تركيا تحتضن اجتماعات إخوان ليبيا.. وخطط جديدة للعودة
ا
كثّفت
قيادات إخوان ليبيا، المطلوبة أمنياً والمدرجة على قوائم الإرهاب، من تحركاتها في الفترة الأخيرة، وعقدت عدّة اجتماعات مغلقة في مدينة اسطنبول التركية، من أجل وضع خطط عمل جديدة لمواجهة ما أصاب التنظيم الذي خلف إرثا ثقيلاً من الدمار والاقتتال في ليبيا، وبحث إعادة التموضع في المشهد السياسي استباقا للانتخابات المقبلة.
وحسب مصادر ليبية، يحتضن فندق تابع لجهاز الاستخبارات التركية في مدينة إسطنبول هذه الاجتماعات التي تناقش آلية مشاركة الإخوان في الملتقى الوطني الجامع وفي الانتخابات القادمة، وسبل إعادة تلميع صورة التنظيم بليبيا، في ظلّ حديث عن محاولات لضمّ قيادات من النظام السابق والتحالف معها للدفع بها إلى الواجهة، في إطار استراتيجية جديدة للعودة إلى المشهد بقوة.
وتعليقا على ذلك، أكدّ البرلماني علي تكبالي للعربية.نت، أنه "من غير المستغرب أن تشرف أنقرة التي تؤوي إرهابيين ليبيين مطلوبين للقضاء بتهمة ارتكاب جرائم في حق الشعب الليبي، وتقوم بتسليح الميليشيات المتطرفة، على اجتماعات إخوان ليبيا وتسمح لهم باستخدام أراضيها للنشاط والتخطيط، معتبرا أن ذلك يعد جزءا من سياستها القائمة على نشر الفوضى والتطرف، وإجهاض أي مساعٍ للتوصل إلى حل للأزمة الليبية.
ولكن المستغرب بالنسبة للتكبالي، هو الصمت الدولى على الممارسات التركية في إيواء متطرفي ليبيا واستخدامهم لنشر الفتنة وتأجيج العنف في البلاد، وتورطها في
دعم الميليشيات التابعة لهم بالسلاح، الذي قتل الآلاف من الليبيين الأبرياء منذ 2011.
تحضير للانتخابات بإشراف أبرز تلاميذ القرضاوي
وعقد إسلاميو ليبيا المتطرفون عشرات الاجتماعات والمؤتمرات خلال الشهرين الماضيين في تركيا، لدراسة توحيد صفوف كل حلفائهم وتجاوز حالة الانقسام والضعف التي أصابت المجموعة، تحضيرا للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وذلك بإشراف من قبل علي الصلابي المقيم في اسطنبول، والمدرج في قوائم الإرهاب المحظورة، كونه يعد أحد الدعاة الليبيين المتطرفين، وأبرز تلاميذ يوسف القرضاوي.
وتعليقاً على تلك الاجتماعات، رأى المحلل السياسي الليبي محمد الرعيش، أن تركيا تصر على استضافة قيادات تنظيم الإخوان في ليبيا وتوفير الظروف الملائمة لهم لعقد اجتماعاتهم والتخطيط إلى "مزيد من المؤامرات" على الشعب الليبي، من أجل استخدامهم في مشروعها التوسعي الخارجي، الذي يرتكز على دعم الحركات المتطرفة، وكذلك في إطار صفقة تقوم على توفير أنقرة الدعم السياسي لهذه الجماعات والملاذ الآمن لها، مقابل الحصول على الحصة الكبرى من عقود إعادة الإعمار في ليبيا.
وتحتضن تركيا أهم رؤوس الإرهاب في ليبيا الذين يرتبطون معها بعلاقات كبيرة، وأبرز المطلوبين من قبل القضاء الليبي بتهم التورط في جرائم عنف وإرهاب والإضرار بالأمن القومي الداخلي،
الإرهابي السابق في تنظيم القاعدة عبد الحكيم بلحاج، كما تؤوي عددا من قيادات الصف الأول لجماعة الإخوان المسلمين الذين كانت لهم أدوار مشبوهة في قيادة الفوضى بليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، على غرار الصلابي، إلى جانب عناصر من مجلس شورى بنغازي المصنف تنظيما إرهابيا.
يذكر أن شراكة النظام التركي مع الجماعات المتطرفة في ليبيا، شكلت تحديا أمنيا كبيرا على الساحة الليبية، لاسيما بعدما أحبطت السلطات الأمنية الليبية في ثلاث مرات متتالية، دخول شحنات كبيرة من الأسلحة التركية وأفشلت وصولها إلى الإرهابيين هناك.
نائب ليبي: تركيا لا تدعم إلا الميليشيات
من جانبه، رأى البرلماني زايد هدية في حديث للعربية.نت أن "تركيا لا تدعم إلا الميليشيات و الجماعات ذات التوجه الإسلامي المتطرف في ليبيا، وتقف منذ سنوات ضد إقامة المؤسسات الشرعية القائمة على القوانين العسكرية للدولة وذات النظام الذي يحكمه وينظمه القانون العسكري الليبي واللوائح المعمول بها في معظم دول العالم".
وهذا ما ذهب إليه أيضا الكاتب والناشط أحمد العيساوي، الذي قال إن "دعم أنقرة للحركات المتطرفة داخل ليبيا أو حتى في منطقة المغرب العربي، ليس بالأمر الجديد، كما أن هذا الدعم لن يتوقف، لأنها تؤسس لمشروع الدولة العثمانية عبر جماعة الإخوان الإرهابية، على حساب شعوب هذه المنطقة وسلامها"، بحسب تعبيره.
ياعيني تركيا دولة لاتريد للبلدان العربية سوى الخراب وبمساعدة الخرفان والمطايا
اسف التنمية والأزدهار ههههه