العلاقات الإسرائيلية الصينية والموقف الأمريكي

هيرون 

فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً 🔻
طاقم الإدارة
عـضـو مـجـلـس الإدارة
إنضم
21 ديسمبر 2008
المشاركات
39,553
التفاعل
221,230 5,833 2
الدولة
Saudi Arabia

مقدمة ونقاط التحليل
- العلاقات الاقتصادية المتزايدة بين إسرائيل والصين تهدد بأزمة مع الولايات المتحدة في ظل حرب تجارية مستعرة بين واشنطن وبكين
- مسؤولون أمريكيون انفجروا غضبا في وجوه نظرائهم الإسرائيليين: واشنطن لن تقبل أن تكون صديقة لدولة تبني لها الصين موانئها
- الأسطول السادس الأمريكي ربما يتوقف عن دخول الموانىء الإسرائيلية خوفا من عمليات تجسس صينية
- تطور العلاقات بين شركات الريادة التكنولوجية في الصين وإسرائيل يثير مخاوف أمريكية من احتمال وصول بكين إلى تكنولوجيا الصناعات العسكرية الإسرائيلية
- واشنطن تخشى احتمال استفادة الجيش الصيني من العلاقات مع تل أبيب لتحسين قدراته العسكرية على حساب حلفائها في الجوار الصيني
- تل أبيب ربما تخفض علاقاتها مع بكين أو تتمسك بها وتحاول إقناع واشنطن بأنها تزود الصين بتكنولوجيا للأغراض المدنية فقط
- اللوبي الصهيوني وآخر مؤيد للصين في الولايات المتحدة ربما يعملان معا على إبقاء واشنطن بعيدة عن العلاقات بين بكين وتل أبيب

.................................................................................................................................................................................................................................................

بقلق بالغ، تراقب الإدارة الأمريكية تنامي العلاقات الاقتصادية بين الصين وإسرائيل؛ ما ينذر بأزمة في الأفق بين الحليفتين تل أبيب وواشنطن، لاسيما في ظل الحرب التجارية المستعرة بين الأخيرة وبكين.

وحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، بزيادة حجم الصادرات الإسرائيلية إلى الصين بنسبة 56 بالمائة، وتتركز هذه الصادرات أساسا في قطاع التكنولوجيا.

وهو ما جاء قبل ساعات من لقاء حديث بين نتنياهو ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، أعرب فيه الأخير عن قلق واشنطن البالغ من تطور العلاقات الصينية الإسرائيلية، في إشارة إلى بداية شعور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالضيق من تلك العلاقات.
 
** غضب ترامب

قلق واشنطن ترجمته قراءات لمحللين إسرائيليين توقعوا أن يثير التقارب بين بكين وتل أبيب وحجم الاستثمارات الصينية المتزايد في إسرائيل غضب ترامب، عندما يضع مستشاروه على مكتبه تقارير حول ذلك التقارب.

تحت عنوان "إسرائيل ستضطر إلى الاختيار بين أمريكا والصين"، كتب المحلل الإسرائيلي، ديفيد روزنبرغ، في "هآرتس"، مؤخرا، مقالا قال فيه إن "إسرائيل قد تبلغ الصين أنها مجبرة على خفض مستوى علاقاتها معها بسبب الضغوط الأمريكية".

روزنبرغ أضاف أن القلق الأمريكي تصدر لقاءات بولتون مع مسؤولين إسرائيليين، ومن الواضح أن "إدارة ترامب لن تخوض حربا تجارية مع الصين، وتترك في الوقت نفسه حليفا مهما، مثل إسرائيل، يبرم معها صفقات تجارية".

تتركز بواعث القلق الأمريكية، حسب بولتون، على الدور الصيني في إنشاء وتشغيل ميناء حيفا الجديد، ومخاطر استخدامه للتجسس على سفن البحرية الأمريكية التي تزور إسرائيل.

بولتون عبر أيضا عن قلقه من إمكانية تجسس الصين على متصلين يستخدمون وسائل اتصال من إنتاج شركات صينية، خاصة "هواوي" و"ZTE".

لم يعد القلق الأمريكي خلف ستار، إذ كتب عاموس هارئيل، في تحليل بـ"هآرتس" الأسبوع الماضي، أن المعارضة الأمريكية باتت واضحة، وربما تقيد حرية إسرائيل.

ونقلا عن مسؤولين إسرائيليين، قال هارئيل، في تقرير آخر قبل شهرين، إن مسؤولين أمريكيين عبروا عن غضبهم الشديد من تغلغل الصين في السوق الإسرائيلية.

ونسب إلى الإسرائيليين قولهم إن "الأمريكيين انفجروا غاضبين في وجوهنا، وقالوا إن الولايات المتحدة لن تقبل أن تكون صديقة لدولة تبني الصين لها موانئها".
 
** الأسطول السادس وميناء حيفا

هارئيل ذهب إلى أن البحرية الأمريكية ربما تمتنع عن دخول الموانئ الإسرائيلية، تحت وطأة ما وصفه بـ"تسليم إسرائيل مفاتيح موانئها للصين".

وأوضح أن هذه الأقوال وردت في مؤتمر عقد نهاية أغسطس/ آب الماضي، بمشاركة مختصين أمريكيين، لبحث "قضايا أمنية متعلقة بإسرائيل ومنطقة البحر المتوسط".

وتحدث في ذلك المؤتمر الجنرال احتياط في الجيش الإسرائيلي، البروفيسور شاؤول حوريف، الذي تولى سابقا مناصب مهمة، مثل قيادة البحرية، ورئاسة وكالة الطاقة الذرية.

حوريف قال إن على تل أبيب إيجاد آلية لضمان أن الاستثمارات الصينية في إسرائيل لن تشكل أي خطر على أمنها القومي.

ونسب هارئيل إلى مختصين أمريكيين عملوا سابقا في وزارة الدفاع القول إن "إسرائيل فقدت عقلها عندما سلمت مفاتيح ميناء حيفا الجديد للصين.. وعندما تتولى الشركات الصينية إدارة الميناء، فلن تتمكن البحرية الإسرائيلية من الحفاظ على علاقاتها الوطيدة مع الأسطول السادس الأمريكي".
 
** الشركات الصينية في إسرائيل

قبل ثلاث سنوات ونصف، فازت شركة "SIPG" الصينية بمناقصة لتوسيع ميناء حيفا، على أن ينتهي العمل في المشروع عام 2021، ثم تتولى الشركة الصينية إدارة الميناء، لمدة 25 عاما.

وذكرت "هآرتس" أن شركة صينية أخرى حصلت على عقد لبناء ميناء جديد في أسدود.

وفي صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، كتب البروفيسور جيكوب ناغل، وهو مستشار سابق في الأمن القومي الإسرائيلي، أن "الصين تنظر إلى أبعد من ميناءي حيفا وأشدود".

وتابع في مقال له مؤخرا أن "الشركات الصينية تسعى إلى الفوز بعقود تنفيذ مشروعات أخرى، مثل شبكة الأنفاق تحت الأرض في منطقة جبال الكرمل الشمالية مع نظام التحكم بها".

بعد الانفتاح الإسرائيلي على الصين، دخلت عشرات الشركات الصينية السوق الإسرائيلية، خلال العقد الأخير، إما بشكل مستقل أو عبر شراكات مع شركات إسرائيلية.

عملت تلك الشركات في مجالات وسائل النقل والبنى التحتية والزراعة والإنتاج الغذائي.

وفي 2014 استحوذت شركة صينية على الحصة الأكبر من أسهم "تنوفا"، وهي الشركة الرائدة في مجال منتجات الألبان بإسرائيل.

وبحسب ناغل فإن "شركات صينية تسعى إلى الاستحواذ على شركة التأمين الإسرائيلية العملاقة (فينيكس) وشركة اتصالات فضائية مدنية إسرائيلية كبرى".

ومما يثير قلق المستويات الأمنية الأمريكية، حسب ناغل، هو تقاطع عمل الشركات الصينية مع مشاريع عسكرية إسرائيلية، أو قربها من مواقع استراتيجية إسرائيلية.

كما يثير تطور علاقات شركات الريادة التكنولوجية الإسرائيلية الصينية قلق الأمريكيين، خاصة مع إمكانية استخدام الصين التكنولوجيا الإسرائيلية التي تستوردها في صناعاتها العسكرية، ما قد يساهم في جعل الصين دولة عظمى في مجال التكنولوجيا العسكرية.
 
** خيارات إسرائيل

مع خروج القلق الأمريكي إلى العلن، وبداية تحوله إلى غضب من تعزيز العلاقات الإسرائيلية الصينية، تواجه تل أبيب ضغوطا أمريكية ستحدد مستقبل تلك العلاقات.

وقال أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية بفلسطين، إن "التدخل الأمريكي كان حاضرا وبقوة عند تخطي العلاقات الإٍسرائيلية مع الصين حدودا معينة".

وأضاف يوسف، في حديث للأناضول، أن التخوف الأمريكي ينصب استراتيجيا وسياسيا وجيوسياسيا حول إمكانية استفادة الصين من التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة، خاصة أن جزءا من تلك التكنولوجيا مصدره هو دول غربية، منها الولايات المتحدة.

من هذا المنطلق، فإن التعاون بين إسرائيل والصين ربما تكون له تبعات خطيرة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لما في ذلك من تأثير على توازن القوى في منطقة شرق آسيا، خاصة في ظل استفادة الجيش الصيني من تحسين قدراته العسكرية على حساب حلفاء الولايات المتحدة في الجوار الصيني.

وتصاعدت المخاوف الأمريكية بعد تهديدات بكين مؤخرا بشن عمل عسكري ضد تايوان (تعتبرها جزءا من الصين)، التي وسعت علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول العالم.، ولا سيما الغرب.‎

وعما يمكن أن تقوم به إسرائيل في ظل هذه المعادلة، قال يوسف: "من التجربة نعلم أن إسرائيل تعمل دائما على توفير خيارات متعددة لنفسها، وإمكانية التدخل للحد من تعمق العلاقات الإسرائيلية الصينية قد تكون مهمة صعبة لواشنطن".

وأرجع هذه الصعوبة إلى أن "إسرائيل ستعمل على تهدئة الغضب الأمريكي من خلال تكرارها التأكيد على أن التكنولوجيا التي تزود بها الصين ستكون لأغراض مدنية فقط".

وربما تلجأ إلى اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ليعمل من خلال مناصري إسرائيل في الكونغرس على تخفيف الضغوط الأمريكية.

ويعزز من الاحتمال الأخير تصريحات ودراسات كشفت عن تنسيق بين اللوبي الصهيوني واللوبي المؤيد للصين في الولايات المتحدة، لذا ربما يعملان معا على عدم تدخل واشنطن، خاصة وأن إسرائيل ترى أن الصين قوة صاعدة في المنظومة الدولية، ولا بديل عن البقاء على تماس مباشر معها.
 
الصين والعلاقة الأسرائيليه قديمه جدا . Win win situation

في الجانب العسكري ربما بدأت ببيع مشروع اللافي للصين وظهرت لنا j-10
1547726519181.png
 
الاسلوب الامريكي المتنمر ..
وصل للطفلة المدللة غير الشرعية اسرائيل

:تصفيق:
 
ولكن التوتر الأمريكي - الإسرائيلي ظهر بشكل واضح في 2001 وأدت الضغوط الأمريكية لألغاء صفقة بيع الرادات الجوية طراز Phalcon التي كانت تنوي اسرائيل بيعها للصين
ودفعت تعويضات بلغت 350 مليون دولار للصين لعدم الوفاء بالعقد .
ولترضيه اسرائيل سمحت الولايات المتحدة في 2003 ببيع تلك المنظومات للهند العدو التقليدي للصين

1547727449761.png
 
الصين كان لها موقف قوي مناهض للصهيونية،
ولم تقم بينهما علاقات كاملة إلا في 1992 بعد مؤتمر مدريد 1991 المشؤوم،
حيث لم يعد للصين مبرر أن تقطع العلاقات مع الصهاينة
وقد أقامها عرفات معهم،

كان موقفها ممتاز لكن التفريط منا نحن العرب
 
تاريخ العلاقات الصينية الاسرائيلية:

يقسم الخبراء تاريخ العلاقة بين الصين وإسرائيل إلى أربع مراحل متتالية لكل مرحلة فيها مميزاتها و سلبياتها .
المرحلة الأولى من 1949 إلى عام 1950 وهي الفترة بدأ خلالها الطرفين صداقة تقوم على الدعم المتبادل وتحديد معالم الشخصيتين .
المرحلة الثانية من 1950 الى 1977 التي تسمى بمرحلة الاختلافات السياسية حيث كانت الصين تحيا فترة الانغلاق السياسي حيث فشلت الصين في العديد من الإصلاحات و لا سيما في مواجهة الفقر في البلاد.

المرحلة الثالثة من عام 1978 إلى عام 1991 التي عرفت بسياسة الانفتاح الصينية و ازدهار الصناعة في مجال المعدات الحربية .
المرحلة الرابعة من عام 1992، شهدت الدولتين عهدا جديد من العلاقات الدبلوماسية حيث تطورت اشكال و مجالات التعاون و التبادل بين الحكومتين
 
المرحلة الأولى من 1949 الى 1950 : التعارف الثقافي والتاريخي:

على الرغم من مؤشرات الصعود والهبوط في علاقاتهم، فإن المتابعين للشأن السياسي العالمي يعتبرون ان جمهورية الصين الشعبية وإسرائيل هما مرتبطتان سياسيا الى حد كبير. ففي نهاية الأربعينيات، ظهرت هاتان الدولتان عقب الحرب العالمية الثانية حين إنتصر الحلفاء على دول المحور في حروب دامية دارت بين اوروبا و آسيا خصوصا الصين التي واجهت الاستعمار الياباني في 1948 رحبت الصين بالإعلان دولة إسرائيل أشادت وسائل الإعلام الصينية آنذاك والحزب الشيوعي الصيني تحديدا بإنشاء دولة لليهود على اعتبار انهم من اعرق الشعوب في العالم . وفي وقت لاحق في أكتوبر 1949 و هو تاريخ إنشاء جمهورية الصين الشعبية لقيت الصين ترحيبا مماثلا من قبل إسرائيل و تلى ذلك اعتراف الحكومة الإسرائيلية رسميا للجان المقاومة الشعبية في 9 يناير 1950.
166560
 
المرحلة الثانية من 1950 الى1977: مرحلة الاختلافات السياسية:

وعلى الرغم من أن سنواتها الأولى من العلاقات كانت متميزة إلا إن العلاقات الصينية الإسرائيلية بدأت تتحول في أوائل الخمسينيات. بداية من مشاركة الصين فى الحرب الكورية الامر الذي ازعج إسرائيل التي تقف دوما في الصف الأمريكي وفى فبراير عام 1951، بعد ان اصدرت الامم المتحدة قرارا يدين الصين، قررت الحكومة الاسرائيلية ان تدعم قرارات الامم المتحدة المتعلقة بالحرب. و في المقابل أسفر المؤتمر الافريقي- الآسيوي في أبريل 1955 في باندونغ الذي إنقعد رغم مقاطعة كل من إسرائيل وتايوان له إلى تطور سريع للعلاقات الصينية العربية.

إضافة لدعم الصين للعرب في حرب السويس عام 1956 وحرب الأيام الستة لعام 1967 الأمر الذي زاد في توتر العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية وإسرائيل علاوة على سياسة الصين في دعم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، خلال هذه الفترة كانت الصين تواجه مشاكل على المستوى الداخلي على غرار الاضطرابات التي عرفتها أجنحة الحزب الشيوعي و إعلان الثورة الثقافية و ما تبعها من خلافات بين قيادات الحرس الأحمر التي لم تتوقف لعقود .

إن هذه الأحداث السياسية والاضطرابات المتكررة في منطقتي بلاد الصين و الشرق الاوسط أدت إلى فتور طويل الأمد للعلاقات بين جمهورية الصين الشعبية وإسرائيل. وفي الوقت نفسه، تعززت علاقات إسرائيل مع تايوان بشكل كبير بحلول هذا الوقت، حيث تجد الدولتان حليفا في الطرف الآخر خلال فترة العزلة السياسية. إن هذه الفترة من إنقطاع العلاقات بين إسرائيل وجمهورية الصين الشعبية لم تتغير حتى أواخر 1970 مع بداية إصلاحات في سياسات الحزب الشيوعي الصيني.

سياح صينيون في إسرائيل
166561
 
المرحلة الثالثة من 1978 الى 1991: ازدهار التعاون العسكري

على الرغم من هذا الفتور الدبلوماسي بين القطبين لان بيكين كانت تعتبر تل ابيب منخرطة في الامبريالية العالمية الا ان إسرائيل والصين بداتا في تطوير تعاون عسكري واسع وسري في وقت مبكر بداية من 1980 خلال الحرب السوفياتية في أفغانستان.

الجانبان من العملية والتعاون العسكري بين البلدين لمساعدة المقاومة الإسلامية ضد السوفيات بعض التقديرات التي باعت إسرائيل أسلحة بقيمة 4 تريليونات الولايات المتحدة الصين في هذه الفترة وبدأت الدولتين بعد ذلك بتبادل زيارات الوفود من الأكاديميين والخبراء ورجال الأعمال والصناعية.

وعلاوة على ذلك، افادت الانباء ان عددا كبيرا من الدبابات الثقيلة المستخدمة في مسيرات يوم الصين الوطني لعام 1984 قدمت من اسرائيل من معدات الحرب التي استمرت ستة ايام. لدينا مستوى الكلي منذ 1980 الصين جعلته إلى الولايات المتحدة وروسيا وشراء مجموعة واسعة من المعدات والتكنولوجيا العسكرية بما في ذلك الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.

السياسة التاريخية المعادية لاسرائيل في الصين واعطت تقديرا للقدرات العسكرية الاسرائيلية ومجالات التكنولوجيا الفائقة مع مرور الوقت في قطاع التجارة والاقتصاد.

زيارة نتنياهو للصين وتوقيع العديد من الأتفاقيات
166562
 
المرحلة الأخيرة: 1992 حتى الآن: ازدهار العلاقات الاقتصادية والتجارية

في 1992 عرف العلاقات الصينية الإسرائيلية منعطفا جديدا ويعود ذلك للتحول الجذري الذي شهدته جمهورية الصين الشعبية حين قررت حكومة جيان تسه ميانغ اتخاذ سياسة الانفتاح الاقتصادي فلقد تحولت الصين إلى قوة عظمى اقتصادية عالمية بعد إصلاحاتها الاقتصادية، وازدهار قطاعات التكنولوجيا في إسرائيل. حيث أصبح كل من البلدين ينعم بازدهار في قطاع المال و الأعمال. كما شهدت الشراكات بين رجال الاعمال الصينيين والاسرائيليين ارتفاعا قياسيا منذ ذلك الحين حيث ازداد حجم التجارة حوالى 200 مرة منذ عام 1992 اذ اصبح يتواجد اكثر من 1000 شركة اسرائيلية في الصين.

وبما أن و ربما ان إسرائيل تعتبر الرائدة عالميا في مجال التكنولوجيا والعلوم المبتكرة فأن السوق الصينية الضخمة تسعى بنشاط إلى تعميق صلاتها مع هذه القطاعات كمرحلة جديدة من نموها الاقتصادي الذي اصبح يسعى الى تحسين جودة انتاجه.

و يتجلى هذا التعاون في الحفاوة التي لقيها بنيامين ناتانياهو في زيارته للصين السنة الماضية حيث استقبله رئيس الوزراء الصيني في اطار لقاء لدعم أواصر الاخوة و الصداقة بين الشعبين حيث اعلن الطرفين عن مشروع خط جوي بين شانغاي و تل ابيب علاوة على إطلاق سياسة تسهيلات لرجال الأعمال الصينين في إسرائيل و كذلك رجال الاعمال الاسرائيلين في الصين و عرف اللقاء عبارات إشادة بالتعاون الصين مع إسرائيل في المجال الاقتصادي و الثقافي أيضا كما قال لي كيبيان:”ان الصينين و اليهود من اعظم شعوب هذا العالم “.
 

جنرال إسرائيلي: الصين يتجسس علينا رغم تنامي علاقاتنا ‏​


قال جنرال إسرائيلي؛ إن “العلاقات الاقتصادية المتطورة بين إسرائيل والصين تثير الاهتمام والقلق في الولايات المتحدة، لكن استغلال إسرائيل للفرص الاقتصادية مع الصين يجب أن يأخذ في الاعتبار إمكانية أن تعمل على الحصول على التقنيات بالوسائل السرية”.

وأضاف آساف أوريون في مقاله على القناة 12″، أن “أصداء الهجوم الإلكتروني الصيني على إسرائيل تردد في الأيام الأخيرة، ورغم أن توتر الأخبار المتسارعة لم يعرها ذلك الانتباه، لكنها فاجأت بعض الجمهور الإسرائيلي، رغم أنه في الواقع ليس هناك مفاجأة، لكن التفاصيل والخلفية والسياق تتطلب توضيحا أمنيا”.

ونقل أوريون، رئيس البرنامج الإسرائيلي الصيني بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والرئيس السابق للقسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، عن “شركة الأمن السيبراني FireEye تقريرا عن حملة تجسس إلكتروني صينية، شملت مهاجمة أهداف في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وإسرائيل منذ بداية 2019، يعزو التقرير الحملة إلى UNC215 وهي عملية تجسس صينية نشطة منذ 2014 على الأقل ضد المنظمات الحكومية والتكنولوجيا والاتصالات والأمن والتمويل والترفيه والصحة”.

وأكد أنه “بين 2007-2020 استثمرت الصين 19 مليار دولار في إسرائيل، منها 9 مليارات دولار في قطاع التكنولوجيا، و6 مليارات دولار في البنية التحتية، لكن منذ 2018 طرأ انخفاض في استثمارات الصين في إسرائيل، كما هو الحال في دول أخرى حول العالم، مع العلم أن الاهتمام الصيني بالتكنولوجيا الإسرائيلية تمثل بإرسال أكاديمييها لإسرائيل، والاستحواذ على الشركات، وإنشاء مراكز البحث والتطوير في إسرائيل”.

 
عودة
أعلى