بعد يوم واحد على تبني مجلس الأمن الدولي قرارا جديدا حول الصحراء المغربية أنهى فيه بشكل لا لبس فيه أسطورة الانفصال عن المغرب و الاستفتاء و دعى الأطراف إلى الوصول إلى حل "وسط" و "توافقي" و "واقعي" و "قابل للتطبيق" لحل النزاع.. وفي ظل المظاهرات التي تشهدها المخيمات و التي تم قمعها بشدة، ردت جبهة البوليساريو الانفصالية على طريقتها من خلال إجرائها لمناورات عسكرية بالذخيرة الحية في منطقة الرابوني 60 كيلومنر جنوب مدينة تندوف على الأراضي الجزائرية و بالضبط في إحدى قواعدها على التراب الجزائري وهي ما تسمى بقاعدة الشهيد هداد.. حيث استعرضت مجموعة من مسلحيها و عتادهم الذي يعود لسنوات الحرب حيث كان من النظامين الجزائري و الليبي يصرفان عليها بسخاء. و سيرا على النموذج الجزائري فإن ميليشيات جبهة البوليساريو تسمي مناطق "نفوذها" في أقصى جنوب غرب الجزائر و شرق الصحراء المغربية ب "النواحي العسكرية" حيث توجد ناحيتين في الجزائر هما الأولى حيث ما يسمى "القيادة العامة" و السادسة حيث ما يسمى "الإمداد و العتاد العسكري" و فيها كل الأسلحة الثقيلة للجبهة بالقرب من الحدود مع المغرب. و الناحيتين بالإضافة إلى المخيمات مستقلة تماما عن سيادة الدولة الجزائرية و غير مسموح لأفراد الجيش او الدرك الجزائريين بدخولها.. فيما يقومان فقط بتطويقهما و تطويق الطرق المؤدية الى المخيمات وقواعد الجبهة على أراضيها.. فيما باقي المناطق شرق الصحراء المغربية لا يتعدى الوجود فيها بضع مسلحين بسيارات بيكوب و مئات الجنود.. رغم انه سبق للجبهة نقل العتاد العسكري الثقيل من جنوب غرب الجزائر الى شرب الصحراء المغربية لإجراء ما يسمى بالمناورات و التي اعترض عليها المغرب مرار و تكرار و حمل مجلس الامن مسؤولية استمرارها بوصفها خرق لاطلاق النار.. يذكر بأن مخيمات اللاجئين الصحراويين هي المخيمات الوحيدة في العالم "المعسكرة" حيث يعيش المدنيون و المسلحون معا على أرض دولة جارة..