دبابة أسد بابل هل هي صناعة عراقية ؟

إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
3,059
التفاعل
4,157 20 0
في حقبة صدام حسين البعثية بالعراق قامت هيئة التصنيع العسكري العراقية بتصنيع بالبداية دبابة مستنخة من الدبابة السوفيتية T-72 M1 وهي تعتبر جيل رابع من دبابة T-72 إلا أن دبابة العراق التي سميت أسد بابل كان بها بصمة خاصة عراقية.

وهذا ما سوف نتناوله في موضوعنا هذا، إن شاء الله.

دبابة أسد بابل العراقية

72119_Philippe_Bonnet_3.jpg
 
كانت دبابة أسد بابل تعتمد على محرك قوته تقارب 700 حصان بخاري وكانت سرعتها نحو 70 كم في الأماكن الترابية والرملية إلا أنه كان لها ميزات سرية وخفية في هذا المجال ومجالات أخرى مخفية!.





Asad_Babil.png
 
فقد زود محرك دبابة أسد بابل بآلية خاصة للدفع الزائد احتياطية طور بامكانيات عراقية يساعدها على ما يمكن تسميته بوثبة الأسد القتالية من حفر الحماية الذاتية أو المدافن الرملية أو الأوساط المائية.
بالإضافة إلى التسارع الحركي الزائد في حالة الهجمات المباغتة القريبة نسبيا ومناورة الفرار القتالية المدعومة بتغطية نارية ودخانية.



72119_Philippe_Bonnet_1.jpg
 
وزودت دبابة أسد بابل بتقنية هندسية خاصة تمكنها من عملية الدفن الذاتي بالرمل بفترة قياسية.
إضافة للتقنية الأساسية للاختباء بالماء على عمق يصل إلى خمسة أمتار تحت الماء.
وتقنية خاصة لإخفاء آثار جنازيرها اثناء الحركة على الرمال.
 
وقد لوحظ على دبابة أسد بابل أنها تعتمد على دروعها الرئيسية ولا تستخدم أي دروع إضافية سلبية أو تفاعلية!.
وهذا يُعزى إلى أمور وأسباب عدة.
منها تفوق تدريعها الذاتي على نظيرتها السوفيتية من ناحية الكثافة المعدنية والمقاومة والممانعة الزائدة وبجهود محلية، ووجود نظام تصفيح نهائي داخلي عالية الجودة والممانعة ووسائل نجاة ومغادرة أكثر مرونة إضافة للاعتماد المجدي على المناورة الحركية والتضليل.
 
والتقوية السلبية للتدربع الذاتي بصفائح نهائية من خليط خاص من التيتانيوم والتنغستين والحديد بدبابة أسد بابل كان أفضل باحتواء قذائف الطاقة الحركية وحتى الحرارية، من ما في الابرامز التي كانت تعتمد على تصفيح خارجي من خليط فيه اليورانيوم المنضب.
لأن الداخلي العراقي يحتوي المرحلة الأخيرة من التصبيط للطاقة الحركية أو الحرارية.
 
وربما كان الإعتماد على التصفيح الخارجي الأميركي بمعدن اليورانيوم المستنفذ مبعثة خطورة أن يكون داخلي بسبب سرعة إرتفاع حرارته وبشكل خطير إضافة لاثاره الإشعاعية.
وهذا ما استثمره الحرس الجمهوري العراقي ضد هذه الدبابة الأميركية في الساعات الأخيرة من أم المعارك العراقية.
واستدركته أمريكا في الجيل الثاني من دباية الابرامز.
 
ولكي نفهم ما حدث في عاصفة الصحراء علينا أن نعرف كيف كانت مراحل تصنيع هذه الدبابة.
أول مرحلة كانت تجميعية روسية للنموذج T-72M انتج منها 250 دبابة سلمت لفرقة النداء والعدنان التي توضعت في المواقع الأمامية للحرس الجمهوري العراقي العام.
المرحلة الثانية تصنيعية محلية بنسبة 60 بالمئة للنموذج T-72M1 صنع منها 500 دبابة سلمت لفرقة نبوخزنصر وحامورابي والمدينة من فرق الحرس الجمهوري العراقي العام.
 
المرحلة الأخيرة كانت بجهود محلية بنسبة 75 بالمئة و كانت للنموذج T-72M1A انتج منها 250 دبابة قبل عاصفة الصحراء وزعت على فرقة المدينة المنورة من الحرس الجمهوري العراقي العام والحرس الجمهوري العراقي الخاص.
وميزت بتسمية دبابة صدام الأسد.
 
تم تشكيل الحرس الجمهوري العراقي على أساس فكرة تشكيلات البانزير المدرعة النازية.
أي على أساس فكرة تشكيلات مدرعة وميكانيكية حركية هجومية.
 
يا ليت لو يوجد سجل تفصيلي للمعارك التي شاركت بها الدبابه
 
في خطوط المواجهة الأولى في عاصفة الصحراء كانت النموذج الأول التجميعي من دبابة أسد بابل ولكن عزز بقذائف طاقة حركية سهمية كانت فعالة حتى مدى 1800 متر.
ظهر فعلها بالافخاخ الدفاعية وبالاشتباكات القريبة.
ولكن قذيفة الطلقة الفضية الحركية عيار 120 ملم وقذائف ستاف الذاتية التوجيه الانقضاضية وهما من أسلحة دبابة ابرامز وظهور الإسناد الجوي القريب لحوامات الأباتشي ونفاقات الثاندربولت حالت دون ظهور الصورة المجدية لهذا التكتيك الدفاعي لدبابة أسد بابل إلا أن أكثر من نصف الدبابات استطاعت النجاة والإلتحاق بالخطوط الخلفية لتشكيلات الحرس الجمهوري العراقي.
 
تم ذلك الانسحاب بالتغطية النارية والدخانية الذاتية والمدفعية الخارجية في الخطوط الخلفية وحتى الامامية وقيام عدد من باقي دبابات أسد بابل والنظيرة الروسية باشتباكات تلاحمية حركية هجومية ضد التشكيلات المعادية.
 
إذا سلاح أسد بابل الفعال بالمرحلة القتالية الأولى تمثل بالقذيفة السهمية الخارقة للدروع بالقوة الحركية وصغر مقطعها مقارنة مع قذائف السابوت الحركية وزيادة سرعتها الاندفاعية حتى 2000 م/ث إضافة إلى العامل المساعد الحراري بوجود عنصر التنغستين عند الإختراق لاكثر من 2000 درجة مئوية.
 
ويبدو أن العراقيين كانوا مدركين لقوة الدروع الأمريكية فعولوا على السلاح المناسب الجبهي الحركي وليس الحراري الأجوف.
ولما في الحركي من عنصر هام غير التفاعلية الاختراقية وهو تقليص ردة الفعل ومفاجأة العدو إذ أنه يحتاج إلى أقل من ثانية لبلوغ هدفه.
 
المعارك التلاحمية الأولى المدرعة والميكانيكية الخاصة بالحرس الجمهوري بدأت في السادس والعشرين من شهر شباط فبراير 1991 شارك فيه أكثر من 200 دبابة أسد بابل من النموذج الأول تابعة لفرقة النداء وفرقة توكلنا من فرق الحرس الجمهوري استطاعت بقذائفها السهمية اعطاب وتدمير 23 دبابة ابرامز دمرت منها اثنتان بشكل كامل تقريبا.
واستطاعت أن تصبب عدد منها بأكثر من إصابة وتمكنت بعض القذائف السهمية بعون الله من اختراقات جانبية نفذت حتى من الجهة الثانية.
 
وقد تكون خسائر العراق كبيرة من النموذج الأول من دبابة أسد بابل في معاركها التلاحمية اما الابرامز الأمريكية.
إلا أن المفاجأة العراقية في منطقة الاهوار العراقية قلبت المعركة.
 
عودة
أعلى