من حق اي دوله ان تحافظ على كيانها وسيادتها بلا شك والكويت ليست استثناء من هذا ،، ولاكنني ارفع القبعه للفكر الاستراتيجي الانجليزي حقيقه الذي سبق عصره بقرون طويله فلم يقسمونا ويهبون اراضينا لجميع الامم المجاور ويسلخون فلسطين من قلب العرب فقط بل قسمونا بطريقه فنيه تجعل لهم تواجد دائم في اراضينا ومدفوع الثمن ايضا وتجعل هناك حالة صراع وعمل دائم لتدمير اي دوله عربيه تتقدم بايدينا نحن لا غيرنا ،، وآمر طبيعي حينما اقسم الدوله الواحدة الى دول و اوجد دول صغيره جغرافيا وقليله عدد السكان ليس لها أمل في البقاء امام جميع جيرانها ان هذه الدوله ستكون هيا النافذة لتواجدي الدائم في هذا الجزء من العالم وهي البوابه لكل مشاريعي ومؤمراتي لتدمير الدول الكبرى في المنطقه وهذا امر ينطبق على جميع الدول التي لا تتمتع بعمق جغرافي او شعبي مقارنه بجيرانها وانا هناك لا اتحدث عن الكويت بل اتحدث عن معادله طبيعية في هذا العالم أنشئت بدايه القرن العشرين في نهاية زمن الاستعمار وحافظ عليها الغرب لمصلحة أمته حتى الان ولاكنها لن تستمر طويلا ،، لدي اعتقاد شخصي مبني على قراءه اؤمن بصحتها ان شكل العالم سيتغير جغرافيا خلال هذا القرن وان عصر الدول الصغيره ذات السياده المطلقه او التي لا تتبع تكتل سياسي وجغرافي وعسكري سينتهي بطريقة او بأخرى ،، والمطلع على الساحة الدوله بشكل عام يجد ان هذا الامر منطقي جدا ،، ان بقاء الامور على وضعها الحالي مرتبط ببقاء الولايات المتحدة قويه ومسيطرة على العالم في حاله ضعفها ان انهيارها ستختفي كافة الدول الصغيره والضعيفة وستبلع بغض النظر عن الطريقه ،، ولدينا ثلاثة نماذج يمكنها توضيح الصوره ( الصين النموذج الاول ) نجاحها في مشروعها وعدم مقدره أميركا على إجهاضه وضعف أميركا او انكافئها على النفس ستجعل منها وحش يبلع جميع الدول الصغيره بجانبها وكذالك الروس والنموذج الاخير هنا في منطقتنا العربيه ( فرس ترك يهود ونموذج العرب المتمثل بالدوله السعوديه ) نجاح مشروع احد هذه الدول وانهزام البقيه او تحجيمهم سيجعل منها قوه تبلع جميع الدول الصغيره وربما يصل الامر الى تفكيك الدول الكبيره وبلع اجزاء منها وهذا تطور طبيعي للوضع في ذالك الوقت ،، وانا ارشح ان المنافسه النهائية ستكون بين السعوديين واليهود ،، سايكس بيكو انتهت والعالم يتغير وأول من سيلاحظ هذا الامر هم العرب فهناك دول ستقسم ودول لن تبقى من الاساس والنجاح سيكون من حليف دوله واحده فقط في هذه المنطقة وربما دوله اخرى ستحجم والبقيه سيدمرون بصوره فعليه ،، والكويتيين استبقوا الأحداث ضنآ منهم ان هذه الخطوه ستحميهم من هذا السيناريو ولا اعلم هل لديهم علم ام لا ان مثل هذا النموذج لا يمكن تطبيقه والغرب لديه كل هذه الإمكانيات العسكريه والقدرات الصناعيه ،، حينما نصل لمثل هذا الوضع ستكون الامور تغيرت بصوره فعليه والغرب يحتضر على الاقل اقتصاديا او منهك من حرب مع عدو ند ،، ومما يتضح لي ان القياده الكويتية بهذا التصرف ترفض بطريقه غير مباشره اي صوره للاتحاد بين دول الخليج العربي وهذا اكثر خطأ اراهم يرتكبونه حتى الان ،، في كل الأحوال سيتم في الاخير ما يريده الله تعالى ،،.