الموصلات
20 فبراير 2014 - 10:33 PM
مهندس في مختبر لينس بمعهد مصدر (الاتحاد)
أبوظبي (الاتحاد) - أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا أمس عن تحقيق نقلة نوعية بانضمامه إلى فئة الجامعات القليلة حول العالم القادرة على إنجاز تصميم نهائي متقدم لرقاقة شبه موصلة مؤهلة لدخول حيز التصنيع بهدف التداول التجاري.
وجاء هذا الإنجاز، بحسب بيان صحفي، ثمرة تعاون بين معهد مصدر و«جلوبل فاوندريز»، ثاني أكبر شركة مصنعة لأشباه الموصلات على مستوى العالم، والتي تعود ملكيتها بالكامل لشركة استثمار التكنولوجيا المتطورة (آتيك) التابعة لشركة مبادلة.
وأنجز تصميم الرقاقات باستخدام تقنية جديدة، لتمكن بدورها الباحثين في معهد مصدر من استخلاص قيم ومعايير ستساعد المصممين في نهاية الأمر على خفض استهلاك الطاقة في شبه الموصلات وزيادة سرعتها في الوقت ذاته.
ومن المتوقع أن يقوم معهد مصدر بتسليم الرقاقة المصنّعة النهائية في أواخر مارس 2014.
وقال الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر «يشكل النجاح الذي حققه طلبتنا بتصميم هذا النوع من الرقاقات بداية عهد جديد في مجال البحث والابتكار في قطاع تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة في دولة الإمارات».
وأضاف: «لم يكن لمثل هذا الإنجاز أن يتحقق لولا الدعم المستمر من القيادة الإماراتية الرشيدة، والذي مكننا من تطوير قدراتنا البحثية والإبداعية، ونحن ننتظر من طلبتنا إنجازات على القدر نفسه من الأهمية والتفوق في المستقبل».
وقال جيفري عقيقي، مدير عام جلوبل فاوندريز أبوظبي: «يأتي هذا التصميم ليؤكد خصوصية وقوة شراكتنا مع الجهات المعنية في دولة الإمارات والآفاق الجديدة التي فتحتها أمامنا».
وأضاف: «الإنجاز يضاف إلى غيره من الإنجازات المشتركة التي حققناها مع معهد مصدر خلال زمن قياسي، لنكون في طليعة المساهمين في جهود التطوير الحثيثة الرامية إلى دعم مكانة أبوظبي كمركز للابتكار التكنولوجي».
وأكد أن «تكنولوجيا «28 نانومتر» تستلزم مقاييس متناهية الدقة، وهذا يفرض تحديات جديدة لم نعتد على مواجهتها في تكنولوجيا العقد الأكبر». وأشاد عقيقي بجهود باحثي معهد مصدر وكفاءتهم التي كانت الأساس في تحقيق هذا الإنجاز.
من جهته، أوضح الدكتور إبراهيم الفاضل، مدير مركز أبحاث النظم الدقيقة (iMicro) في معهد مصدر، أن الهدف من الرقاقة هو دراسة تأثير التغيرات في عملية التصنيع على أداء الدوائر الإلكترونية.
وقال: «ستساعد النتائج والقيم النهائية في عملية التصميم على تحديد المعايير التوجيهية اللازمة لمهندسي الدارات المتكاملة وأشباه الموصلات لتحقيق نتائج محددة تعزز من فاعلية الدارات وتزيد من سرعتها ناهيك عن رفع كفاءتها في استهلاك الطاقة».
وأشار الفاضل إلى أثر المعايير التوجيهية المهم على عمليات تصنيع الرقاقات ذات المستوى المنخفض في استهلاك الطاقة ضمن تطبيقات متنوعة، بما فيها الأجهزة الطبية النقالة والثابتة، وأجهزة الرصد البيئي، والأجهزة الالكترونية الاستهلاكية.
وقال: «نحن ممتنون لفريق عمل جلوبل فاونديرز على توفيرهم لطلبة معهد مصدر والموظفين، وأعضاء هيئة التدريس بيئة تصميم مثالية مزودة بأحدث التقنيات مكنت من تحقيق هكذا إنجاز لدولة الإمارات».
وكان تصميم الرقاقة موضوع ورقة بحث علمية تم تقديمها في الدورة العشرين لمؤتمر معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات حول الأنظمة والدارات الإلكترونية الذي عقد في أبوظبي من 8 إلى 11 ديسمبر 2013.
ومن الجدير بالذكر أن كلاً من الطالبين تيميسجن هيبتي ويو زو من برنامج هندسة النظم الدقيقة في معهد مصدر يجريان أبحاث التصميم في وحدات جلوبل فاوندريز بأبوظبي منذ أكثر من عام، وذلك تحت إشراف الدكتور إبراهيم الفاضل والدكتور أيمن شبرا.
وقام فريق من الطلبة الإماراتيين من برنامج هندسة النظم الدقيقة مؤخراً بزيارة منشآت شركة جلوبل فاوندريز أبوظبي للاطلاع والتعرف على التقدم الذي حققته دولة الإمارات في صناعة أشباه الموصلات.
يذكر أن طلبة معهد مصدر نجحوا في تصميم رقاقة شبه موصلة باستخدام تكنولوجيا عملية 65 نانومتر من شركة جلوبل فاوندريز في يونيو 2013؛ وهي أول رقاقة تقوم جلوبل فاوندريز بوضع تصميمها النهائي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبهذا يكون معهد مصدر أول جامعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستخدم أدوات التصميم (PDK) لتصميم دارات شبه موصلة من مرحلة الصفر.
وباعتباره إحدى الركائز الأساسية للابتكار وإعداد الكوادر البشرية، يواصل معهد مصدر القيام بدوره الجوهري في دعم رؤية «مصدر» وتحقيق أهدافها بشأن مساعدة دولة الإمارات وأبوظبي على التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وكذلك التوصل إلى حلول فعالة لأصعب التحديات التي تواجه البشرية، ولاسيما منها تغير المناخ.
ويوفر المعهد، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.