهيز عناصر من رجال قناصه الوحده واتخاذ اوضاع مقابله للعمارت المشار اليها والاستعداد لقنص هذه العناصر متي ظهروا امام تليسكوبات القناصه الدقيقه المتواجده معنا .
٩- بدأنا في مناقشة المسافه الانسب لوضع عناصر القناصه طبقاً للخريطه وكيفيه التنسيق مع عناصر الوحده ٩٩٩ واستغرق هذا النقاش الليل بأكمله حتي بزوغ الفجر .
١٠- قطع هذا التخطيط العسكري الخاص مكالمه هاتفيه من القياده العامه بإلغاء العمليه لعدم وجود اثر للعناصر الاجنبيه المشار اليها سابقاً وعلي الفور انصرفت من مبنى القياده في اتجاه تمركز القوه مع تأكدي من انه يوماً ما سنقتحم ميدان التحرير وتطهيره من هذه العناصر .
١- مرت احداث جمعه النصر بسلام بعد ان اتخذت اجهزه الامن كافه الاحتياطات لعدم تسلل اي من العناصر الاجنبيه اعلى العمارات المطله علي ميدان التحرير ،، وتبين من خلال الاحداث ضلوع جماعه الاخوان في التستر علي هذه المجموعات لاستخدامها لاحقاً ضد الدوله حال استدعي الموقف ذلك ،، وهو ما سأشرحه لاحقاً من خلال مشاركتنا في تأمين المظاهرات والجمع المتلاحقه فيما بعد .
٢- في هذه الاثناء كانت الامور في محيط موقع التأمين بمنطقه مدينه نصر علي ما يرام وبدأت عناصر الشرطه المدنيه في التواجد بشكل منظم علي فترات تمهيداً لاستعادتهم الامساك زمام الامور الامنيه في الدوله .
٣- في يوم الاحد الموافق ٢٠ فبراير طلبت اداره مول سيتي ستارز الاذن بفتح البنوك المحلات التجاريه لفتره محدوده حتي يتثنى تسليم الموظفين والعاملين مرتباتهم وعلي الفور قمنا بتأمين دخولهم وخروجهم وكانت عمليه شاقه تعاون فيها معنا الأمن الداخلي ونفذ التعليمات بدقه .
٤- اثناء عمليه تأمين الموظفين تبلغ لي عن طريق جهاز اللاسلكي بقيام احد الموظفين بالاشتباك مع عناصر الامن الداخلي مما استدعي تدخل احد افراد الوحده للفصل بينهما فما كان من الموظف الا التعدي بالسب عليه وكذا التطاول علي القوات المسلحه ،، كنت اعلم انه من المحتمل تخطيط كمين لنا على هذا النحو فقام النقيب الشهيد مصطفى نجيب بتلقين كافه عناصر التأمين بالالتزام بضبط النفس وعدم الاستجابه لأي استفزاز محتمل .
٥- انتقلت الي موقع المشاجره فوجدت الموظف المشار اليه مستمراً في التطاول والسب في القوات المسلحه والشرطه ،، قمت بهدوء بإصدار الاوامر بوقف عمليات دخول الموظفين فوراً وغلق المول والطرق المؤديه اليه وتنفيذ ما تم التخطيط مسبقاً عليه وفق ما تم التدريب عليه تماماً .
٦- كان ذلك الاجراء بمثابه اختبار عما اذا كان هناك خطه مسبقه لكسر الاجراءات الامنيه لا سيما وان المول به العديد من البنوك التي تباشر عملها في هذا اليوم ،، وبعد احكام السيطره الامنيه علي الموقع والشوارع المؤديه اليه تم التعامل مع الموظف بمنتهي القسوه والتحفظ عليه وتقيد حركته علي مرأي ومسمع من المحيطين حتي يكون عبره لغيره ،، وتم الاتصال بالشرطه العسكريه لترحيله من الموقع وبعد دقائق انهمرت دموع الموظف واخذ في التحايل علينا لتركه ،،، وبعد دقائق طلب احد المواطنين من عناصر التأمين لقائي وتبين انه والد الموظف المتحفظ عليه .
٧- قمت علي الفور بعد التأكد من شخصيته بفك وثاق الموظف والسماح له بمغادره المكان رفقه والده اكراماً له .
٨- في مساء هذا اليوم تقريباً تلقيت اتصال من شقيقي الاكبر المهندس وائل يبلغني فيه ان والدي "رحمه الله " والذي كان محجوز بمستشفى عين شمس التخصصي لتدهور حالته الصحيه يريد ان يراني في اقرب وقت فما كان مني الا انني توجهت فجر اليوم التالي الي المستشفي بعد ان استأذنت قائد الوحده في ذلك وتركت مسؤليه القياده للنقيب البطل الشهيد مصطفى نجيب .
٩- كان لقائي بوالدي رحمه الله هو الاخير واتذكر كلماته القليله لي ودعائه لنا بالنصر والمحافظه علي الوطن قائلاً ( ربنا ينجيك يا بني ،، خلي بالك من نفسك وخلي بالكوا من بعض وربنا ينصركوا) وبعد ان غادت المستشفى كان لدي احساس بأنني لن اراه مره اخري .
١٠- صباح يوم ٢٣ فبراير تلقيت اتصال اخر من اخي المهندس وائل (كان هو المسؤل عن مرافقه والدي في ايامه الاخيره) ابلغني بأنه قام بنقل والدنا الي المنزل بناءً علي رغبته الشديده واصراراه على ذلك قائلاً (روحني البيت عايز اموت في سريري) فإستجاب لرغبته مجبراً .
١١- مساء الخميس ٢٤ فبراير حول الساعه الثامنه مساء تلقيت اتصال من اخي العميد /ياسر وكانت كلماته مقتضبه (ابوك توفى حالاً )،، اردف اخي حديثه بأنه سيكمل الاجراءات مع اخي وائل لحين التجهيز للغسل وسيبلغني وقتها كي احضر هذه المراسم في ظل هذه الظروف العصيبه التي كانت تمر بها مصر .
