تذكرت مجموعة مهرجين عندما عين بولتون كانو يتوعدون المغرب به من اجل قضية الصحراء أين هم الآن؟؟
بإقالة ترامب لمستشاره للأمن القومي، جون بولتون، يُفتح الباب من جديد أمام أفق نزاع الصحراء، لاسيما أن هذه الشخصية تعتبر المهندس الرئيس للنزاعات الإقليمية في مختلف ربوع العالم، الأمر الذي يجعل كلا من المغرب والجزائر يترقبّان الشخصية الجديدة التي ستشرف على بلورة تصور الإدارة الأمريكية في مختلف النزاعات.
ولاشك أن إقالة مستشار الأمن القومي سوف تبعث الارتياح لدى الدولة المغربية، لأن المملكة لطالما كانت حذرة بشأن الدبلوماسي الأمريكي، الذي كان مقرّبا من "قصر المرادية"، بحيث كان يُعاب على "عاشق الحروب" مثلما تُلقبه وسائل الإعلام الأمريكية، تسريب المعلومات للوسائط الإعلامية بخصوص العديد من الملفات والنزاعات، بما فيها ملف الصحراء.
فشل التيار المحافظ
نوفل البعمري، الخبير في ملف الصحراء، قال إن "استقالة جون بولتون إعلان عن فشل التيار المحافظ المتشدد داخل الحزب الجمهوري في فرض تصوره السياسي لحل العديد من النزاعات الإقليمية، وهو ما قد يؤشر على إعادة تقييم السياسة الخارجية الأمريكية، مع استحضار قرب الانتخابات الأمريكية التي لا يمكن فصل هذه الإقالة عن هذا السياق".
وبخصوص علاقة الاستقالة بملف الصحراء، أضاف البعمري أنه "يجب الإشارة إلى الاستقالة السابقة لكوهلر؛ وهما الاستقالتين اللتين سيكون لهما تأثير على مسار الملف وإعداد مسودة القرار الأمريكي لأواخر أكتوبر المقبل، خاصة أنه لم يتم التوافق بعد على شخصية بديلة عن كوهلر".
وتابع المتحدث قائلا: "عدم التوافق على شخصية بديلة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة أوقف العملية السياسية وعطّلها، ذلك أن هذه الاستقالة ستزيد من حجم هذا التأثير، لأنه سننتظر تعيين شخصية عن بولتون كمستشار للأمن القومي، لبلورة تصور الإدارة الأمريكية لمختلف النزاعات، من بينها النزاع المفتعل حول الصحراء".
ارتياح المغرب
من جهته، أكد صبري الحو، الخبير المغربي في القانون الدولي ونزاع الصحراء، أنه "عندما نتحدث عن إقالة أو استقالة فهنالك تدافع وتبادل للاتهامات بين الرئاسة الأمريكية وهذه الشخصية"، ثم زاد مستدركا: "هل هذه إقالة أم استقالة.. على أية حال مهما يكن من سبب أجْبر بولتون على تقديم الاستقالة، أو أدى بالرئيس الأمريكي إلى إقالته، فإن هذه الشخصية تعتبر المهندس الأول لتوزيع مهام المينورسو بشأن الصحراء".
وأوضح الحو أن "جون بولتون يعتبر أيضا مهندس التقرير ومراجعة دور المينورسو، بحيث يوصي ويحث على أن تلعب المينورسو دورا سياسيا سريعا في النزاع، إلى جانب كونه مهندسًا لكثافة جدولة ملف نزاع الصحراء على مستوى كافة آليات الأمم المتحدة، بدءا بمجلس الأمن".
ويرى الخبير في ملف الصحراء أن الخطير في المسألة يكمن في "فرض جون بولتون على المبعوث الشخصي السابق التشاور المسبق معه ومع أمريكا بخصوص موضوع أية إحاطة لمجلس الأمن"، مردفا: "حاول فرض جدولة للمفاوضات التي همت لقاءات المائدة المستديرة التي كانت تجمع المغرب وموريتانيا والجزائر والبوليساريو، بحيث أنه حاول أن يكون مشاركا فعليًا للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، من أجل التسريب والدفع بالموقف الأمريكي".
وتابع بالقول: "الجزائر والبوليساريو تفقد ورقة مهمة ومؤثرة في رسم الموقف الأمريكي المتشدد في نزاع الصحراء، وهو ما يجعل خيبة الأمل وسوء الطالع هو الذي يخيم الآن لدى الجزائر وقيادة البوليساريو، في مقابل الارتياح وتنفس الصعداء لدى المغرب، الذي كان حذرا مع هذه الشخصية".
"بولتون هو المتسبب في استقالة هورست كوهلر كمبعوث الشخصي للأمين العام، لأنه سلب للأخير حريته في التصرف، وفرض عليه التنسيق المسبق معه قبل اتخاذ أي موقف، وقبيل إحاطات مجلس الأمن، وزاد من شدة الضغط على الرجل، وفضل الاستقالة ربحا لكرامته"، يردف المتحدث.