دبي (ا ف ب) - ليست سيرة ثورة بقدر ما هي سيرة شخص اطلق الثورة الجزائرية قبل ان يدخل السجن تلك التي يقدمها المخرج والمنتج الجزائري احمد راشدي في فيلمه "مصطفى بن بولعيد" الذي يشارك في مسابقة المهر العربي في مهرجان دبي.
مصطفى بن بولعيد (1917-1956) في صورة من ارشيف 19 كانون الثاني/يناير 1955 (© اف ب )والفيلم تم تصويره على مدى عامين تخللهما الكثير من الصعوبات العملية والمادية التي كادت ان تجهض الفيلم لولا تدخل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفيلقة شخصيا لانجازه.
ويسجل الفيلم عودة قوية لراشدي المخرج الذي رافق عمله استقلال الجزائر ولم يخرج عملا سينمائيا من فترة طويلة انصرف خلالها للانتاج السينمائي والاخراج التلفزيوني.
وقدم "مصطفى بن بولعيد" الذي تطلب مشاركة مئات الاشخاص والجيش الجزائري بطائراته العسكرية والمروحية خصوصا في المشاهد الحربية في عرض عالمي اول في مهرجان دبي بعدما وضع السيناريو له منتج الفيلم صادق بخوش.
واضطر احمد راشدي حين عرض عليه سيناريو الفيلم الذي قام بتعديله مرات الى ترك تصوير مسلسل "ابن خلدون" في سوريا والعودة الى الجزائر للشروع في هذا المشروع الضخم الذي يتمتع بكثير من الميزات العالمية تقنيا واخراجيا وتبقى نقطة الضعف الاكبر فيه متمثلة بالسيناريو خصوصا في الجزء الاول من الشريط.
ويحاول الفيلم العمل على الذاكرة الجزائرية غير المدونة عبر استعادة سيرة هذا البطل.
يمجد "مصطفى بن بولعيد" البطولات الثورية المنسية او التي لا يعرفها الجيل وفيه رغبة حقيقة من المخرج بمواجهة الخطاب الوارد في عدد من الافلام الاخيرة التي انتجتها فرنسا عن حرب الجزائر والتي تجاوز عددها الاربعة خلال العامين الاخيرين وبينها فيلم "العدو الحميم" بخطاب مغاير يروي الحكاية كما حفظها الطرف الجزائري.
ويحاول الفيلم نقل الكثير من المحطات المهمة في التاريخ الجزائري والتقط لحظة محورية سجلت ذهاب الجزائر الى الثورة وتاريخا آخر لحظة اجتمع القادة الستة يتراسهم بن بولعيد ليفجروا الثورة وكان بين هؤلاء الرئيس الجزائري السابق احمد بوضياف.
وتم ايلاء الموسيقى في الفيلم اهمية خاصة وتم الاتصال حتى بالمؤلف الموسيقي الايطالي بونتي دي كورفو الذي وضع الموسيقى التصويرية لفيلم "معركة الجزائر" الشهير في الستينات.
لكن الموسيقى التصويرية التي تحتل موقعا مميزا وضعها في النهاية التونسي صافي بوتلة وسالم دادا وقد وظف راشدي المؤثرات الصوتية واللحظات والايماءات وايضا ايقاع الفيلم خير توظيف.
وراعى المخرج بنجاح طبيعة المرحلة الاستعمارية لناحية البيوت والاكسسوارات والديكورات واللباس وقصات الشعر التي كانت كلها تعيد الى الخمسينات.
وادى الفنان حسان قشاش دور "اسد الاوراس" مصطفى بن بولعيد في اول دور بطولة مطلقة له وابدع في ادائه ليحمل الفيلم على كتفيه ويظل قائدا شجاعا الى النهاية.
وكان قشاش شارك في ادوار اخرى مع المخرج راشدي وغيره لكنه في الاساس طبيب من اصل سوري درس الطب في الجزائر وعاش فيها ليمارس الفن منذ التسعينات.
وتوقف التصوير في الفيلم ستة اشهر بعدما تعرض قشاش لكسر في فخذه اقعده في الجبص مدة طويلة وتوقف التصوير مرة ثانية لشح في التمويل.
وسبق لراشدي ان قال في تصريحات صحافية تشرح سبب تناوله مجددا لموضوع الثورة انه "من العار ان تنتج فرنسا 94 فيلما عن الامير عبد القادر ونعجز نحن عن القيام بفيلم واحد عنه". ولم تنتج الجزائر الا افلاما قليلة عن تاريخ ثورتها يكاد عددها لا يتجاوز العشرين.
وردا على انتقادات البعض لدعم الرئيس الجزائري الشخصي للفيلم اعتبر راشدي في تصريحات سبقت مجيئه الى دبي ان الامر طبيعي مشيرا الى ان "الرئيس الاميركي روزفلت منح مبالغ كبيرة لسينما الحرب اثناء الحرب العالمية الثانية لتسويق صورة جميلة عن الجندي الاميركي. وانتج خلال تلك الفترة 120 فيلما سينمائيا كلها تخدم الجيش الاميركي خدمة لا تقل عن خدمة العتاد العسكري والوسائل السياسية".
وكانت الانقادات على هذا الصعيد تجددت من قبل البعض في دبي حين وزع ملصق الفيلم وعليه عبارة "تحت الرعاية الخاصة للرئيس بوتفليقة".
وكان احمد راشدي احد عمالقة العهد الذهبي للسينما الجزائرية كما كان اول من ترأس المركز السينمائي الجزائري العام 1964 واسس في عهده نحو 400 ناد سينمائي في انحاء الجزائر وقدم للسينما الجزائرية افلاما مشهودة مثل "الافيون والعصا" بين ثمانية افلام روائية طويلة انجزها خلال مسيرته.
واخرج راشدي اول اعماله الوثائقية العام 1963 وشارك في انتاج فيلم "زد" لكوستا غافراس وحاز الجائزة الخاصة في مهرجان موسكو العام 1978 عن فيلمه "علي في بلاد السراب".
ويعد المخرج حاليا لفيلم لمصلحة قناة "الجزيرة اطفال" حصل على الموافقة المبدئية من لاعب الكرة الفرنسي زين الدين زيدان لاداء دور فيه. ويتحدث الفيلم عن طفل جزائري مولع باللاعب الكبير زين الدين زيدان وقد وضع السيناريو للفيلم الذي سيخوض فيه زيدان اول تجربة سينمائية الروائي مرزاق بقطاش.
وتشارك الجزائر بثلاثة افلام في مسابقة المهر العربي فاضافة الى فيلم احمد راشدي هناك شريط "مسخرة" لالياس سالم الذي سبق ان حاز جائزة "افضل فيلم عربي" في مهرجان القاهرة السينمائي الاخير وشريط "آذان" للمخرج الجزائري الفرنسي رباح عامر زعيميش وتدور حوادثه في مجمع صناعي في احدى ضواحي باريس تعيش فيه مجموعة من العمال العرب والافارقة.
وتبشر هذه الافلام بعودة شيء من الروح الى السينما الجزائرية التي شهدت فترة ركود كبيرة تراجعت فيها عن مواقعها القديمة.
ويسجل الفيلم عودة قوية لراشدي المخرج الذي رافق عمله استقلال الجزائر ولم يخرج عملا سينمائيا من فترة طويلة انصرف خلالها للانتاج السينمائي والاخراج التلفزيوني.
وقدم "مصطفى بن بولعيد" الذي تطلب مشاركة مئات الاشخاص والجيش الجزائري بطائراته العسكرية والمروحية خصوصا في المشاهد الحربية في عرض عالمي اول في مهرجان دبي بعدما وضع السيناريو له منتج الفيلم صادق بخوش.
واضطر احمد راشدي حين عرض عليه سيناريو الفيلم الذي قام بتعديله مرات الى ترك تصوير مسلسل "ابن خلدون" في سوريا والعودة الى الجزائر للشروع في هذا المشروع الضخم الذي يتمتع بكثير من الميزات العالمية تقنيا واخراجيا وتبقى نقطة الضعف الاكبر فيه متمثلة بالسيناريو خصوصا في الجزء الاول من الشريط.
ويحاول الفيلم العمل على الذاكرة الجزائرية غير المدونة عبر استعادة سيرة هذا البطل.
يمجد "مصطفى بن بولعيد" البطولات الثورية المنسية او التي لا يعرفها الجيل وفيه رغبة حقيقة من المخرج بمواجهة الخطاب الوارد في عدد من الافلام الاخيرة التي انتجتها فرنسا عن حرب الجزائر والتي تجاوز عددها الاربعة خلال العامين الاخيرين وبينها فيلم "العدو الحميم" بخطاب مغاير يروي الحكاية كما حفظها الطرف الجزائري.
ويحاول الفيلم نقل الكثير من المحطات المهمة في التاريخ الجزائري والتقط لحظة محورية سجلت ذهاب الجزائر الى الثورة وتاريخا آخر لحظة اجتمع القادة الستة يتراسهم بن بولعيد ليفجروا الثورة وكان بين هؤلاء الرئيس الجزائري السابق احمد بوضياف.
وتم ايلاء الموسيقى في الفيلم اهمية خاصة وتم الاتصال حتى بالمؤلف الموسيقي الايطالي بونتي دي كورفو الذي وضع الموسيقى التصويرية لفيلم "معركة الجزائر" الشهير في الستينات.
لكن الموسيقى التصويرية التي تحتل موقعا مميزا وضعها في النهاية التونسي صافي بوتلة وسالم دادا وقد وظف راشدي المؤثرات الصوتية واللحظات والايماءات وايضا ايقاع الفيلم خير توظيف.
وراعى المخرج بنجاح طبيعة المرحلة الاستعمارية لناحية البيوت والاكسسوارات والديكورات واللباس وقصات الشعر التي كانت كلها تعيد الى الخمسينات.
وادى الفنان حسان قشاش دور "اسد الاوراس" مصطفى بن بولعيد في اول دور بطولة مطلقة له وابدع في ادائه ليحمل الفيلم على كتفيه ويظل قائدا شجاعا الى النهاية.
وكان قشاش شارك في ادوار اخرى مع المخرج راشدي وغيره لكنه في الاساس طبيب من اصل سوري درس الطب في الجزائر وعاش فيها ليمارس الفن منذ التسعينات.
وتوقف التصوير في الفيلم ستة اشهر بعدما تعرض قشاش لكسر في فخذه اقعده في الجبص مدة طويلة وتوقف التصوير مرة ثانية لشح في التمويل.
وسبق لراشدي ان قال في تصريحات صحافية تشرح سبب تناوله مجددا لموضوع الثورة انه "من العار ان تنتج فرنسا 94 فيلما عن الامير عبد القادر ونعجز نحن عن القيام بفيلم واحد عنه". ولم تنتج الجزائر الا افلاما قليلة عن تاريخ ثورتها يكاد عددها لا يتجاوز العشرين.
وردا على انتقادات البعض لدعم الرئيس الجزائري الشخصي للفيلم اعتبر راشدي في تصريحات سبقت مجيئه الى دبي ان الامر طبيعي مشيرا الى ان "الرئيس الاميركي روزفلت منح مبالغ كبيرة لسينما الحرب اثناء الحرب العالمية الثانية لتسويق صورة جميلة عن الجندي الاميركي. وانتج خلال تلك الفترة 120 فيلما سينمائيا كلها تخدم الجيش الاميركي خدمة لا تقل عن خدمة العتاد العسكري والوسائل السياسية".
وكانت الانقادات على هذا الصعيد تجددت من قبل البعض في دبي حين وزع ملصق الفيلم وعليه عبارة "تحت الرعاية الخاصة للرئيس بوتفليقة".
وكان احمد راشدي احد عمالقة العهد الذهبي للسينما الجزائرية كما كان اول من ترأس المركز السينمائي الجزائري العام 1964 واسس في عهده نحو 400 ناد سينمائي في انحاء الجزائر وقدم للسينما الجزائرية افلاما مشهودة مثل "الافيون والعصا" بين ثمانية افلام روائية طويلة انجزها خلال مسيرته.
واخرج راشدي اول اعماله الوثائقية العام 1963 وشارك في انتاج فيلم "زد" لكوستا غافراس وحاز الجائزة الخاصة في مهرجان موسكو العام 1978 عن فيلمه "علي في بلاد السراب".
ويعد المخرج حاليا لفيلم لمصلحة قناة "الجزيرة اطفال" حصل على الموافقة المبدئية من لاعب الكرة الفرنسي زين الدين زيدان لاداء دور فيه. ويتحدث الفيلم عن طفل جزائري مولع باللاعب الكبير زين الدين زيدان وقد وضع السيناريو للفيلم الذي سيخوض فيه زيدان اول تجربة سينمائية الروائي مرزاق بقطاش.
وتشارك الجزائر بثلاثة افلام في مسابقة المهر العربي فاضافة الى فيلم احمد راشدي هناك شريط "مسخرة" لالياس سالم الذي سبق ان حاز جائزة "افضل فيلم عربي" في مهرجان القاهرة السينمائي الاخير وشريط "آذان" للمخرج الجزائري الفرنسي رباح عامر زعيميش وتدور حوادثه في مجمع صناعي في احدى ضواحي باريس تعيش فيه مجموعة من العمال العرب والافارقة.
وتبشر هذه الافلام بعودة شيء من الروح الى السينما الجزائرية التي شهدت فترة ركود كبيرة تراجعت فيها عن مواقعها القديمة.