هل نحن أحفاد القدماء المصريين؟

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
7 يونيو 2019
المشاركات
6,721
التفاعل
15,336 40 0
الدولة
Egypt
في عام 1996، توصل عالم الجيوكيمياء الصيني صن ويدونج Sun Weidong إلى حقيقة أن مهاجرين من مصر هم أساس الحضارة الصينية القديمة، أساتذته في الجامعة رفضوا نشر بحثه خوفا من الجدل المتوقع أن تثيره هذه المعلومة على ضوء المشاعر القومية الصينية، ولكنه عام 2015 – بعد أن أصبح أستاذ مرموق في الجامعات الصينية – أخرج اكتشافه إلى النور.

ويدونج لم يكن الباحث الصيني الأول الذى توصل عبر البحث والدراسة إلى هذه الحقيقة، إذ سبقه طابور من العلماء الصينين، ولكن أطروحة البحثية كانت الأكثر دقة واقناعًا، وقد نشرت أجزاء منها باللغة الإنجليزية في مجلة فورن بوليسي الامريكية بتاريخ 2 سبتمبر 2016 تحت عنوان:
Does Chinese Civilization Come From Ancient Egypt

يوم نشر الموضوع بالمجلة الامريكية سارع صحفي مصري يفتخر بانه ابن قبيلة ذات امتداد عربي بالتواصل مع باحث مصري من أبناء تلك القبيلة المزعومة وبعد ساعات كان الصحفي قد نشر حوارا ً مع الباحث ينفي ان مهاجرين من القدماء المصريين قد اسسوا الحضارة الصينية القديمة وان العرب هم أول من وصل الى الصين.

نعم.. مثل هؤلاء يعيشون بيننا، لديهم هوس بأسلمة الحضارة المصرية او تعريبها، يطاردون كل اكتشاف او منجز جديد بمقالات صحفية تنتشر سريعا ً بين انصاف المثقفين.

ونذهب الى جريدة ديلى ميل البريطانية بتاريخ 28 مايو 2015، لنقرأ تحقيق بعنوان:

The Egyptian in all of us: First modern humans spread out of Africa into Europe and Asia from the Sinai
peninsula

الموضوع يتحدث عن دراسة جينية قادها د. توماس كيفيسيلد Toomas Kivisild عالم أنثروبولوجيا في جامعة كامبريدج بعنوان " المصريين فينا جميعا ً"، تشير الى ان الانسان المصري هاجر الى آسيا وافريقيا منذ 55 الف عام وهو الوصول الأول للإنسان الى القارتين ما يعني ان المصريين هم اجداد كافة شعوب آسيا وافريقيا وفقا ً للدراسة البريطانية.

و نذهب الى جامعة هارفارد الأمريكية، وتحديدا ً العالم البريطاني د. باري فيل Bary Fell ( 1917 – 1994 ) حيث نشر دراسة مهمة في كتاب احتل قوائم الأعلى مبيعًا بعنوان " أمريكا قبل الميلاد: المستوطنون القدامي للعالم الجديد " عام 1989:

America BC: Ancient Settlers in the New World

ويكشف فيل في دراسته ان القدماء المصريين وصلوا الى القارة الأمريكية بالإضافة الى نيوزيلندا، واستقر العديد منهم هنالك ما يفسر التشابه في بعض حضارات القارة الامريكية الهزيلة في المكسيك وبيرو وغيرها من جهة والحضارة المصرية القديمة من جهة اخري، مشيرا ً الى ان نسبة كبرى من السكان الأصليين لأمريكا ونيوزيلندا هم من أصول مصرية، علمًا بأن فيل تنقل في العمل البحثي والاكاديمي ما بين إنجلترا واسكتلندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الامريكية.

اما في دول البلقان ( يوغوسلافيا سابقا ً ) فأن هنالك أقلية ضخمة من المصريين، تنص كتب التاريخ انهم قدموا الى البلقان منذ عصور ما قبل الميلاد في سنوات رمسيس الثاني ورمسيس الثالث في حروبهم مع قراصنة وشعوب البحر المتوسط، دستور كوسوفا الرسمي يعترف بالقومية المصرية ضمن الأقليات الموجودة في البلقان، ولدهم حزب خاص بهم هو " حزب المبادرة الديموقراطية الجديدة لكوسوفا".

و بينما أبناء القومية المصرية في البانيا وكوسوفو والبوسنة حظوا باعتراف قانوني فأن كافة محاولاتهم للتواصل مع الحكومات المصرية منذ تسعينات القرن العشرين لليوم فشلت بينما الحكومات التركية تدفع الملايين لأقليات تتارية في البلقان من اجل الادعاء بانها قوميات تركية من اجل ان يكون لأنقرة نفوذ في شبه الجزيرة اليوغوسلافية السابقة.

هكذا نرى محافل علمية مرموقة تشير الى ان القدماء المصريين اسسوا شعوبا ً وحضارات في الصين وأمريكا ( الشمالية والوسطي والجنوبية ) ونيوزيلاندا ويوغوسلافيا البلقان بينما القارئ المصري لا يصل اليه من هذه الدراسات سوى الفتات، او مقالات خيالية خرافية غير موثقة عن (( الفتح الفرعوني )) لامريكا!.
ولكن هذا الشعب المؤسس لشعوب آسيا وأوروبا، اين ذهب ؟ هل اندثر ام انسحق تحت وطأة الغزوات المتكررة كما يحلو للمصريين نشر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بنفس المعني؟

عالم التشريح والانثروبولچي ( علم الانسان ) الأسكتلندي البريطاني السير آرثر كيث Arthur Keith ( 1866 – 1955 ) يعتبر من اهم علماء مجاله عبر التاريخ الحديث، ورغم انه قضى عمره في محاولات تطوير نظرية التطور والنشوء والارتقاء الا انه في كتابه " نظرية جديدة للتطور" A New Theory of Human Evolution الصادر عام 1948 أشار نصا ً الى ان " المصريين الذين نراهم يؤلفون جسد الأمة المصرية اليوم هم النسل المباشر لمصريين عام 3300 قبل الميلاد، وأن المصريين ليسوا فقط أمة، إنما هم أقدم أمة سياسية في التاريخ، ولكنهم أيضا جنس بشري بكل معني الكلمة".

لقد وقف واحدا ً من أهم الذين حاولوا تطوير نظريات التطور منبهرًا امام التواصل الجيني بين المصريين اليوم ومصريين عصور ما قبل الميلاد، وكتب نصا ً " إن النمط الجنسي المصري قد إمتاز بالثبات لا شك".

عالم المصريات البريطاني السير فلندرز بتري ( 1853 – 1942 ) William Matthew Flinders Petrie قضى عمره في مصر وفلسطين بل وتوفى فى القدس، له اكتشافات هامة فى عالم الآثار واهدي 80 ألف قطعة اثار جمعها من مصر والسودان وفلسطين عن الحضارة المصرية القديمة الى كلية لندن، وبدورها قامت الكلية اللندنية بتشييد متحف بتري للآثار المصرية والذى يعد اهم رابع متحف يضم اثار مصرية بعد المتحف المصري في القاهرة والمتحف البريطاني والمتحف المصري في برلين الألمانية.

و قد لخص بترى ابحاثه في هذه القضية بالقول:"ﻣﺼﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻟﻠﻐﺰاﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻰ ﺃﻳﻀﺎً، بالرغم من الغزوات الكثيرة التي مرت على مصر إلا أنها كانت تغييرا في الحكام، وليس تغييرا في جينات مصر".

من سجلات علم الانسان الحيوي Biological anthropology نقرأ للعالم الأمريكي شارلتون ستيفانس كوون ( 1904 – 1981 ) Carleton Stevens Coon في كتابه المؤسس " أعراق أوروبا " The Races of Europe الصادر عام 1939 كتب " مصر القديمة أبرز مثال معروف في التاريخ وحتى الأن لمنطقة معزولة طبيعيا أتيح فيها لأنواع الجنسية المحلية الأصيلة أن تمضى في طريقها لعدة آلاف من السنين دون أن تتأثر إطلاقا باتصالات أجنبية".

الباحث الأثري الأمريكي لارى اوركت Larry Orcutt اصدر عام 2000 ورقة بحثية هامة بعنوان " ما هو جنس القدماء المصريين ؟ " What Race Were the Ancient Egyptians وخلص البحث الى ان المصريين في زمن الحضارة القديمة لم يأتوا من القارة الافريقية كما انهم لم يكونوا سود البشرة كما يعتقد الغرب، ما ينفي سباق الادعاء بأن الشعب المصري اصوله اثيوبية او افريقية او نوبية او حتى قادما ً من القبائل والشعوب السودانية، وهي ليست الدراسة الوحيدة في هذا المجال بل هنالك المئات من الدراسات منذ القرن الثامن عشر لليوم التي تنفي هذه الادعاءات.

ومع التطور العلمي وسهولة البحث في الجينات، تأتى اكتشافات حقبة تسعينات القرن العشرين، عام 1996 يصدر العالم الاثري الأمريكي فرانك يوركو Frank J. Yurco دراسة بعنوان An Egyptological Review يشير الى ان جينات المصريين اليوم هي 90 % على الأقل من جينات الشعب المصري في زمن الحضارة المصرية القديمة والمقصود منذ 10 آلاف ق.م الى نهاية الاسرة الثلاثين وان كافة حملات الغزو العسكري في المرحلة ما بين سقوط الدولة المصرية عقب سقوط الاسرة الثلاثين وحتى اليوم لم تشكل اى نسبة تذكر في جينات المصريين.

ثم اتى عام 1999 ليحسم الجدل نهائيا ً في هذا الملف عبر ﺧﻼ‌ﺻﺔ ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻤﺔ ﺍﻷ‌ﻣﺮﻳﻜﻴﺔ "ﻣﺎﺭﺟﺮﻳﺖ ﻛﺎﻧﺪﻝ" ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ: "ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ"، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮّﺕ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ 1994 ﺣﺘﻰ 1999، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺗﻘﻮﻝ: "ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻲ ﻋﺪﻡ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻷ‌ﻟﻤﺎﻧﻲ (ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻵ‌ﺭﻱ)، ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺠﻴﻨﻲ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺗﻮﻗّﻌﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍً.. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺠﻴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﻳﺪ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ 97% ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﻣﺼﺮ.. ﻗُﺮﺍﻫﺎ، ﻣﺪﻧﻬﺎ، ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺃﻃﺒﺎﺋﻬﺎ.. ﺗﻤﺎﺛﻠﺖ ﺟﺪﺍﺋﻞ ﺍﻟﺠﻴﻨﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺖ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﺍﻵ‌ﻥ ".

العالم حسم الجدل منذ عشرات السنين سواء بالادلة الاثرية التقليدية او البحث الجيني بينما لا يزال بعض المسلمين في مصر يرددون ان المسيحيين هم احفاد الغزوات الأوروبية وبالامثل فان بعض المسيحيين يرددون أن المسلمين هم احفاد الغزوات العربية والإسلامية، بينما كتب التاريخ تنقل لنا ان كافة مستعمري مصر عاشوا في مستعمرات منفصلة دون ادني اختلاط حقيقي يذكر، وكافة الاساطير المتعلقة بهذا الملف ليس لها تواجد في الكتب الحقيقية التاريخية وان كان لها تواجد مكثف في الكتب المشبوهة التي يعشق انصاف القراء وانصاف المثقفين قراءتها واحيائها كلما اندثرت.

على سبيل المثال يدمن البعض ترديد معلومة ان اهل المنصورة وبعض مدن الدلتا أصحاب ملامح أوروبية، شقر وبيض وأصحاب عيون ملونة، بالقول ان هذا نتاج الحملات الصليبية ثم الفرنسية بينما يعرف عن هذه المناطق منذ عصور ما قبل الميلاد ان سكانها بهذه الملامح، في الحقيقة ان لدينا وهم كبير اسمه الشكل المميز للمصريين او الشكل المميز لأصحاب العرق او الجينات الواحدة وقد عرف الشعب المصري منذ فجر تاريخه تنوع في الملامح والوان البشرة والاعين والشعر، ويمكن الذهاب الى قسم المومياوات في المتحف المصري بميدان التحرير لرؤية جثمان الملك رمسيس الثاني ذو الشعر الأشقر والملامح المخضبة.

هكذا وعكس ما يردده عشاق اسلمة وتعريب وتغريب الشعب والحضارة المصرية، فأن الحقيقة ان الشعب المصري اليوم هو بالفعل الحفيد الطبيعي والجيني للشعب المصري المؤسس للحضارات القديمة في مصر والعالم، نحن بالفعل احفاد هؤلاء الحكام العظماء والمهندسين والعلماء والأطباء الذين اسسوا اكبر واهم حضارة في التاريخ الإنساني برمته.
 
بامكان اي احد ان يتابع مقاطع فيديو لمصريين يجرون اختبارات الـdna على اليوتيوب ويخرج باستنتاجه الخاصة

الموضوع لا يحتاج لخبراء​
 
مقالة

هل المصريون أصلهم فراعنة.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فنرى في هذا العصر دعوى غريبة جدا لم تكن موجودة قبل هذا العصر أي قبل حوالي مائتي سنة.. ولا نجدها في كتب التاريخ مطلقا وهي نسبة المصريين أنفسهم إلى الفراعنة... وتمجيد الفراعنة بهذه الصورة وتعظيم معابدهم ومقابرهم وأهراماتهم وكثرة ذكرهم والاحتفال بأعيادهم.. فكل هذا ليس مذكورا في كتب التاريخ منذ القرن الرابع الميلادي وحتى القرن التاسع عشر الميلادي، أي حتى وضع نابليون قدمه في مصر ثم أوعز إلى بعض مستشرقي الحملة الفرنسية بأن يقول للمصريين إن أصلكم الفراعنة، ثم تطورت هذه الفكرة في القرن التاسع عشر الميلادي عن طريق المستشرقين الفرنسيين سواء الذين عاشوا في مصر أو الذي التقطوا البعثات المصرية التي أرسلت إلى فرنسا ثم ترجع لتدعو إلى كتابة التاريخ الفرعوني وإحياء ذكرى الفراعنة...
وأما في القرن الرابع الميلادي فلأن الدولة الرومانية البيزنطية أعلنت لأول مرة في التاريخ أن النصرانية هي الدين الرسمي للدولة.. وكان هناك صراع مرير بين النصرانية والوثنية الرومانية خلال ثلاثة قرون قام فيها الرومان بمحاولة القضاء على النصرانية، حتى بلغت شدة ذروتها في نهاية القرن الثالث الميلادي وهو ما يسمى في التاريخ النصراني ب"عصر الشهداء".. ورد الفعل الطبيعي والمنتظر بعد انتصار النصرانية هو القضاء على كل ما هو وثني في جميع أنحاء الدولة الرومانية، والصراع كذلك مشهور بعد ذلك بين النصرانية والوثنية ولكن في هذه المرة كانت الكرة للنصرانية.. ولما كانت مصر تابعة للدولة الرومانية، ولما كان ينتشر فيها المعابد الوثنية الفرعونية القديمة، ولما كان الوثنيون ملعونين في التوراة والإنجيل وفيما يسمى اليوم بالعهد القديم والعهد الجديد، ولما كان التاريخ مليء بالصراع بين الأنبياء والوثنيين في جميع الأرض القديمة مثل بابا ومصر وغيرها، ولما كان هذا التاريخ مسطور وإلى الآن في العهد القديم في الكتاب المقدس لدى النصارى، كان من المتوقع والأمر الطبيعي هو قضاء النصرانية على ما يمكن القضاء عليه من الأفكار والشخصيات الوثنية في مصر وغيرها، وإهمال عن قصد ما لا يمكن القضاء عليه من الشخصيات والمعابد الفرعونية الوثنية...
وبعد الفتح الإسلامي لمصر في القرن السابع الميلادي، نجد أن إهمال الفكر الوثني والمعابد الوثنية لم ينقص ولكن يزيد، لأجل أن الإسلام كذلك نشأ في حلبة صراع بين عبادة الله عز وجل وبين عبادة الأوثان، وكذلك نجد أن كثير من السور والآيات القرآنية تجادل عباد الأوثان والأصنام والتماثيل وتحذر من هذه العقيدة والأفكار بل إن أكثر الآيات والسور التي تتحدث عن العقيدة تدعو بالصريح إلى نبذ عبادة الأصنام... فالوضع طبيعي أن تظل هذه المعابد الفرعونية الوثنية مهجورة والأفكار الوثنية مطموسة واللغات الفرعونية القديمة مجهولة والأحجار التي يمكن فك بها لغات الفراعنة مهملة عن قصد أو عن غير قصد... وأكثر من ذلك نهي نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم عن صناعة التماثيل، بل ونهى عن دخول مقابر الظالمين الذين أهلكهم الله عز وجل ومقابر الوثنيين إلا لضرورة مع البكاء والخوف والإسراع في السير إذا مر بجوار هذه المناطق التي كان يعيش فيه الوثنيين الذين كانوا يعبدون الأوثان...
فكل هذا التاريخ أي منذ دخول الفرس مصر وأخذها من الفراعنة في القرن السابع قبل الميلاد وحتى دخول نابليون مصر وإرسال أول بعثة إلى فرنسا لتتشرب الفكر من المستشرقين الفرنسيين، أي مدة حوالي ألفي عام ونصف، كانت الدعوة إلى الفرعونية مندثرة مهملة مجهولة مهملة مزدراه محقرة معاداه ملعونة... ففي كتب التاريخ القديمة لا يذكر العصر الفرعوني إلا كعصر من العصور البائدة، ولا الأسر الفرعونية إلا كغيرها من الأمم التي انتهى وجودها وليس لها أي فضل يذكر على بقية الأمم والحضارات المندثرة، بل من الحضارات الوثنية الحقيرة الجاهلية، وهذا في كل الكتب القديمة للمؤرخين النصارى والمسلمين واليهود مثل أسفار الكتاب المقدس...
والمصريون الذي هم من نسل الفراعنة القبط اليوم نسبتهم قليلة جدا بالنسبة للشعب المصري.. لأننا لو قلنا إنهم هم النصارى الأرثوذكس لما وجدنا أكثر من 7%، إذا أخرجنا النصارى الذين لهم أصول يونانية أو شامية أو أروبية... فإذا قلنا إن هؤلاء الأقباط النصارى قد دخل ضعفا (أي مرتان) عدد الموجودين اليوم في الإسلام بعد الفتح الإسلامي لكانت نسبتهم لا تزيد عن 21%... أما بقية الشعب المصري فهم خليط من الشعوب التي عاشت في مصر بعد الفراعنة.. والفراعنة كانوا حقبة من التاريخ ليس التاريخ كله... فلم يكن لهم وجود قبل الطوفان... أما بعد الطوفان فهم ينسبون إلى قبط بن مصرايم بن حام بن نوح، كما هو مشهور في كتب التاريخ، وكما ذكر السويدي في "سبائك الذهب" أن القبط وأهل النوبة وجميع السود من أهل الفرع الحامي... وبعد الفراعنة عاش في مصر شعوب أخرى. فيصعب أن يؤكد أحد أنه من نسل الأقباط اليوم أو من تلك الشعوب... فعاش في مصر الفرس ثم الباطالمة الإغريق ثم الرومان ثم العرب ثم الأتراك الإخشيديون ثم البربر المغاربة في العصر الفاطمي ثم الأتراك الأكراد ثم الأتراك المماليك ثم الأتراك العثمانيون والشراكسة والألبان الذين هم أصل أسرة محمد علي... فمن الصعب الآن أن يؤكد أحد من نسل أحد تلك الشعوب خالصا دون اختلاط إلا في القبائل المشهورة التي لم تختلط بغيرها. وكذلك فمن المؤكد أن أقباط اليوم ليس كلهم نصارى ولكن بالتأكيد فإن كثيرا منهم مسلمون.
 
يوجد منتديات للجينات والأنساب والأعراق .....
القسم للتاريخ العسكري العام
مغلق
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى