اعتقد ان الصفقة كانت بين امريكا وقطر تحديداً وسبق وان قلت في موضوع آخر انني اتوقع عدم فرض عقوبات قاسية على تركيا
وذالك بعد زيارة امير قطر لأمريكا قبل يوم من استلام تركيا للمنظومة وما جرى خلال هذه الزيارة من استثمارات استغلتها قطر سياسياً في سبيل تخفيف الضغط على حلفائها
في الحقيقة قطر يهمها بقاء تركيا دولة قوية ومتماسكة في المنطقة لإحداث توازن استراتيجي مع السعودية ومصر والامارات
لأن اي عقوبات اقتصادية في ظل الازمة التي تشهدها تركيا ستؤثر بشكل كبير عليها كدولة وعلى مشروعها السياسي وعلى اردوغان شخصياً ومستقبله واوراقه التي يلعب بها !
علماً ان قطر تستند على تركيا كغطاء وحليف وقوة اقليمية رئيسية مساندة لها وحاضنة للجماعات السياسية في مواجهة السعودية والحلف العربي الذي يضم مصر والامارات
الموضوع يهم قطر بالدرجة الاولى ويتجاوز مسألة صفقة عسكرية لأن تبعاتهاا قد تكون استراتيجية تصب في صالح الحلف المضاد وتجعل من قطر تصارع لوحدها في المنطقة
راجع زيارة امير قطر اردوغان لم يكن لديه شيء ليقدمه اقتصادياً لأمريكا في سبيل تجنب العقوبات غير القول بأنه سيشتري الباتريوت ايضاً وهذا الامر لايكفي اطلاقاً
بعكس دولة قطر التي ادارة البوصلة ودفعت بإستثمارات تجاوزت ال 150 مليار دولار وبلا شك موضوع تركيا كان على رأس القائمة في الاهداف السياسية من وراء الصفقات القطرية
ان لم تفرض امريكا عقوبات اقتصادية على تركيا فعلى اردوغان ان يتوجه بالشكر للقطريين الذين انقذوه ، الحرمان من الاف 35 ليس ذا اهمية وهو لحفظ ماء الوجه لأمريكا فكان لزاماً عليها ان تتخذ مثل هذا القرار
انما العقوبات الاقتصادية ستدمر تركيا وتؤثر عليها كقوة اقليمية رئيسية وستضمحل على كافة المستويات لأن الاقتصاد هو قلب الدولة النابض وهو شريان الحياة والقوة لأي دولة
بدون هذا القلب لا حياة ولا قوة لباقي اعضاء الجسد فما بالك اذا كان هذا القلب التركي قد تعرض لجلطة لم يتشافى منها بعد لذالك اي جلطة مضاعفة قد تودي بحياته وهنا مكمن الخطر الحقيقي وليس الحرمان من الاف 35