معلومات عامة
في 30 كانون الثاني 2017، هاجمت سفينة صغيرة محمّلة بالمتفجرات فرقاطة القوات البحرية الملكية السعودية “المدينة”. وقع الهجوم في البحر الأحمر، على بعد حوالي 30 كم من مدينة الحديدة الساحلية اليمنية. في البداية، وصفت قوات التحالف الذي تقوده السعودية الهجوم بأنه هجوم انتحاري، وادّعت أنه هجوم صاروخي شنّته قوات “أنصار الله” الحوثية اليمنية، في حين أعلنت البحرية الأمريكية أن السفينة كانت عبارة عن زورق يتم التحكّم به عن بعد، ويديره مقاتلو الحوثي. باستثناء هذه التصريحات، لا تتوفر سوى معلومات قليلة عن السفينة، لكن الحادث لفت الانتباه إلى التهديد الذي يطال عمليات الشحن الدولي من خلال ما يُطلق عليها اسم “قوارب من دون قبطان” والتي تعمل من مياه اليمن الساحلية. المصطلح التقني لمثل هذه السفينة هو عبوة ناسفة مرتجلة محمولة في المياه (WBIED).
في 5 آذار 2017، استدعت قوات الحرس الرئاسي لدولة الإمارات العربية المتحدة فريق تحقيق ميدانياً لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع لتوثيق العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه التي في حوزتهم والتي ادّعوا أن قوات الحوثيين بنتها ونشرتها في اليمن. كما يزعم دبلوماسيون غربيون بشكل مستقل أن السفينة برزت إلى الوجود مع قوات الحوثيين، على الرغم من أن الظروف الدقيقة لحيازتها لا تزال غير واضحة.
تهدف Frontline Perspective إلى المساهمة في النقاش الناشئ حول استخدام العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه في البحر الأحمر من خلال تقديم نظرة عامة تقنية تفصيلية عن بناء السفينة. في حين تتميّز العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه بالعناصر المصنّعة في إيران، خلافاً لتقارير سابقة نشرتها منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع – والتي قدمت دليلاً قاطعاً على دعم إيران لقوات الحوثيين – فإن الأدلة المقدمة أدناه لا تستنتج بالضرورة المشاركة الإيرانية المباشرة في بناء السفينة، ولكنها تشير إلى أنه تمّ الحصول على بعض المكونات من إيران أو عبر القنوات الإيرانية.
السفينة
السفينة هي عبارة عن زورق دورية طوله 10 أمتار، صنّعته شركة الفتان لصناعة السفن في الإمارات العربية المتحدة، وتم تسليمه في البداية لخفر السواحل الإماراتي (الصورة رقم 1).
قبل بدء الأعمال العدائية الأخيرة في اليمن، تبرّعت الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 60 سفينة من هذا الطراز إلى البحرية اليمنية.
تم تجهيز السفينة بمحركين خارجيين “ياماها Y200A” بقوة 200 حصان (الصورة 2). في ردّ سريع وشامل لطلب تتبع رسمي صادر عن منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع، أكدت شركة ياماها أنها زودت شركة فتّان لصناعة السفن بالمحركين في أيلول وتشرين الأول 2013 على التوالي. أفادت شركة ياماها أيضاً أنه استجابةً لضوابط المستخدم النهائي الصارمة، أخطرت الإمارات الشركة بأنه سيتم تزويد زورق دوريات من صنع شركة الفتّان بالمحركين وسيُسلّم إلى البحرية اليمنية لينفّذ خفر السواحل اليمنية دوريات فيه.
تعديلات رئيسية
الهيكل الأساسي للسفينة غير معدّل ويحتفظ الزورق بالمحركين اللذين وضعتهما شركة الفتّان لصناعة السفن قبل تصديره إلى البحرية اليمنية.
إن نظام التوجيه والتحكم في صمّام الخانق هو من صنع الشركة، كما أن هيكل برج الصلب الأنبوبي أعلى السفينة هو ميزة أصلية. يتضمن تحويل الزورق إلى عبوة ناسفة مرتجلة محمولة في المياه تعديلات خارجية لـ(أ) تمكين القيادة والتوجيه عن بُعد و(ب) احتوائه على عبوة ناسفة مرتجلة. تتكون العبوة الناسفة من مصدر للطاقة، ومحوّل، ومشغّل، وحاوية، وشاحن رئيسي، والتي يمكن وصفها مجتمعة بأنها “قطار متفجر”.
القيادة والتوجيه
يتم التحكم بالعبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه من خلال نظام توجيه محوسب مصمّم خصيصًا لهذا الغرض. يُحفظ الكمبيوتر وجميع عناصر التحكم الإلكترونية المرتبطة به في وحدة تحكم مرتجلة مصنوعة من ورقة من الألومنيوم مثبّتة جيداً (الشكل 3 والمخطط 1 ، A). تحتوي وحدة التحكم على غطاء معلّق وستة مقابس توصيل كهربائية، بأحجام مختلفة ومكونات مشابك، والتي تتصل بأجهزة الاستشعار، والهوائيات، وأجهزة التشغيل على السفينة. حدّد فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع وظائف أربعة من مقابس التوصيل عن طريق توصيل المقابس الموجودة على السفينة. وتشمل هذه المقابس مدخل/مخرّج كاميرا بسبعة مشابك، ومدخل هوائي GPS بسبعة مشابك، ومخرّج صمّام الخانق بخمسة مشابك، وإمدادات الطاقة بمشبكين.
تحمل معظم الكابلات المستخدمة لتوصيل عناصر القيادة والتوجيه اسم الشركة المصنّعة الإيرانية، Simia Cable Co، ومجلس إصدار الشهادات الإيرانية، ومعهد المعايير والأبحاث الصناعية (ISIRI)، إلى جانب عبارة “صنع في إيران”. في حين تنتج شركة Simia مجموعة من المنتجات التجارية، وربما تقوم بالتصدير، فإن مصنع وزراة الدفاع الإيرانية يستخدم أيضاً كبلات Simia من نفس الطرازات التي جُهزت بها العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه. على سبيل المثال، قام فريق التحقيق الميداني لمنظمة أبحاث التسلح في مناطق النزاع بتوثيق كابلات تحمل العلامات نفسها، وتم تركيبها على مدافع هاوتزر من نوع D-30I الإيرانية الصنع عيار 122 ملم، في ولاية النيل الأزرق، السودان ، في 9 شباط 2017 (الصورة رقم 4).
يتم توصيل وحدة التحكم عن طريق الكابل بكاميرا فيديو يتم تشغيلها عن بعد، وهي مثبّتة على أسطوانة دوارة وذات محورين (الصورة 5 والمخطط 1 ، ب) ويتم لصقها ببرج أنبوب السفينة الفولاذي. يتم أيضًا تثبيت هوائي GPSمن ماركةGarmin وبوصلة للطيار الآلي تحمل علامة Nexus على درجة 35 ويتم توصيلهما بواسطة الكابل بوحدة التحكم (الصورة رقم 6 والمخطط 1 ، C). تشير هذه الملاحظات إلى أنه لدى المشغّل عن بعد القدرة على بث لقطات فيديو حيّة عن تقدم السفينة وتتبع موقعها عبر نظام GPS.
يتحكم المشغّل أيضاً بسرعة السفينة عبر وحدة التحكم. يتصل كابل يحمل علامة Simia من وحدة التحكم بمحرك مؤازر، ويشغّل ميكانيكياً صمّام خانق السفينة (الصورة رقم 7 والمخطط 1 ، D). يعمل هذا النظام على النحو التالي: يتم توصيل المحرك المؤازر (1) بقضيب دوّار مسنّن (2). يمر القضيب من خلال أسطوانة فولاذية (3)، يتم ربطها بدواسة الوقود بواسطة لوحين من الصلب ومزودة بأحزمة ومشابك من القماش (4) لمنع تحرّك الأسطوانة نحو الأعلى. استناداً إلى اتجاه الدوران، يدفع دوران القضيب المسنّن الأسطوانة الفولاذية، وبالتالي يدفع صمّام الخانق إلى الأمام أو يعكسه.
يوجد جهازا استشعار، ويتم وصل كل منهما بوحدة التحكّم بواسطة الكابلات، وهما مثبّتان بالقرب من الأطراف العليا والسفلى لوجهة صمّام الخانق. من المحتمل أن تقوم هذه الميزة بإبلاغ المشغّل عن بُعد عندما يكون صمّام الخانق مفتوحاً أو مغلقاً (معلومات لن تكون واضحة من خلال تشغيل المحرك المؤازٍ عن بُعد فقط).
لم توثق منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع وسائل ميكانيكية إضافية لتوجيه السفينة. على عكس صمّام الخانق، لم يشر أي دليل إلى وجود آلية مؤازرة مثبّتة إما على العجلة أو على المحركين الخارجيين. تتم آلية التوجيه العادية للسفينة عبر أنابيب هيدروليكية، ويتم وصل العجلة بدفة تحمل علامة SeaStar. عند دوران العجلة، تضخ الدفّة السائل الهيدروليكي عبر الخراطيم إلى أسطوانة توجيه مثبّتة على المحركين الخارجيين، مما يجعلهما يتحركان إما إلى اليسار أو اليمين في انسجام تام.
هذا النظام ميكانيكي بحت ولن يسمح بتوجيه المحركات كهربائياً من دون تعديل. على الرغم من أن فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع لم يوثق هذا الآلية، إلا أنه يعتقد أنه لا بد من توجيه السفينة بواسطة القبطان الآلي الذي يعمل بالطاقة الهيدروليكية. كان من الممكن تركيب هذا الجهاز على الخراطيم الهيدروليكية بين الدفّة وأسطوانة التوجيه – أسفل السطح الخلفي حيث يتعذّر نسبياً الوصول إليه لفحصه – ووصله بموجّه آلي بواسطة كابل. إن كان هذا صحيحاً، قد يكون تم تعديل الموجّه الآلي ووصله بوحدة التحكم المرتجلة. توحي بوصلة القبطان الآلي بزاوية 35 درجة على برج السفينة بأنه تم تركيب موجّه كهذا.
قد تستطيع هذه الميّزات مجتمعة من تمكين المشغّل عن بعد من توجيه السفينة وزيادة أو تخفيف السرعة، مع مراقبة تقدم السفينة عبر كاميرا الفيديو وتتبع جهاز GPS.
رسم بياني 1: التوجيه
ج) هوائي GPS والبوصلة القبطان الآلي 35 درجة
د) وحدة التحكّم بصمّام الخانق
المحرك (1) متصل بوصلة عالمية ويستخدم لإدارة قضيب مسنّن (2). يمر القضيب من خلال أسطوانة فولاذية (3) مربوطة بصمّام الخانق بواسطة لوحين من الفولاذ، بشرائط ومشابك من القماش (4) لمنع ارتفاع الأسطوانة نحو الأعلى. استناداً على اتجاه الدوران، يدفع دوران الشريط المسنّن أو يسحب الأسطوانة الفولاذي ، وبالتالي يدفع صمّام الخانق إلى الأمام أو الوراء. عند تركيزها، توضع الأسطوانة (3) داخل الألواح المعدنية (4) ويتم تثبيتها بالأشرطة القماشية.
رسم بياني 2: القطار المتفجّر
2 موجهة إلى الأمام (1 و 4) و 2 جانبية (2 و 3).
ج) كابل ثنائي النواة
من جهاز التسليح (B) إلى قابس ثنائي المشبك للتوصيل إلى جهاز التفجير (D)
د) جهاز تفجير، مرتجل
غلاف معدني أنبوبي 10 سم يحتوي على سلكي تفجير (انظر صورة الأشعة السينية أدناه) مرفق بموصل بلاستيكي ثنائي المشابك.
ه) الشاحن الرئيسي
رأس حربي من صاروخ مضاد للسفن من طراز Termit p-15 ((Styx(صنع في الاتحاد السوفياتي في العام 1988) مع شحنة من مادة TNT.
و) الشحنة الرئيسية
الحاوية: أنبوب متشعب من الفولاذ. التعبئة: قابس (RDX) – (C) وجهاز تفجير (D) يضغطان نحو جهة واحدة من الأنبوب المتشعب. يتم تثبيت الأنبوب المتشعب على الجزء الخلفي من الشحنة الرئيسية (F).
القطار المتفجّر
يتم تثبيت أربعة محولات ضغط متينة على سطح السفينة، في مقدّمة الدفّة. يتم لحم المحولات إلى قاعدة من الفولاذ وترتيبها مع محولين موجهين إلى الأمام، نحو وجهة السفينة، ومنفذين متقابلين وإلى يمين السفينة، تباعاً (الصورة رقم 8 والمخطط 2 ، أ). يتكون كل محوّل من قطعة أسطوانية من الفولاذ الميكانيكي، ومركّب في مخزن يشبه الصندوق الفولاذي. يؤدي الضغط على الطرف الأمامي للأسطوانة إلى تحريكها إلى الخلف إلى داخل المخزن الذي يربط بين اتصالين كهربائيين.
تتلاقى الأسلاك من كل محوّل من المحوّلات الأربعة على القاعدة، حيث يتم دمجها في مقبس توصيل بأربعة أسلاك. يقوم قابس مكوّن من أربعة مشابك بتوصيل كبل يحمل علامة Simia بمقبس القاعدة. يمتد هذا الكبل نحو المؤخرة، تحت متن السفينة، حتى محوّل تسليح مرتجل (الصورة رقم 9، المخطط 2 B). يتكون المحوّل من لوحين محمّلين بنوابض، يتم فصلهما عن طريق مشبك وحلقة. تؤدي إزالة المشبك إلى تلامس اللوحين، مما يؤدي إلى غلق الدائرة الكهربائية. عند إغلاق الدائرة، يصدر صوت جهاز منبّه موصول بالتيار الكهربائي في الدائرة، دون انقطاع. يشير هذا المنبه
إلى أن أي تفعيل للمحوّلات سيبدأ بتشغيل الجهاز المتفجر.
تستنتج الأدلة العديدة المقدمة في هذا التقرير، أن العبوة الناسفة المُرتجلة المحمولة في المياه والتي أُنشئت في اليمن، قد تمّ تعديلها باستخدام مكونات وخبرات خارجية، ونشرتها قوات الحوثيين.
يمر كابل ثنائي النواة يحمل علامة Simia من محوّل التسليح إلى قابس ثنائي المشابك (المخطط 2 ، C). يتم تركيب جهاز تفجير مرتجل يبلغ طوله 10 سم، ويتكون من خيوط تفجير داخل خزان أنبوبي معدني، على مقبس أسود بلاستيكي ثنائي المشبك (الصورة رقم 10، المخطط 2 ، D). يتم توصيل الكبل من محوّل التسليح بجهاز التفجير عبر قابس ثنائي المشابك.
يحيط بمجموعة جهاز التفجير والقابس والمقبس حشوة مطاطية تؤمِّن المجموعة عند دفعها إلى جانب الأنبوب المتشعّب الفولاذي (المخطط 2 ، هـ). يحتوي الأنبوب المتشعّب على الشحنة الأولى من الشحنتين الرئيسيتين وهو ممتلئ بمتفجرات RDX.
يتم تثبيت الأنبوب المتشعّب على الجزء الخلفي من قسم الرؤوس الحربية لصاروخ مضاد للسفن من طراز Termit P-15 (Styx) الشهير من صنع الاتحاد السوفيتي، ويتضمن رمز تاريخ الإنتاج لعام 1988. وقد باع الاتحاد السوفيتي 20 صاروخاً من هذا الطراز إلى اليمن في صفقة أبرمت عام 1989. تعد P-15 الشحنة الرئيسية الثانية في العبوة الناسفة (الشكل 11 والمخطط 2 ، و) وتتميز بشحنة على شكل شحنة TNT، والتي تم تصميمها لتركيز الطاقة المتفجرة واختراق هيكل سفينة بحرية.
إن تفجير الشحنة الرئيسية الأولى المملوءة بـ RDX سيؤدي إلى تفجير الشحنة الرئيسية الثانية P-15. يتم وضع الشحنة P-15 في السفينة لتركيز طاقة الانفجار إلى الأمام في اتجاه وجهة السفينة، بزاوية تصاعدية مسطحة قليلاً. يوحي وضع شحنة P-15 وترتيب المحوّلات – مع وجود محوّلين متقابلين من بين المحوّلات الأربعة والموجّهين في اتجاه وجهة السفينة، أن السفينة قد صُممت للتأثير على سفينة أكبر بزاوية عمودية مع هيكل السفينة الهدف (أي تأثير مباشر على جانب السفينة). تم تصميم المحوّلين الجانبيين لبدء تشغيل الجهاز في حالة حدوث تأثير عرضي (غير عمودي).
الخاتمة
تشير الأدلة العديدة المقدمة في هذا التقرير، إلى أن العبوة الناسفة المُرتجلة المحمولة في المياه والتي أُنشئت في اليمن، قد تمّ تعديلها باستخدام مكونات وخبرات خارجية، ونشرتها قوات الحوثيين.
أولاً، سبق لقوات الحوثيين أن استخدمت الزوارق السريعة المليئة بالمتفجرات لاستهداف الأصول البحرية للتحالف الذي تقوده السعودية. آخر حادث في هذا الإطار كان الهجوم الذي وقع في كانون الثاني 2017 قبالة مدينة الحديدة اليمنية الساحلية، والذي أدى إلى إصابة فرقاطة القوات البحرية الملكية السعودية “المدينة” بأضرار.
ثانياً، يؤكد كبار ضباط الجيش الإماراتيين أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد تبرعت بزوارق دورية مطابقة من صنع شركة الفتّان يبلغ طولها 10 أمتار للبحرية اليمنية. ويؤكد هؤلاء الضباط أيضًا أن السفن تعمل حالياً تحت قيادة قوات الحوثيين وأن التحالف الذي تقوده السعودية قد دمر عدداً منها خلال عمليات هجومية في اليمن.
ثالثًا، بناءً على طلب منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع، تتبعت الشركة المصنّعة للمحركات، وهي شركة Yamaha Motor ، مسار محركي السفينة الخارجيين وصولاً إلى شحنة العام 2013 من مصانعها إلى الإمارات العربية المتحدة. تلقت ياماها إشعاراً من دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل التصدير، بأنه سيتم تجهيز زوراق دورية مصنّعة في شركة الفتّان بالمحركين قبل التبرّع بها للبحرية اليمنية.
أخيراً، إن الرؤوس الحربية P-15 السوفيتية هي من الطراز الذي نقله الاتحاد السوفيتي إلى اليمن، بعد اتفاق أبرم عام 1989. إن تاريخ تصنيع الرؤوس الحربية هو في العام 1988، وهو يسبق تاريخ إبرام الصفقة بعام واحد. لا يوجد سجل علني يشير إلى قيام الاتحاد السوفياتي أو روسيا بنقل أسلحة من هذا الطراز إلى أية دولة أخرى في المنطقة أثناء أو منذ العام 1988.
تحاول منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع حاليًا تتبع مجموعة من المكوّنات المحددة بشكل فريد والمستخدمة في نظام توجيه العبوة الناسفة المُرتجلة المحمولة في المياه والقطار المتفجّر. على الرغم من أن هذه العناصر تتضمن لوحة مفاتيح نصيّة باللغة فارسية – واحتمال وجود فنيين يتحدثون الفارسية يشاركون في تشغيلها – وكابلات إيرانية الصنع، فقد يكون كل منها متوفراً تجاريًا في اليمن. وبذلك، فإنها لا تشكل دليلاً كافياً على تورط إيران في تصميم أو تصنيع العبوة الناسفة المُرتجلة المحمولة في المياه. ومع ذلك، من المحتمل أن يوفر استغلال نظام التوجيه المحوسب معلومات إضافية عن المصادر المتعلقة بالدعم الخارجي.
خط المواجهة المنظور هذا هو التقرير الثاني من سلسلة منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع التي تقدم أدلة متزايدة على أن قوات الحوثيين تستخدم أنظمة أسلحة مرتجلة ضد أصول التحالف المهمة للغاية بقيادة السعودية. ستستمر منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في مراقبة الأسلحة المستخدمة في النزاع اليمني وستقدم أدلة موثّقة على أي تطور في اتجاهات الأسلحة مع تقدّم النزاع.
لقطة شاشة فيديو توضح المراحل الأخيرة من الهجوم الذي قامت به سفينة على سطح الماء مملوءة بالمتفجرات على فرقاطة البحرية الملكية السعودية “المدينة” والتي تم تحميلها على موقع يوتيوب بواسطة المعهد البحري الأمريكي (www.usni.org): https://www.youtube.com/watch؟v=N2KObg4gAC4.
الصورة رقم 1: زورق دورية طوله 10 أمتار شكّل العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه.
تم توثيقه من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 2: أحد محرّكي ياماها L200A الخارجية على متن السفينة.
تم توثيقه بواسطة فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 3: نظام توجيه محوسب مصمم خصيصًا لهذا الغرض مزود بلوحة مفاتيح باللغة الفارسية.
تم توثيقه بواسطة فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 4: كابلات تحمل ماركة Simia على العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه ( إلى اليسار) ومدافع الهاوتزر D-30I الإيرانية (إلى اليمين).
تم توثيقها من قِبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، 5 آذار 2017، وفريق تحقيق ميداني تابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في ولاية النيل الأزرق، السودان، 9 شباط 2017.
الصورة رقم 5: كاميرا فيديو يتم تشغيلها عن بعد.
تم توثيقها من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 6: بوصلة الطيار الآلي 35 درجة (إلى اليمين) ونظام Garmin GPS (إلى اليسار).
تم توثيقها بواسطة فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 7: صمّام خانق المحرّك المؤازر
تم توثيقه من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 8: أربعة محوّلات ضغط مرتجلة مثبتة على قاعدة فولاذية.
تم توثيقها من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 9: محوّل تسليح مرتجل
تم توثيقه من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 10: جهاز تفجير مرتجل مزود مقبس أسود بلاستيكي ثنائي المشبك.
تم توثيقه من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 11: منظر خلفي للرأس الحربي P-15 ، يُظهر أنبوباً متشعباً مليئًا بـ RDX (يسار الإطار).
تم توثيقه من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة، 5 آذار 2017.
في 30 كانون الثاني 2017، هاجمت سفينة صغيرة محمّلة بالمتفجرات فرقاطة القوات البحرية الملكية السعودية “المدينة”. وقع الهجوم في البحر الأحمر، على بعد حوالي 30 كم من مدينة الحديدة الساحلية اليمنية. في البداية، وصفت قوات التحالف الذي تقوده السعودية الهجوم بأنه هجوم انتحاري، وادّعت أنه هجوم صاروخي شنّته قوات “أنصار الله” الحوثية اليمنية، في حين أعلنت البحرية الأمريكية أن السفينة كانت عبارة عن زورق يتم التحكّم به عن بعد، ويديره مقاتلو الحوثي. باستثناء هذه التصريحات، لا تتوفر سوى معلومات قليلة عن السفينة، لكن الحادث لفت الانتباه إلى التهديد الذي يطال عمليات الشحن الدولي من خلال ما يُطلق عليها اسم “قوارب من دون قبطان” والتي تعمل من مياه اليمن الساحلية. المصطلح التقني لمثل هذه السفينة هو عبوة ناسفة مرتجلة محمولة في المياه (WBIED).
في 5 آذار 2017، استدعت قوات الحرس الرئاسي لدولة الإمارات العربية المتحدة فريق تحقيق ميدانياً لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع لتوثيق العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه التي في حوزتهم والتي ادّعوا أن قوات الحوثيين بنتها ونشرتها في اليمن. كما يزعم دبلوماسيون غربيون بشكل مستقل أن السفينة برزت إلى الوجود مع قوات الحوثيين، على الرغم من أن الظروف الدقيقة لحيازتها لا تزال غير واضحة.
تهدف Frontline Perspective إلى المساهمة في النقاش الناشئ حول استخدام العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه في البحر الأحمر من خلال تقديم نظرة عامة تقنية تفصيلية عن بناء السفينة. في حين تتميّز العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه بالعناصر المصنّعة في إيران، خلافاً لتقارير سابقة نشرتها منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع – والتي قدمت دليلاً قاطعاً على دعم إيران لقوات الحوثيين – فإن الأدلة المقدمة أدناه لا تستنتج بالضرورة المشاركة الإيرانية المباشرة في بناء السفينة، ولكنها تشير إلى أنه تمّ الحصول على بعض المكونات من إيران أو عبر القنوات الإيرانية.
السفينة
السفينة هي عبارة عن زورق دورية طوله 10 أمتار، صنّعته شركة الفتان لصناعة السفن في الإمارات العربية المتحدة، وتم تسليمه في البداية لخفر السواحل الإماراتي (الصورة رقم 1).
قبل بدء الأعمال العدائية الأخيرة في اليمن، تبرّعت الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 60 سفينة من هذا الطراز إلى البحرية اليمنية.
تم تجهيز السفينة بمحركين خارجيين “ياماها Y200A” بقوة 200 حصان (الصورة 2). في ردّ سريع وشامل لطلب تتبع رسمي صادر عن منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع، أكدت شركة ياماها أنها زودت شركة فتّان لصناعة السفن بالمحركين في أيلول وتشرين الأول 2013 على التوالي. أفادت شركة ياماها أيضاً أنه استجابةً لضوابط المستخدم النهائي الصارمة، أخطرت الإمارات الشركة بأنه سيتم تزويد زورق دوريات من صنع شركة الفتّان بالمحركين وسيُسلّم إلى البحرية اليمنية لينفّذ خفر السواحل اليمنية دوريات فيه.
تعديلات رئيسية
الهيكل الأساسي للسفينة غير معدّل ويحتفظ الزورق بالمحركين اللذين وضعتهما شركة الفتّان لصناعة السفن قبل تصديره إلى البحرية اليمنية.
إن نظام التوجيه والتحكم في صمّام الخانق هو من صنع الشركة، كما أن هيكل برج الصلب الأنبوبي أعلى السفينة هو ميزة أصلية. يتضمن تحويل الزورق إلى عبوة ناسفة مرتجلة محمولة في المياه تعديلات خارجية لـ(أ) تمكين القيادة والتوجيه عن بُعد و(ب) احتوائه على عبوة ناسفة مرتجلة. تتكون العبوة الناسفة من مصدر للطاقة، ومحوّل، ومشغّل، وحاوية، وشاحن رئيسي، والتي يمكن وصفها مجتمعة بأنها “قطار متفجر”.
القيادة والتوجيه
يتم التحكم بالعبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه من خلال نظام توجيه محوسب مصمّم خصيصًا لهذا الغرض. يُحفظ الكمبيوتر وجميع عناصر التحكم الإلكترونية المرتبطة به في وحدة تحكم مرتجلة مصنوعة من ورقة من الألومنيوم مثبّتة جيداً (الشكل 3 والمخطط 1 ، A). تحتوي وحدة التحكم على غطاء معلّق وستة مقابس توصيل كهربائية، بأحجام مختلفة ومكونات مشابك، والتي تتصل بأجهزة الاستشعار، والهوائيات، وأجهزة التشغيل على السفينة. حدّد فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع وظائف أربعة من مقابس التوصيل عن طريق توصيل المقابس الموجودة على السفينة. وتشمل هذه المقابس مدخل/مخرّج كاميرا بسبعة مشابك، ومدخل هوائي GPS بسبعة مشابك، ومخرّج صمّام الخانق بخمسة مشابك، وإمدادات الطاقة بمشبكين.
تحمل معظم الكابلات المستخدمة لتوصيل عناصر القيادة والتوجيه اسم الشركة المصنّعة الإيرانية، Simia Cable Co، ومجلس إصدار الشهادات الإيرانية، ومعهد المعايير والأبحاث الصناعية (ISIRI)، إلى جانب عبارة “صنع في إيران”. في حين تنتج شركة Simia مجموعة من المنتجات التجارية، وربما تقوم بالتصدير، فإن مصنع وزراة الدفاع الإيرانية يستخدم أيضاً كبلات Simia من نفس الطرازات التي جُهزت بها العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه. على سبيل المثال، قام فريق التحقيق الميداني لمنظمة أبحاث التسلح في مناطق النزاع بتوثيق كابلات تحمل العلامات نفسها، وتم تركيبها على مدافع هاوتزر من نوع D-30I الإيرانية الصنع عيار 122 ملم، في ولاية النيل الأزرق، السودان ، في 9 شباط 2017 (الصورة رقم 4).
يتم توصيل وحدة التحكم عن طريق الكابل بكاميرا فيديو يتم تشغيلها عن بعد، وهي مثبّتة على أسطوانة دوارة وذات محورين (الصورة 5 والمخطط 1 ، ب) ويتم لصقها ببرج أنبوب السفينة الفولاذي. يتم أيضًا تثبيت هوائي GPSمن ماركةGarmin وبوصلة للطيار الآلي تحمل علامة Nexus على درجة 35 ويتم توصيلهما بواسطة الكابل بوحدة التحكم (الصورة رقم 6 والمخطط 1 ، C). تشير هذه الملاحظات إلى أنه لدى المشغّل عن بعد القدرة على بث لقطات فيديو حيّة عن تقدم السفينة وتتبع موقعها عبر نظام GPS.
يتحكم المشغّل أيضاً بسرعة السفينة عبر وحدة التحكم. يتصل كابل يحمل علامة Simia من وحدة التحكم بمحرك مؤازر، ويشغّل ميكانيكياً صمّام خانق السفينة (الصورة رقم 7 والمخطط 1 ، D). يعمل هذا النظام على النحو التالي: يتم توصيل المحرك المؤازر (1) بقضيب دوّار مسنّن (2). يمر القضيب من خلال أسطوانة فولاذية (3)، يتم ربطها بدواسة الوقود بواسطة لوحين من الصلب ومزودة بأحزمة ومشابك من القماش (4) لمنع تحرّك الأسطوانة نحو الأعلى. استناداً إلى اتجاه الدوران، يدفع دوران القضيب المسنّن الأسطوانة الفولاذية، وبالتالي يدفع صمّام الخانق إلى الأمام أو يعكسه.
يوجد جهازا استشعار، ويتم وصل كل منهما بوحدة التحكّم بواسطة الكابلات، وهما مثبّتان بالقرب من الأطراف العليا والسفلى لوجهة صمّام الخانق. من المحتمل أن تقوم هذه الميزة بإبلاغ المشغّل عن بُعد عندما يكون صمّام الخانق مفتوحاً أو مغلقاً (معلومات لن تكون واضحة من خلال تشغيل المحرك المؤازٍ عن بُعد فقط).
لم توثق منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع وسائل ميكانيكية إضافية لتوجيه السفينة. على عكس صمّام الخانق، لم يشر أي دليل إلى وجود آلية مؤازرة مثبّتة إما على العجلة أو على المحركين الخارجيين. تتم آلية التوجيه العادية للسفينة عبر أنابيب هيدروليكية، ويتم وصل العجلة بدفة تحمل علامة SeaStar. عند دوران العجلة، تضخ الدفّة السائل الهيدروليكي عبر الخراطيم إلى أسطوانة توجيه مثبّتة على المحركين الخارجيين، مما يجعلهما يتحركان إما إلى اليسار أو اليمين في انسجام تام.
هذا النظام ميكانيكي بحت ولن يسمح بتوجيه المحركات كهربائياً من دون تعديل. على الرغم من أن فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع لم يوثق هذا الآلية، إلا أنه يعتقد أنه لا بد من توجيه السفينة بواسطة القبطان الآلي الذي يعمل بالطاقة الهيدروليكية. كان من الممكن تركيب هذا الجهاز على الخراطيم الهيدروليكية بين الدفّة وأسطوانة التوجيه – أسفل السطح الخلفي حيث يتعذّر نسبياً الوصول إليه لفحصه – ووصله بموجّه آلي بواسطة كابل. إن كان هذا صحيحاً، قد يكون تم تعديل الموجّه الآلي ووصله بوحدة التحكم المرتجلة. توحي بوصلة القبطان الآلي بزاوية 35 درجة على برج السفينة بأنه تم تركيب موجّه كهذا.
قد تستطيع هذه الميّزات مجتمعة من تمكين المشغّل عن بعد من توجيه السفينة وزيادة أو تخفيف السرعة، مع مراقبة تقدم السفينة عبر كاميرا الفيديو وتتبع جهاز GPS.
رسم بياني 1: التوجيه
- نظام التوجيه المحوسب
- متصل بكاميرا يتم التحكّم بها عن بعد (B)،
- هوائي GPS ووصلة القبطان الآلي 35 ° (C)،
- وتشغّل كهربائيا وحدة التحكّم بصمّام الخانق (D).
ج) هوائي GPS والبوصلة القبطان الآلي 35 درجة
د) وحدة التحكّم بصمّام الخانق
المحرك (1) متصل بوصلة عالمية ويستخدم لإدارة قضيب مسنّن (2). يمر القضيب من خلال أسطوانة فولاذية (3) مربوطة بصمّام الخانق بواسطة لوحين من الفولاذ، بشرائط ومشابك من القماش (4) لمنع ارتفاع الأسطوانة نحو الأعلى. استناداً على اتجاه الدوران، يدفع دوران الشريط المسنّن أو يسحب الأسطوانة الفولاذي ، وبالتالي يدفع صمّام الخانق إلى الأمام أو الوراء. عند تركيزها، توضع الأسطوانة (3) داخل الألواح المعدنية (4) ويتم تثبيتها بالأشرطة القماشية.
رسم بياني 2: القطار المتفجّر
- المحوّل
2 موجهة إلى الأمام (1 و 4) و 2 جانبية (2 و 3).
- جهاز التسليح
ج) كابل ثنائي النواة
من جهاز التسليح (B) إلى قابس ثنائي المشبك للتوصيل إلى جهاز التفجير (D)
د) جهاز تفجير، مرتجل
غلاف معدني أنبوبي 10 سم يحتوي على سلكي تفجير (انظر صورة الأشعة السينية أدناه) مرفق بموصل بلاستيكي ثنائي المشابك.
ه) الشاحن الرئيسي
رأس حربي من صاروخ مضاد للسفن من طراز Termit p-15 ((Styx(صنع في الاتحاد السوفياتي في العام 1988) مع شحنة من مادة TNT.
و) الشحنة الرئيسية
الحاوية: أنبوب متشعب من الفولاذ. التعبئة: قابس (RDX) – (C) وجهاز تفجير (D) يضغطان نحو جهة واحدة من الأنبوب المتشعب. يتم تثبيت الأنبوب المتشعب على الجزء الخلفي من الشحنة الرئيسية (F).
القطار المتفجّر
يتم تثبيت أربعة محولات ضغط متينة على سطح السفينة، في مقدّمة الدفّة. يتم لحم المحولات إلى قاعدة من الفولاذ وترتيبها مع محولين موجهين إلى الأمام، نحو وجهة السفينة، ومنفذين متقابلين وإلى يمين السفينة، تباعاً (الصورة رقم 8 والمخطط 2 ، أ). يتكون كل محوّل من قطعة أسطوانية من الفولاذ الميكانيكي، ومركّب في مخزن يشبه الصندوق الفولاذي. يؤدي الضغط على الطرف الأمامي للأسطوانة إلى تحريكها إلى الخلف إلى داخل المخزن الذي يربط بين اتصالين كهربائيين.
تتلاقى الأسلاك من كل محوّل من المحوّلات الأربعة على القاعدة، حيث يتم دمجها في مقبس توصيل بأربعة أسلاك. يقوم قابس مكوّن من أربعة مشابك بتوصيل كبل يحمل علامة Simia بمقبس القاعدة. يمتد هذا الكبل نحو المؤخرة، تحت متن السفينة، حتى محوّل تسليح مرتجل (الصورة رقم 9، المخطط 2 B). يتكون المحوّل من لوحين محمّلين بنوابض، يتم فصلهما عن طريق مشبك وحلقة. تؤدي إزالة المشبك إلى تلامس اللوحين، مما يؤدي إلى غلق الدائرة الكهربائية. عند إغلاق الدائرة، يصدر صوت جهاز منبّه موصول بالتيار الكهربائي في الدائرة، دون انقطاع. يشير هذا المنبه
إلى أن أي تفعيل للمحوّلات سيبدأ بتشغيل الجهاز المتفجر.
تستنتج الأدلة العديدة المقدمة في هذا التقرير، أن العبوة الناسفة المُرتجلة المحمولة في المياه والتي أُنشئت في اليمن، قد تمّ تعديلها باستخدام مكونات وخبرات خارجية، ونشرتها قوات الحوثيين.
يمر كابل ثنائي النواة يحمل علامة Simia من محوّل التسليح إلى قابس ثنائي المشابك (المخطط 2 ، C). يتم تركيب جهاز تفجير مرتجل يبلغ طوله 10 سم، ويتكون من خيوط تفجير داخل خزان أنبوبي معدني، على مقبس أسود بلاستيكي ثنائي المشبك (الصورة رقم 10، المخطط 2 ، D). يتم توصيل الكبل من محوّل التسليح بجهاز التفجير عبر قابس ثنائي المشابك.
يحيط بمجموعة جهاز التفجير والقابس والمقبس حشوة مطاطية تؤمِّن المجموعة عند دفعها إلى جانب الأنبوب المتشعّب الفولاذي (المخطط 2 ، هـ). يحتوي الأنبوب المتشعّب على الشحنة الأولى من الشحنتين الرئيسيتين وهو ممتلئ بمتفجرات RDX.
يتم تثبيت الأنبوب المتشعّب على الجزء الخلفي من قسم الرؤوس الحربية لصاروخ مضاد للسفن من طراز Termit P-15 (Styx) الشهير من صنع الاتحاد السوفيتي، ويتضمن رمز تاريخ الإنتاج لعام 1988. وقد باع الاتحاد السوفيتي 20 صاروخاً من هذا الطراز إلى اليمن في صفقة أبرمت عام 1989. تعد P-15 الشحنة الرئيسية الثانية في العبوة الناسفة (الشكل 11 والمخطط 2 ، و) وتتميز بشحنة على شكل شحنة TNT، والتي تم تصميمها لتركيز الطاقة المتفجرة واختراق هيكل سفينة بحرية.
إن تفجير الشحنة الرئيسية الأولى المملوءة بـ RDX سيؤدي إلى تفجير الشحنة الرئيسية الثانية P-15. يتم وضع الشحنة P-15 في السفينة لتركيز طاقة الانفجار إلى الأمام في اتجاه وجهة السفينة، بزاوية تصاعدية مسطحة قليلاً. يوحي وضع شحنة P-15 وترتيب المحوّلات – مع وجود محوّلين متقابلين من بين المحوّلات الأربعة والموجّهين في اتجاه وجهة السفينة، أن السفينة قد صُممت للتأثير على سفينة أكبر بزاوية عمودية مع هيكل السفينة الهدف (أي تأثير مباشر على جانب السفينة). تم تصميم المحوّلين الجانبيين لبدء تشغيل الجهاز في حالة حدوث تأثير عرضي (غير عمودي).
الخاتمة
تشير الأدلة العديدة المقدمة في هذا التقرير، إلى أن العبوة الناسفة المُرتجلة المحمولة في المياه والتي أُنشئت في اليمن، قد تمّ تعديلها باستخدام مكونات وخبرات خارجية، ونشرتها قوات الحوثيين.
أولاً، سبق لقوات الحوثيين أن استخدمت الزوارق السريعة المليئة بالمتفجرات لاستهداف الأصول البحرية للتحالف الذي تقوده السعودية. آخر حادث في هذا الإطار كان الهجوم الذي وقع في كانون الثاني 2017 قبالة مدينة الحديدة اليمنية الساحلية، والذي أدى إلى إصابة فرقاطة القوات البحرية الملكية السعودية “المدينة” بأضرار.
ثانياً، يؤكد كبار ضباط الجيش الإماراتيين أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد تبرعت بزوارق دورية مطابقة من صنع شركة الفتّان يبلغ طولها 10 أمتار للبحرية اليمنية. ويؤكد هؤلاء الضباط أيضًا أن السفن تعمل حالياً تحت قيادة قوات الحوثيين وأن التحالف الذي تقوده السعودية قد دمر عدداً منها خلال عمليات هجومية في اليمن.
ثالثًا، بناءً على طلب منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع، تتبعت الشركة المصنّعة للمحركات، وهي شركة Yamaha Motor ، مسار محركي السفينة الخارجيين وصولاً إلى شحنة العام 2013 من مصانعها إلى الإمارات العربية المتحدة. تلقت ياماها إشعاراً من دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل التصدير، بأنه سيتم تجهيز زوراق دورية مصنّعة في شركة الفتّان بالمحركين قبل التبرّع بها للبحرية اليمنية.
أخيراً، إن الرؤوس الحربية P-15 السوفيتية هي من الطراز الذي نقله الاتحاد السوفيتي إلى اليمن، بعد اتفاق أبرم عام 1989. إن تاريخ تصنيع الرؤوس الحربية هو في العام 1988، وهو يسبق تاريخ إبرام الصفقة بعام واحد. لا يوجد سجل علني يشير إلى قيام الاتحاد السوفياتي أو روسيا بنقل أسلحة من هذا الطراز إلى أية دولة أخرى في المنطقة أثناء أو منذ العام 1988.
تحاول منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع حاليًا تتبع مجموعة من المكوّنات المحددة بشكل فريد والمستخدمة في نظام توجيه العبوة الناسفة المُرتجلة المحمولة في المياه والقطار المتفجّر. على الرغم من أن هذه العناصر تتضمن لوحة مفاتيح نصيّة باللغة فارسية – واحتمال وجود فنيين يتحدثون الفارسية يشاركون في تشغيلها – وكابلات إيرانية الصنع، فقد يكون كل منها متوفراً تجاريًا في اليمن. وبذلك، فإنها لا تشكل دليلاً كافياً على تورط إيران في تصميم أو تصنيع العبوة الناسفة المُرتجلة المحمولة في المياه. ومع ذلك، من المحتمل أن يوفر استغلال نظام التوجيه المحوسب معلومات إضافية عن المصادر المتعلقة بالدعم الخارجي.
خط المواجهة المنظور هذا هو التقرير الثاني من سلسلة منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع التي تقدم أدلة متزايدة على أن قوات الحوثيين تستخدم أنظمة أسلحة مرتجلة ضد أصول التحالف المهمة للغاية بقيادة السعودية. ستستمر منظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في مراقبة الأسلحة المستخدمة في النزاع اليمني وستقدم أدلة موثّقة على أي تطور في اتجاهات الأسلحة مع تقدّم النزاع.
لقطة شاشة فيديو توضح المراحل الأخيرة من الهجوم الذي قامت به سفينة على سطح الماء مملوءة بالمتفجرات على فرقاطة البحرية الملكية السعودية “المدينة” والتي تم تحميلها على موقع يوتيوب بواسطة المعهد البحري الأمريكي (www.usni.org): https://www.youtube.com/watch؟v=N2KObg4gAC4.
الصورة رقم 1: زورق دورية طوله 10 أمتار شكّل العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه.
تم توثيقه من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 2: أحد محرّكي ياماها L200A الخارجية على متن السفينة.
تم توثيقه بواسطة فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 3: نظام توجيه محوسب مصمم خصيصًا لهذا الغرض مزود بلوحة مفاتيح باللغة الفارسية.
تم توثيقه بواسطة فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 4: كابلات تحمل ماركة Simia على العبوة الناسفة المرتجلة المحمولة في المياه ( إلى اليسار) ومدافع الهاوتزر D-30I الإيرانية (إلى اليمين).
تم توثيقها من قِبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، 5 آذار 2017، وفريق تحقيق ميداني تابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في ولاية النيل الأزرق، السودان، 9 شباط 2017.
الصورة رقم 5: كاميرا فيديو يتم تشغيلها عن بعد.
تم توثيقها من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 6: بوصلة الطيار الآلي 35 درجة (إلى اليمين) ونظام Garmin GPS (إلى اليسار).
تم توثيقها بواسطة فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في دولة الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 7: صمّام خانق المحرّك المؤازر
تم توثيقه من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة ، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 8: أربعة محوّلات ضغط مرتجلة مثبتة على قاعدة فولاذية.
تم توثيقها من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 9: محوّل تسليح مرتجل
تم توثيقه من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 10: جهاز تفجير مرتجل مزود مقبس أسود بلاستيكي ثنائي المشبك.
تم توثيقه من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة، 5 آذار 2017.
الصورة رقم 11: منظر خلفي للرأس الحربي P-15 ، يُظهر أنبوباً متشعباً مليئًا بـ RDX (يسار الإطار).
تم توثيقه من قبل فريق التحقيق الميداني التابع لمنظمة أبحاث التسلّح في مناطق النزاع في الإمارات العربية المتحدة، 5 آذار 2017.
تشريح "القوارب من دون قبطان" التي يستخدمها الحوثيون كعبوات ناسفة موجهة في عملياتهم البحرية - مرصد نيوز
معلومات عامة في 30 كانون الثاني 2017، هاجمت سفينة صغيرة محمّلة بالمتفجرات فرقاطة القوات البحرية الملكية السعودية “المدينة”. وقع الهجوم في البحر الأحمر، على بعد حوالي 30 كم من مدينة الحديدة الساحلية اليمنية. في البداية، وصفت قوات التحالف الذي تقوده السعودية الهجوم بأنه هجوم انتحاري، وادّعت أنه...
marsadnews.org