أيلول الأسود: هو الإسم الذي يشار به إلى شهر أيلول من عام 1970 م، والذي يعرف أيضًا "بفترة الأحداث المؤسفة". في هذا الشهر تحرك حسين بن طلال ملك الأردن لإجهاض محاولة لمنظمات فلسطينية لإسقاط نظام حكمه الملكي. استمر القتال المسلح حتى يوليو عام 1971 م.
بداية التوتر
في 11 فبراير، وقعت مصادمات بين قوات الأمن الأردنية والمجموعات الفلسطينية في شوارع وسط عمان، مما أدى إلى حدوث 300 حالة وفاة. وفي محاولته منع خروج دوامة العنف عن السيطرة، قام الملك بالإعلان قائلا: «نحن كلنا فدائيون»، وأعفى وزير الداخلية من منصبه.
الفصائل الفلسطينية المسلحة، أقامت أنظمة موازية لإصدار تأشيرات المرور، نقاط الجمارك، نقاط التفتيش في المدن والمطارات الأردنية، مما أدى إلى المزيد من التوتر في المجتمع والجيش الأردني .
في يونيو(حزيران) قبلت مصر والأردن اتفاقية روجرز المدعومة أمريكيًا، والتي نادت بوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل، وبالإنسحاب الإسرائيلي من مناطق احتُلت عام 1967 م، وذلك بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 242. رفضت منظمة التحرير والعراقوسوريا الخطة. المنظمات الراديكالية في منظمة التحرير الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينلجورج حبش، الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطينلنايف حواتمة، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامةلأحمد جبريل، قرروا تقويض نظام الملك حسين بن طلال الموالي للغرب حسب تعريفهم. الا ان عرفات لم يتصدى للراديكاليين.وصرح ابو اياد انه سيتدخل ضد الجيش اذا تعرضت هذه المنظمات الى اي ضربة عسكرية من الجيش الاردني.
في 9 يونيو نجا الملك حسين من محاولة فاشلة لاغتياله أثناء مرور موكبه في منطقة صويلح ومحاولة فاشلة أخرى بوسط عمّان حيث قام قناص فلسطيني كان مختبئا على مئذنة المسجد الحسيني بإطلاق النار على سيارة الملك واستقرت إحدى الرصاصات في ظهر زيد الرفاعي الذي كان يحاول حماية الملك، وقامت مصادمات بين قوات الأمن وقوات المنظمات الفلسطينية. ما بين فبراير ويونيو من عام 1970، قتل حوالي 100 شخص بسبب الصراع. بلغ السيل الزبا لدى القيادة الاردنية حيث تقرر في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية في عمان بتوجيه ضربة استئصالية ضخمة وبقوات متفوقة الى كل المنظمات الفلسطينية داخل المدن الاردنية وبدا ان الطريق وصل الى نقطة اللا عودة. حيث اعلن في ايلول من عام 1970 تشكيل حكومة عسكرية برئاسة المشير حابس المجالي حيث وكل اليها امر تصفية الوجود الفلسطيني العسكري داخل المدن الاردنية . وهذا ما حدث بالفعل ، فبالرغم من التهديدات العربية للاردن الا ان العملية نفذت ، فبدات الدبابات والمجنزرات باقتحام مخيمات الوحدات والبقعة ومخيم الزرقاء واجتياح فرق المشاه شوارع المدن الاردنية الزرقاء وعمان واربد حيث حدثت معارك ضارية . وكان لشدة المقاومة في مخيم الوحدات السبب في دفع القوات الاردنية الى زيادة وتيرة العنف والقصف والضغط العسكري الامر الذي ضاعف الانتقادات العربية للاردن التي لم يابه بها. استسلم الالوف من المسلحين الفلسطينين الى القوات الاردنية وقتل الالوف. وصل بعض الزعماء العرب يرئسهم جعفر النميري الى عمان في محاولة الى وقف القتال وانقاذ منظمة التحرير الى ان احدا لم يابة بة حيث بدا وكأن الجيش قد فلت عقالة ولم تعد السلطة السياسية في الاردن تسيطر علية وباتت عمان والاردن كلة تحن رحمت الجيش الاردني. تمكن جعفر النميري والباهي الادغم وزير خارجية تونس من الوصول الى مخبا ياسر عرفات حيث حملوه معهم متنكرا ، وبالرغم من علم المخابرات الاردنية بهويته الى ان تعليمات من الملك حسين الى رجال المخابرات بالسماح له بالمغادرة. وبعد مؤتمر القاهرة الذي من خلاله خرجت المنظمات الفدائية من المدن الاردنية الى احراش جرش وعجلون ، ولكن سرعان ما دب الصراع هناك مجددا بعد ان ضاق سكان القرى في تلك المناطق ذرعا بتجاوزات الفدائين ، حيث اجتاحت قوات الجيش الاردني احراش جرش وعجلون واستئصلت اخر معاقل منظمة التحرير الفلسطينية وباقي المنظمات وكسرت شوكتهم هناك الى الابد.
خلفية
بعد إعادة الحسابات التي نتجت عن حرب الأيام الستة، كانت بعض المنظمات العربية تبحث عن طرق لإسترداد ماء الوجه وبعضها لتحسين وضعه. كان الفلسطينيون يشكلون نسبة عالية من تعداد سكان الأردن، وكانوا مدعومين من أنظمة عربية مختلفة، خاصة من الرئيس المصري جمال عبدالناصر. إسرائيل كانت قد استهدفت مرارا عبر هجمات خلال الحدود من قبل الفدائيين.
وكرد فعل على مجموعة من الهجمات كانت صدرت من الجانب الأردني من الحدود، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باجتياح بلدة الكرامة في 21 مارس عام 1968 م. رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول أعلن أن الهدف من العملية هو منع "موجة جديدة من الإرهاب". قتل في ذلك الاجتياح 128 فلسطيني (البعض يقدر الرقم بـ 170). وكاد الأسرائيليون ينتصرون ويكملون اجتياحهم لولا تدخل الجيش الأردني بقيادة مشهور حديثة فقامت معركة كبيرة بين الجيشين عرفت بأسم معركة الكرامة. قتل في المعركة 250 جندي إسرائيلي وجرج 450، كما فقد جيش الدفاع الأسرائيلي مئات الأليات.وقتل من جانب الجيش الأردني 60 جندي. وصنف هذا النصر على انه اول انتصار لجيش عربي على اسرائيل.
اعتبر ياسر عرفات ذلك نصرًا أعاد الكرامة إلى العرب، واقنع الفلسطينين ان قواته هي التي انتصرت في المعركة ، وتشكلت صورته كبطل وطني تجرأ وواجه إسرائيل. على أثر ذلك انضمت حشود ضخمة من الشباب إلى تنظيمه، حركة فتح. تحت الضغط اضطر أحمد الشقيري إلى الإستقالة من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في يوليو 1968 م، وسرعان ما انظمت فتح وسيطرت على المنظمة.
ضمن مناطق الجيوب الفلسطينية والمخيمات في الأردن بدأت قوات الأمن الأردنية وقوات الجيش تفقد سلطتها، حيث بدأت قوات منظمة التحرير الفلسطينية النظامية بحمل السلاح بشكل علني، وأقامة نقاط تفتيش، وجمع ما أطلقوا عليه مصطلح ضرائب.
خلال مفوضات نوفمبر عام 1968، تم التوصل إلى اتفاقية بسبعة بنود بين الملك حسين والمنظمات الفلسطينية:
- لا يسمح لأعضاء التنظيمات بالتجوال في المدن و هم مسلحون و في لباسهم العسكري.
- لا يسمح بإيقاف السيارات المدنية لغرض التفتيش.
- لا يسمح بتجنيد الشباب المؤهلين للخدمة في الجيش الاردني.
- وجوب حمل اوراق ثبوتيه اردنية.
- وجوب ترخيص السيارات و تركيب لوحات أردنية.
- السلطات الأردنية هي الجهة التي تحقق بالجرائم لدى الطرف الفلسطيني.
- النزاعات بين المنظمات الفلسطينية و الحكومة تفض بواسطة مجلس مشترك من ممثلين عن الملك و منظمة التحرير الفلسطينية فقط.
كما استمرت منظمة التحرير الفلسطينية بمهاجمة أسرائيل انطلاقا من الأراضي الأردنية بدون التنسيق مع الجيش الأردني، مما أدى إلى هجمات انتقامية عنيفة من الجانب الأسرائيلي.
زار الملك حسين الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، والرئيس المصري عبدالناصر في فبراير 1970 م. وبعد عودته، أصدر مجلس الوزراء الأردني في 10 فبراير 1970 م قرار بشأن اتخاذ إجراءات تكفل قيام "مجتمع موحد ومنظم"، و كان مما جاء فيه: أن ميدان النضال لا يكون مأموناً وسليماً، إلا إذا حماه مجتمع موحد منظم يحكمه القانون، ويسيره النظام. و نص على ما يلي:
- كل القوى في الدولة حكومية وشعبية وفردية مدعوة إلى القيام بدورها حسبما يفرضه القانون وترسمه السلطات المختصة.
- حرية المواطن مصونة بأحكام الدستور.
- يمنع منعاً باتاً وبأي شكل من الأشكال تأخير أو تعطيل أو منع رجال الأمن العام أو أي مسؤول من أية مؤسسة رسمية من تنفيذ واجباته المشرعة.
- يجب على كل مواطن أن يحمل هويته الشخصية في جميع الأوقات وأن يعرضها على رجال الأمن إذا طلب منه ذلك.
- يمنع إطلاق النار داخل حدود المدن والقرى.
- يمنع التجول بالسلاح داخل حدود أمانة العاصمة أو الاحتفاظ به .. ويستثنى من ذلك تنظيمات المقاومة الشعبية فقط.
- يمنع خزن المتفجرات أو الاحتفاظ بأية مقادير منها، داخل حدود أمانة العاصمة أو الأماكن المأهولة، وتعطى مهلة أسبوعين اعتباراً من تاريخ صدور هذا القرار للإبلاغ عن مثل تلك المواد المخزونة وإزالتها، وإبلاغ القيادة العامة للجيش العربي الأردني… وكل من يخالف ذلك يتعرض للعقوبة.
- كل سيارة أو مركبة تعمل في المملكة الأردنية الهاشمية يجب أن تحمل الرقم الرسمي المخصص لها من دائرة السير
- تمنع منعاً باتاً جميع المظاهرات والتجمهرات والاجتماعات والندوات غير المشروعة، ولا يسمح بعقد الندوات إلا بإذن مسبق من وزارة الداخلية.
- تمنع جميع النشرات والصحف والمجلات والمطبوعات الصادرة خلافاً للأصول المرعية.
- النشاطات الحزبية ممنوعة بموجب القانون وتمنع ممارستها بأية صورة من الصور.
الفصائل الفلسطينية المسلحة، أقامت أنظمة موازية لإصدار تأشيرات المرور، نقاط الجمارك، نقاط التفتيش في المدن والمطارات الأردنية، مما أدى إلى المزيد من التوتر في المجتمع والجيش الأردني المستقطب أصلاً.
في يونيو، قبلت مصر والأردن اتفاقية روجرز المدعومة أمريكيًا، والتي نادت بوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل، وبالإنسحاب الإسرائيلي من مناطق احتُلت عام 1967 م، وذلك بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 242.
رفضت منظمة التحرير والعراق وسوريا الخطة. المنظمات الراديكالية في منظمة التحرير الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لجورج حبش، الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين لنايف حواتمة، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة لأحمد جبريل، قرروا تقويض نظام الملك حسين بن طلال الموالي للغرب حسب تعريفهم. عرفات لم يتصدى للراديكاليين؛ ولكن أيضا لم يثبت أنه انضم للأصوات المنادية بخلع الملك حسين. في 9 يونيو حدثت محاولة فاشلة لاغتيال الملك أثناء مرور موكبه في منطقة صويلح، وقامت مصادمات بين قوات الأمن وقوات المنظمات الفلسطينية. ما بين فبراير ويونيو من عام 1970، قتل حوالي 1000 شخص بسبب الصراع.
25/9/1970 - الوصول الى اتفاقية بين عرفات و الملك حسين لوقف اطلاق النار برعاية الرئيس المصري جمال عبد الناصر وقد تم توقيع الاتفاقية في 27 من نفس الشهر في القاهرة
حسابات ما بعد أيلول
فيما يشبه الحرب الأهلية، عدد الإصابات قدر بالآلاف قدرها أحمد جبريل في مقبلة الجزيرة ب 5000من الطرف الفلسطيني ، كلا الطرفين كان جزء من عملية قتل مدنيين متعمدة. كان ذلك نقطة تحول في الهوية الأردنية، حيث باشرت الملك ببرنامج أردنة المجتمع.
القوات الفلسطينية طردت إلى لبنان (راجع حرب لبنان الأهلية). أسست فتح منظمة أيلول الأسود. في 28 نوفمبر 1971 في القاهرة اغتيل وصفي التل على يد أربعة من أعضائها.
اكتوبر 1978 - عرفات يلتقي بالملك حسين في المفرق في الاردن للمرة الاولى منذ أيلول الأسود 1970 ، يرافقه العقيد القذافي من اجل عقد مصالحة بين الطرفين .
منظمة أيلول الأسود
هي منظمة فلسطينية كانت هي المسؤولة عن مقتل احد عشر رياضيا إسرائيليا في دورة الألعاب الاولمبية لعام 1972 في ميونخ بالمانيا، وإغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة في 1971 الذي حملته جماعة أيلول الأسود مسؤولية أحداث أيلول الأسود حيث كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
هي منظمة فلسطينية كانت هي المسؤولة عن مقتل احد عشر رياضيا إسرائيليا في دورة الألعاب الاولمبية لعام 1972 في ميونخ بالمانيا، وإغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة في 1971 الذي حملته جماعة أيلول الأسود مسؤولية أحداث أيلول الأسود حيث كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
ليس من الواضح من هو المسؤول عن تنظيم عمليات منظمة أيلول الأسود، ولكن اشيع ان صلاح خلف المعروف بإسمه الحركي أبو إياد هو رئيسها.
التعديل الأخير: