بعض الاخوة المصريين يهاجم السلفية ويراها اكبر مصيبة في التاريخ والجغرافيا والفنون الجميلة. ويضع فيها كل المسبات بدءا من اطلاق اللفظ (الخاطئ) السلفية الجهادية الى السلفية الجامية الى عدوة التحضر والمشروع الوطني الخ الخ الخ من الشتائم المصرية تحديدا الموجهة ضد السلفية.
لماذا اقول المصرية تحديدا أوليست هذه عنصرية قديسأل االبعض؟
قطعا ليست عنصرية، بل هو شرح دقيق لحقيقة تاريخية. الصراع الثقافي السعودي المصري مبني على فكرين مختلفين جدا. الفكر الاول وهو الممثل لجزيرة العرب تاريخيا وهو الفكر السلفي. والفكر الثاني وهو الممثل لمصر وهو فكرالاشاعرة والماتوريدية والطرق الصوفية.
ولهذا ومن هذا المنطلق وفقط، يرى المصريون (قادة الرأي وليس العامة) أن السلفية مشكلة. لماذا؟ ليس مهما، بل يجب نشر فكرة ان السلفية مشكلة لأن التنافس الفكري بين جزيرة العرب ومصر يقوم على انتصار احد الافكار على الاخرى.
هذا التنافس اختفى وقت الرئيس مبارك. ثم أشعله الشيخ علي جمعه بعد الثورة وأشعله الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر بعد مؤتمر جروزني لطرد السلفية من الاسلام الوسطي. والذي فشل ولله الحمد.
المصريين يوجاهون أزمة فكرية حقيقية في التعامل مع السلفية فهي تنتشر في مصر انتشارا كبيرا جدا واستطاعت السلفية ان تنجح في اول اختبار وتنحاز للوطن في ٣٠ يونيو. هذا الاختبار هو الذي فصل سلفية مصر عن جو الاخوان المسلمين وجعلهم مشكلة أكبر للمفكر المصري.
ولهذا، عندما اشاهد الاخوة المصريين تحديدا يهاجمون السلفية اعلم ان السبب لا علاقة له بتطور او حضارة او غيره من ال buzz words. الهدف هو الانتصار في المعركة الفكرية الدائرة بين الثقافتين. والتي حتى الان يسيطر فيها السلفيون باكتساح.
تحية،
تحية،،،
مبدأيا ارجو ان تأخذ كلامى على انه حيادى او انك تقرأ كتاب وثائقى، فساتطرق لامر قد يراه البعض حساس تجاه السعودية (لانها المركز الثقافى الممثل للخليج) و هذا ما لا اريده و لكنى ساورد بعض الامور من وجه نظر مصرى.
قد يكون كلامك صحيح فى الاختلاف و لكن بالنسبة للسلفية فى مصر و نجاحها هناك اسباب اخرى قد تكون اغفلتها او لا تعلمها و هو شئ طبيعى عند البشر و لا الومك خاصة و انت تتبنى وجه النظر السعودية ( ملحوظة لا اعرف الكثير عن السلفية او الصوفية و لا اهتم لان الاسلام نزل واحدا بدون توجهات)
اظن ان الامر اقدم من ثلاثمائة عام فى الاختلاف الفكرى، فمصر كانت مصدر التشيع فى العالم العربى و عاصمته لاكثر من الف عام و هو كان ما يقابله الفكر الاخر من الدولة العثمانية الى ان انتهى الامر بقدوم صلاح الدين و انهى على الشيعة فى مصر و لكن فكرة الاختلاف الفكرى لم تنتهى.
ثم ظهر مرة اخرى بوضوح منذ ثلاثمائة عام ايام محمد على و خصوصا حملة ابراهيم باشا على الحجاز و الحركة الوهابية .... و ظهور الاختلاف الفكرى مرة اخرى
ظهور حسن البنا و الاخوان و اتخاذ منهج القتل و الاغتيالات اظهرت " هذه التيارات او التوجهات " بشئ من التشدد الفكرى و عدم قبول الفكر الاخر و ايضا كمجرمين و خارجين عن القانون.
فترة الثمانينات و اغتيال السادات هى الفترة التى كسرت ظهر البعير (و التى اوصلتك الى هذا الاعتقاد) حيث ان هذه الفترة هى الفترة التى ظهرت فيها السلفية فى مصر و ظهرت عن طريق العاملين القادمين من الخليج و بالاخص السعودية .... المشكلة هنا ان الاخوان استطاعوا ان يقوموا بتحالفات معهم و ظهرت فى مصر ما يعرف بالسلفية الجهادية استفاد منهم الاخوان ليظهروا انهم افضل منهم و اكثر تحاوراً و للاسف الشديد السلفين انفسهم لم يقوموا باى عمل يذكر لجعل الناس تفرق بينهم وبين السلفية الجهادية و الصقوا بانفسهم لقب " السلفية الجهادية"
فاصبح الامر لدى المصريين قناعة مطلقة غير قابلة للنقاش ان السلفية ما هى الا ستار دينى للقتل و ذراع الاخوان المسلح، و ان السلفية و السلفية الجهادية كيان واحد.
و مع ثورة يناير لم يتغير السلفين للاسف و لكن تعاونوا اكثر و اكثر مع الاخوان و كان صلاح ابو اسماعيل هو الوجهة الاعلامية لهم و لم يتعبوا انفسهم و يتفوهوا بشئ
حتى 30 يونيو، لم تصحح الفكرة لدى المصريين و لكنها اكدته... فبالامس كانت السلفية تقف بجوار الاخوان و اليوم انا مع الحكومة و اغير مفاهيمى ( قد تكون تلك المفاهيم هى الاساسية لدى ولكن لم تعرف من قبل) .... اذا فانت كاذب و تتاجر بالدين لمصلحتك.
فاصبحت انا ( لست شخصيا و لكن عامة و اتمنى ان تضع نفسك مكاننا خاصة و ان السعودية عانت من الارهاب ايضا) من جيل الثمانينات و ما بعدها، لم ارى من السلفية (القادمة من السعودية) سوى التهديد و الوعيد و القتل و ان الحكومة المصرية حكومة كافرة و ان كل من يساندها فهو كافر محل دمه و اما ان تكون معنا او ضدنا... الوقوف بجانب الاخوان حتى فى حكمهم لمصر..... ثم فجأة تغير كل شئ اصبحت الحكومة العلمانية ... الكافرة ... المتعاونة مع اعداء الله حبيبة لنا و ربنا يبارك فيها ( لا اتحدث عن النوايا او الاسباب فقد يكون لديهم اسباب لا نعلمها و لكن نتحدث عن الظاهر)
ثم ايضا سياسة السعودية مع ولى العهد (لا اتدخل فيها و ليست محل للنقاش و لكنها مهمة) .. طوال الثلاثين او الاربعون عاما الماضية ... كان السلفيون فى مصر يحاربون فكرة ان النساء تعمل و تكون متساوية الحقوق مع الرجل (ليس الميراث) و ان يكون لها ولى فى كل شئ حتى المصالح الحكومية و الغناء حرام و لا يجوز اقامة حفلات غنائية و الفصل فى الافراح بين الرجال و النساء و ..... الخ.
ثم تغير هذا الشئ فى السعودية العام الماضى ( هذا شانهم الداخلى و ليس لى علاقة به)
اليست هذه اسباب كافية ان يكون هناك تصادم فكرى؟
تخيل انك كنت تعرف شخصا طوال حياتك و فى يوم اكتشفت ان كل ما كان يفعله او يقوله لك مجرد كذب، فماذا انت فاعل معه؟
لم اتحدث عن الصوفية لانى لا احبها و مقتنع تماما ان اى شئ ظهر بعد الرسول و الخلفاء الراشدين فهى بدعة و بالتاكيد الصوفية ظهرت بعد ذلك مثلها مثل الشيعة.