يوجد المتحف بالبرج الشمالي الذي شيد سنة 1582 م بأمر من السلطان السعدي المنصور الذهبي. و يعد من بين أهم الأبراج التي شيدت في نفس الفترة لتشكل طوقا دفاعيا حول مدينة فاس بغية حمايتها من التهديدات الأجنبية،خ اصة منها العثمانية. و يؤكد الطابع الأوروبي لتصميم هذه المعلمة العسكرية إشارات المصادر بمساهمة أسرى برتغاليين في عملية البناء. و يشهد هذا التصميم، ذو الشكل المربع و الزوايا الحادة، على تطور بارز في الهندسة العسكرية المسماة بالبستونية و التي برزت خلال القرن السادس عشر.
في بداية القرن العشرين، استعمل رجال المقاومة البرج الشمالي للتحصن فيه قبل أن يتم استغلاله من طرف المستعمر الفرنسي كحامية عسكرية ثم كسجن.
سنة 1963 تم ترميم البرج لأول مرة ليحتضن متحفا متخصصا في مجال الأسلحة. ابتداءاً من 22 شتنبر 2003، أسندت مسؤولية تدبير هذه المعلمة إلى اللجنة المغربية للتاريخ العسكري التي أشرفت على أشغال ترميمها، تجهيزها و رد الاعتبار إليها.
يعنى متحف البرج الشمالي برصد تاريخ الأسلحة في العالم عامة و في المغرب خاصة، و ذلك بداية من عصور ما قبل التاريخ إلى بداية القرن العشرين و تمثل قطعه المتحفية 35 دولة بالإضافة إلى المغرب.
يتكون العرض من سبعة محاور أساسية:
المحور الأول ( القاعة 1و 2و 3) يتعلق بالأسلحة البيضاء و تطورها منذ العصور الحجرية إلى نهاية القرن 19. و يقدم العرض في كل قاعة مقاربة بين الأسلحة المغربية من جهة و أسلحة أوروبا و بقية العالم الإسلامي من جهة أخرى. كما يبين تطور الأسلحة البيضاء و يركز على تأثير الأسلحة النارية عليها.
المحور الثاني (القاعة 4) يتعلق بتاريخ الدروع و الأسلحة الدفاعية.
المحور الثالث ( القاعة 5 و 6 و 7) يقدم الأسلحة النارية الفردية و يركز على التطور التقني لأنظمة إطلاق النار من القرن 16 إلى القرن 19.
خلافاً للمحاور الثلاثة السابقة التي تقدم مواضيع متعددة و متكاملة، خصص المحور الرابع ( القاعة 8 ) لموضوع موحد وهو تاريخ المدفعية في المغرب خاصة والعالم عموما من القرن 14 إلى حدود القرن 19.
يبرزالمحور الخامس ( القاعة 9 و 10 و 11) تطور الأسلحة الفردية خلال القرن 19 و يركز على تطور تقنيات و أنظمة الشحن.
بقاعة المحور السادس ( القاعة 12) يمكن الوقوف على نماذج من الأسلحة المغربية التقليدية و مظاهر الفروسية في المغرب. و قد تم التركيز على الجانب الثقافي و الجمالي لهذه الأسلحة كوسائل للزينة و التباهي و رمز لانتماء اجتماعي و قبلي معين.
و لأن جانبا مهما من تحف المتحف جلب من ماكينة فاس، فقد خصص المحور السابع والأخير لتقديم هذا المصنع الذي أسسه السلطان الحسن الأول نهاية القرن 19.
و يشمل عرض المتحف كذلك الساحة الخارجية المحيطة بالبرج و التي تم توسيعها لتضم قطع مدفعية تعود لحقب ودول مختلفة، أهمها المدفع المغربي السعدي الضخم المسمى " الميمونة". و قد هيأت هذه الساحة لتتشكل مركز استقطاب متميز لزوار المنتزه المحيط بالبرج.
هذا و تجدر الإشارة إلى أن المتحف يضم إلى جانب قاعات العرض الدائم، مساحات أخرى تخصص لتقديم عروض مؤقتة إضافة إلى مكتبة و معمل لترميم التحف.