ليش البحرية الصهيونة مهتمدة على الكورفيت والقطع الاصغر؟
من ان مياة البحر المتوسط عميقة
دي اجابة عن سؤال لماذا تتسلح اسرائيل بكورفيتات بتسليح يوازي فرقاطات عكس التسليح المتوسط للكورفيتات المصرية
بوابة الدفاع المصرية - Egypt Defense Portal
أمس الساعة ١٢:٠٥ ص ·
السؤال : لماذا تتميز كورفيتات ساعر-5 وساعر-6 الإسرائيلية بتسليح كثيف مماثل للفرقاطات المتوسطة والثقيلة رغم أحجامها الصغيرة في مقابل التسليح المتوسط للكورفيتات المصرية ؟
الإجابة : بكل تأكيد تتميز كورفيتات ساعر Sa'ar بتسليح وتجهيز ثقيل بدون أدنى مبالغة، ولكن يأتي ذلك على حساب البقائية والمدى وقدرة عمل في المياه العميقة وقدرات مكافحة الغواصات .. فكيف ذلك ؟
البحرية الإسرائيلية ذات حجم محدود للغاية بحكم محدودية العنصر البشري ومحدودية المساحة وعدد القواعد، وبالطبع الإنفاق الموجه بقدر هائل لسلاحي الطيران والمدرعات، إلى جانب تطوير قدرات الدفاع الصاروخي. وبالتالي فإن القطع الرئيسية لديهم تتمثل في 4 كورفيتات ساعر-6 ذات الإزاحة البالغة 1900 طن، والتي ستحصل إسرائيل عليهم من ألمانيا، و3 كورفيتات ساعر-5 إزاحتها 1275 طن، تخدم لديها منذ التسعينيات،
و8 كورفيتات خفيفة جدا ازاحاتها اقل من 500 طن إسمها ساعر 4.5 ( تخطط البحرية الإسرائيلية لإستبدالهم بفئة جديدة من الكورفيتات الخفيفة تحمل إسم " ريشيف Reshef " إزاحتها قرابة 800 طن )، وطبعا هناك 6 غواصات دولفين تمثل الذراع الطولى للردع، لقدرتها على إطلاق الصواريخ الجوالة الحاملة للرؤوس النووية التكتيكية. أما الباقي فيتمثل في لنشات وزوارق الدورية والتدخل السريع والمراقبة والمرور الساحلي.
لذا، فإن البحرية الإسرائيلية تقوم بتعويض الكم المنخفض جدا بالكيف وذلك من خلال تزويد الكورفيتات بأفضل وأكبر مايمكن توفيره من تسليح وتجهيز إلكتروني لأنها تمثل قوتها الضاربة الرئيسية، دون وجود للفرقاطات المتوسطة والثقيلة. ولكن،وكما أسلفنا، فإن ذلك يأتي على حساب البقائية والمدى والقدرات المعززة في مجال مكافحة الغواصات وبالطبع التدريع، حيث لن تحتمل تلك الكورفيتات التعرض لإصابة مباشرة بصواريخ مضادة للسفن ذات رؤوس حربية متوسطة / ثقيلة، فيمكن لصاروخ واحد من فئة الهاربون الأمريكي أو الإكسوسيت الفرنسي او الخا-35 الروسي أن يتكفل بإغراق كورفيت ساعر دون حاجة إلى صاروخ آخر، بعكس الحال لدى الفرقاطات المتوسطة والثقيلة التي تتطلب صاروخين في كثير من الأحيان لإغراقها او صاروخ واحد ثقيل من فئة الكلوب أو الياخونت او الخا-59 الروسية التي تصنف أصلا كصواريخ قاتلة للمدمرات والطرادات.
على العكس تماما لدى البحرية المصرية، التي تتميز بضخامة حجمها والتنوع الهائل في قطعها الحربية من غواصات وفرقاطات وكورفيتات ولنشات، وبمختلف الإزاحات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، والمنقسمة أيضا لأسطولين بحريين، مع وجود عدد كبير من القواعد الضخمة على سواحلها المطلة على البحرين المتوسط والأحمر.
ولذلك يكون هناك كم كبير وكيف معقول لمراعاة ميزانية التشغيل والوقود والصيانة وقطع الغيار والذخيرة لكل تلك القطع، وكذا ميزانية الإعاشة للعدد الهائل من الأفراد، وبالطبع ميزانية إدارة وتشغيل القواعد البحرية نفسها. خاصة وأن البحرية المصرية لديها أنشطة ومهام حماية وتأمين لصالح الدولة المصرية ولصالح الأمن والسلم الإقليمي والدولي، تنفذها بإمتداد السواحل مترامية الأطراف للدولة، وفي المياه الإقتصادية بمساحتها الهائلة، ووصولا إلى مضيق باب المندب في منطقة القرن الأفريقي، والتي جميعها تتطلب وجود سفن بعيدة المدى عالية البقائية، مع إمداد لوجيستي لا ينقطع من الوقود والمؤن لضمان إستمرارية عمل تلك القطع، مع ضرورة تأمين خطوط الإمداد اللوجيستي نفسها من العدائيات.
هذه القدرة وتلك المهام المتنوعة لا تملك البحرية الإسرائيلية ما يمكنها من تنفيذ ربعها دون أدنى مبالغة، حيث تنحصر مهامها فقط في حماية سواحلها بالأراضي المحتلة، وطبعا حقول الغاز في المياه الإقتصادية محدودة المساحة. أما أية مهام أخرى فهي تجسسية وإستخباراتية تنفذها غواصات الدولفين على المستوى الإقليمي.
أخيرا، فإن البحرية المصرية تنفذ خطة طويلة المدى للإحلال والتطوير، تتضمن بناء / التعاقد على قطع جديدة، بخلاف ما تم تدبيره فعليا خلال الفترة الماضية من سفن وغواصات ولنشات، إلى جانب ما تم تطويره وبناؤه / يجري بناؤه من قواعد بحرية سيجري إفتتاحها تباعا خلال الفترة القادمة يإذن الله.
___________________________________
Mohamed Al-Kenany