هل سبق لأعضاء المنتدى أن سمعوا يوما عن احتلال مغربي لاسبانيا قبل عبور طارق ابن زياد بجيشه ؟
أكيد الجواب سيكون لا، في هذا الموضوع سوف أقدم إضاءة حول هذا الجانب المضيء من التاريخ المغربي الذي أقبر لغاية في نفس يعقوب. بعد قراءة هذا الموضوع سوف نفهم لماذا أوكلت مهمة فتح الأندلس لطارق ابن زياد ملك المغرب والقائد الأعلى للجيش ولماذا لم يكن غزو الأندلس تحديا صعبا على المغاربة.
البداية ستكون باستعراض فقرة من كتاب النظام العالمي لهنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق يتحدث فيه عن تحرير الإمبراطورية الرومانية لإسبانيا من الغزو المغربي
هنا نستعرض نقيشة لاتينية، وهي نصب تكريمي لشهيد الواجب العسكري Lucio Cornelio Potito حيث كان جنديا رومانيا، فقد حياته أثناء الغزو الموري لأيبيريا في القرن الثاني ميلادية. ( موري نسبة إلى موريطانيا Mauritania - الإسم القديم للمغرب قبل أن تسمي به فرنسا موريتانيا الحالية)
أهمية هذا النصب، أنه يذكر أسماء الرومان اللذين فقدوا حياتهم بسبب الحروب المورية المتتالية على أيبيريا خلال بداية الألفية الأولى، وهو مايشير الى أن دخول المغاربة لأيبيريا كان أمرا شائعا في تلك الفترة.
تجدون هته النقيشة معروضة في متحف Lliria بأقليم Valencia بأسبانيا
وهنا نستعرض نقيشة التخليد لأنجازات الفيالق العسكرية الرومانية الخاصة بالأمبراطور الروماني Marcus Aurelius في قمع الثورات عبر أرجاء الأمبراطورية الرومانية.
أهميتها، انها تشير لتدخل فيالق الجنرال Lilius Vehilius GalIus Iulianus واللذي قاد حملة عسكرية كبيرة على الموريين سنة171م في أسبانيا، و اللذين كانو قد غزوا ايبيريا سنوات 146-147م، ومكثوا فيها سنين طويلة وتحكموا فيها لبضعة عقود، قبل ان يتم هزيمتهم سنة 171م.
وقد تم وصف هؤلاء الموريين ب الثوار، Mauros Rebelles باللاتينية على النقيشة
النصب التاريخي هذا تجدونه في متحف روما بأيطاليا
ورود ذكر الثوار الموريين في النقيشة
تفاصيل النقيشة بالتفصيل
وهذه نقيشة وجدت بمنطقة Cerro del Castillón بأقليم الأندلس بأسبانيا، وهي مؤرخة من سنة 177م، وقد جاء في الكتابة اللاتينية عليها، أنها تصف والي موريطانيا_الطنجية Vallio Maximian بالمحرر، اللذي حرر أقليم Baetica الأيبيري من الغزو الموري والتي تعرف
ب حرب المور Bello_Maurorum
هذه النقيشة، تؤكد بما لا يدعو للشك، أن العلاقات المورية الرومانية كانت تتأرجح بين السلم الظرفي باتفاقيات و بالحملات المتكررة للموريين على المراكز الرومانية بموريطانيا الطنجية بل وتعدتها حتى أسبانيا لدرجة تدميرها و أخضاعها.
وهذا استدعى تدخل أباطرة روما لأنهاء حالة الثورة وعلى رأسهم الأمبراطور الروماني Hadrian واللذي قدم للمغرب_القديم للقضاء على هته الثورات بل ومهادنة الكونفدراليات القبائلية فيه
مصدر
https://books.google.co.ma/books?id...// Dedicata anno / Licini Victoris et&f=false
لازلنا نستعرض نقيشات ونصب رومانية مؤرخة من القرن الثاني ميلادية، تتحدث عن أنتصار الرومان على الموريين في أسبانيا الرومانية وخاصة في اقليم بايتيكا الروماني Baetica واللذي كان يشمل وقتها منطقة الوادي الكبير و جنوبي أسبانيا حاليا.
النقش اللاتيني اللذي بين أيدينا، عبارة عن نصب تكريمي ل Vallius Maximianus والي موريطانيا الطنجية اللذي ساهم في تحرير Baetica من الاحتلال الموري.
النصب يصف الوالي الروماني بأنه محرر و مرجع للسلام، ويرجع تاريخ هذا النصب لسنوات 177-178م، ويفترض انها تعود للحملة الرومانية الثالثة ضد الموريين في اسبانيا.
اذ يرى المؤرخون أن المور (المغاربة القدماء)، هاجموا أسبانيا الرومانية ثلاث مرات متتالية امتدت لسنوات حكم الأمبراطور الروماني Hadrian حتى عصر الامبراطور الروماني Marcus Aurelius.
أي تقريبا منذ اغتيال الأمير الموري Lusius Quietus سنة 118م، على يد الامبراطور Hadrian والذي أدى الى اندلاع الثورة المورية بالمغرب ضد روما.
وصولا حتى سنة 178م، تاريخ انتهاء أخر حملة مورية على اسبانيا، بهزيمتها على يد فيالق الجيش الروماني للأمبراطور Marcus Aurelius، أي نحن نتحدث عن أزمة مورية_رومانية امتدت لحوالي 60سنة.
النقيشة موجودة في المتحف الأركيولوجي بمدينة اشبيلية بأسبانيا.
وهنا نقيشة معاهدة السلام بتاريخ 8 مارس سنة 200 ميلادية بمدينة وليلي الأثرية بالمغرب
وهي تعتبر من النقائش النادرة التي تتحدث عن الامبراطور Septimius Severus وتاريخه السياسي
و مقتضى النقيشة يؤرخ لمعاهدة بين حاكم موري محلي وأسمه اليلاسن كزعيم باكاوات موريطانيا الطنجية بل و شملت اسم والده أوريتن أمير قبائل باكاوات المغرب.
الاتفاقية تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا الطرفين
تؤرخ المصادر إلى ان سبب الاتفاقية يعود للحملات المورية الباكاوية على غرب الجزائر ووسطها حيث تعرضت للتخريب و الدمار وخاصة في فترة الامبراطور هادريان Hadrian حيث تم تخريب مستعمرة Cartennae الرومانية الواقعة في (تنس بالجزائر)
وذالك راجع لقيام اتحادية فيدرالية بين الباكاوات Baquates و الماسينت Μακανῖται وهي شعوب أمازيغية مغربية محلية و أرخ لهم منذ فترة الملك الموري بطليموس.
واستطاعوا ان يسيطرو على المغرب في القرن الثالث ميلادية كدولة مستقلة ولم تكن علاقاتهم بروما ودية اذ غالبا ماعرفت موريطانيا الطنجية بكونها مقبرة الرومان وهذا ما اضطر أباطرتها لتوقيع اتفاقيات سلام و بنود لأمتيازات تفضيلية وفيديرالية خاصة لصالح الموريين.
وأخيرا تعزيزا للأدلة الأركيولوجية والتاريخية سأختم الموضوع بدراسة جينية صدرت مؤخرا تكشف مدى التأثير المغربي جينيا في اسبانيا بنسبة تصل إلى 11 % بسبب الإستيطان المغربي في اسبانيا منذ العهد الروماني وما قبله مرورا بالفترة الإسلامية
الموضوع إهداء لـ M @moroccan sniper
أكيد الجواب سيكون لا، في هذا الموضوع سوف أقدم إضاءة حول هذا الجانب المضيء من التاريخ المغربي الذي أقبر لغاية في نفس يعقوب. بعد قراءة هذا الموضوع سوف نفهم لماذا أوكلت مهمة فتح الأندلس لطارق ابن زياد ملك المغرب والقائد الأعلى للجيش ولماذا لم يكن غزو الأندلس تحديا صعبا على المغاربة.
البداية ستكون باستعراض فقرة من كتاب النظام العالمي لهنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق يتحدث فيه عن تحرير الإمبراطورية الرومانية لإسبانيا من الغزو المغربي
هنا نستعرض نقيشة لاتينية، وهي نصب تكريمي لشهيد الواجب العسكري Lucio Cornelio Potito حيث كان جنديا رومانيا، فقد حياته أثناء الغزو الموري لأيبيريا في القرن الثاني ميلادية. ( موري نسبة إلى موريطانيا Mauritania - الإسم القديم للمغرب قبل أن تسمي به فرنسا موريتانيا الحالية)
أهمية هذا النصب، أنه يذكر أسماء الرومان اللذين فقدوا حياتهم بسبب الحروب المورية المتتالية على أيبيريا خلال بداية الألفية الأولى، وهو مايشير الى أن دخول المغاربة لأيبيريا كان أمرا شائعا في تلك الفترة.
تجدون هته النقيشة معروضة في متحف Lliria بأقليم Valencia بأسبانيا
وهنا نستعرض نقيشة التخليد لأنجازات الفيالق العسكرية الرومانية الخاصة بالأمبراطور الروماني Marcus Aurelius في قمع الثورات عبر أرجاء الأمبراطورية الرومانية.
أهميتها، انها تشير لتدخل فيالق الجنرال Lilius Vehilius GalIus Iulianus واللذي قاد حملة عسكرية كبيرة على الموريين سنة171م في أسبانيا، و اللذين كانو قد غزوا ايبيريا سنوات 146-147م، ومكثوا فيها سنين طويلة وتحكموا فيها لبضعة عقود، قبل ان يتم هزيمتهم سنة 171م.
وقد تم وصف هؤلاء الموريين ب الثوار، Mauros Rebelles باللاتينية على النقيشة
النصب التاريخي هذا تجدونه في متحف روما بأيطاليا
ورود ذكر الثوار الموريين في النقيشة
تفاصيل النقيشة بالتفصيل
وهذه نقيشة وجدت بمنطقة Cerro del Castillón بأقليم الأندلس بأسبانيا، وهي مؤرخة من سنة 177م، وقد جاء في الكتابة اللاتينية عليها، أنها تصف والي موريطانيا_الطنجية Vallio Maximian بالمحرر، اللذي حرر أقليم Baetica الأيبيري من الغزو الموري والتي تعرف
ب حرب المور Bello_Maurorum
هذه النقيشة، تؤكد بما لا يدعو للشك، أن العلاقات المورية الرومانية كانت تتأرجح بين السلم الظرفي باتفاقيات و بالحملات المتكررة للموريين على المراكز الرومانية بموريطانيا الطنجية بل وتعدتها حتى أسبانيا لدرجة تدميرها و أخضاعها.
وهذا استدعى تدخل أباطرة روما لأنهاء حالة الثورة وعلى رأسهم الأمبراطور الروماني Hadrian واللذي قدم للمغرب_القديم للقضاء على هته الثورات بل ومهادنة الكونفدراليات القبائلية فيه
مصدر
https://books.google.co.ma/books?id...// Dedicata anno / Licini Victoris et&f=false
لازلنا نستعرض نقيشات ونصب رومانية مؤرخة من القرن الثاني ميلادية، تتحدث عن أنتصار الرومان على الموريين في أسبانيا الرومانية وخاصة في اقليم بايتيكا الروماني Baetica واللذي كان يشمل وقتها منطقة الوادي الكبير و جنوبي أسبانيا حاليا.
النقش اللاتيني اللذي بين أيدينا، عبارة عن نصب تكريمي ل Vallius Maximianus والي موريطانيا الطنجية اللذي ساهم في تحرير Baetica من الاحتلال الموري.
النصب يصف الوالي الروماني بأنه محرر و مرجع للسلام، ويرجع تاريخ هذا النصب لسنوات 177-178م، ويفترض انها تعود للحملة الرومانية الثالثة ضد الموريين في اسبانيا.
اذ يرى المؤرخون أن المور (المغاربة القدماء)، هاجموا أسبانيا الرومانية ثلاث مرات متتالية امتدت لسنوات حكم الأمبراطور الروماني Hadrian حتى عصر الامبراطور الروماني Marcus Aurelius.
أي تقريبا منذ اغتيال الأمير الموري Lusius Quietus سنة 118م، على يد الامبراطور Hadrian والذي أدى الى اندلاع الثورة المورية بالمغرب ضد روما.
وصولا حتى سنة 178م، تاريخ انتهاء أخر حملة مورية على اسبانيا، بهزيمتها على يد فيالق الجيش الروماني للأمبراطور Marcus Aurelius، أي نحن نتحدث عن أزمة مورية_رومانية امتدت لحوالي 60سنة.
النقيشة موجودة في المتحف الأركيولوجي بمدينة اشبيلية بأسبانيا.
وهنا نقيشة معاهدة السلام بتاريخ 8 مارس سنة 200 ميلادية بمدينة وليلي الأثرية بالمغرب
وهي تعتبر من النقائش النادرة التي تتحدث عن الامبراطور Septimius Severus وتاريخه السياسي
و مقتضى النقيشة يؤرخ لمعاهدة بين حاكم موري محلي وأسمه اليلاسن كزعيم باكاوات موريطانيا الطنجية بل و شملت اسم والده أوريتن أمير قبائل باكاوات المغرب.
الاتفاقية تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا الطرفين
تؤرخ المصادر إلى ان سبب الاتفاقية يعود للحملات المورية الباكاوية على غرب الجزائر ووسطها حيث تعرضت للتخريب و الدمار وخاصة في فترة الامبراطور هادريان Hadrian حيث تم تخريب مستعمرة Cartennae الرومانية الواقعة في (تنس بالجزائر)
وذالك راجع لقيام اتحادية فيدرالية بين الباكاوات Baquates و الماسينت Μακανῖται وهي شعوب أمازيغية مغربية محلية و أرخ لهم منذ فترة الملك الموري بطليموس.
واستطاعوا ان يسيطرو على المغرب في القرن الثالث ميلادية كدولة مستقلة ولم تكن علاقاتهم بروما ودية اذ غالبا ماعرفت موريطانيا الطنجية بكونها مقبرة الرومان وهذا ما اضطر أباطرتها لتوقيع اتفاقيات سلام و بنود لأمتيازات تفضيلية وفيديرالية خاصة لصالح الموريين.
وأخيرا تعزيزا للأدلة الأركيولوجية والتاريخية سأختم الموضوع بدراسة جينية صدرت مؤخرا تكشف مدى التأثير المغربي جينيا في اسبانيا بنسبة تصل إلى 11 % بسبب الإستيطان المغربي في اسبانيا منذ العهد الروماني وما قبله مرورا بالفترة الإسلامية
الموضوع إهداء لـ M @moroccan sniper