Saturday, October 14th, 2006
الزيارة الي الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية الجويلة للمملكة المغربية لاتكتمل بدون جولة في ارجاء مسجد الحسن الثاني , تلك التحفة المعمارية الاسلامية الفريدة من نوعها ,التي تعيد للفنون الاسلامية بهاءها ورونقها .لقد زرت المسجد الخالد علي شاطئ الاطلسي مرات عدة وفي كل مرة اصاب بالذهول , لانك حين تكون في حضرة اكبر مساجد القارة الافريقية وواحدا من اكبر مساجد العالم على الاطلاق التي لايمكن مضاهاة فنها الاسلامي الرفيع يخيم عليك شعور بالدهشة والسكينة في ان واحد .ولايحتاج الزائر الي جهد كبير لكي يدرك ان مسجد الحسن الثاني بأنه مسجد الارقام القياسية نظرا للخصائص التي يتمتع بها سواء من ناحية الموقع علي شاطئ المحيط الاطلسي , او من ناحية التصميم او المساحة او الشكل الخارجي لمبنى المسجد الذي يعود قطعا الى مساجد العصر الفاطمي .
في الزيارة الاخيرة, والي جانب الالاف المصلين , اديت صلاة الجمعة في مسجد الملك الحسن الثاني, وامضيت الفترة مابعد صلاة الجمعة والعصر متنقلا في ارجاء ذلك الصرح الاسلامي العظيم ‚ ولعل اول ما يلفت النظر في هذا المسجد الذي بني على ضفاف المحيط الاطلسي ليكون منارة للإسلام واشعاعا للثقافة والفكر الاسلامي للعالم اجمع كما أراد له بانيه الملك الحسن الثاني - رحمه الله - هو المنارة الطويلة جدا والتي تعد اطول واضخم مئذنة في العالم اجمع بارتفاع 200 متر عن سطح البحر وبعرض اكثر من عشرة امتار من كل جهة من جهات الأربع .اول ماتقع عليه عين الزائر الي المسجد مئذنته الشاهقة التي تنادي الي الصلاه و يمكن للزائر ان يرى المئذنة علي بعد اكثر من 5 كيلو مترات حيث تقع المئذنة في الجهة الجنوبية المقابلة للمدينة .
ويكتشف الزائر ان مسجد الحسن الثاني معلم ديني ومعماري فريد ، شيد فوق الماء يبهر الناظر ببنائه الشاهق وبدقة هندسته التي برع في انجازها صفوة المهندسين والمبدعين في مختلف المهن العصرية والحرف التقليدية المغربية الأصيلة.وتم تدشين صومعة المسجد يوم عيد الميلاد الستين للملك المغربي الراحل الحسن الثاني وانتهت الأعمال فيها سنة ،1993 وعمل 2500 بناء و10 آلاف حرفي ليل نهار لمدة ست سنوات في بناء هذا المعلم الديني الذي يعتبر المسجد المغربي الوحيد الذي يحق للسياح الاجانب دخول بعض ارجائه.ويصل ارتفاع الصومعة إلى 210 امتار وهذا يجعلها أعلى صومعة في العالم. وشيدت طبقاً للتقاليد العربية الاندلسية، وتمتاز بالرخام الذي يكسوها، وهي مزودة بمنارة وجامور، ويشد انتباهك ليلاً شعاع ليزر موجه من قمتها نحو الكعبة الشريفة لبيان اتجاه قبلة المسلمين ويصل مداه إلى 30 كيلومتراً وتوحي الزخارف المنقوشة على الواجهة الرخامية لصومعة المسجد بالصوامع المرينية. (المرينوين، بنو مرين، وينتسبون إلى قبيلة زناتة البربرية الأمازيغية التي تولت الحكم في المغرب 1244- 1465م).أما الألواح الزليجية المزينة للجهة العليا للصومعة باللونين الأبيض والأخضر فهي ألوان السلم والحياة، وجهزت الصومعة من الداخل بمصعد سريع يتسع ل12 شخصاً يمكنهم من الوصول إلى قمتها في أقل من دقيقة.
قاعة الصلاة في مسجد الحسن الثاني تقع في منطقة الوسط وهي المساحة المخصصة للصلاة داخل المسجد والتي يغطيها السقف القابل للحركة الكترونيا‚ وتتسع القاعة لخمسة وعشرين ألف مصل فضلا عن ثمانين الفا يمكن استيعابهم في صحن المسجد الخارجي وتزين المعلمة سلسلة من القباب المتنوعة التي علقت فيها ثريات من البلور تعطي اضاءة مناسبة جدا في النهار وكافية في الليل‚ واذا تحدثنا عن الاضاءة فيجب الحديث عن السقف المفتوح بحجم 3400 متر مربع والذي اذا فتح تصبح القاعة الداخلية صحنا كبيرا يغمره ضياء الشمس من كل جانب .لذلك فان الزائر يمكنه الاستمتاع بجمالية قاعة الصلوات وقاعات الوضوء في المسجد المفتوح للزيارة والجولات السياحية طيلة الوقت .ولا يستمد مسجد الحسن الثاني مزاياه الرائعة من بنيته المعمارية فقط بل ومن الأرض التي أنشىء عليها وهي المغرب الذي سكنه ابن رشد رائد العقل والتسامح وألوف الفنانين والموهوبين الذين استلهموا المعرفة من القرآن الكريم وهندسة الاغريق واستهوتهم البناءات وزواياها فأبدعوا بنيانا يزخر بالقيم الجمالية على اختلاف الرؤى والآراء‚ لقد انشىء مسجد الحسن الثاني عن ايمان عميق فجدد الفنون الاسلامية وابرز الكثير من الأمور التي يصعب قياسها فأبعاده ترمز الى اللانهائية لتمثل هذا البناء المقدس الذي يتخطى الزمان بقيمته المعنوية والذاتية وهو بذلك قمة مائية على حافة المجال المائي الشاسع , الا وهو المحيط الاطلسي ‚ويحتوي مسجد الملك الحسن الثاني على العديد من الزخرفية الفائقة الدقة والجمال في كافة أرجائه بداية من البناء الخارجي الكبير والذي يرتفع في بعض اجزائه الى 58 مترا وصولا الى اصغر اجزاء المسجد من الداخل ولا يستثني من ذلك الاعمدة الكبيرة التي ترتفع لاكثر من عشرين مترا وتختلف زخرفتها باختلاف ارتفاعها وقربها من المحراب‚ ولا كاد الزائر يرمي بصره الى أي نقطة في المسجد داخله او خارجه إلا ووجودها مكسية بالزخارف من المقرنصات والخطوط المتعانقة والتي استخدم فيها الجص والرخام والاحجار الكريمة
والمواد الهامة الاخرى مما يدفع الى التساؤل عن عدد العاملين الذين اشتركوا في بناء هذا المعلم الضخم الذي يبقى ليدل على بقاء وخلود الرسالة الإسلامية إلى الأ بد .
بعد تلك الجولة التي استغرقت قرابة الساعتين خرجت الي البوابة الرئيسية لكي اواصل السير الي الفناء الخارجي المذهل للمسجد لدقته واتساعه الرهيب وورعة هندسة بنائه , و في الساحات المحيطة بالمسجد تتلاقي العائلات المغربية المحافظة شيبا وشبانا ونساء وفتيات يرتدين الحجاب , اما لقضاء الوقت في حضرة المكان او للتعارف الاجتماعي , فهذه الفئة من الناس لاتفضل السير في المتنزهات العامة او الذهاب الي الكافتريات المنتشرة علي شاطئ الاطلسي لارتفاع اسعار خدماتها وتجد في المسجد الاعظم متنفسا للروح وسكينة لها .
ولن ابالغ اذا قلت بان مسجد الحسن الثاني، من أكبر وأجمل المساجد في العالم، ويتسع لحوالي 25 ألف مصل، ويتضمن هذا المسجد الذي تم تدشينه عام 1993، متحفا وحمامات بخار ومكتبة ومدرسية لتعليم القرآن ومرافق للمؤتمرات، بمعني انه اضفي علي الحضارة الاسلامية في المغرب لونا مميزا واضاف للمغرب معلما فنيا خالدا وصرحا اسلاميا للتاريخ .
لذلك فان هذا المسجد يعد القلب الرمزي لمدينة الدار البيضاء الجميلة ، حيث يكتنز في أبهائه وحناياه إبداع الصانع المغربي الفنان المسلم.
فالأطنان الخمسة والستون ألفاً من الرخام وأعمدته ألفان وخمسمائة وتتسع صالة الصلاة بمساحتها ال20،000 متر مربع ل25،000 مصلٍ إضافة إلى ثمانين ألفاً في الباحة. كما يتوفر المسجد على تقنيات حديثة منها السطح (سطح المسجد) المتحرك أتوماتيكياً (للفتح والاغلاق).مئذنته أندليسة المقطع ترتفع 210 أمتار وتعتبر أعلى بناية دينية في العالم، وأبرز مئذنة تطل على المحيط الأطلسي. والأبنية الملحقة بالمسجد تشكل مجمعاً ثقافياً بالاضافة إلى زخارف أو فسيفساء الخزف الملون على الأعمدة والجدران واضلاع المئذنة وهامتها والحفر على خشب الارز الذي يجلِّد صحن المسجد وأعمال الجص المنقوش الملون في الحنايا والافاريز.وتصنف المدرسة الدينية في مسجد الحسن الثاني ضمن هذا التراث العربي الأصيل، بنيت على شكل نصف دائري، في اتجاه القبلة، تغطي مساحة 4840 متراً مربعاً وتتوافر على طابقين ومستوى تحت أرضي.المدرسة تعرف تمازجاً بين ما هو تقليدي وما هو عصري من خلال استعمال أدوات تكنولوجية في مسارها التعليمي، حيث تم وضع إمكانات وأدوات تعليمية عصرية رهن إشارة طلبة علوم الدين.
جمال المجايدة
المصدر: http://press.arabandalucia.com/?p=4403
في الزيارة الاخيرة, والي جانب الالاف المصلين , اديت صلاة الجمعة في مسجد الملك الحسن الثاني, وامضيت الفترة مابعد صلاة الجمعة والعصر متنقلا في ارجاء ذلك الصرح الاسلامي العظيم ‚ ولعل اول ما يلفت النظر في هذا المسجد الذي بني على ضفاف المحيط الاطلسي ليكون منارة للإسلام واشعاعا للثقافة والفكر الاسلامي للعالم اجمع كما أراد له بانيه الملك الحسن الثاني - رحمه الله - هو المنارة الطويلة جدا والتي تعد اطول واضخم مئذنة في العالم اجمع بارتفاع 200 متر عن سطح البحر وبعرض اكثر من عشرة امتار من كل جهة من جهات الأربع .اول ماتقع عليه عين الزائر الي المسجد مئذنته الشاهقة التي تنادي الي الصلاه و يمكن للزائر ان يرى المئذنة علي بعد اكثر من 5 كيلو مترات حيث تقع المئذنة في الجهة الجنوبية المقابلة للمدينة .
ويكتشف الزائر ان مسجد الحسن الثاني معلم ديني ومعماري فريد ، شيد فوق الماء يبهر الناظر ببنائه الشاهق وبدقة هندسته التي برع في انجازها صفوة المهندسين والمبدعين في مختلف المهن العصرية والحرف التقليدية المغربية الأصيلة.وتم تدشين صومعة المسجد يوم عيد الميلاد الستين للملك المغربي الراحل الحسن الثاني وانتهت الأعمال فيها سنة ،1993 وعمل 2500 بناء و10 آلاف حرفي ليل نهار لمدة ست سنوات في بناء هذا المعلم الديني الذي يعتبر المسجد المغربي الوحيد الذي يحق للسياح الاجانب دخول بعض ارجائه.ويصل ارتفاع الصومعة إلى 210 امتار وهذا يجعلها أعلى صومعة في العالم. وشيدت طبقاً للتقاليد العربية الاندلسية، وتمتاز بالرخام الذي يكسوها، وهي مزودة بمنارة وجامور، ويشد انتباهك ليلاً شعاع ليزر موجه من قمتها نحو الكعبة الشريفة لبيان اتجاه قبلة المسلمين ويصل مداه إلى 30 كيلومتراً وتوحي الزخارف المنقوشة على الواجهة الرخامية لصومعة المسجد بالصوامع المرينية. (المرينوين، بنو مرين، وينتسبون إلى قبيلة زناتة البربرية الأمازيغية التي تولت الحكم في المغرب 1244- 1465م).أما الألواح الزليجية المزينة للجهة العليا للصومعة باللونين الأبيض والأخضر فهي ألوان السلم والحياة، وجهزت الصومعة من الداخل بمصعد سريع يتسع ل12 شخصاً يمكنهم من الوصول إلى قمتها في أقل من دقيقة.
والمواد الهامة الاخرى مما يدفع الى التساؤل عن عدد العاملين الذين اشتركوا في بناء هذا المعلم الضخم الذي يبقى ليدل على بقاء وخلود الرسالة الإسلامية إلى الأ بد .
ولن ابالغ اذا قلت بان مسجد الحسن الثاني، من أكبر وأجمل المساجد في العالم، ويتسع لحوالي 25 ألف مصل، ويتضمن هذا المسجد الذي تم تدشينه عام 1993، متحفا وحمامات بخار ومكتبة ومدرسية لتعليم القرآن ومرافق للمؤتمرات، بمعني انه اضفي علي الحضارة الاسلامية في المغرب لونا مميزا واضاف للمغرب معلما فنيا خالدا وصرحا اسلاميا للتاريخ .
لذلك فان هذا المسجد يعد القلب الرمزي لمدينة الدار البيضاء الجميلة ، حيث يكتنز في أبهائه وحناياه إبداع الصانع المغربي الفنان المسلم.
جمال المجايدة
المصدر: http://press.arabandalucia.com/?p=4403