معركة الأرك (مرج الحديد) / د. محمد منير الجنباز

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,781
التفاعل
17,898 114 0
معركة الأرك (مرج الحديد)

د. محمد منير الجنباز


تُعَد من أعظم المعارك الحربيَّة التي انتصر فيها المسلمون بالأندلس ومن أكثرها جندًا.
قائد المسلمين: أبو يوسف يعقوب بن عبدالمؤمن.
قائد النصارى: الفونش ملك الإفرنج في إسبانيا.
وقعت سنة 591 هـ

سببها:
أن الفونش كتب كتابًا إلى يعقوب بن عبدالمؤمن فيه تحدٍّ وإساءة أدب، ومما جاء فيه: باسمك اللهم فاطر السموات والأرض، أما بعد أيها الأمير، فإنه لا يخفى على كل ذي عقل لازب، ولا ذي لب وذكاء ثاقب، أنك أمير الملة الحنيفية، كما أنا أمير الملة النصرانية، وأنك مَن لا يخفى عليه ما هم عليه رؤساء الأندلس من التخاذُل والتواكل وإهمال الرعيَّة، واشتمالهم على الراحات، وأنا أسومُهم الخسفَ، وأخلي الديارَ، وأسبي الذراري، وأُمثِّل بالكهول، وأقتل الشباب، ولا عُذْر لك في التخلف عن نُصْرتهم وقد أمكنَتْك يَدُ القدرة، وأنتم تعتقدون أن الله فرض عليكم قتالَ عشرةٍ منا بواحد منكم، والآن خفَّف الله عنكم، وعلِم أن فيكم ضعفًا؛ فقد فرض عليكم قتال اثنين منا بواحد منكم، ونحن الآن نُقاتِل عددًا منكم بواحد منا، ولا تقدرون دفاعًا، ولا تستطيعون امتناعًا، ثم حُكي لي عنك أنك أخذتَ في الاحتفال، وأشرفت على ربوة القتال، وتَمْطُل نفسك عامًا بعد عام، تُقدِّم رِجلًا وتؤخر أخرى، ولا أدري: الجبن أبطأ بك، أم التكذيب بما أُنزِل عليك؟!"، ثم طلب تحدِّيَه بالمبارزة في أي مكان يختاره، فإذا غلبه غنم ما معه، وإذا غلب فعليه أن يرضى بأن يصبح الفونش زعيم الملتين... إلى آخر الكلام.

فكتب يعقوب بن عبدالمؤمن على قفا الرسالة: ﴿ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [النمل: 37].

ثم جمع يعقوب جيشًا كثيفًا وعبَر المضيقَ وتقدَّم لقتال الفونش، وحشد النصارى جيشًا ضخمًا أيضًا من قاصي البلاد ودانيها، وأقبَلوا مُجدِّين لملاقاته وهم واثقون بالنصر، فالتقى الجيشان في 9 شعبان شمالي قرطبة عند قلعة رياح، بمكان يعرف بمرج الحديد، واقتتلوا قتالًا شديدًا، وكانت الدائرة عند الصدمة الأولى على المسلمين، لكنهم صبروا وجمعوا أنفسهم، ولاقوا الإفرنج بروح عالية طالبين الشهادة، فكانت الدبرة والهزيمة على النصارى، ففَرُّوا في كلِّ اتجاه وأخذتهم سيوف المسلمين، وخلَّف المنهزمون - وعلى رأسهم الفونش - وراءهم مائةً وتسعة وأربعين ألف قتيل، وثلاثة عشر ألف أسير، ومئات الآلاف من الخيام والعدد والبغال والخيل والحمير، وسبعين ألف درع، وكان عدد شهداء المسلمين عشرين ألفًا.

ثم تَبِعهم أبو يوسف يعقوب وفتح قلعة رياح، وحلق الفونش رأسَه ونكسه وركب حمارًا، وأقسم ألا يركب فرسًا إلا بعد الثأر، وفي السنة التالية جمع جيشًا ضخمًا، فهزَمه أيضًا أبو يوسف وتابَعه حتى طليطلة فحاصرها، ولولا أحداث حصلت في المغرب ضد يعقوب، لكان فتح طليطلة، ولكن لأمر يريده الله.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/131054/#ixzz5cbYQlzrO
 
وخطأ اطلاق سراح الاسرى من جيش قشتالة دفع الملسلمون ثمنه غاليا بعد 12 سنة فقط حيث حلت النهاية بمعركة حصن العقاب التي كان عمود جيش شقشتالة فيها اسرى الأرك !!!
 
عودة
أعلى