حضور السيد ريك بيري وزير الطاقة الامريكي للاجتماع الوزاري الثانى لمنتدي شرق المتوسط في قصر المنتزه بالامس؛ إشارة قوية علي دعم الولايات المتحدة لاعادة رسم خريطة الغاز المتدفق لجنوب اوروبا، ولتحركات مصر الرامية للتحول إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة. بصورة أوضح هنالك توافق استراتيجي حققته مصر لمصالح كل من روسيا وامريكا والسبع دول الأعضاء في المنتدي، ما يؤهله لأن يكون آلية تعاون إقليمي واسع النطاق..
هذا التموضع الاستراتيجي الممتاز لمصر في هذه المنطقة، جاء دون خروج وحيد عن القوانين الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة، أي أن مصر أحرزت هدف شرق المتوسط بالشوكة والسكينة.. تماماً كذئب صبور، يعرف متى يُجهز علي فريسته دون ضجيج..
فيما تستمر التحركات التركية بالمنطقة مزيج بين استعراض صوري للقوة يزيديها عزلة، وعرضة لمزيد من العقوبات الأوروبية..
لسخرية القدر، قامت الحرب السورية بسبب مسارات خرائط الغاز، والتى كان يُراد لتركيا فيها أن تكون عقدة الغاز الجديدة في المنطقة ومركز تداول الطاقة في خاصرة جنوب اوروبا، فانتهى بها المطاف بعد سبع سنوات وحيدة كطفل سمج يبكى علي اعطاب لعبته المفضلة..
ولسخرية القدر أيضاً، أنه كلما زادت حدة التحركات التركية الغير قانونية بالمياة الاقتصادية الخالصة لقبرص، كلما زادت سرعة اجراءات اتمام تأسيس منتدي شرق المتوسط للغاز الذي يستعد اعضائه لاجتماعه التأسيسي الثالث في يناير القادم.
غريبة تلك الدراما التى تفرزها الصراعات بين الكبار، وجميلة تلك الكماشة التى صاغتها القاهرة للإطباق بنُبل علي الأغا السفاح ورفاقه..
منقول من صفحة الباحث العسكري , محمد حسن ...