كلامك صحيح وقد اشرت لذالك لأن المعطيات عبارة عن صفر على ارض الواقع وايران فعلياً استغرقت سنوات من اجل تطبيق هذه الاستراتيجية وكانت هناك ظروف تساعدها بعكسنا حالياً لو اردنا تطبيقها
القدرة العسكرية السعودية موجودة ومتفوقة ومرعبة وضخمة جداً ولست قلق من هذه الناحية كما ان الشعب يسهل تجييشه اعلامياً وسيتأقلم لكن انا قلق على استنزاف الاقتصاد واستهلاك الجيش تماماً ومكامن القوة لدينا خلال هذه الحرب وهذا هو الثمن
سنخرج منها بدون قوة حقيقية ولن نستطيع إعادة بنائها لسنوات وقد لا يسمح لنا بذالك كما ان ايران ليست نهاية المطاف هناك قوى اخرى نواياها معروفة تجاهك فكيف ستتعامل معها بعد ان تخرج من الحرب منتصر ولكنك بلا قوة حيث انك قد استهلكت قواك تماماً هذه هي المشكلة الحقيقية اخي الكريم
ثم ماذا عن المجتمع الدولي اذا كان حليفك يبتزك حالياً ويلمح لذالك وانت قوي فكيف سيفعل اثناء الحرب وبعدها ؟ ايضاً اصدقائك في المجتمع الدولي يقفون ضدك في اليمن وانت بكامل قوتك ونواياهم عدوانية فكيف سيفعلون بعد ان تدخل في حرب مع ايران سينصبون لك الفخاخ كما لم ينصبوها لأحد من قبل وسيتم تكبيلك من اجل اسرائيل
لذالك يجب ان نتجنب الحرب لأن نتائجها كارثية او ندفع بأمريكا في سبيل ذالك وهذا يبدو انه من المستحيلات لأن امريكا لا يوجد لها مصلحة استراتيجية كبرى فهي لم تفرض على ايران اشد العقوبات وكذالك اوروبا لم تفعل فكيف سيدعمونك في الحرب ولم يدعموك في السلم وبأقل الخيارات خسارة ؟!
اما في حال لو اضطررنا للدخول في هذه الحرب فلا حول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون ستكون حرب مختلفة ومن نوع آخر وسنواجه اصعب الحروب على الجيوش النظامية واكثرها استنزافاً ومشاغلة من 3 جهات وبأسلوب متطور جداً من حروب الجيل الرابع ولا تجيده سوى ايران
فعلياً سنخرج بلا اقتصاد وبلا قوة حتى لو انتصرنا او قد نلجئ الى طاولة المفاوضات ووقتها سيفرض علينا واقع مرير واكثر سوء من الواقع الحالي وان لم تفعل فتحمل حينها ضغوطات المجتمع الدولي وانت بلا قوة ولعل الضغط الحالي يوضح لك ما قد نواجهه لاحقاً
سنكون بعدها مثل الرؤوس اليانعة التي يسهل قطافها لذالك الوضع خطير جداً وهي مرحلة مفصلية واستراتيجية في تاريخ الدولة السعودية وابناء الجزيرة العربية ولا اريد ان ارى سيناريوهات حصلت في بعض الدول المجاورة تطبق بحق هذه البلاد وبحق القبائل العربية لا اطيق حتى التفكير بذالك واكاد اختنق من مجرد التفكير في هكذا امر
الوضع مرعب والبعض لا يعي ولا يبالي