والصدقُ في العزمِ إنْ هبَّتْ أساورنـا
والبأسُ شيمتها ، في جحفلِ الغضـبِ
كأنَّما الأرضُ أضحـتْ يـوم أزفـةٍ
والكفرُ في فزعِ ، من شدَّةِ الكَـرَبِ
والمنعة الحـق بالقرضـابِ مسلكهـا
والسِّلمُ ( أمْرَكَةً ) مخبـوءة العَطَـبِ
قـد زيَّنـوهُ ، وبالبهتـانِ منطـقُـهُ
ما انفكَّ ينفُثُهُ بالنـاسِ مـن كـذِبِ
ألقواْ إلى الناسِ: إن الغـربَ مجتمعـاً
من كيده زُمَراً ، للبطـشِ والسِّلَـبِ
والناسُ في غيِّهـمْ كالنَّعـمُ سائمـة
ضلوا وما رشدوا ، في بلقـعٍ سهـبِ
قد أكثروا القول والأفعالُ ما برحـت
عن مستغيثٍ وعن بـاكٍ ومنتحـبِ
هل يفقهونَ وهم فـي أُذْنِهـم وَقَـر
إلا لناعبـةٍ بالعـهـرِ والـطـربِ
هل يفقهون وقـد صـارت قُلُوبُهـمُ
غلفٌ ، وأرشدُهم للغيِّ فـي نسـبِ
هل يفقهون وقـد أعيـتْ رغائبُهُـمْ
أنشودةَ العيشِ في جاهٍ وفـي ذهـبِ
مس الذينَ خلواْ من قبلِهـمْ قرحـاً
واستعصموا برباطِ الله مـن سبـبِ
قال الرسولُ : غثاءُ السيـلِ تحسبَهُـمْ
كُثْرٌ ، وما هم على الأعداء من رهبِ
لو أنصفوا الله ما أركسْهُـمُ أحـد
في العالمين ، وما ولواْ علـى عقـبِ
ما نفعُ نائحـةٍ ، فـي كـلِ نازلـةٍ
شجَّجتْ مدامعها نهراً من االوصبِ
واحسرتاهُ ، فقـد ولَّـتْ بمعتصـمٍ
كفَّ المنونِ ، كما ولَّتْ بكـلِ أبـي
عدنا إلى الجهل ، والأوثـانُ قادتنـا
سر البلاء وسـر الكـربِ والنـوبِ
لا غرو لو نكَّستْ ( إسريلُ ) رايتنـا
ما دامتِ الحربُ بين الضَّادِ والكُتُـبِ
ما استنسرت أبـداً ، لـولا تفرقهـم
في حانة الفسقِ ، بل في غيهبِ الريبِ
دع ما ادَّعوهُ من الأقـوالِ بهرجـة
لا تنجدُ الأرضَ من باغٍ ومغتصِـبِ
واضربْ يدا الكفرِ، قدغُلَّتْ سواعده
إن شئتِ بالسيفِ لا بالقولِ والخطبِ
كن كالأولى رجلاً ، بالعهـدِ مؤتمنـاً
بالصدقِ متسماً ، بالله فـي حسـبِ
قد أنزل الله في القـرآنِ : لا تهِنـوا
أعلونَ فوق الورى ، والشركُ في صببِ
هذه قصيدتي