مراسلات دينية مشهورة
أ.د علي بن محمد عودة الغامدي
جرت بين الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وبين إمبراطور الروم ليو الأيسوري.
وقد انفرد المبرد -- بين المصادر الإسلامية -- في كتابه " الكامل في اللغة والأدب " بذكر تفاصيل هذه المراسلة بدون أن يذكر شيئا عن نصوص تلك الرسائل .
فذكر المبرد أن عمر بن عبدالعزيز أرسل ثلاثة رجال برسائل إلى ليو الأيسوري ؛ يبدو أنه يدعوه فيها اإلى الدخول في الإسلام ؛ وقد ذكر رئيس البعثة أنهم عندما قابلوا ليو الأيسوري وجدوه يتكلم العربية بطلاقة ، لأنه نشأ في مدينة مرعش الواقعة في شمال الشام. ودار بين أحدهم وبين الامبراطور حوار ، ذكره المبرد ، ثم عادوا بجواب الامبراطور اإلى عمر بن عبدالعزيز .
لكن من الجانب الآخر ذكرت المصادر النصرانية من رومية وأرمينية وغيرها تلك المراسلة ، لكنها أغرقت في تفاصيل خيالية لا تمت للحقيقة بصلة . بل واخترعت نصوصا كثيرة على لسان عمر بن عبدالعزيز وليو الأيسوري . وغالبية تلك النصوص تجعل رسالة عمر بن العزيز لا تتعدى صفحتين تتضمن دعوة ليو للدخول في الاسلام وترك النصرانية ويغلب عليها ضعف الحجة والدليل . بينما تخترع ردودا قوية للامبرطور ليو الأيسوري تزيد عن خمسين صفحة. وفيها دحض مسهب للاسلام.
والهدف من هذا الاختراع هو إعطاء عامة النصارى القناعة التامة بدينهم بدليل أن امبراطورهم الرومي ليو الأيسوري تغلب على خليفة المسلمين بالحجة والبرهان.
ومن أشهر تلك النصوص المخترعة ما فعله المؤرخ الأرمني جيفوند ليونتيس بعد أكثر من قرن من اختراعه لنص الرسالتين . وهناك كتًاب كُثر فعلوا مثلما فعله جيفوند ، حتى في الغرب زمن الحروب الصليبية.
والحق أن هذا تقليد بدأه يوحنا الدمشقي وسار على منواله الكثير من الكُتًاب النصارى في داخل بلاد المسلمين وفي بلاد الروم وفي الغرب الأوربي . حيث يخترعون محاور مسلم تكون حججه ضعيفه واهيه ويجيبون عليه برد قوي يعطي القناعة لكل نصراني يقرأه بصحة دينه ويحول بينه وبين الاستماع لشيء من مبادئ الإسلام.
أ.د علي بن محمد عودة الغامدي
جرت بين الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وبين إمبراطور الروم ليو الأيسوري.
وقد انفرد المبرد -- بين المصادر الإسلامية -- في كتابه " الكامل في اللغة والأدب " بذكر تفاصيل هذه المراسلة بدون أن يذكر شيئا عن نصوص تلك الرسائل .
فذكر المبرد أن عمر بن عبدالعزيز أرسل ثلاثة رجال برسائل إلى ليو الأيسوري ؛ يبدو أنه يدعوه فيها اإلى الدخول في الإسلام ؛ وقد ذكر رئيس البعثة أنهم عندما قابلوا ليو الأيسوري وجدوه يتكلم العربية بطلاقة ، لأنه نشأ في مدينة مرعش الواقعة في شمال الشام. ودار بين أحدهم وبين الامبراطور حوار ، ذكره المبرد ، ثم عادوا بجواب الامبراطور اإلى عمر بن عبدالعزيز .
لكن من الجانب الآخر ذكرت المصادر النصرانية من رومية وأرمينية وغيرها تلك المراسلة ، لكنها أغرقت في تفاصيل خيالية لا تمت للحقيقة بصلة . بل واخترعت نصوصا كثيرة على لسان عمر بن عبدالعزيز وليو الأيسوري . وغالبية تلك النصوص تجعل رسالة عمر بن العزيز لا تتعدى صفحتين تتضمن دعوة ليو للدخول في الاسلام وترك النصرانية ويغلب عليها ضعف الحجة والدليل . بينما تخترع ردودا قوية للامبرطور ليو الأيسوري تزيد عن خمسين صفحة. وفيها دحض مسهب للاسلام.
والهدف من هذا الاختراع هو إعطاء عامة النصارى القناعة التامة بدينهم بدليل أن امبراطورهم الرومي ليو الأيسوري تغلب على خليفة المسلمين بالحجة والبرهان.
ومن أشهر تلك النصوص المخترعة ما فعله المؤرخ الأرمني جيفوند ليونتيس بعد أكثر من قرن من اختراعه لنص الرسالتين . وهناك كتًاب كُثر فعلوا مثلما فعله جيفوند ، حتى في الغرب زمن الحروب الصليبية.
والحق أن هذا تقليد بدأه يوحنا الدمشقي وسار على منواله الكثير من الكُتًاب النصارى في داخل بلاد المسلمين وفي بلاد الروم وفي الغرب الأوربي . حيث يخترعون محاور مسلم تكون حججه ضعيفه واهيه ويجيبون عليه برد قوي يعطي القناعة لكل نصراني يقرأه بصحة دينه ويحول بينه وبين الاستماع لشيء من مبادئ الإسلام.