العالم الخفي للقوات الخاصة التي ترى وتسمع كل شيء
قبل ساعة
باراك عمل في وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة التي كانت مكلفة بزرع هذه الأجهزة (وكالة الأنباء الأوروبية)
سعت
إسرائيل منذ سنواتها الأولى إلى بناء قدراتها على جمع المعلومات الاستخبارية عبر أجهزة الاستماع المرتبطة بشبكات الاتصالات لجيرانها العرب، غير أن زرع هذه الأجهزة وصيانتها واستبدال بطارياتها ينطوي على مخاطر جمة، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة تايمز البريطانية.
التقرير الذي كتبه آنشيل بفيرفر ذكّر في البداية بقصة الفريق الإسرائيلي المكون من خمسة أفراد الذي اعتقل في
سوريا بينما كان في مهمة استبدال إحدى البطاريات عام 1953، مشيرا إلى أن التعذيب الذي تعرض له أعضاء هذا الفريق و
انتحار أحدهم ولدا صدمة وطنية في إسرائيل.
ولفت الكاتب إلى أن ذلك الفشل في سوريا دفع إلى إنشاء وحدات للقوات الخاصة ذات خبرة في العمليات العابرة للحدود والطويلة المدى التي تنفذ خلف خطوط العدو ويصعب كشفها.
وقال الكاتب إن كثيرا من المجندين الأوائل في وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية المعروفة اختصارا بــ"ماتكال" كانوا يهودا مزراحيين يتحدثون
اللغة العربية كلغة أم، مما يمكنهم من العمل متخفين في بيئة عربية.
ومن بين ضباط هذه الوحدة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق
إيهود باراك ورئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي
بنيامين نتنياهو، وكانت عملياتها الأولى تنفذ بشكل رئيسي في الصحراء أو المناطق المفتوحة الأخرى، وكانت أهم خبرة تتطلبها هي القدرة على التنقل لمسافات طويلة ليلا مع الحرص على التواري عن الأنظار والتمويه نهارا.
وقد استخدمت القوات المسلحة والمخابرات الإسرائيلية "عناصر مكافحة الإرهاب" القادرة على القيام بمهام سرية في المناطق العربية، وذلك منذ أيام المليشيات اليهودية الأولى أي حتى قبل قيام الدولة.
وعلى مر السنين أصبحت هذه العمليات السرية تنفذ من طرف عسكريين مهنيين وكرست لها وحدات كاملة، ويضم مجندوها يهودا درسوا اللغة والثقافة العربية، فضلا عن عدد من
الدروز الذين يتحدثون اللغة العربية ويوجد منهم عدد كبير في الجيش الإسرائيلي.
وتعني طبيعة خدمة هؤلاء الضباط أنهم في بعض الحالات حتى لو قتلوا في المعارك تحجب أسماؤهم وصورهم عن الجمهور حتى لا تنكشف هوياتهم.
المصدر : تايمز